امرأة من زجاج/ناريمان معتوق
من قال لك أن الحياة هي مجرد كابوس اسمه الموت
وأن الحلم نحو المستحيل صعب فهو بالإصرار سهل
ومن قال لك أن الأماني التي لا يمكن تحقيقها
ولحظة بلحظة ننتظر
نعم من قال لك
افتح عينيك أكثر للقدر لوّح بيديك للنسيان
اجعل حكايا الزمن تبرق خجلاً
وداوي قلبي العطش للحب
فالطريق أمامنا طويل
وأنت شبه حلم لديّ
وأنا هنا عالقة في منتصف طريق الوجع
أفتح فاه الكلمة بخنجر الوقت والانتظار
وأشد شعر الكلمة على أوراق قصيدتي
حين تتراقص خجلاً
فكم من الكلمات التائهة عبرت مني دون رجوع
وكم منها عبر دون قيد أو شرط
دائماً الحكايات لها ألف نصيب من أوجاع ذاتي
ودائماً أنا ألبس وجوهاً لطالما كرهتها في الآخربن
ولم تكن أبداً لي.....
أحيا حياة البؤس داخلي
لطالما لامست جزءاً من ماضٍ وحاضرٍ مزقني
لم أحيا الحياة كما يجب
دائماً أسكن في عالم الخيال
الحكايات عندي لها ألف طعم ولون
كل يوم أبدأ قصة جديدة وخرافة جديدة
أحررها على أوراقي بطريقتي
دون فتق جراحاتي بألف آهٍ.... وكم أنا متعبة
دون العبث بمخيلتي الخصبة
دائماً يوجد لديّ الكثير لأقوله
فأنا ثرثارة من الدرجة الأولى على الورق
لكن الخجل، الخجل أمام عينيك اللتين تؤرقانني
نظرة من نظراتك تشعرني بالخجل وتشعل يومي
تعريني لحظة بلحظة أمام عينيك
تجعلني أتوه وأشيح بنظري عنك
كي لا ترى مدى لهفتي لعناقك للمسة يديك
لقبلة أرسمها على جبينك بحب
وحين تشعل سجائرك لي عالمي الخاص فأبتهل
تلامس شفتيك وأنا أنظر إليك إلى ملامحك
فأفترش حنيني لأجلك عمراً
وكي لا ترى شوقي وأنا غارقة متيمة بك أكثر
نعم سوف أكتب حروفي وأجعلها تغرقني على الورق
لا أحد يحاول انقاذي من مرارة الواقع
دائماً وحيدة....
لكن أولاً أقول دع الثرثرة تعبّر عني
فهي بابي الأول للنجاة من العذاب داخلي
وضجيج الذكريات الحزينة المفتعل يؤرقني
من القهر الممزوج بدمي والحزن
فأنا امرأة من زجاج الواقع الذي لا لون له
تكسرها الكلمة ،
وتشوه معالمها ،
تدميها،
والضباب أمامها يجعلها دون ملامح تذكر
تلامس وجهها بعد كلمة حزينة غيرت معالمها
فتتشقق سماء روحها وعبثاً تحاول إصلاحها
فتتبخر أحلامها واحدة تلو الأخرى
تبكيها الحروف الخائنة
والحروف الصامتة
وعلى سطر النهاية أختنق كعبرة وسط الدموع
يسحق كبريائي
الانتظار،
والوعود الكاذبة،
والأكاذيب المضللة،
فتعلق أمامي بدفتر الملاحظات بعض أحجيات
وفي مشنقة الواقع كي لا أخسر
ذاتي،
نقائي،
حيويتي ونشاطي،
وأبدأ بعدها بالنسيان......
وأجعل لعقلي رداءً يقيني بردك وصقيعك والجنون
جزء من الماضي والحاضر اندثر على يديك
وعلى أنامل اللهفة حين أحمل القلم
أسكب حبر دمي على الورق لأكتب عن جرح غائر
لطالما أسرتني تردداته داخلي
وفي عقلي وقلبي المثقل بالهموم
دعني أمضي إلى عالم الخرافة وحيدة
أشعل نبض أوهامي حزناً
وأغزل الحب على طريقتي
وأمضي لكن دون أثر
فأنا لا أحب المظاهر الخدّاعة......
(امرأة من زجاج)
ناريمان معتوق/لبنان
1/2/2023
4:52ص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق