الثلاثاء، 28 فبراير 2023

لذة لحظة و ندم حياة/محمد بن سنوسي من سيدي بلعباس


 لذة لحظة و ندم حياة

لذة لحظة وندم حياة رسالة عميقة جدا حملت ثقلها جملة وكأن خلدي لايزال يردد صداها قالها لنا أستاذ التاريخ والجغرافية الأستاذ مراو نور الدين ذكره الله بكل خير ذات يوم بثانوية الحواس حلقت بين حروفها دروس وعبر لم نكن لنفهم معناها وقتها و لا أن نترسم خطوات الحكماء الذين عبروا للضفة الأخرى للحياة ولكن مع الأيام و مشاهد الصدوع و عبرات الحيارى النادمين على خطوة مشينة في لحظة طيش وخضوع تام لإملاءات صوت الدهاليز المظلمة الداعية لخوض رحلة المجهول تمكنت من تشفير دقيق للرسالة و كشف وافي للمغزى والمراد.
الواقع أن الأمر يتلخص في رسم بين واضح لضوابط العلاقات الجنسية التي إتخذت لنفسها اليوم مسميات متعددة الألوان فغدت علاقات حميمية وأخرى غرامية لتصل للمسمى الغادر العلاقات الشبابية في مشهد يخفف بشكل خبيث من وطأة الجريمة الأخلاقية و يصنفها في خانة المرحلة العابرة خصوصا ما تزامن منها مع فترة الشباب . فالحقيقة الكامنة في الحقيقة نفسها أن أمر العلاقات الجنسية محصن من الشرع الكريم إذ حصر ذلك في ضرورة توفر شروط محددة ومشددة متلخصة في إستيفاء شروط الميثاق الغليظ فكل خطوة منغمسة في الدقة و الإنبعاث من تحركات الأهل و إتصالاتهم وصولا لعقد القران مع إعلان الفرح في الحلقة الأخيرة للقصة التي تحركت أوصالها منذ البداية في جو من الإخاء و الوفاء و التقاليد المنبعثة من عمق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف. وبالمقابل تجد من إختصر الطريق و قفز على المراحل و رسائل الأصول طاعة لتعاليم الشيطان و خضوع النفوس المريضة في لحظة ضعف و طيش لأجل الإبحار في الرحلة المجهولة العواقب والتي تتم تحت وطأة أجنحة الظلام بين خشية رقابة الأعين أو وشاية عابرة وسط تعد صارخ و سافر على حقيقة الرقابة الإلاهية. في ذات الوقت يتم إستقبال العريس ليلة البناء عند مدخل البيت بالبارود و الزغاريد والإبتسامات و صور الفرح عبر الممر الشرفي لكلا العائلتين و كأن المشهد ذاته يتكرر لكن للحلال رونقه و بريقه و عطره و للحرام أيضا ظلماته في الوجه و البدن ووعود الفقر وخراب البيوت و موعد أسود يوم الحساب.
هي مقابلة مباشرة بين مشهدين متماثلين في الوقائع مختلفين في الجوهر و الآليات و المنهج فشتان بين طالب للحلال المؤسس لعائلة وأجيال و بين متهور معتد دق مسامير الخيانة الخبيثة للأصول و المواثيق و التقاليد و التعاليم الإلاهية في جوهر الذات لقيادتها لروافد الظلمات والأمراض الجنسية و تعدد مشاهد العقاب في المستقبل . فالحقيقة كلها أن الحق بتعاليمه يعلو على كل باطل إستجاب للهوى و تتبع بغريزة خطوات العدو الأبدي و إقترب من دروبه لحظة أو إلتفاتة أو بخضوع قول أو حرف أو إيماءة.
محمد بن سنوسي من سيدي بلعباس
الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق