السبت، 25 فبراير 2023

موت مع تأجيل آلـــدّفـــن /فيصل غانمي


 ~~~ موت مع تأجيل آلـــدّفـــن ~~~

في رحلة
بين الحياة و الفناء
حملت معي أمتعتي
وضعت كلّ ما أملك في كيس :
ذكريات مريرة،
مجموعة من الأشعار المبعثرة
لم أنته بعد من معالجتها
ثم .. قصدت المعبر الحدودي
الذي يفصل بين الوجود و العدم
وصلت إحدى البوّاباب
وجدتها تغصّ بمن هم على شاكلتي
أرواح تائهة ... غريبة عن بعضها
بقينا ننتظر ردهات من الزمن
لا أعلم .. دام الإنتظار سنة ...
او عقد من الزّمن
أم قرن أو قرون ...
مللت ... كعادتي ، الإنتظار
علا صوتي ... اخترق جدار الصّمت
أطلّ علينا من وراء الفراغ شيء
صرخ مناديا ... أن الاله قد وصل
فكثر الهمس .. ماذا عسانا نقول ؟
فكلّ يعطي رأيا
إلاّ أنا .... بقيت صامتا
لم أعرف بحقّ ماذا أقول
لأنّي لم أتعوّد تزيين الكلام
ارتجفت خوفا ، كما كنت أرتجف
أمام البوليس الأرضي
ولكن ... سرعان ما لملمت شجاعاتي
و ترأّست الغفر
و صحت فيهم :
يا من أفنيتم في التعبّد العمر
ويا من بربّ العرش قد كفر
كلّكم كنتم ذات يوم من أمّة البشر
ثم انقرضتم وبقي الربّ وحيدا ...
سئم الوحدة .. لم يجد من يُــذِل
اشتاق الشّكرَ و آلتّمجيدَ
كفاكم ما تكبّدتم من عذاب
كفاكم انحناء .. و تقبيلا للتراب
عودوا إلى قبوركم .. واتركوه وحيدا في الخراب
يسأل نفسه .. و يبحث بنفسه عن أجوبة لأسئلته
إن اهتدى إلى الجواب ..
فيصل غانمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق