الثلاثاء، 15 نوفمبر 2022

نبض على درب الرجاء بقلم المفكر العربي عيسى نجيب حداد

 نبض على درب الرجاء

يا مانح الرحمة هبني
من وسعها ما طلبته منك
غفران ازلي امنحني محبتك
اقبلني بفردوسك الاعلى بطفولتي
ظلمت من بني الإنسان وتفتت جسدي
صار شظايا مجزوءة مبعثرة على أيادي حاقدين
أصبحت شهيدة ترثيني أمي ايام طوال لسنينها بالالم
ما بال دمعها لا يهدأ اصبحت مكسورة الفؤاد تنادبني الحظوظ
بين ليلة وضحاها فرضوا علينا الفراق باجحاف من دون سبب يذكر
أمست دموعها نازفة كبراكين ملتهبة تجارف احزانها الساخنة ثوران
ويلي على قلوب الشر كيف كسروا خاطرها فجأة لتنوح مدى دهرها
تحاكيكم روحي الان لظلم أحاط نفسي منهم أصابها جزع وخسران
انا رفيقة حضنها الدافئ كنت بأيام الرغد فقد حرموني حنانها لكره
عشعش بصدورهم ليطعنوني بخناجر الظيم الاسود المملوء داخلهم
زرعوا أحقادهم في بساتين ورودي اليانعة فتصحرت لتصبح جفاف
هكذا يجهضون اعمار الطفولة يقتلون السلام الأممي لينزعوا فرحنا
تموت اعراسنا وتنتهك الضحكات البريئة وتسجن في توابيت القهر
لتنصهر سعادتنا بأعماق جحيمهم فتذوب الاحلام في أقفاص النزع
جعلوا من سنابل الحقول الخضراء مكانس ذاك خبثهم لأنهم اشرار
كلما دمروا عناوين حضارة اخذهم الرضا وازداد بهم العنفوان لغدر
اضاعت سنين انفلاتهم دون حسيب فأصبحوا قطعان افتراس بشر
هرسوا الرضيع والهرم داسوا العجوز شرحوا مستورات العورة للذل
يا قساة القلوب لما نزعتم الغصن الندي وجففتوا العود اليابس لنذر
كنت بخورة مبخرتها بمحراب قداستها وعطر طيوبها بيوم عرسها
كنت شمعة ظلامها الموقدة إذا اجفلها النوم بازعاج لتهدأ بسكينتها
فبجهلكم جعلتم حياتها موحشة تؤول للخراب تساكنها كل غربانكم
على باب بيتها ينوح بوم الحرمان فلا يولد لها رضيع من هذا اليوم
جفت منها الأثداء تيبست عروقها ونحل جسدها صار هيكل عظمي
اني رافعة شكواي للذي لا يغفل عن أمر لمحاكم يوم يكون حسابكم
المفكر العربي
عيسى نجيب حداد
موسوعة دالي الكاظمية
Peut être une image de 1 personne et foulard

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق