دور المثقفين العرب
عزالدين الشابي
انا على يقين من جسامة دورنا كمثقفين عرب واعلم ان مسؤولياتنا كبيرة على كل المستويات ومنها
اختيار التمشي الاستراتيجي للتعريف الجاد والصحيح بمكتسباتنا ومنها ماثورنا العلمي والثقافي المنتشر في كل اقطار البلاد العربية والذي يستوجب منا صحوة ومراجعات جدية لدراسته دراسة جادة ومعمقة والتعريف به في مدارسنا ومعاهدنا وكلياتنا وحتىغدفي الاوساط الغربية
واني لأعجب الى اليوم كيف لا يعلم طلابنا العرب وكل الغرب على سبيل الذكر لا الحسر ان الخليل بن احمد كان رياضيا بالاساس أي أستاذ رياضيات قبل ان يكون شاعرا وانه أول من اكتشف مفهوم المجموعات ألذي تعتمد عليه كل قواعد ما يسمى اليوم بالرياضيات العصرية وقد تمثل انجازه في التفطن الى تقسم المنطوق البشري ومنها اللغة العربية الى مجموعتين مجموعة الحروف المتحركة ومجموعة الخروف السأكنة مفرقا بين الصوت الذي يكون مجرد ضجيج فاذا صاحبناه بالحركة يصبح صوتا
ولكي يرمز على ذلك أختار علامة 0 للحرف الساكن وعلامة 1 لكل حرف متحرك واعتبر الأشباع خرفا ساكنا فكان بلإضافة إلى انه أول من سن قانون المجموعات في الرياضيات فقد اضاف الى هذا الاكتشاف أختراعا آخر ليصبح بلا منازع أول من شرع في ارساء دعائم المنظومة الثنائية والتي ستصبح فيما بعد أساس كل الاكتشافات الرقمية بدء من التلفاز ووصولا الى الهواتف الجوالة والتطبيقات المختلفة وتخزين كميات كبيرة من المعلومات في أصغر الأحجار والتحكم في الاشياء عن بعد وما حصل من تقدم مذهل وما سيحصل عن هذا التطور المذهل من اختراعات واكتشافات مازالت لم تكشف عن اسرارها بعد كل ذلك بفضل ذلك الرجل الذي بقي لحد اليوم مجهولا ومغيبا تماما عما تسبب فيه بل بقي مجرد ذلك الذي حدود الشعر العربي بعض اوزانه وتكرم عليه فقط فضلا بتسمية الشعر العربي الموزون والمقفى لأنه شعر خليلي و أكتفي بالتعريف به لدى كل الاجيال المتعاقبة بتلك التسمية واعتبرت أقصى ما كرم به الرجل في كامل الاصقاع العربية وغيب اكتشافه الأول المتمثل المتمثل في استنباطه لمفهوم المجموعات كما تم تغييبه تماما عن اكتشافه الثاني والمذهل والمتمثل في انه كان أول من حدد شكل المنظومة الثنائية صفر وواحد وخرح الرجل من التاريخ بلا حمص من جراء تقصير العرب كل العرب بما فيهم كل علمائهم السابقون واللاحقون بلا استثناء لحد هذه الساعة ولعلي أول من تعرض لهذه المواضيع وان من يقرؤني الآن سيكون بطبعه أول من علم بذلك
وفي ذلك اكبر تهنيش واستهتار بالعلم وبالموروث العلمي العربي على الإطلاق وأنا اسوق ذلك بخجل كبير وحرج اكبر خوفا من ان يصبح حتى شكركم لي مخجلا لكل الاطراف مع الأسف ومع ذلك يبقى الخليل بن احمد. رغم انفنا جميعا أول من حدد للعرب وللعالم هذبن الانجازين العظيمين في غفلة منا جميعا طيلة كل هذه السنوات منذ حياته الى اليوم فكان اول من جسم هذا الاكتشاف الرائع وفاجأ الدنيا بالترميز لذلك بواسطة وضع علامة 1 للصوت المتحرك وعلامة 0 للصوت الساكن بالجزم أو المد
وبذلك كان أول من ارسى معالم المنظومة الثنائية العصرية والتي تعتمد على الواحد والصفر مع العلم ان مفهوم الصفر وعلامته اكتشاف عربي صرف
كل هذه الحقائق غيبها الفكر العربي بل حرفها الى درجة جعلت من اجيالنا المتعاقبة بما فيهم علماؤنا يكتفون باعتبار الخليل بن احمد مجرد واضع لاوزان الشعر واكتفوا بالتكرم عليه بتسمية الشعر الموزون والمقفى بالشعر الخليلي مكتفين بهذا الحد وهو تقصير منهم بل واجحاف في حق القيمة العلمية الحقيقية لذاك الرجل العظيم الذي ضاع سيطه عوض ان يذيع صيته من جراء عقلية عدم التقدير وقلة التعمق و انكار الابداع والتغاضي عن تثمين الاكتشافات والاختراعات وهو قصور ذهني ما بعده قصور نسيت ان أقول لكم ان الخليل بن احمد كان يعلم أن اهله كلهم قصروا في شأنه لذلك توفي مقهورا منكسر الخاطر يوم ان اسطدم بأحدى سواري المسجد الذي كان يدرس فيه
وحتى هذه المعلومة غفل عن التنيه إليها كل الرواة ولم يسمع بها من قبلكم أحد على الاقل من حيث ربطها بما كان يحس به علامتنا اجليل
عزالدين الشابي
تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق