حتما جادت السماء
مساء شتوي بامتياز
رحلت الشمس عن كبد السماء
وتعانقت سحب داكنة سوداء
هب نسيم بارد يلفح الوجوه
وومض برق ينبئ بحلول العاصفة
اوقدت مدفأتي
أعددت قهوتي
و أخذت اتصفح صوري
و أقلب ذكرياتي
فوجدتني غيمة مزروعة
في أقاصي السماء
ذات مساء شتوي بامتياز
تحليت بأجمل الحلي
و سوار من ألماس
ارتديت أفحر لباس
و معطفا صوفيا
بفرو ناعم الملمس
و تعطرت بأنفاس الشتاء
و انتظرت....
انتظرت عمرا رحل
لتصلني رسالة عقيمة
كُتب فيها
حبنا انقضى و ارتحل
حلمنا وُلد ميتا
ووُئد منذ الأزل
حبنا مجرد وهم
حبنا بلا أفق ... يختنق
و أنا أقلب ذكرياتي
و أتجرع مرارة خيباتي
سمعت صرخة مدوية
هزت كياني
ومزقت شرياني
قفزت إلى النافذة
أنها زهرتي اليانعة
بأوراقها الخضراء
و بتلاتها اليافعة
تحارب ريحا صرصرا هوجاء
تتمايل يمينا و شمال
هاهي تستغيث،تتوجع،تستنجد
نظرت إلي نظرة استعطاف و رجاء
لكني كنت جثة هامدة
مبعثرة الأشلاء
لا أقوى على الحركة و لا الحياة
انسكبت من عينيها دمعة حارة
و استسلمت لريح عاتية هوجاء
وتخلت عن أحلامها المجاد
راقبتها بعين دامعة
وهي تتطاير في الأرجاء
ساحت دموعها مدرارا
و امتزجت بدموع السحاب
تطاير الوحل رذاذا على وجهها
عينيها ووجنتيها
غطى الجليد أديم الأرض
ولفها في كفن
أبيض اللون
وكادت أنفاسها الأخيرة تلفظ
لولا أن جادت السماء
حتما جادت السماء
حبا ، حقا ورحمة
أمسك بأطرافها الميتة
و لمس اناملها المتجمدة
و أخذها بين ذراعيه السخية
دفءا عطفا و محبة
طُرق الباب
فتحت نوافذ قلبي المتكلسة
حتما جادت السماء
املا ،حبا و حقا
فرفقا
يا ربيع العمر رفقا
بقلب انفطر ألما
حبا و شوقا
حتما جادت السماء
املا ،حبا وحقا
نهلة دحمان الرقيق
21/01/2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق