في الزحام
قابلَتْهُ دون موعد
تائها وسط السراب
يرتدي سملة العبء الثقيل
يحتسي قهرا
يقضم من قرقوشة قلبه كل العناء
ناولَتْهُ بعض هِمّة
نصف بسمة
ثم دارت تقتفي أثر الفراشة
غير أن الدرب مال
فتوارى في الزحام
وتوارت خلفه
تنزع عن ثغرها ذاك السؤال
أين كانت لمّا باغتها تغني للصقيع؟
ألهذا الحدّ قد حادت
وتناست أنها تلك الفراشة؟
أم تراها شنقت أحلامها في بهو الربيع
واستحالت نحلة تعشق كل الرحيق؟
أين شافته؟
وأين أعطته حباتِ البشاشة؟
فهي التي
قشرت فَجرها
ورصّفت بورودها كل الأرصفة
ورصّعت كل المحطات بالأسئلة
حتى أجابها الانتظار
فتلاشت كل الأمكنة...
أحلام بن حورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق