( رائحة القبل )
يقبع منزويا في منفاه
كقديس غارق في تهجده
وفي لحظة مضيئة
كقرص الشمس
أستعاد ذكريات يوم ثقيل
حين أحترقت الكلمات
برصاص الريبة
وتلبد الليل بأسراب غيوم
سوداء ،،
فتناثر الحزن بينهما كالمطر
وتباعدت المسافات
فأمسك قلمه بحزن عاشق ثمل
وكتب إليها ،،،
أعتذر لعينيك المتمردتين
كالبحر ،،،
لشعرك المشاكس
الذي يتمرغ بعطره
ويسترخي عند آخر محطة
في ذاكرتي
اعتذر لشفتيك
اللتين كنت ألثمهما
على عجل
فأشم رائحة التوت
تنبعث منهما كالشلال
أعتذر لقصائدي
التي أغتسلت بكحل عينيك
وتطهرت بفيض رضابك
المشتعل كالضوء
أعتذر لذلك المكان القدسي
الذي أحتوانا معا
في صباح مثقل بالترقب
وجمعنا كعصفورين عاشقين
حول منضدة خجولة
تتوضأ بصوت فيروز
الذي حلق بنا
نحو مدن المرايا
وأزقة الحلم
وبوابة عشق مرصعة
برائحة القبل
حسين العيساوي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق