المحظوظون بالثلج
ثلج يتساقط هذا الصباح
يمر فوق الأجساد المرتدية لمعاطف سلكي وارو
و لا يرمي لهم التحية
لأنهم لا يبصرونه
غارقون هم في الحب
يذيبون الجليد المتكدس في جفون الكراميل
و هم ممسكون بخيزرانة الوقت
يلوحون بها
و كأنها جزء يبدأ و ينتهي بهم
فوق جبال المال
حيث لا مكان للبرد القارس
و لا ندف يذكرهم بآدميتهم
هناك
في تلك الجبال الشاهقة
المعاطف تدير ظهرها
للمخيمات
و الشوارع المزدحمة باليتامى
و الجثث التي تتحرك
فوق أرصفة اللامعقول التي تضعهم بين قوسين
نحن لا نزال على قيد الحياة
محظوظون هم
بعض الكلاب الضالة تتبادل معهم الإحساس بمعنى الثلج
بكل ما تستوعبه الأزمنة و الأمكنة
و يزهر حولهم حرف الحاء و الباء
كعطر يشدو مع كل احتضان
و دون أن يفكروا
بكاميرا توثق عفويتهم في لوحة تذكارية
أو قصيدة مكسوة بفرو و صوف الأبجدية
أو لحظة تغزو كل مواقع الميديا و تحتسى مع قهوة ساخنة
هؤلاء المحظوظون
كم يحبهم الثلج ؟
يلقي عليهم أشكالا و ألوانا من التحية
يطفئ أعواد كبريتهم
ويلتف حولهم
يغمرهم من رأسهم حتى أخمص أقدامهم
بثوب ناصع البياض
تقايض على ثمنه
هتافات عقود الظلمة
بكل اللغات
تحيا تحيا البشرية
الآن
أنا لست بعيدا عنهم
وأنت و هم أيضا
محظوظون
نفتخر بثوبنا الأبيض
كدمى الثلج
لا فم
و لا أطراف تتحرك لنا
نكتفي بدورنا الجميل
و نذوب خجلا
كلما أشارت شمس إلينا بإصبعها
أحمد اسماعيل /سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق