"مات الولد "
هي صرخة أب أعزل يحتمي ببرميل...!!
من نيران حاقد أثيم
فهل تذكرون محمد الدرة والقضية...؟
وتلك الصرخة المدوية
المزلزلة للأعماق
الساكنة في عمق الهوية
صرخة ارتجفت لها فرائس الشرفاء غيظا
غرزت في شرايينهم خنجرا
واستلته فظل الجرح نازفا
ولا شفاء...؟
فالدرة استوطن الأحشاء
حين اعتصرت القلوب لوعة وحرقة وأسى
ولم نصدق حينها المشهد...!
وقلت :
لعل الرصاص يخطئ مساره فيرحم
لعل أصحاب العدسات
يفجرون عدساتهم في ظهر العدو الغاشم
لعل قلب العدو الغاصب يلين
لعله يخفق في التصويب
فتصيب الرصاصة صديقه الداعم
لعل الأب يلامس معجزة بين الطلقة والطلقة
تنشق لها الأرض
تبتلع الرعب اللعين
تنتشل لها الشبل الأسير
وقد ناشد حماية قلب أعزل
وقرأ فيه النجاة
فصاح الأب بملء القهر
للعالم أجمع
"مات الولد "
فهل من نجاة ...!!
له..لمن رافقه ...لمن تبعه
لمن سبقه...!
صاح...
وقد نامت على يمناه وردة
وفي القلب تأججت نيران الثورة ...المرئية...!!
بعد أن اخترقت رصاصات أعلنت غدرها على الملأ
سلبا وطمسا للهوية...
فمال الشهيد على الشهيد يلملم جراحه
يواسي موته المحتوم ... المعلن
وحكمت دون تأجيل...لا ملاذ لصدر أب
اتخذته البراءة حصنا حصينا
ولا الشاشات
ولا العدسات
ولا الدعاة
ولا المنظمات
ولا الحقوق
ولا الإنسانية جمعاء
افتكت الدرة من بطش
باعة الموت في سوق الموت
لطفل في حضن أبيه
نجح المشهد
ومر مرور الكرام
وصار الموت كما كان
قوت الصغار
ورافقت رحيلهم زغاريد الفرح
المخضبة بأنات قلب ممزق
واختفت مشاهد الصلاة
في القدس الشريف
خفتت أصوات الموت
الشريف
تقلصت أصوات تنشد الحرية
صاح الدرة
في قلب الحدث...في لب الهوية
لازال صوتي وصوت أبي
في القدس يصرخ
سأعود حيا في كل ركن
سأطهر باحاته
سيعلو صوت أذانه
وسأزرع وردة على قبر
كل شهيد.
بقلم
نعيمة مناعي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق