مقالة
( تراتيل من الجمال)
تراتيل الجمال تقول عندما يشرق فجر الجمال المطلق بنوره أطفئ قناديلك ولا حاجة لنيرانك فشتان مابين نار ونور .
لذلك لم أجد خيراً من الكتابة عن الجمال
( في هذا اليوم) لان الجمال قيمة القيم بالرغم من تغيّر طبائع البشر ومزاجيتهم
ولهذا ما كان الذنب ذنب ولا العيب عيب
من تعتق وهام حباً صادقاً بالجمال .... وإنما هو ذنب وعيب ذلك الذي لم يستغل
الفرصة كي يصبح إنساناً جميلاً ....فقد يكون الانبهار سبباً للعمى .
اليوم سنؤكد بأن تعاليم الجمال وقيمه ما
زالت تراتيلك تُغنّى. .ما زالت أُغنياته ... تردّد.
ليبقى الجمال هو الأنموذج الأعلى للقيم السامية الناضجة القريبة للشمس وضوحاً
وسطوعاً .
ذلك ان الجمال في بعض وجوهه هو الحُسن والبهجة، والحنان، والطرّٓب والسرور، والفرح والعِشق بل الجمال هو نبع الخير المطّلق ومصدره ، لانه يؤدي الى النشّوة الروحية والوجدانية التي تبث فينا...دفئاً وحناناً .
وهذا لن يتأتى إلا عندما يكون الوجدان مسالماً هادئاً ،والنوايا طيبة ثابتة صافية والروح تلتقي بصفاء نواياها ، ولا يكون ذلك إلا من خلال الخروج من ذواتنا الانانية ، وقبضة طينتنا لنغري أقفال
الروح بالسقوط .
إن القرب الحسي ليس شرط لملامسة الجمال ذلك ان الجمال قيمة سامية قد تكون في مبتدأها حسية لكن بمنتهاها قطعاً غير ذلك لتتآلف الأرواح وتتناغم ، فكم من هم ملتصقين بنا ما ألفناهم وكم من هم بعيدين عنا عرفناهم وتعانقت أرواحنا بأرواحهم .
فعرفنا دقائق مايختلجهم من حيرةوغيرة
وخوف والم وحزن ، وعرفنا دقة صفاتهم
حتى المحسوسة ، من لون ووزن وطبعٍ ودقة مشاعرهم ورهافتها .
ولليوم مازلت اتشبث بأطراف أطراف أصابع الجمال وكلي يقيناً بأنني سأفوز بذلك الوجه المشرق نوراً مطلقاً ذات يوم فتهدأ روحي ويعم السلام وجداني
وألامس فردوساً موعوداً .... بعد عمر أطرافه كانت جمراً يستعر .....فعند ذلك اليوم سيشرق صباحاً آخراً ..........أكثر جمالاً حينها لا حاجة للقنديل .
بقلمي : عمر أحمد العلوش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق