وجع الغياب
ما كنت أحسب ان الحياة
تقسو الى هذا الحد
ما توقعت ان تطالني صفعاتها
وتحرق قلبي ضرباتها
سكب عليّ غيابك كحولا مشتعلا
ألهب قلبي واشعل النيران
ثم ذرذر رفاتي
في بحر عميق من الأحزان
من لي بعدك أماه
يا صدر الأمان
هذا الوجود أسود
ضعت فيه
وتاه العنوان
سعادتي رأيتها تفر
كأنها طير مهاجر، جمده الصقيع
فرحل دون نية العودة إلى الأوطان
أحلامي فقدت نكهتها
خسرت قيمتها
تحولت كومة من الأحزان
اوجاع الروح يا أمي
لا تضاهيها
أي مظاهر حرمان
وحدك كنت بلسم الجرح
وكنت فرحة الدنيا
كنت خبزي وقهوتي
وحلوتي ودميتي
كنت وردتي وصبوتي
وبسمتي ونسمتي
وكل ما أتى به القرآن
فبأي آلاء الأم
يكذب الإنس والجان
غيابك بمرارة العلقم
وبعدك صارت الدنيا
ضبابا ودخان
أحن إليك
أجدني أعانق الفراغ
فاكتوي بالغياب
فيعتريني ألمان:
ألم فقد الحنان
وألم حياة لست فيها
تمضغني كل لحظة
بأحدّ الإبر و أمضى الأسنان.
منيرة الحاج يوسف/تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق