الأحد، 11 يوليو 2021

دُموع ُ الحُب بقلم الشاعر حكمت نايف خولي

 دُموع ُ الحُب

ما زلت ُ أذكـُر ُ بينَ الدُّلب ِ في الوادي
تِلك َ السُّويعات ِ من لهْو ٍ وإنشاد ِ
كمْ كنت ُ أسْرَح ُ في الغابات ِ مُنذهِلا ً
أسائِل ُ الكون َ عن بَدْءٍ وآبــــاد ِ
أشارِك ُ الرِّيح َ لثـْم َ الأرْض ِ في مَرَح ٍ
أعانق ُ السَّفح َ والآكام َ والـوادي
ألاعِب ُ النـُّورَ في الأغصان ِ مُختبِئا ً
بينَ الأزاهِر ِ والأطيار ُ رُوَّادي
أرافِـقُ الـرُّوح َ في أسـفـار ِ رحْـلتِها
بـينَ الدُّهور ِ ومن مَوت ٍ لميـلاد ِ
والعَقـْل ُيَعْصُرُ من أعْـناب ِ كرْمَتِهـا
خَمْراً َنجيعا ًويَسقي قلبيَ الصَّادي
أستافُ في رَوضَة ِ الأفكار ِ أعْبقـها
ومنْ بَـيادِرِها إشْـعـاعَها الـهـادي
أكـْـوام ُ فـلـسَفَـة ٍ هَـذ ْر ٌ مَـقــالـَتـُهـا
ومن زُهورِ الأوُلى أختار ُ أورادي
آمَـنـْت ُ بالـرُّوح ِ نورا ً خالِدا ً أبـَـدا ً
ُتساكِن ُ الجِسْم َ من مَهْـد ٍ لألـحــاد ِ
وَتخبُـرُ الكـون َ والأزمـان َ مُـبْحِرَة ً
في َزورَق ٍ من سنا نور ٍ وأجْـسـاد ِ
كم ْ في مَهاو ٍ منَ الأفكار ِ قد وَقعَت ْ
وفـي مَـزالـِقِـها إعْصــار ُ أضْـد َّاد ِ
كمْ أظـْلـمَتْ َشمْسُ آمالي وكمْ جَحَدَتْ
نفسي وقاسَتْ من َ الأسى بأصْفادي
أحْسَسْتُ يَوما ً بأنَّ الكــونَ مَهْـزَلـة ٌ
والـعَـيـشَ مَـقبـَرَة ٌ والعُمْر َ جَلا َّدي
تراكم َ اليأس ُ في نفسي فما بَرَحَت ْ
َتشكو العَمى في الدُّجى من يوْم ِميلادي
راحَتْ َتعُبُّ علومَ الأرض في َظمَأٍ
وَتقضُمُ الفِـكرَ من نوح ٍ إلى الفـادي
ومن ُذرى الهِنـْد ِ من علياءِ رَونقِها
يُــَتــوِّج ُ الـفِـكـْرُ آثـيـنـا بأمـــجــاد ِ
سُقراط ُ صَيحَتـُهُ في الكون ِ هادِرَة ٌ
كمْ داعَبَتْ في مَواتِ الرُّوح ِ أعْوادي
فرُحْتُ أقطُـُفُ من أزهار ِ روضَتِهِ
ومنْ مَلاحِـنِـهِ أنـْغـــام َ أنـْشــــادي
جَمَعْتُ في سَـلـَّة ٍ من نور ِ ما وَسَعَتْ
أثمارَ َفلسَفـَة ٍ كالكوكـَب ِ الــهـــادي
باريسُ قد خَطفـَتْ من عُبِّ مُبدِعِها
مَناهِلا ً َفجَّرَتْ يُـُنـبــوع َ أمْجــــــاد
زانـَـت ْ مَحـار ِبَها أنـوار ُ هـادِيَــة ٌ
ريَّــــا ً لراشِــفِـهــا وَخـيـرَ أزوادِ
روسو يؤَدِّبُـني فـولـتـيرُ يُوقِظـُنــي
ديكـَرْتُ يورِثـُني َشــكــَّــا ً بِإلحـاد ِ
َطوَّفْت ُ من ألـَم ٍ أرْكــان َ عَـا لـَمِنا
فما وجَدْت ُ سِـوى أنـْســـأل ِ أوغاد ِ
حَرائِق ٌ في رُبوع ِ الأرْض ِ أوقدَها
ليفة ُ اللهِ مــن بُغـْض ٍ وأحــقـــأد ِ
تألـَّبَت ْعاتيات ُ الشـَّر ِّواضـْطرَمت ْ
نارُ الجُّـنون ِ وَهاجَتْ شهْوةُ السَّادي
وَباتـَت ِ الأرضُ آتــونا ً وَمَقـْـبَـرَة ً
أشـْـلا ؤُنا ُنـتـَفٌ من غير ِ ألحـــاد ِ
وَقفـْت ُ في هائِج ِ النـِّيران ِ مُرَتعِبا ً
أرْ ثي العُـلوم َ وفلســفات ِ أجدادي
مــا للنـَّبـيِّن َ في َنــدْب ٍ يُــمَزِّقـُهـُم ْ
ُنواح ُ كـون ٍ يُناجي عَودَةَ الهــادي
تصَدَّع َ العِلم ُ من تيـه ٍ ومن عَجَب ٍ
وأفـْلسَ الـفِـكـْرُ من َزهْـو ٍ وإلحــاد ِ
والدِّين ُ بات َ نِفاقـا ً في مَحـارِبِـِه ِ
عُــبـَّــادُ مـال ٍ وأبــواق ٌ لإفـْســــاد ِ
تــاهَ ابْـنُ آدَمَ زاغ َ فـي َتـشَـيــؤُنِـهِ
وأغـْمَـدَ الرُّوح َ في ِجحْر ٍ وأصفاد ِ
مُعَلـِّمي يا هُدى الأكوان ِ قـاطِـبَـة ً
يا نور َ قلبي ويا َشجْوي وإنشادي
أهْـفـو إليك َ ودمْعي دامِع ٌ أبــــدا ً
روحـي َتحُنُّ وقلبي ظامِيءُ صاد ِ
يا واهِب َ الحُبِّ في أنـْقى تواضُعِهِ
سِرُّ الألوهَة ِ في إشـْعاعِه ِ الهادي
الكون ُ يُبْنى على حُب ً وَتضـْحِيَة ٍ
والأرضُ َتطـْفو على غِلٍّ وأحقاد ِ
تقاذفتـْها أيادي الشـَّرِّ فانـْـهَدَمت ْ
شــاة ٌ ُتـمَـزِّقـُها أنـيـاب ُ أوغـــاد ِ
ـــــــــ
رُحْماكَ رَبـِّي وأنتَ الحُبُّ مُنسَحِقا ً
أنتَ الوَداعَة ُ في أزهى َتجَلـِّيهــا
أنتَ الحَنانُ وأنتَ العَطفُ مُكتملا ً
حَمَلـْتَ أوجاعَنا دهراً تداويـها
أنتَ الرَّحومُ أحَلـْتَ المَوتَ أمْـنِيَة ً
تهفو لها الرُّوحُ من شوق ٍ لِباريها
الأرْضُ ُتشوى على أبوابِ مَحْرَقة ٍ
فاسْكـُبْ عليها دُموعَ الحُبِّ َتطفيها
حكمت نايف خولي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق