بقلمي
ناجي الجويني الشاعر
*** ما قاله الطبيب ***
في هذا المساء .. وهذا الليل الطويل..
و تردّدات همس الرّوح ..
جلست أفكّر .. كم مرّة أزور الطبيب
يتفحّصني .. يعدّ نبضات قلبي
يهمهم و يكتب لي دواء طعمه
مرّ مثل خبز اليوم...
تستمرّ نفس الحالة و أستمرّ في نفس
كلّ شيء .. إلا الوقت..
أعاود نفس الطبيب و أعيد نفس المرارة
و آخر مرة لم أدفع حق الزيارة
قال لي الطبيب..
يا ولدي مرضك ليس عندي دواء له
لديك شرخ في الروح أو ..
كسرٌ بمرآة الأحلام...
أو أن وتد الغد فكّ حاضرك
لست أعلم يا ولدي..
أراك مفقود..
نزلتُ من سرير الدهشة مثقلا
بدهشة أمي حين أخبرها
و أقول لها أن إبنك ليس أنا
لأني انكساري فيه.. أو
انكساره في الروح أفقدنا وحدة
الرّوح البعيدة..
هناك .. فوق تلك الهضبة كنتُ
حين كنت لي .. ألعب بحصى الأرض
وما حسبت يوما أنني من تراب
يمدّني ظلّي كل مساء باتجاه القبلة
يسافر طويلاً و يعود بأخبار إخوتي
الذين لم أرهم بعد .. اليوم
من سيتلقف الصدى و يمدّ..
ذراعيه حين أقع من عرش المعنى؟
كم أنا وحدي يا أمي و لستُ إبنك
كم أنا مغطًى بغبار الإنكسار..
البحرُ ليس بحرًا.. و سفن التيه
تحملني...
كم انت وحدك يا أناي المنكسر
و مجاديفك تنكسر في بحرٍ..
لا ماء فيه..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق