الجمعة، 9 يوليو 2021

المشهد الاخير / حسين السياب /جريدة الوجدان الثقافية


 المشهد الاخير

___________
ٍما زلتُ أبحثُ في كومةٍ
من ذكرياتٍ
علني أجدُ بينَ السطورِ
نوراً لقلبي..
يُبقيني معلقاً في الطرقاتِ
كضوءٍ لا ينطفئ
يقفُ كلَّ ليلةٍ ذبابٌ فضائيٌ
يبتلعني.. وكأنني لم أكنْ
تُطاردني وجوهُ القتلةِ المأجورينَ
وبقايا عظامٍ لجُثثٍ ما زالت
تئنُّ وتحترق..
كمن أغرقهُ الطوفانُ العظيمُ
ولم يتسنَ لهُ ركوبُ السفينةِ
لكنه عادَ بزمنٍ آخر..
وانا أُطعمُ قمحَ قلبي للرياح
التي تخونُ الشراعَ
وتغدرُ بالملاح..
كي تَغرقَ آخرَ أحلامِ الصِبا..
كانت عيناكِ ترقبُ
المشهد الأخير من فيلمٍ سينمائي
مقتبسٍ من قصةٍ اندثرتْ
وتفحمَ أبطالُها
في حروبِ الوطن..
ما زالت الكواتمُ تطاردُ الرؤوسَ
التي ينمو فيها الوطنُ حراً..
بلا قيود..
مثلَ خبزٍ طازجٍ..
يلتهمُ فمُ الحياةِ نوارسَ دجلةَ
التي تمارسُ بدعةَ الطواف..
بين الجسرِ والنهر..
ما زال القاتلُ مدججاً بكلِّ آلاتِ
الموتِ..
والرؤوسُ المغدورةُ
تبحثُ عن وطنٍ..
تجدُ فيه قبراً بارداً
لا تمَسّهم فيه وحشةٌ
ما زالَ الشيطانُ يمسّد رأسَ أبي..
وغرابٌ ينقرُ عينَ أمي..
حسين السياب
بغداد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق