..... ورق الخريف......
يدغدغني ورق الخريف
فأتكئ على دقائق الماضي
لحظة غروب النهار
يأخذني شرودي بعيداً
نحو نافذة تكسر زجاجها
فأرى جسداً يمشي متثاقلاَ
باتجاه الوقت
متأبطاً معطفه القديم
يلتفت اتجاه حائط تهدم
فيعبر فوق الركام بهدوء
ويطلق زفرة متهدجة
تختلط مع أنفاس النهار
ويغمض عينيه برهة
محاولاَ التقاط ثانية هاربة
من دقيقة صمت ذابلة
خالية من أنين الذكريات
يتأرجح في مشيته
كأنه غصن تدلى من شجرة
أتعبتها ريح الصحراء
وهروب نسغها
وحاصرتها ذئاب الليل
فقد تعبنا من تأويل الكلام
ومن رحيل الشمس
ومحاصرة الزعتر البري
وتعثرت كلماته بين النور والنار
يتكئ على عصى
أكلتها سوءة سليمان
يخيفه ذبول الياسمين
واختباء الفجر
بين سرب من الغيوم
وفي دهاليز الزمن
يخنقه دخان الحرائق
وحفلات الرياء والتملق
فتصبح مجرد أشياء بلا معنى
يمزقه ضجيج العَمر
فتذروه الرياح بعيداً
كقشة بلا ملامح
تسقط في مستنقع الخيال
تبحث عن غصن
تفتقت أزهاره بلا ميعاد
تذكره بما تبق له من ربيع
يخاف من كتابة الرسائل
فيرتب أحلامه كما يشتهي
هو يعلم أن لكل منا حلمه
تتثاءب بتلات النرجس
غير َمكترثة بالمكان
ولا بشجرة اللوز القريبة
تحاول أن تأخذ غفوة صغيرة
تستعيد خلالها ذاكرتها
وصوت الناي
يراقبها هدهد من بعيد
يتذكر بلقيس ومملكة سبأ
واسمها الثاني ماكيدا
لكن صوت القبرة العجوز
تنسيه عنوان القصيدة
وصرير قلمه الذي جف حبره
فيعيد كتابة اسمه من جديد
قبل أن ترتعش أنامله
ويتوقف قلبه عن الخفقان
عبثية هي الحياة
وما أرخص الأرواح فيها
عندما يحين الرحيل
فليزهر الأقحوان
وليملأ الزعتر البري المكان
كامل بشتاوي . 7/7/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق