الأحد، 4 يوليو 2021

ما هكذا ندخل التّاريخ بقلم الكاتبة سلوى الصّالحي

 ما هكذا ندخل التّاريخ

هيّا ...مزّق قصائدك القديمة كلّها
واكتب لبلادك اليوم كلاما مثلها
خبّئ أقلامك ودفاترك
واشهر في وجه الخونة سيفك
الى الوراء ايّاك أن تتراجع
ولا حتّى تفكّر أن نفسك تراجع
بل الى الأمام تقدّم وتكلّم
قل ما يجب أن يُقال
حتّى وإن قول الحقّ استحال
لوطن من مسؤوليّاته استقال
قل له أنّه من المحال
أن نظلّ نظهر له الولاء
ونحن نعانق العملاء
الّذين إيّاه يخونون
وبأبخس الأثمان للعدوّ إيّاه يبيعون
والآخرون ...آه وألف آه من الجبناء ،الخنعاء
عليه يتفرّجون
ولا حتّى مجرّدامتعاض يبدون
بل أسلحتهم يدّخرون
لست أدري لماذا ببرود يردّون
متى سينهضون
ترى هل يكفي أن نكتب ونؤلّف
آلاف القصائد على سطح الفضاء ؟
هل يكفي أن نصدح بكلماتنا فوق المنابر ؟
هل يكفي أن نبدي آراءنا ومعارضتنا في الملتقيات
ونضرب بقبضاتنا فوق الطّاولات ؟
هل يليق بنا أن نتخاصم ولا نتحاكم ؟
هل يليق بنا أن نتنابز ونتقاذف بالكلام الجارح
ونلوّث بالبقايا كلّ المسارح
ثمّ نمرّ وكأنّنا لن نستمرّ
هل يليق بنا أن نعيش في الألام
ونترك المكان مرتعا للأزلام ؟
أهذا هو النّضال من أجل الوطن ؟
إن كان هان علينا الوطن
فلتهن علينا أنفسنا
ولنبحث لنا عن كفن...
ماهكذا نحمي الوطن
ما هكذا ندخل التّاريخ
فقط ندخله من بابه العريض
إن كتبنا بأحرف من نور
على وجه المرّيخ
سلوى الصّالحي
من تونس
اللّوحة للفنّانة التشكيليّة Latifa Jelassi
Aucune description de photo disponible.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق