الاثنين، 19 يوليو 2021

سمفونية العيد/نعيمة سارة الياقوت ناجي/جريدة الوجدان الثقافية


 سمفونية العيد///

كيف أعزف سمفونية العيد
هذا العام؟
أنايا تختارين يا نفسي الغارقة في وجع الأيام
أم كمانا بأوتار مزقتها رياح الغربة؟
ووباء بلا انتظار
أم أهديك بعضا من شريان ونصف وريد
كي نغزل شباكا على ضفاف االأحلام....
يا عيد...يا رمزا من أسطورة
حاكتها معجزات الأنبياء
يا أجمل تاريخ
على دفاتر الحكماء...
مازلت أخيط ستائر الشرفات
كي أطل عليك مبتهجا....
كي أراك بعين القدر الاَتي
فرحا والتراتيل
أسطوانات من طرب الزمن الجميل...
لا أكذبك يا عناويني المؤجلة
فما عدت تغريني
ولا ابتسامتك تشفي
وجع السنين
وعمر النزيف بين العابرين
والمتسكعين على أرض الصقيع
والمهجرين قصرا
نحو المجهول بلا خيام....ولا ماء
ظمأى ...جوعى...
نيام بلا سبات
مشاة حفاة....
والأديم إسفلت وأشواك...
فكيف أعانق فيك الفرح
وهذا العراق يلتهب
على مرأى ومسامع الكون....
بردا وسلاما...
ملت مني العبارات
كيف أبتسم لك وأعانق فيك الأمل المنشود
وهذا الأقصى ثائر
يضمد لوعة أم الشهيد...وأخت الشهيد وحبيبة الشهيد...
عوائل من قوم عيسى ومحمد
اَثرت الإستشهاد
كيف أحضنك بكسوة انتظرتها عاما
ومن وراء الخيام
لقطاء....يتأوهون
يقلبون القمامات
قبل طلوع الشمس...
وعلى مرافئ بيروت
لم تخمد فتن الأعوام...
سورية تهوى الإنتصار...
وعلى ضفاف البحر
تقطعت الأوصال بين الجيران....
عالقون نحن من وراء الحدود...
عذرا أيها العيد
فلاأهلا بك ولاسهلا...
حتى تأتيني بشائر السلام
ترفع الأعلام بيضاء
وتحلق أسراب الحمام
فوق الماَذن
ترقص الأجراس بين الكنائس...
وأعلم أن العالم بخير....
ربما أهلوس بين الأمنيات
أصارع الخيال
كي أنتصر على الوهم
وربما تأتي البشائر
أسرابا أسرابا
من بين السحب...
تتساقط الرحمات
غيثا على كل الأرض
أبشروا....فقد حلت سنواتنا القطاف....
هللوا للعيد وكبروا
أهلا وسهلا بالعيد
كل عام وأنتم بخير...
نعيمة سارة الياقوت ناجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق