الاثنين، 19 يوليو 2021

رسائل الحج/دياب محمود حسن/جريدة الوجدان الثقافية


 رسائل الحج

***********
عند بيت الله الحرام وحول الكعبة المشرفة ، في مكة المكرمة ، وفوق جبل عرفات، يلتقي المسلمون من كل أنحاء الأرض ، من كل الألوان والأعراق والأجناس واللغات يرتدون نفس الرداء ، رداء الإحرام ، ويرددون نفس الكلمات ويقومون بنفس الشعائر ، وفي ذلك رسالة لكل المسلمين أننا مهما تفرقنا في اللون واللغة وغيرهما لكننا أمة واحدة وربنا واحد ونبينا واحد . كل هذه المزايا قلمَّا تجدها في أمة من الأمم ، فما الذي يعيق المسلمين عن توحدهم ومواجهة التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية بكل الإمكانات ، إنها رسالة سنوية لنا أن اتحدوا أيها المسلمون فأنتم أمة واحدة .
في زي الإحرام رسالة فإننا بكل ما نملك من مال هو متاع الحياة الدنيا لكنه لن يصحبنا إلى الآخرة فلن نأخذ سوى الكفن، فترى الحجاج متجردين سوى من هذا اللباس الأبيض وهو يلفت نظرنا إلى يوم القيامة فلقاء المسلمين فوق جبل عرفات هو صورة مصغرة شبيهة بيوم القيامة وهو دعوة ربانية للجميع أن استعدوا لهذا اليوم العظيم الذي ستقفون فيه جميعاً ولن تنفعكم فيه أموالكم ولا أولادكم ولا أنسابكم وإنما العمل الصالح فقط فهو رسالة للعبد المؤمن أن لا يطلب شيئاً في الدنيا إلا بما يرضي الله وأنه في يوم القيامة سوف يحاسب على كل أمواله وأفعاله .
وفي السعي بين الصفا والمروة رسالة أن ليس للإنسان إلا ما سعى فقد سعت السيدة هاجر بين الصفا والمروة بحثاً عن الماء ، وأن نأخذ بالأسباب ونتوكل على مسبب الأسباب ، فهي سعت ولكن الله سبحانه وهبها الماء من تحت قدم وليدها الصغير ومازال الماء حتى الآن يفيض من بئر زمزم .
وفي رجم الشيطان رسالة هي بترك المعاصي التي يأمرنا به فهو يأمرنا بإرتكاب المعاصي والشرك بالله فلا نطيعه في ذلك ونلتزم بطاعة الله سبحانه فالشيطان يأمر أتباعه بالفحشاء والمنكر من الأفعال والأقوال، فلا يجب على المسلم الذي يرجمه في الحج أن يعود إلى اتباعه بعد الحج وإلا ما أحسن تلقي الرسالة من شعائر الحج .
وفي الأضحية رسالة فهي تذكرنا بسيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام فقد امتثل إبراهيم لأمر ربه مستعداً للتضحية بإبنه فلزة كبده وهو الذي وهبه الله له على الكبر ، وتجسدت طاعة الإبن لأبيه في هذا الموقف الذي يطلب فيه الأب من الإبن أن يذبحه إرضاءً لربه فيوافق الإبن دون تردد وهذا دليل على حسن تربيته وحبه الشديد لأبيه ، فقد كان هذا أصعب اختبار للطاعة وهو التضحية بالروح .
في يوم التضحية هذا يضحي المسلمون بجذءٍ من أموالهم إرضاءً لله ،وتقرباً لله وتدعيماً لصلة الرحم وإطعاماً للفقراء والمحتاجين وهو ما يشيع الحب والمودة بين المسلمين ، ففي هذا اليوم العظيم تتجلى مظاهر صلة الأرحام والعطف على الفقراء والمحتاجين مما يساهم في صنع مجتمعٍ متماسك ومتآلف .
وهناك الكثير من الرسائل التي علينا التقامها والإستفادة منها في الدين والدنيا وكل عام والمسلمين جميعاً في أنحاء الأرض بخير وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال .
دياب محمود حسن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق