الجمعة، 9 يوليو 2021

سفر بلا حقائب/ نعيمة سارة الياقوت ناجي/جريدة الوجدان الثقافية


 سفر بلا حقائب///

تركت كل قصائدي
وقطعة من جريدة
على الأريكة...
وعاى الهامش
خربشات ...
عناويني التائهة...
فيا أيتها الروح في قفص الصدر
بعثري كل الأوراق
وأشعلي أعواد الند
في كل زوايا الدار
قلبي كل الوسائد
فقد تركت لك رسالة
مزقتها الأيام
وقطعة من قماش
كفكفت دمعي ذات أنين...
أنا لست هنا
ولا أدري أين أنا
وكل ما أتذكره
ليلة عشق تحت أجنحة البدر
في عمق حزيران....
سأسافر بلا حقائب
بلا ذاكرة
بلا حروف تكتب عشقي لهفة...
قصيدة بعناوين...
تجوب سراديب الغرابة...
الاَن ترخص الدنيا بلا استثناء....
لا عشق يضمد جراح الزمن القديم
ولا منديلا يمسح دموع أول العام...
غير تمنيات وأحلام في عمق أناي...
ماذا لوكنت ناسكة في معبد الروح؟
ماذا لو ينسل هذا القلب
من زنزانة صدره؟
متأبطا جناحات نورس
أو يمام تائه
أحلق معه طليقة بين غرائب هذا الكون
أشتم الخطى
تأخذني عبر أريج عطر منسي إلى حيث الفناء
فيحصل اللقاء!!!
ماذا لو كنت جناحات للرحيل
وشراعا لإبحاري بين المحيطات
لعل الظل يتخلص من ظله
وينفك كلي من كله
وأدخل المحراب بلا رقيب.....ولا حسيب
ولا تاَويل
تبصمني مجنونة بين عشاق الليل...
سأعتكف...سأعبث بكل الكلمات...
سأظل هناأمارس طقوس الغياب
وأمشي نعشا بين المراسيم
أطوي كتب التاريخ
وأمسح الغبار عن جغرافيا الذكريات
أنا هناباقية ...
قصيدة معلقة على جدائل النخلة الباسقة
تنتظر ولادة الحلم
فكيف أهز بجذع الشوق البلح
وقد شلت أيادي الكلمات....
أنا هنا ...
والهُنا سرابٌ
طيف...
ذكرى...
أنشودة تؤنس العابرين....
يكثر الكلام ويزدان
وجع يشكو النزيف
على جدران الاَهات...
هل افترقنا ونحن بعد بين الغياهب
نصفف أوراق اللقاء...
نعد جوازات الهروب....
فأي جواز هذا الذي
يبني جسوراعلى حافة القلب؟
أي جواز يعلو بأسوار الحدود
ينقلني على النعش
نحو مقبرة الخلود...
لا لون لجواز سفري
كل الألوان جوازي
وكل الأرض لي
هنا أهتف يا وطني
وهناك أصرخ يا هويتي الضائعة بين
العصيان والعبث..
وبين الهناهين
أنا مكبلة الوتين
أنتظر على حافة الوريد
رسالة عشق عبر الأثير
تضمد جراحي والأنين
تغسل غبار السنين الغابرة بين الأساطير
سأعود ...
سأعود لأرض الأنبياء الخالدة.
وأعيد تراتيل السماء
أقبل جبة يوسف
وغرابة الزمن الاَفل
أمتطي صهوة الصبر
أقبل يدي سيدنا أيوب...
أمشط الكلمات على مراكب سليمان...
وأكتب قصيدة لبلقيس
أستنجدها رأفة بحال العشاق....
وأغفو ساعة انبثاق للضياء...
عند سيدنا الخضر
هذا فراق بيني وبينك
أيها الوهم المر...
سأحدثك بمالم يكشفه سر...
فانتظرني عند جدار الصمت....
كم جميل أن نسافر بين ثنايا حلم يحيي شرايين القلب....
ونوقع على اَخر الصفحة قبل النقطة.
إلى سفر غريب وحلم يتوضأ بماء الغرابة بين الشطاَن.... والرسل والأنبياء...
نعيمة سارة الياقوت ناجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق