الخميس، 15 يوليو 2021

قدْ كانَ لي وطنٌ بقلم الشاعرة سعيدة باش طبجي ☆تونس☆

 ●《 قدْ كانَ لي وطنٌ 》●(القصيدة كاملة)

《1》《هذي انا في ثروتي》
کَفُّ العَطاءِ تَضُخُّني أمْطارَا
و لَمَی الصَّفاءِ یُسِیلُني أنْهارَا
و الشِّعرُ یهْمِي مِنْ شرایِیني شَذًا
فیُحِیلُني مِنْ عطْرهِ أزْهارَا
والحُلمُ یرْمِي بي عَلَی عَرشِ الدُّجَى
فأصِیرُ بَدرًا .. أنْجُمًا و مَدَارَا
و المَدُّ يُلقِيني على شَطّ الهَوَی
يُهدِي لِحضنِي لُٶلُٶًا و مَحَارَا
و الجَزْرُ يَحمِلُني إلی جُزُرِ الرُّٶی
فأتيهُ فوْق عُبابِهِ بَحَّارَا
و إذَا صَقیعُ اللّیْلِ لفَّ أنامِلي
عِشْقي سَیَغْدُو للصّقيعِ صِدَارَا
والشّوْقُ یَسْري نَشْوةً و صَبَابَةً
فیُحِیلُ بَرْدِي جَذْوةً و دِثارَا
وإذا ذَهَبْتُ لألْتَقي بالبَدْرِ في
غَسَقِ الدُّجّی صَار الغُدَافُ مَنَارَا
و إذا التَقیْتُ علَی وِسَادي بالسُّهَا
کَشَفتْ لِسُهْدي في الهَوَی الأسْرَارَا
وإذَا مَدَدْتُ یدِي إلی شَمْسِ الضُّحَی
فِي عَرْشها صَارَتْ یَدِي أنْوارَا
هَذي أنَا فِي ثروَتي.. فِي جَذْوَتي
یکْسُو دَمِي عِشْقُ الجَمالِ بَهارَا
في مَنجَمٍ مِن نَشوةٍ مَفْتُونةٍ
نَبعًا تفَجَّرَ بالرُّٶَی فَوَّارَا
《 2》《لكنّ لي وطنا تقاسم ثروتي》
لَکِنّ لِي وَطنًا تَقَاسَمَ ثَرْوَتي
فأحَالَ نُورِي و انْتِشائي نَارَا
وَطَنًا بلا وَطَنٍ تهَاوَی مِنْ ذُرًی
کانتْ لنا زَمَنَ الکَرامةِ دَارَا
وَطنًا تَلَحَّفَ باللّهیبِ ماؔزرًا
وکَسَا ضُلُوعي مِنْ لَظاهُ إزَارَا
فِي دَولَةِ الرُّعبِ الذِي أضْحَى لَنَا
مَهْدًا..و قُوتًا... موْطنًا...و مَزَارَا
یا عَارَنَا و الدَّاءُ یَنْهَشُ لَحمَنا
یَقْتَاتُ مِنْ أرحَامِنا... یَا عَارَا
یا ذُلَّنَا و الکَونُ یَرصُدُ عَجْزَنَا
يَا للْهَوَانِ و قَدْ هَمَى هَدَّارَا
يا للسَّقَامِ قَد اسْتَبَاحَ وُرُودَنَا
یا للجَرَادِ قَد اسْتَبَاحَ دِیَارَا
مَاتَ الضَمِيرُ و فَوْق إسْفَلتِ
الحِمَامِ هَوَتْ أزاهِيرُ الحَياةِ غُبارَا
و مَناجِلُ العَدَمِ الغَضوبِ تَجُزُّنا
تَفْرِي القُلوبَ و تَحصِدُ الأعمارَا
سَيُخَلِّدُ التَّاريخُ أنَّ بِحَقْلنَا
لِصًّا عَلَى ثَمَرِ السَّنابِلِ جَارَا
سَتُحَدِّثُ الأموَاجُ أنّ ببَحرِنا
قُرصَانَ جَوْرٍ قدْ طغَى جَبَّارَا
أرْسَى على شَطّ الهَوَی مُتَنمِّرا
فإذَا الرِّمَالُ تَحوّلَتْ أحْجَارَا
و إذَا المَرَافئُ أصبَحَتْ أوكَارَ
خُفّاشٍ رَمَانَا بالجُذَامِ وَطَارا
《 3》: 《أهْواک لکنْ خُنْتني》
یَا أمَّنا یَا أرضَ أجْدادٍ لنَا
کَانوا عَلَی صَرحِ الدُّجَی أنْوَارَا
أنَا مِن غَرامِکِ فِي نِزَاعٍ قاتِلٍ
أهوَاکِ لکِن خُنْتِنِي اسْتِهتَارَا
و رَضِیتِ بالأدوَاءِ تَزدَرِدُ النُهَى
وتَضُخُ سُمَّا في الوَريدِ دَمَارَا
وتَرکْتِ ذِٸبَ الجَوْر یَرْتشفُ الدِّما
ءَ و یَحتَسِي شهْدَ الحَيَا مِدرَارَا
مِنْ رَغْوَةِ السُّقْمِ المُکفَّنِ بالرَّدَی
هَا قَد کَسَاکَ "رِِجَالُکَ" الأقذَارَا
فَکَسَوْتَ حَرفِي مِنْ أذاکَ مَواجِعًا
وکَسَوْتَ جَفْنِي مِنْ قذًی عُوَّارَا
فِي ھَیْأةِ الغُولِ المُخَضَّبِ بالدِّمَا
تَرتادُنا أشْباحُکَ اسْتِصْغارا
فأراکَ یا وطَنِي الکَلیمَ جَناٸزًا
و مَقابرًا و حَراٸقًا ونُثَارَا
《4》《لي رغْبةٌ مَحمُومةٌ 》
عُذْرًا أيا وَطنِي...كَسَوْتُكَ نِقْمتِي...
مِنْ لهْب غَيْظي قدْ أصِيرُ شَرَارَا
لي رَغْبةٌ مَحمُومةٌ مَجنُونةٌ
أنْ أجْعلَ الأفْقَ الفَسِيحَ نُشارَا
لِي رَغْبةٌ أنْ أسْتَحيلََ عَواصِفًا
و بُرُوقَ رَعدٍ تُنْجِبُ الإعصَارَا
و تَدُكُّ أعمِدَةَ الظلامِ و تَكْتَسِي
رُجُمَ اللَّظَى و تُهَشِّمُ الأسْوارَا
ِلي رَغْبةٌ أنْ أشْعلَ النّيرانَ في
قَلْبِ الجُذُوعِ وأقْطَعَ الأشْجَارَا
عَلَّ الجُذُورَ تَدُرُّ عِذْقًا يَانِعًا
عَلَّ اللّهِيبَ يُطَهِّرُ الفُجَّارَا
علّ البُرُوقَ العَاقِراتِ بِغَيْمِنا
ذاتَ امْتِلاءٍ تُنْجِبُ الأمْطارَا
لِي رَغْبَةٌ مَحمُومةٌ لا تَنْثَني
لَكِنْ أبالرَّغَباتِ نَغْسِلُ عَارَا؟
عَنْقاءُ في عُشِّ الرَّمادِ مَهِيضَةٌ
تَحسُو الهَوانَ و تَلْعنُ الأقدَارَا
تَمُّوزٌ یَنْتظرُ الرَّبیعَ و يَسْتَغيثُ
بِصَوتهِ المَبْحُوحِ :واعَشْتارَا
عَشْتارُ بَاعَت قُبلة العِشقِ الوفيِّ
و نَعلُها بَاعَ المَدَی و انْهَارَا
وأنَا هنا فِي غُرْبتِي مَثْلُومةٌ
قهْرًا أنُوءُ وأحتَسِي الأکْدَارَا
[ قدْ كَانَ لي وَطنٌ]..و خَانَ أمَانَتِي
و سَقَى ورِيدِي حُرْقَةً و صَغَارَا
يَوْمًا بِغَيْظٍ قَد يُفَجِّرُني لظًى
يَوْمًا بغبْنٍ يَسْتفِيضُ مَرَارَا
ﷲُ... يا ﷲُ.. فَرّجْ كَرْبَنَا
و أفِضْ على عَتْم المَدَى أنْوارَا
و اجْعَل فُلُولَ الدَّاءِ تَحمِلُ لَحدَها
وتغُورُ في جُرْفِ الحِمَامِ نُثَارَا
فَتَعُودُ أوْكارُ الجَرادِ خَمائلًا
وتَعُودُ أعمِدَةُ الصَّدِيدِ نُضَارَا
أو فَاشْفِ رُوحِي مِنْ غَرَامِ مَرَابعٍ
لَم تُبْق للقَلبِ الغَریبِ دِیارَا
لأتُوهَ في قَفْرِ الحَیاةِ حَمَامَةً
قَدْ ضَيَّعَتْ فِي تِيهِهَا الأوْكارَا☆
《☆سعيدة باش طبجي ☆تونس☆》
☆2021/7/15☆

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق