الجمعة، 23 يوليو 2021

مثل الشجرة ..لن يقتلعني الريح بقلم الكاتب جلال باباي(تونس)

  مثل الشجرة ..لن يقتلعني الريح

جلال باباي(تونس)
أراها الآن خُطاي عند الشجرة
أعيدُ مَشْيها القديم على التراب
أتٌقى الرٌيح ،
أخشى غفلتها
أو رُكوب دَوِيٌها
لتُسقطني في ممرٌ العتمة
وجٌهتُ عصاي
نحو باب الصباح
حتى أقطف تغريدة
من اعالي الشجرة
وأهيٌأ للعصافير
سماء خالية تماما من الغيمات
وأرتق أجنحة لِمَمْشاي المعطوب
سأنتبذ لي الشجرة
و رائحتها ...كلٌ تفاصيل الأرض
أخاتل مثل الشجرة صوت العصافير
أقف بين العتمة و النور
أقلٌبُ وِجْهَتي أمام المرايا
هنا كنت أعرج عند خط العرض
وفوق خط الطول،
أكتب أغنية الصمود
حتى لا تقتلعني ريح الشمال
هي وحدها
صديقتي الشجرة
تهوٌن عليٌ السفر
يلبسني جذعها المترامي
وريدا لأصابع القدم
مازالت صديقتي الشجرة
رابضة على أسرار العالم
زمنِ الغيث
وفصول الصٌحو
أنت الوقورة والبسيطة جدًا،
أفتح مطريٌة ظلالك
أرغفة للنملات، أدعية للمساكين،
وقصائد للمتيٌمين،
ليس لدي أكثر من ذلك،
جاد الشاعر بما عنده !
سأمضي إلى بيت الشجرة
تأوي جراحاتي
تظلٌين صديقتي
مهما طال العمر!
لن تقتلعني الريح
مثل الانتظار
مهما قصر تحت المطر
و للآخرين،
أجادلهم في صغائر الأشياء
ماذا عساني أن أردٌ
وصديقتي سخيٌة كالقمر،
يكفي أنٌك تحيطين بذِراعَيّ جيٌدا
صديقتي، سنلتقي مجددًا؛
كمسافر وعربة،
سنكون معًا مجددًا في مكان ما،
سنواجه الريح،
واسفلت الطرقات،
والفرح والموت
تظلٌ صديقتي هذه الشجرة
يا رفيقة الدرب المتعثر
أيتها الرقيقة بين مائين
فتلك صبابتي وهذه دمعتي المتأخرة.
لن أنحني للطين
لن تقتلعني الريح
بصحبتك أيتها الشجرة.
٢٢يوليو ٢٠٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق