الخميس، 6 نوفمبر 2025

حين يُغادِرُ من لا يُغادِر بقلم الكاتب سعيد إبراهيم زعلوك

 حين يُغادِرُ من لا يُغادِر


كأنكَ لم تكنْ شخصًا... بل الوطنُ

كأنكَ الوقتُ في عيني، إذا سَكَنُوا، سَكَنْ


غادرتَ... لكنَّ الدروبَ التي مَشَيتَ بها

ما زالت تحفظُ وقعَكَ في الشَّجنْ


أنا لا أحنُّ إليك... بل أحنُّ بي

كما كُنتُ حين ينامُ صوتُك في الأذَنْْ


تُراني نجوتُ منك؟ أم كنتَ النّجاةَ، فحينَ

مضيتَ، تكسّرت الأيامُ في زَمَنْ؟


كأنكَ الماءُ... ما إن جَفَّ نبعُكَ عن يدي

حتى تفتّتَ داخلي نبضٌ ولم يُعلَنْ


لا أحدٌ يُخبرُ الغيابَ أن يُؤجّل

ولا الزمانُ يعيدُ مَن لا يُستَعادُ ولا يُدَنْ


لكنني أراكَ في الأشياءِ كلّها

في كوبِ شايٍ، في النوافذِ، في الدُّمى، في الوَهنْ


وتُبكيني الأغاني القديمةُ دون أن

أعرف لِمَ الدمعُ يسبقُني... ويَسكنُ في العَينْ


هل أنتَ راضٍ الآن عن وحدتي؟

أم أنَّ صمتَكَ أيضًا... يشتاقُ لو يُؤتمن؟


إن عدتَ، لا تَعتذرْ عن الوقتِ الذي فَاتَ

فالحنينُ لا يُحاسبُ مَن سَكَنْ


عدْ كالغريبِ الذي نَسِيَ اسمهُ في الدُّجى

وعادَ يبحثُ عن ضلوعٍ لا تَخونُ ولا تُهَنْ


سعيد إبراهيم زعلوك



شبل يغـرد لفلسطيـن بقلم الشاعر محمد علقم

 شبل يغـرد لفلسطيـن

...............................

حبيتـك فلسطيـن يا أرض العـرب

كل حبة رمـل منك توزن بالذهـب

لم ازرك يـوم وبيّ إليك مـا ذهـب

صه يون مـانعـه بعـد مـا اغتـرب

يحلـــم أن يعــود ويقبـل التُــرَب

الفاتحة يقـرأ وأدعيـة مـن الكتـب

للجـد والجدة ومن للأهل انتسـب

فيك القـدس الله أجمـل ما وهـب

اسم بعد المعراج في السما انكتب

عـاصمـة للسمــاء. ربنـا قــد كَتـب

مـوسى كليم الله من مـائك شرب

عيسى رسـول المحبـة إليك نُسب

شرّفك أحمـد حينمـا للبـراق رَكب

واليـوم سمــاك مغطـى بـالسحـب

بعـد التآمـر.. مـن الشـرق والغـرب

جــاؤا بـالص هـا ينـة أولاد الكلب

أنشـــأوا كيــان صــدقــا لا كــذب

شــرّدوا وشتتـــوا أبنــاء الشعــب

حتى يُسـروا وتستمر آلـة الحـرب

أصــرخ وأنــده وينكــم يـا عــرب

أين الرجـولة والشهامة والغضـب

تبـاع فلسطيـن وتُعطى لمـن سلب

ميـراث أمّـة محفـوظ فـي الكتـب

يا حيـف الحـق ضـاع مـاله طلـب

ما عـاد ينفـع سـلام مـع مغتصـب

يـا رب جـازي.. مــن كـان السبـب

تهجير شعـب في الشتات مغترب

أيــن القـــوافـــي وفنـــون الأدب

تنصف المظلـوم... وتصورالرعـب

أين الجيوش. والكتـاب والنخــب

مليـار مسلم  صه يون لهـم غلـب

حبيتك فلسطين. يـاأرض العـرب

كل حبة رمل منك توزن بالذهب

محمد علقم/5/11/2017


أحمل غيمة بلا مطر، بقلم الكاتبة سلوى مناعي

 أحمل غيمة بلا مطر،

أبتسم لأخفي ارتجاف قلبي،

وأهمس للريح: "خذني بعيدًا حيث لا يؤلمني نورك."


يا نهارُ، دعوتك بلا جدوى،

أفقك البعيد يذكرني بفجرٍ لم يولد بعد.

تعبت الانتظار على أبوابك،

والقلوب التي وعدتني… رحلت.


أتمنى أن يكون الصمت بيتًا لي،

أن أستريح في ظلّه بعيدًا عن ذكرى، بعيدًا عن وجعك.

أقلب الصور القديمة، ألمس رماد حلمٍ احترق،

وأحادث نجمةً بعيدة لتبقى قليلًا وتؤنس وحدتي.


يا من علمتني الخذلان،

أكتب دموعي على الورق،

أصنع من وجعي حكايةً لا يعرفها أحد سواي.


أرفع عينيّ إلى السماء وأقول:

"يا رب، أنت وحدك تعلم ما في الفؤاد،

امنح صبرًا لمن ذاقت الخذلان ولم تفقد الأمل."


وفي نهايات الليل، أهدأ…

كأن نسمةً رقيقة لمست قلبي،

أضع رأسي على وسادة الصبر، وأهمس:

"وللحب، حتى بعد رحيلك، حكاية لا تنتهي."


بقلمي سلوى مناعي



لا تتركيني بقلم الشاعر الهادي العثماني

 لا تتركيني

```````````

  ضعيني في حقائبكِ                 

إذا فكّرتِ في السفرِ              

ومجدافا لقاربكِ                     

وشبّاكا على القمرِ                 

لكي أبقى بجانبكِ                  

فيشدو اللّحنُ للوترِ         

وتشدو دونما ملَلٍ                     

طيور الحبّ للقمرِ                   

وتخضرّ حـدائـقُـنا                      

يجودُ موسمُ المطرِ                

ويهفو  مثل أغنيةٍ                    

نسيمُ الصبحِ للشجرِ                

فأنتِ أحلَى أمنيةٍ                   

وأغلى الناسِ في نظري          

   الهادي العثماني

                  تونس



جَيْـشٌ مِنَ الحَشَرَاتِ... بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف. .. تونس.

 جَيْـشٌ مِنَ الحَشَرَاتِ...

(من ذكرياتي أثناء إعارة في بلد عربيّ سنة 1993) 

جَيْـشٌ مِنَ الحَشَرَاتِ هَـاجَمَنِي العِشَا     

وَأَنَا الّذِي جِـئْتُ الـغَـدَاةَ مُـسَـلّـِمَـا

لَـمْ يُـبْـقِ فِـي بَـدَنِي الـمُـعَـنَّى بُـقْـعَـةً     

 إِلَّا وَأَشْــبَــعَــهَـــا أَذًى وتَـأَلُّــمَــا ...

لَـمْ يَـرْعَ حَقَّ الضَّـيْـفِ فِـي إكْرَامِهِ      

 بِـاللَّـسْـعِ، لَا بـِالـثَّـاغِـيَـاتِ تَـكَـرَّمَـا.

طَـيَـرَانُـهُ سِـرْبُ البَعُـوضِ مُـطَـنِّـنًا      

 ومُقَـنْبِلًا فِي الـجِسْمِ لَسْعًـا مُؤْلِـمَـا.

مَــا أَنْ خَـبَـتْ غَـارَاتُـهُ حَـتَّى أَتَـى     

 سِرْبُ الذُّبَــابِ، أَشَدَّ مِـنْـهُ وأَعْظَمَا

لَـمْ يُــرْضِـهِ أَنِّـي سَـأَلْـتُــهُـمَــا مَـعًـا     

 حُـسْـنَ الـجِوَارِ، فَمَا بِـرَأْيِـيَ سَلَّـمَا

بَلْ أَخْبَرَا "الدَّبَّـابَ"ضَعْفَ مَوَاقِعِي    

 فَـسَرَى، بِـلَـيْـلٍ دَاحِسٍ، وتَـقَـدَّمَـا.

فَـذُهِلْتُ وَارْتَعَدَتْ جَـمِيعُ فَرَائِصِي    

 وتَـغَـلَّـقَـتْ كُـلُّ الـمَـنَـافِـذِ عِــنْـدَمَـا

ظَـهَرَتْ "جَنَازِيرُ" العَقَارِبِ، لَيْلَةً،    

فِـي غَـارَةٍ، حُـمَّ الــقَـضَـاءُ وأُبْــرِمَـا

فَـعَـرَفْتُ أَنَّ العُـمْـرَ رَهْـنُ إشَـارَةِ    

وهَـرَعْتُ لِلـرَّحْـمَانِ بَــرًّا مُـسْـلِـمَـا

أَرْجُـوهُ رَحْـمَـتَهُ الّتِي قَدْ أُسْبِغَتْ

                      مُـتَـوَسِّـلًا بِالـمُـصْطَـفَى أَنْ أُرْحَـمَـا

ولَزِمْـتُ بَـيْـتِي، وَالـحَـرَارَةُ شِـدَّةٌ،     

لَكِنْ تَـصِـيـرُ، مَـعَ البَـلِـيَّـةِ، أَرْحَـمَـا.


فَالسِّجْنُ، فِي قَيْظٍ، بِغُرْفَةِ مَسْكَنِي،    

خَــيْـرٌ، لَدَيَّ، مِنَ الـمَـمَاتِ مُسَمَّمَا.

حمدان حمّودة الوصيّف. .. تونس.

خواطر: ديوان الجدّ والهزل.



الأربعاء، 5 نوفمبر 2025

الحب دايم بقلم الكاتب ..غانم ع الخوري ..

 .            الحب دايم


مهما طال العمر وتعددت السنين

  بتضلك حبيب القلب يازين

    

      غالي عليّ ياحلالي 

ياحبيب روحي وراسمالي

    مابيغلى عليك غالي 

   إنت نور عيوني الاثنين

 يا حافظ اسراري و عمود داري 

  ربي يزيدك بالعمر عمرين


      آهٍ ياعمري يا أم الجوز

 اليوم صرنا ختيار  وعجوز 

   قلبي حبك وانت صبية  

 ولأجلك تحديت فتيان العالم 

  و أعلنت عليهم الفوز

   حتى صرت وردة بيتي 

   قلبي وحياتي دفيتِ 

 تعبت كثير  ولا بيوم شكيت 

 دايم الدوم عندك لهفة وشوق 

و إيديك تطوقني بضمة حنين


..غانم ع الخوري ..


العرب ومآسي فلسطين والسّودان بقلم الكاتب رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس

 العرب ومآسي فلسطين والسّودان

تطرّقنا في نصّ سابق إلى دور الصّهيونيّة والعنصريّة في مأساة الدّول العربيّة، وخاصّة ما تعيشه فلسطين والسّودان من معاناة متواصلة تحت وطأة الوحشيّة الإمبرياليّة، الّتي ما فتئت تستنزف الطّاقات والموارد البشريّة والماديّة في هذين البلدين بوجه خاص.

ولسائل أن يسأل: هل لبعض الدّول العربيّة يد في هذه المأساة الإنسانيّة؟

والإجابة – للأسف – هي نعم. فبعض الدّول العربيّة لا يهمّها سوى مصالحها الضّيّقة قبل أيّ مسعى وطنيّ أو إنسانيّ، ولها يد مباشرة أو غير مباشرة في تعميق هذه الأزمات.

لكن كيف ذلك، ونحن لا نكاد نسمع سوى تصريحات عن "تدخّلات عربيّة" لحلّ هذه الوضعيّات الكارثيّة؟

الواقع يظهر أنّ أغلب الدّول العربيّة منغلقة على حدودها الوهميّة، تظنّ أنّها بمنأى عن الأخطار الّتي تعصف بفلسطين والسّودان وسوريا واليمن وليبيا وغيرها، وهذا الهروب هو تدخّل ومساهمة غير مباشرة . أمّا البعض الآخر، فقد أوهم النّاس بأنّه يتدخّل – مثلا في السّودان – من أجل فضّ النّزاع القائم بين طرفي الأزمة، بينما دوافعه الحقيقيّة سياسيّة واقتصاديّة بحتة.

فدول الجوار، وإن أبدت حرصها على "استقرار المنطقة"، كانت تخشى في العمق امتداد النّزاع إلى حدودها أو إلى البحر الأحمر، فسعت إلى دعم أحد الأطراف ماديّا ولوجستيّا، لتأمين مصالحها الاستراتيجيّة. كما شاركت دول أخرى في تمويل أحد الجانبين، ظاهريّا باسم الوساطة والسّلام، وباطنيّا حفاظا على مصالحها المتعلّقة بالزّراعة والذّهب والنّفط والموارد الطّبيعيّة.

وهكذا تحوّلت القضيّة السّودانيّة – كما الفلسطينيّة – إلى ساحة صراع نفوذ عربيّ وإقليميّ، تدار فيها المآسي بدم بارد وتغذّي فيها الحرب من حسابات ضيّقة لا علاقة لها بالإنسانيّة ولا بالأخوّة العربيّة الّتي طالما تغنّينا بها.

فلتنهض الأمّة العربيّة من سباتها، ولتدرك أنّ النّجاة لا تكون بالتفرّق ولا بالحياد، بل بالموقف الصّادق والفعل الجماعيّ.

إنّ التّاريخ لن يرحم المتفرّجين، ولن يغفر لمن جعل من المآسي العربيّة مجالا للرّبح والنّفوذ.

فلنعد إلى الكلمة معناها، وإلى العروبة جوهرها الإنسانيّ الأصيل، قبل أن تطوى  آخر صفحة ثمّ نندم بعد أن فات الأوان.

رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس


تراتيل الماء بقلم الكاتبة زينب حشان

 ✨تراتيل الماء✨


كالماء يا أنتَ،

تنسابُ في مقلتيَّ 

رؤى، ونداءْ…

وتغفو على شفَتيَّ الحروفُ،

إذا لامس إسمك بعض الهواء.

كالماء يا أنتَ،

يا من تُرتِّب صمت المسافات،

تجعلُ من بُعدكَ احتماء.

تجيءُ…

فتغدو المواعيد نهرا،

ويمحو حضورُك وجهَ العناءْ.

يبقى الحديث لكَ، ومعكَ،

كأنّ الحروف أصدافُك

تُخفي اللؤلؤ في عمقها،

ولا تُفشيه إلا لماء المساء.

سُقيا لروحي إذا جفّ المعنى،

وسُقيا لقلبي إذا ضاق في الحلم

طيفُ الرجاء.

حتى وإن عزّ هذا اللقاءْ،

ففي البُعد منك اقتراب،

وفي الغياب حضور،

كضوء يسيلُ على وجع الأشياء.

فأنت  كالماء ،

ترويني كلّما ظمئتُ،

وتتركني أُزهرُ في عطشي،

كأنّ الفقد نافذة على ضياء


بقلم✍️ زينب حشان

              المغرب



وصايا بأنفاس الحرف بقلم الكاتبة هالة بن عامر تونس

 وصايا بأنفاس الحرف


اكتبي كأنكِ تبوحين بسرٍّ للرّيح،

واذكري أن الحرف إن صدق نجا،

وإن تزيّن كذبًا خسر معناه.


لا تجعلي اللّغة قيدًا، بل جناحًا،

ولا الحزنَ وِسامًا، بل نارًا تصهر فتخلق ضوءًا.

وازني بين أنينكِ وصمتكِ،

فليس كل ما يُقال يُسمع،

ولا كل ما يُخفى يموت.


اجعلي الحرف صلاةً حين تضيع البوصلة،

ونهرًا حين يجفّ الوجدان،

وحين تتعبين من البوح،

ضعي نقطة، لا ختامًا،

بل استراحة حلم.


تذكّري أن الكتابة ليست خلاصًا،

بل طريقٌ من وجعٍ جميل،

يترك في الروح ندبةً من نور،

ويمنح الحرفَ عمرًا أطول منّا جميعًا.


هالة بن عامر تونس 🇹🇳



الثلاثاء، 4 نوفمبر 2025

... ضاع عمري.... بقلم الشاعر مصطفى سريتي

 ... ضاع عمري....

ضاع عمري و أنا عن عينيك مبتعدا

فكيف تغدو حياتي و لا زلت منفردا

هي الدنيا بما فيها زوجان كمًّا تجدا

دون إفراد لأنثاها لن يكتمل التعدادا   


لن أطاوع هجران أرض بها نسجت

خيط محبة لرحيق و أزهار فتحت

فاضت برحيق الإخلاص و امتلأت

عشقا ارتوت نفسي منه حتى ثملت


 ضعيني بأهذاب عينيك كحلا لزينتك

إن سال دمع خط اسمي على وجنتك

امسحيني بمنديل الحب فداء لصبرك

تجديني حين تغيب ذكراي عن ذهنك


أحببت في عينيك لون سَماء بزرقتها

و انتشيت بحمر شفاه أسِرت ببسمتها

رحماك من جنة فردوس أنتِ مَسكنها

إن جن الليل كيف للعين صدّ حارسها..


مصطفى سريتي

 المغرب



_غفلةٌ تُزهرُ في العتمة بقلم الكاتب _ زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني)الجزائر

 _غفلةٌ تُزهرُ في العتمة


في دهاليزِ الوقتِ

ينحني الحلمُ تحتَ وطأةِ 

الانتظار

وتغزلُ الريحُ خيوطَ الخديعة

على نولِ الغفلةِ المدهشة...

يصفّقُ السرابُ لظلٍّ لا 

يرى نفسه

وتتعانقُ الأقنعةُ كأنّها وجوهٌ 

من طينٍ تعرفُ الزيفَ 

وتبتسم

الحقيقةُ تمشي حافيةً في 

سوقِ الأوهام

تشتري وجعها بالسكوت

وتبيعُ ملامحَها للعابرين...

هناك

في أقصى الروح

يزهرُ الرمادُ كأنه حياةٌ أخرى

ويولدُ النورُ أعمى

من رحمِ العتمة...


_ زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني)الجزائر



لجام الطموح بقلم الكاتب نصر محمد

 لجام الطموح

أحصنة الغيم 

تحت سماء طيفك 

الممطر ببذخ ترجل 

فارس وجداني يقطع من 

المسافات العذبة طوفان 

المضارع المستمر صوب 

إعراب عنفوانك المتعة العربية 

المستثناة بأمواج الزخات المطمورة 

فوق أفنية روحي عبأت مقام الفداء من 

بحور قوافي السرد اللوحة البهية التي تعانق

أرجاء إطارها حواسي المعمورة بك بيت المواهب

باللمس البديع الذهبي الخصب الخلاب اليافع 

المفردات لها النماء الصاعد فوق أرفف الكتب 

المرسلات أهوى أن يكون لخيالي مسح قربك

المنمق بجداول المشارب كذلك المعصرات 

التقاليع التي تبحر تحت عناقنا الرشيق على

جانبي الموائد السيارة لقحت بعطرك أجواء 

وجنتي أطباق السمر الطائر فوق أشجار العشق

المتوهج بالثمر لي معك من 

عراجين البلدان العتيقة 

الموعد المنهمر

الحكايات التي 

تبث الفرح على أوداج

القفزة مبنية ببئر رواحة الواحة 

الفواحة بحدائق السكينة الوردية 

بتسعة عشر أبواب الرزق المفتون 

بخصائص اللقاء المدهش تحيز 

شوقي لكل بيان يداعب قارات الشرح 

الوافي برشفة ألوان الشفق سبور ليالينا الحارة 

أحبك بقلبي نهج البلاغة والشهادة 

بقلمي نصر محمد



همس الغزال، وزئير الأسد بقلم الكاتب توفيق حيوني

 همس الغزال، وزئير الأسد 


قالت:


أينَ أنتَ يا غزالَ الجبالِ، يا نبضَ الفؤادِ الهائمِ؟

عيني تاهتْ في الدروبِ، وخلدي في هواكَ الحالمِ.

أنتَ الرشاقةُ في وثبتي، والفتنةُ في النظراتِ،

سحرٌ يلفُّ سهولَ الروحِ، ويطوي بساطَ الأمنياتِ.


أجبتها:


أنا هنا، حيثُ الصدى يرجعُ من قممِ المجدِ العاليةِ،

لا غزالَ أنا، بل أسدٌ يصولُ في الوهادِ والروابي الواهيةِ.

أنا ذاكَ القرشُ الذي يمزقُ لجَّ البحرِ بأسنانِهِ،

أصطادُ الضباعَ من غدري، وأكسرُ أصدافَ المحارِ ببيانِهِ.


بدمعة اجابت:


كيفَ لي أن أرى فيكَ الأسدَ الذي تخشاهُ الوديانُ؟ -

أو أن ألمحَ فيكَ القرشَ الذي بهِ تستعيرُ الأزمانُ؟

أنتَ لي رفيقُ الدربِ، وصوتُ الصمتِ في أعماقي،

لغزٌ أنتَ يا حبيبي، يزدادُ بهاءً كلما اتسعَ نطاقي.


بثقة قلت:


أنا الأسدُ إن رمتِ العواصفُ أن تقضِمَ من أمانكِ،

أنا القرشُ إن هدَّدتْكَ أمواجُ الدنيا، واهتزَّ كيانكِ.

هذه هي صولتي، وهذا هو بحري الذي لا ينضبُ،

أحميكِ بكلِّ قوتي، وبكلِّ حبٍ لا يتذبذبُ.


ثم انهارت:


فيا لكَ من أسدٍ يغارُ على غزالٍ في مخدعِهِ،

ويا لكَ من قرشٍ يبني أعشاشَ الحبِّ في أربعِهِ.

لستَ صيادًا لقلبٍ أضحى أسيرًا بينَ يديكَ،

بل أنتَ حارسُ الروحِ، كلُّ الأمنِ يشرقُ من عينيكَ.


توفيق حيوني



ومن بعدما فرقوا الناس سادوا بقلم الشاعر حامد الشاعر

 ومن بعدما 

 فرقوا الناس سادوا 

علينا   فنفس  الحكايا  أعادوا ـــــ لهم  من حكاياتهم ما أرادوا 

ومن بعدما فرقوا الناس سادوا ــــ وكل الورى بالأضاليل قادوا وصرح الغزاة الطواغيت شادواـــــ وكل الطغاة بهم قد أشادوا

وما قد مضى من جديد أعادوا ـــــ وشعبا   أبيا   وحرا  أبادوا

أحبوا القتال  إلى القتل  عادوا ـــــ ونفس الحكايا علينا أعادوا 

*****

وزدنا  ضلالا   وزدنا    خبالا ــــــ وحمقا كباقي المجانين زادوا

وفي السلم ناحوا وللحرب راحواـ وصاحوا ورب الكريهة نادوا

وعادوا ونشر السراب أعادوا ــــــ  وأهل الحقيقة  حبا   يعادوا

واعطوا النفيس لأجل السراب ـــ وبعد  التوهم   بالمال  جادوا

تعادوا وما بينهم قد تحابوا  ــــــ وجاؤوا لفيفا  وما هم توادوا 

وزاد    الأعادي  جفاء وزادوا ـــــ غرورا  وفي غيهم قد تمادوا

******

وعدنا لنفس الحكايا وعادوا ــــــ تمادوا الحكايات فيها فمادوا 

وفي مأتم نحن صرنا جميعا ــــــ وفي  عيدهم  بالدماء تهادوا 

وكنا  معا     توامان  وحين ـــــ تساوا معا في الخروج تضادوا 

وكادوا لنا في الخفاء اعادوا ـــــ شتاتا وفي سحقنا نحن كادوا 

أطاعوا الشياطين حتى أعيدوا ــ عبيدا وعن منهج الله حادوا

*******

وما قد أفادوا الورى في التردي ـــ جميعا وفي حفرة ما تفادوا 

وكادوا   وكيدا  قديما  أعادوا ــــــ  فزادوا كيادا وللناس كادوا 

عتوا في البلاد فسادا فسادوا ـــــ وغير اللذين طغوا ما أفادوا 

وضلوا  جميع   الأنام  أضلوا ــــــ ومنا فمن ضل او تاه صادوا

وضلوا لأنهم  أضلوا  فكيف ــــــ برفض الأناجيل والذكر هادوا 

******

وقادوا جميع الورى للمهاوي ـــ ومن بعدما فرقوا الناس سادوا 

بشتى  اللغات   بلا  ترجمان ـــــ فتلك  السياسة    فنا  أجادوا 

وحازوا فلسطين بالأرض فازوا.ودون المسيح عن الوهم ذادوا

سيهوى ومهما بهم قد أشادوا ـــ فما  شيدوا في البلاد وشادوا

فكل   الذين أبادوا   سواهم ــــــ وشادو  فبعد    الإبادة  بادوا

******

العرائش في 3نوفمبر 2025

قصيدة عمودية موزونة على البحر المتقارب 

بقلم الشاعر حامد الشاعر



لو كان لبحر بقلم الزجال المحجوب بوسبولة

 //////+++لو كان لبحر+++//////


لو   كان   لبحر    مداد   نداري  به


نرجع     لسطر     نتكايس    عليه


ا نديرو       ارفاڴة            ووناسة


نخلق       منو         كل      غراسة


ونخليه       لناس     طيب    يفوح


ويرجع    لشي      بعضين     الروح


ماشي    بحال     بعضين     هضارة


من     ابعيد      تظهر         لغذارة


لاثيق    ف  الثعلب    وداك    ذيب


احسب     راسك       واحد    اغريب


لدخلتي     لبحر       كون         عوام


لا   تفوت     الشط    را  الموج درام


اهل    الحرف    طريقهم        فراحة


ماشي    غذرة     ماشي          جراحة


حرف     بسمة     السربة       وفراجة 


موسمها     كلام      ماشي     عجاجة  


لاتكون    ذيب   ومضرڴ   ف لحليب  


لابد     شمس    ماترحل        وتغيب


بقلم    صقر   الحروف 


الزجال   المحجوب  بوسبولة


[ حاكم الشارقة شاعراً ] بقلم الكاتب / السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠

 [ حاكم الشارقة شاعراً ]

بقلم / السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠

ساعة مع سمو الشيخ الدكتور حاكم الشارقة سلطان بن محمد القاسم الشاعر و الأديب راعي الثقافة ٠

"انتبــه، يا نبــع الشـرايــين فــالجرح غـائر مـا زال يضـنيني كيـــف انشغــــالك عــن تـدفق لجـــــرح وأســـقام لتـــبريني قــال فالنــاس بشـغافي معلقـة بـــت أناديــــها وتنادينــــي أنــت الــذي علمتنـي مـن صـغر

محبـة النـاس تغنـي عـن الملايين " ٠

-------

في البداية عندما نقلب في عالم الشعر و الشعراء و لا سيما الشعراء الملوك و السلاطين و الخلفاء و الأمراء و غير ذلك نجد ديوان العرب يذخر بعشرات الأسماء في دوحة القصيد هكذا ٠٠

نعم لقد عرف شعرنا العربي على مرَّ العصور شعراء ملوك و خلفاء و أمراء ووزراء و سفراء و فرسان و فلاسفة و عشاق و غير ذلك ٠٠

منذ امرؤ القيس الملك الضليل و أبي فراس الحمداني و المعتمد بن عباد في الأندلس و غيرهم كثيرون ٠

و في عصرنا الحديث المعاصر الأمير عبد الله الفيصل و تركي آل شيخ و الأمير بدر بن عبد المحسن آل سعود و  الأمير عبد الله بن مساعد و الأمير خالد بن فيصل ٠٠

و الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان و الشيخ راشد بن زايد و الشيخ محمد بن راشد ٠٠

و الأمير صقر القاسمي أحد رواد الشعر في دولة الإمارات ٠

و حاكم الشارقة د٠ سلطان بن القاسمي ٠٠

و الأمير مانع سعيد العتيبة، أول وزير للبترول والثروة المعدنية في دولة الإمارات العربية المتحدة ٠

و قد كتبوا الشعر في عدة 

نصوص أدبية ذات مستوى راقٍ تجمع بين الغزل والفخر والرثاء والواقع الاجتماعي و السياسة والأعنيات الوطنية و المتنوعة ٠٠


و  هذا حاكم الشارقة سمو الشيخ د٠ سلطان بن القاسمي أحد الشعراء البارز ٠

فقد عشق مصر العربية منذ نعومة اظفاره ، و لِمَ لا و هي التي عاش على أرضها على ضفاف النيل أزهى عصور الشباب أثناء دراسته في كلية الزراعة جامعة القاهرة ٠


الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، بشعره الذي يعكس اهتمامه بالتاريخ، والثقافة، والحب، والشيم العربية. من أشهر قصائده "انتبــه، يا نبــع الشـرايــين" و"دعي يا حلوه نظراتك" و"منابعُ العز هلّي وابتسمي". وتُظهر قصائده الأخرى، مثل تلك التي كتبها عن نكسة 1967، شغفه بقضايا أمته والتحديات التي تواجهها. 


صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة "نحن نرغب في تأسيس اقتصاد قادر على دعم أركان الحضارة التي تغذي الابتكار، وتغرس القيم والأخلاق الحميدة في مواطنيها، أليست هذه الثروة الحقيقية للأمم؟ أليست ذات أهمية متأصلة في الالتزامات الحقيقية للاقتصاد عبر التاريخ؟"


* نبذة عنه :

--------------

هو سمو الشيخ سلطان بن محمد بن صقر القاسمي المولود عام ١٩٣٩ م ٠

حاكم إمارة الشارقة، عضو المجلس الأعلى للاتحاد في دولة الإمارات العربية المتحدة. تولى مقاليد الحُكم في الإمارة وأصبح عضوًا في المجلس الأعلى للاتحاد في 25 يناير 1972. 

وهو الحاكم الثامن عشر لإمارة الشارقة من حكم القواسم الذي يعود للعام 1600 ميلادية ٠

الشيخ سلطان تعليمه الابتدائي والثانوي متنقلًا بين الشارقة والكويت، ثم توجه إلى مصر لإكمال تعليمه الجامعي حيث نال شهادة البكالوريوس في الزراعة من كلية الزراعة بجامعة القاهرة، كما حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة إكستر في المملكة المتحدة وشهادة دكتوراه ثانية من جامعة درهام في المملكة المتحدة أيضًا. 


السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي أعمالاً في مجالات متنوعة تشمل الشعر والتاريخ والأدب. من أشهر دواوينه الشعرية ديوان "ديوان سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي" الذي يضم قصائد متنوعة. بالإضافة إلى ذلك، له العديد من المؤلفات التاريخية والأدبية والمسرحية مثل "تاريخ القواسم"، و"ذكريات مصرية"، و"مجلس الحيرة". 


* مختارات من شعره :

----------------------------

و يقول الشيخ سلطان بن محمد القاسمي في قصيدة ( منابع العز )  و هذه القصيدة ألقاها سمو الشيخ في فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ30 بمركز إكسبو الشارقة2011م.

منـــابعُ العـــز هلّــي وابتســمي قد زارك اليوم رفاقُ الرفقِ والقلمِ مراكــب النــور صــُفت لكـل مقنـي ومحافــلُ الفكــرِ تتلــى فـاغتنمي قــــد جئتِ فـــي يـــوم حـــاملاً مشـــاعلَ الفكــرِ وتــوقَ الهمــمِ فوجـــدتك بيـــن قتيـــلٍ ومصــفدٍ والنـــاسُ بيـــن خــائفٍ ومتــبرمِ ففتحـــتُ قلــبي ســاحاتٍ زرعتهــا عفـــواً وحبـــاً غيـــر منفصـــمِ وأرضـــــعتك علمــــاً ومعرفــــةً ورفعتـــك منـــارةً بيــن الأمــمِ حــدّثيهم عــن لقانــا فــي ســحرٍ بيـن خفيـفِ الرقـاقِ وصـرير القلـم حــــدّثيهم عنــــدما شــــاهدتني قـارئاً فرحـاً بانتصـاري في القدم حـــــدّثيهم عنــــدما وجهتنــــي مطرقــاً أعمـلُ الخـاطر لأمـرٍ مضـرم فنظــرتِ الـى مـا قـد كنـت قـارئاً فوجـــــدتك ثــــائرةً بتجهــــم تلــــومينني لســــكوتي قائلـــةً هــل فــي عروقــك شــيء مـن دمـي  

***

و يقول سلطان بن محمد القاسمي في قصيدة أخرى تحت عنوان ( سلام سلام ) :

ســــــلام ســــــلام يــا أعــز النــاس حـــــرام حـــــرام لا تجـــرح الإحســاس تقـول أحبابي هجروني وبــالرخيص بـاعوني لا قـــدرو وراعــوني أقـــــول أوهــــام تقول في دنيتي من لي يرعــــاني ويســـلي المــوت أهــون لــي أقـــول كفايــة ملام انتـــه لــو تــدري فــــدوتك عمــــري ومســــكنك صــــدري وعيــوني لـك مقـام تعـــــال نحيـــــا فــي جنــة الـدنيا نعيــــش بســــقيا الحــــب والغـــرام لا شــكوى ولا شــاكي ولا دمـــع متبـــاكي وبحبنـــا الزاكــي علــى مــدى الأيــام

***

و نختم له بهذه القصيدة تحت عنوان ( من أولج الفجر ) و القصيدة كتبها سموه عندما تنحي الرئيس جمال عبدالناصر عن الرئاسة بعد النكسة يوم التاسع من يونيو حزيران 1967م ، والتي يقول فيها سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي :

مــــن اولــــج الفجــــر فيـــك بـــالمغيب مـــــن اذاب الضـــــحك فيــــك بــــالنحيب انــــه منـــي ومنـــك ومـــن كـــل قريـــب مــــن عــــدو اشــــهر اليــــوم ســــهامه يــــا نــــدامه يــــا بلادي يـــا نـــدامه .. الصـــــــغيرات بـــــــبراءه الطفــــــوله وفتــــــــاة بمشــــــــيتها خجــــــــوله وفتيــــــــان بكامــــــــل الرجـــــــوله وشـــــــاب كــــــم احجــــــم ميــــــوله وشــــــيخ لــــــم يـــــابه بـــــالكهوله كلهــــــــم ســــــــلبوا الابتســــــــامه يــــا نــــدامه يــــا بلادي يـــا نـــدامه .. القمـري كـان هنـا يغني...فـوق كـل بيـت وغصن واتـت البـومه تعني...تدك اثار من بينه وبيني تزيــــف التاريــــخ تســــرق كـــل لحـــن فوجوهــــــا بيننــــــا لــــــه علامـــــه يــــا نــــدامه يــــا بلادي يـــا نـــدامه ٠

هذه كانت إطلالة سريعة على عالم سمو الشيخ سلطان القاسمي حاكم إمارة الشارقة من منظور الشعر و الإبداع فقد كتب إنتاج متنوع يفيض بعمق النظرة الإنسانية التي تصور الإنسان المبدع في الخليج العربي و دولة الإمارات العربية المتحدة حيث عاشق للثقافة العربية و يعد المهرجانات و الجوائز للعلوم و الآداب و الفنون و الثقافة في نهضة حضارية تشهدها البلاد دائما ٠



ما العمر إلا نبضة بقلم بهجة بالربيع

 🌿🌹 مني القصيدة ومنكم العنوان

فضعوا العنوان المناسب 🌹🌿


أخطأ الإنسان

حين ظن  العمر يُحصى بالسنين

ما العمر إلا نبضة

أومضت من قلب الحنين


ما العمر إلا رعشة

بين شوق وأنين

ليس يُقاس بدقة الساعة

أو دوران أرض بلا رنين


بل بالفرح

حين يمر كالشهب السريع،

وبالهمّ حين يقيم فينا

كالغيم الحزين.


هل نعدّ العمر بالضحكات؟

أم بالدمع الدفين؟

أم بالهوى

إذ يعبر القلب

فيغدو كل شيء يقين؟


العمر لحظات تمر

بين نوم وصحو واغتراب

نحسب الأيام أعمارًا

ولا ندري الصواب

يقال: عشنا —

لكنّا لم نَعِشْ

يا عمر،

فما مضى منك والله

سراب


ما زال فيّ الطفل يسكن

في عيوني... في الكتاب

بين نبضات القلب يشدو

أغاني الحب والعتاب

يضحك من خلف أيامي

ويخفي لعبته خلف الغياب


العمر أوقات نعيشها وتمرّ

لحظات قصيرة فيها الأفراح

وطويل فيها الضجر

يُحسب علينا عمر

ما عشتك بعد يا عمر

ما زالت الطفولة تسكنني

وألعاب الصبا... وشقاوات الصغر

أرنو إلى الحياة ظمأى

أتوق عبورها... وأعشق فيها السفر

تتكدس على الرفوف سنوات خاويات

ويقال عشت... وقد كذب القدر


ما زلت أرنو إلى الدنيا ظمأى

أعشق الدرب الطويل

وأهيم في طرقاتها

كفراشةٍ حينًا تحطّ وحينًا تطير

أرقص حول نارها

فيحرقني نورها الجميل


تتكوّم السنوات خلفي

فارغات كالرّسوم

ويقال: عشت

فيكذبهم واقع لعين


العمر ومضة عذبة

تمضي،

فلا تسكن كآبة ما يزول

خذ نصيبك من الفرح

واقطف بذور سعادتك

وامشِ خفيفًا

فالحزن لا يغلبه إلا المرح

لملم الجرح وعش،


كي لا يُقال: «عاش»...

ويكذبك القدر.


كل سنة وأنا... يا أنا بألف خير

ما دام فيّ

قلب يحب،

وروح تحنّ،

وعين تبصر الجمال

ولو في رماد الطريق 

بهجة بالربيع 🌹




.....هدير الأنين... بقلم...سُهاد حَقِّي الأعرجي...

 .....هدير الأنين...

أكتب يا قلمي... 


وارم بكل حروفك


وأشواك صدرك 


بين طيات أوراقي


علّ هدير الأنين


وصواعق الصمت


تهدأ وتنام


في حضرة كلماتك


وحبكة وعناد ريشتك 


ولو قليلاً... 


---بقلمي---


...سُهاد حَقِّي الأعرجي...


3/11 /2025


الإثنين



حول تصاعد مناخ الكراهية..ضد الصحافيين متابعة الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 حول تصاعد مناخ الكراهية..ضد الصحافيين

تصدير: 

“أن تكون صحافيا أمر “لا يحميك من الاغتيال”.الرئيس الفليبيني رودريغو ديتورتي “كراهية الصحافة تهدّد الديمقراطيات” (الكاتب)


..هل بإمكاننا الإرتقاء بالخطاب الإعلامي العربي إلى مستوى التحديات التي أفرزها الراهن الإعلامي الكوني،والسموّ به إلى مرتبة الوعي والمسؤولية؟أم إنّنا مازلنا نتمترس خلف خطوط الإنكسار ويخضع تبعا لذلك-واقعنا الإعلامي-لضغوط سياسية وإقتصادية تمارس للتضييق على الصحافة وللحد من مقدار الحرية التي تتنفّس من خلالها؟..

هل بوسعنا الآن..وهنا،ونحن نلج ألفية ثالثة ونصافح قرنا جديدا تفعيل وسائل الإعلام وتحريرها بما من شأنه أن يخدم الإحتياجات الفعلية للمجتمعات العربية ويبلور دورها الإيجابي في خدمة الأهداف القومية والوطنية والإنمائية؟..أم أنّنا لم نستسغ بعد الدّور الحقيقي للإعلام الهادف ونتجاهل أهميته في معالجة مشاكلنا وقضايانا !؟

..إنّ أمريكا ومن ورائها إسرائيل تحاربنا بجيش إعلامي يستهدف إقتلاع جذور الهوية القومية العربية من أعمق نفوسنا،بل ويستهدف إرباك العقل العربي وتركيعه خارج-تخومنا-بما يعني أنّ الولايات المتحدة والغرب كلّه في صفها يحاربنا بجيوش إعلامية تتماهى بأشكال مختلفة مع تداعيات الراهن العربي،وتصوغه في الأخير حسب أهدافها ووفقا لما يجسّد-حضورها-الدائم داخل البيت العربي..

ومن هنا فالإعلام المحلي وفي ظل هذه-الإختراقات-الغربية،ومهما تناغم مع الحس القومي لا يحقّق في جوهره الوعي المراد،وهذا يعني أنّنا على الصعيد العربي وعلى صعيد جامعة الدول العربية نحتاج إلى ثورة إعلامية هادفة،تؤسّس لإشراقات عربية،وتدرك جسامة المرحلة التاريخية التي يجتازها الفكر العربي بحسّه القومي الآخذ في الإنحسار والتراجع،وذلك بما من شأنه أن يرقى بالإعلام إلى درجة قصوى من الأهمية،لا بإعتباره جزءا تقليديا من مهام الدّولة،أي دولة،بل بإعتباره جيشا حقيقيا يقاتل بجسارة في أعتى معارك الغدر ضراوة،وعليه فقد بات واضحا أنّ سلطة الإعلام ووسائل الترفيه على العقل لا تحتاج إلى إثبات وبالتالي فالرسائل العنصرية التّي تبثّها بعض القنوات أخطر بكثير من الهجوم المباشر لأنّه لا يتمّ الإنتباه لها،وترسّخ بالتكرار،مما يزيد من صعوبة تغييرها.فكيف نواجهها؟..

وهل ينبغي أن نقف أمام سؤال : هل تقصد هذه القنوات الإساءة إلى العرب وخدمة إسرائيل؟

أم علينا تطويره إلى ما الذي يجب أن نفعله لتطوير المنتج الثقافي المنافس لما تقدّمه؟ولذا،فمواجهة الإختراق الإعلامي الكوني لا تتم عن طريق المقاطعة،لكن عن طريق تطوّر عناصر-الثقافة-الخاصة بنا وبالتخلّص التدريجي من الحيز الذي تملأه الشركات الغربية في إعلامنا..

إنّ الغزو الإعلامي الغربي لا هدف له غير اكتساح العقل العربي،وتربية الوجدان العربي،وبالتالي،تطويع الفكر والشعور العربي وفقا لما تحتاجه الإستراتيجية السياسية المرتبطة بتخطيط قادم من واشنطن أو غيرها من العواصم الغربية التي مازالت تحنّ لإستعمار من نوع جديد،وعليه فإعلامنا العربي،وفي حربه المضادة،مطالب باليقظة والدرجة القصوى من الإستعداد للحرب بما يجعله يلتفّ حول القضايا العربية الكبرى،ويدرك أنّ الإعلام الغربي ليس″بريئا”في مخططاته بإعتباره يؤسّس للإستعمار ولتهميش صورة العنصر العربي الفلسطيني وإبتداع صورة لنا وفقا لما يريده حتى ننتهي بالإعتقاد أنّها صورتنا،وهذا يعني أنّه يحمل في طيّاته أفكارا ايديولوجية تهدف بالأساس إلى مضاعفة غربتنا وتكريس استلابنا الحضاري،ولمَ لا،تبرئة الجلاّد وإدانة الضحية!فالصحف مثلا،التي تصدر في الولايات المتحدة لا تشير في إفتتاحياتها ولو بقدر ضئيل إلى مأساة الشعب الفلسطيني في ظل الإستعمار الإسرائيلي الغادر،بقدر ما تنحاز بتواطؤ سافر للعدوّ الصهيوني،كما أنّ التقارير الغربية التي تصاغ في عواصم الدول الكبرى ما فتئت تلفت الإنتباه إلى عبارات مثل ( إسرائيل..مرّة أخرى تشعر بالعزلة والوقوع تحت الحصار)!!( الجنود الإسرائيليون الذين يتعرّضون لهجمات-إرهابية-)!!..(إسرائيل-تتنازل عن الأرض أمام تصاعد حدّة العنف الفلسطيني)!!

وهذه كلّها صياغات متحيّزة بشكل-عار-لإسرائيل بإعتبارها تطمس حقائق الإحتلال وعدم التوازن العسكري..هذا بالإضافة إلى ما يبثّه-التلفزيون الأمريكي-من برامج تطمس بدورها حقيقة ما يجري داخل الأراضي المحتلة : ”ففي 12 نوفمبر من العام2000 عرض واحد من أشهر البرامج في التلفزيون الأمريكي..سلسلة من الحلقات التي يبدو أنّها أُعدّت خصيصا لكي تسمح للجيش الإسرائيلي بالبرهنة على أنّ إغتيال الشهيد محمد جمال الدرّة”12سنة”أيقونة المعاناة الفلسطينية،إنّما تمّ على مسرح الأحداث بيد السلطة الفلسطينية”(1)!!..

هذا يعني وحسب مزاعم-البرنامج-أنّ السلطة الفلسطينية قد تعمّدت أن تضع والد الطفل في مواجهة نيران المدافع الإسرائيلية”التّي هي في حالة مواجهة ودفاع″!!

وإذن؟

إذا كان لا بد من تزويد العقل العربي بالمعلومات الدقيقة بإعتبارها تمثّل العدوّ الأكبر للقهر والظلم،سواء فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينية أو بغيرها من القضايا وذلك بإعتماد إعلام وطني نزيه يؤسّس للذات العربية وينبّه لما حدث ولما يحدث بالقدر الذي يجعلنا بمنأى عن التنميط الثقافي-والإعلامي-المعولم..

ومن هنا فإنّ الحاجة تدعونا إلى وضع تخطيط إعلامي على المستوى العربي يتوافق مع إرادة الأقطار العربية ويكون نابعا من التخطيط الإقتصادي والإجتماعي والسياسي على مستوى الجامعة العربية ومنظماتها،وهو أمر يبدو في ظل المستجدات الإقليمية والدولية من أوكد المسائل،لما له من أهمية في قضية الصراع العربي-الإسرائيلي التي ظلّت حتى اليوم مفتقرة إلى تخطيط إعلامي بعيد المدى على المستوى العربي..

على سبيل الخاتمة  

تبين نسخة 2018 من التصنيف العالمي لحرية الصحافة،الذي أنجزته مراسلون بلا حدود،تصاعد الكراهية ضدّ الصحافيين.ويُمثل العداء المُعلن تجاه وسائل الإعلام الذي يشجعه المسؤولون السياسيون وسعي الأنظمة المستبدة لفرض رؤيتها للصحافة تهديدا للديمقراطيات.

يكشف التصنيف العالمي لحرية الصحافة،الذي يقيّم كل سنة وضع الصحافة في 180 بلدا،مناخا للكراهية متصاعدا.

ولم يعد عداء المسؤولين السياسيين للإعلام خاصا بالدول المستبدة مثل تركيا (157، -2) أو مصر (161) اللتين سقطتا في “رُهاب الإعلام” إلى درجة تعميم الاتهامات بالإرهاب ضدّ الصحافيين وسجن غير الموالين منهم اعتباطيا.

وقد ارتفعت نسبة رؤساء الدول المُنتخبون ديمقراطيا الذين لا يعتبرون الصحافة ركيزة أساسية للديمقراطية وإنما خصم تعلن نحوه البغضاء.وعلى رأس هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية،بقيادة دونالد ترامب،ويعتمد الرئيس الأمريكي خطابا بغيضا بشكل صريح حيث يعتبر المراسلين “أعداء الشعب” مستعملا عبارة سبق أن استعملها جوزيف ستالين.

وفي عدد من البلدان فإن الحاجز بين الاعتداءات اللفظية والعنف الجسدي يتضاءل يوما بعد يوم،ففي الفلبين (المرتبة 133، -6)اعتاد الرئيس رودريغو ديتورتي على شتم وتهديد وسائل الإعلام الإخبارية وحذّر بالقول : أن تكون صحافيا أمر “لا يحميك من الاغتيال”.

في السياق ذاته،قال رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين زياد دبار،اليوم الثلاثاء 04 نوفمبر 2025 إنه تم تسجيل 149 اعتداء على الصحفيين والصحفيات والمصورين الصحفيين خلال الفترة الممتدة ما بين نوفمبر 2024 وأكتوبر 2025 ".

وجاء ذلك على هامش افتتاح أشغال الندوة التي نظمتها النقابة إحياء لليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، حيث قال إنه رغم تسجيل تحسن مقارنة بالسنة الفارطة إلا أن ذلك يبقى منقوصا.

يشار إلى أن  (تونس) حققت  منذ عام 2010 قفزة كبيرة عالمياً في حرية الصحافة،فهي الدولة الوحيدة التي قفز فيها المؤشر 37 نقطة،وهذا أفضل من التقدم الذي حققته جميع الدول العربية مجتمعةً في السنوات العشر الماضية.

 لكن بلادنا (تونس) ما تزال مصنفة على أنها حرة جزئياً وليست حرة.


متابعة محمد المحسن



كان نفسي بابا بقلم الشاعر فهمى محمود حجازى

 كان نفسي بابا

كان نفسي يا ابا  أشبع من 

حنان قربك

كان  نفسي  أهرب من عذابي 

أترمي ف حضنك

كان نفسي احس معنى بابا 

وانا ماشي جنبك

وتكون مرايتي وطريق حكايتي 

واكون كضلك

فتحت عيني على الحياة 

قالولي مات وماعاد  فاضلك

غير الدموع ويا الآلام 

ياصغر سنك

عشت  الحياه وقلبي خالي

 من  الأمان محتاج أضمك

دورت ياما على الأمان

 ما اعرفش إنك 

كنت  الحياة كنت  الأمان 

 ليه سبت إبنك

وسط  الحياة محتاج إليك

 محتاج  يقولك

عن اللي بيه وعن اللي كان 

محتاجه  منك

كان  نفسه يجري من  الهموم 

يتدارى عندك

بين الهدوم بين الضلوع 

لأ  جوه قلبك

كان نفسي يا ابا أرتمي 

مابين ايديك ابكي وأقولك

إني تعبت  من  الحياة 

ومحتاج ارحلك

وابعد بعيد عن الحياة

 اللي ماتسوى حضن منك

موتك د موتي ياللي خيالي 

عايش حكايتك

محتاج إليك وتعبت بعدك

 أنا مش لاقيك 

وانا حته منك 

قلبي انفطر محتاج إليك.

محتاج يضمك

كان نفسي  ياابا احس بيك 

واسمعها منك

كلمة ضنايا وانا أقول ياابويا 

أنا كلي ملكك

بقلم الشاعر فهمى محمود حجازى



دراسة نقدية لقصة: لقصة ((باب أنطاكيا)).. للكاتب (لمصطفى الحاج حسين) بقلم د. ((خالد إسماعيل))

 ** د. ((خالد إسماعيل))

دراسة نقدية لقصة:

      ((باب أنطاكيا)).. 

(لمصطفى الحاج حسين)


الطموح والهوية والوجع الاجتماعي في قصة عامل البناء المثقف. 


(باب أنطاكيا) تروي تجربة (مصطفى)، عامل بناء يُحبّ القراءة والشعر، يُجرب الصراع اليومي على باب أنطاكية ــ حيث العمال ينتظرون فرص عمل شاقة بأجور زهيدة وسط صخب وضغط جسدي ونفسي كبيرين. (مصطفى) يعاني من مظهره الجسدي، من صوته الهزيل، من خجل التنافس، من كرامته التي لا تسمح له أن يتوسّل أو يترك هويته كمثقف. تُصوِّر القصة تناقض الذات بين ما هو مثالي وجداني (القراءة، الشِعر، الكرامة) وبين الواقع القاسي الذي يهمِش الجسد، الصوت، المكانة الاجتماعية. ثم يلتقي بـ "أبو محمود شكشك" الذي يعرف أبا مصطفى، فيقدّم له فرصة عمل، لكنه يعيش لحظة المفاضلة بين كرامة النفس وبين الحاجة، بين الانكسار والعزاء. هناك مشاهد من الألم، من الحسد، من التناقض الداخلي، من الطموح المفقود.  


الزمن والمكان: القصة تقع يوميًا في فضاء باب أنطاكية، المعرض العمل، الرصيف، زمن الانتظار، الصباحات التي لا تُثمر عملًا.


البداية: (مصطفى) يستيقظ مفجوعًا ببطالة وضيق أمام منافسة العمال.

 

التطور: تتابع الانتظار، إحساس الإهمال، أن لا يُبصَر إلا بصوتك الضعيف وقامَتك الصّغيرة.

 

العقدة: لقاء (أبو محمود)، الذي يُشكّل محطة أمل ولكن موقت ومحدود. إشكالية (مصطفى) بين كرامته ومتطلبات العمل، بين أن يُعامل كعامل بائس أو كمثقف مُحترم.

 

الذروة: حين يُحمَل الحجر الثقيل، يجتاحه التعب، الألم، الحاجة إلى سيجارة، الحساسيات الجسدية والنفسية تشتدّ. حضور العنصر الطبقي الثقافي ـ تمظهر التفاوت في الجسد، في الصوت، في المظهر، في التقدير.

 

النهاية: ليست نهاية كاملة، بل مشهديّة تحمل مزيجًا من الألم والتقبل، من الخجل والرغبة في الصمت وكذلك في المطالبة، من الطموح المنكسر لكن الذي ما زال حيًّا، “حتى الآن”.


الصراع الداخلي: بين المثقف والعامل، بين الكرامة والمذلة، بين الحلم والواقع. (مصْطَفَى) ليس مجرد عامل، إنه مثقف يملك أحلامًا ورغبة في الكرامة، لكن الواقع يُخنقه. 


الهوية المتشرذمة: ذاته تنقسم؛ لا يريد أن يُنظر إليه كمثقف أو أن يُستهزأ به، لكنه لا يستطيع أن يتخلى عن القراءة والشعر، ما يشكّل ثنائية تأبى التوفيق بسهولة.

 

الخجل والضوء: الخجل من الجسد، من القامة، من صغر الصوت، من أن يكون “أستاذًا” بين العمال، من أن يُعرض نفسه. الضوء هنا رمز المعرفة، لكنه يُستخدم أيضًا كعائق اجتماعي.


الوجدان المتمرد: رغبة في الصمت لكن أيضًا في أن يُرى، أن يُعرف، أن يكون له وجود ككاتب، ليس فقط كعامل.


العدالة الاقتصادية: القصة تطرح بشكل قوي قضية العدالة في توزيع الفرص، في رؤية أن المَهارة لا تُكفي إذا لم يكن الجسد، المظهر، الصوت، الموقف الاجتماعي مساعدًا.

 

الطبقة والهوية(مصطفى) يمثل الطبقة المهمشة التي تملك ثقافة لكن تُهمّشها المعايير المظهرية والجسدية والمجتمعية.

 

الكرامة كنقطة مفصلية للمقاومة: الكرامة لا تُقاس بالقوة المادية فقط، بل بصمت النفس، بالفكر، بالاحتفاظ بالهوية حتى أمام الانكسارات.

 

العمل كظروف حياتية ومعيار وجودي: ليس العمل مجرد مصدر رزق، بل ميدان للاختبار النفسي، المعياري، الأخلاقي.  


الأسلوب السردي المُفصّل والتفصيلي: رواية اللحظة، التفاصيل الجسدية، حساسية الألم، التركيز على صوت الجسد (الجسور)، الأصابع، السجائر، الدخان، الزعر. 

 

اللغة الواقعية المشبعة بالرمز: الجسد القصير، الجسد الضعيف، “أستاذ” مقابل “عامل”، المظهر مقابل المهارة — كلها رموز.

 

الضمير السردي: “أعرف، أرى، أشعر، تمنّيت” — الحاضر النفسي. غالبًا يستخدم الضمير المتكلم الذي يُقرّب القارئ من حالة الوجدان الداخلي.

 

صور الطبقية والمرآة الاجتماعية: المقارنة مع العمال الآخرين، مع من “يتدافعون”، مع من يقبل الأجرة القليلة من أجل لقمة العيش، مع من يمتلك جذورًا ربما مادية أو علاقات.


نظرية التمثيل الطبقي والاعتماد الثقافي: يُشبه ما طرحته أدب الواقعية الاجتماعية عند نجيب محفوظ، غسان كنفاني، أحلام مستغانمي، وقد تُشابه القصة في موضوعها مع قصص عن العمال والمهمّشين مثل أعمال كاتب مثل ناجي العلي في البوبّيات.  

نظرية “التحقير الرمزي”: كما في أعمال بيير بورديو، كيف أن الطبقة المادية تؤثّر على الرمزية، على المقدرة على المطالبة، على أن تُرى الشخص ضمن قيمة اجتماعية.

  

نظرية الهوية النفسية / المثقفة في سياق الاستبداد أو التهميش: كما في كتابات الحلاج، أو كتابات أويي واتا (في أفريقيا) أو كتاب مثل تشينوا أتشيبي بخصوص المثقفين في وسط التفاوت الطبقي.


المرونة بين الرواية والقصة والشعر: (مصطفى الحاج حسين) يقارب الواقع بلغة أدبية تجمع الشعور والموقف، لا تكتفي بالوصف المُجرّد، بل تحوّل اللحظة الصعبة إلى تجربة وجدانية.

 

قدرت الكاتب على تحويل المقهور اليومي إلى تجربة إنسانية عامة: القارئ الذي لم يزر باب أنطاكية يعرف ما معنى أن يكون صوته غير مسموع، أن تكون الكرامة مرتعشة.

 

مكانة (مصطفى) بين كتاب الجيل: هو جزء من الكُتّاب الذين لا يكتفون بالسرد السياسي أو الوطني فحسب، بل يغوصون في التفاصيل النفسية والاجتماعية، مثلما يفعل أدباء المنفى والعمال في الأدب المعاصر.


القصة تُسلِّط الضوء على أن التحدّي المعاصر ليس فقط سياسيًا، بل يتجلّى في تفاصيل الحياة: المظهر، الجسم، الصوت، الطلب، الانتظار.

 

تُظهر أن المثقّف إذا لم يكن مدركًا لقيمته، إذا لم يكن يملك من العزم أن يُدافع عن كرامته، فسيُهمّش، حتى وإن كانت معرفته أفضل من غيره.

  

تدعو إلى فهم الكرامة ليس كتاج فقط، بل كحق يومي، كأن تُعامل باحترام بغض النظر عن الصوت أو القامة أو المظهر.


الصدق الفني: القصة لا تتزيّن، لا تهرب من الصعوبة. الألم الجسدي والوطني والحسي موجود، والتفاصيل، وأناقة السرد في وصف الحجر، في وصف الصوت، في تصوير الخجل.

 

الراحة بالواقعي: ليست مؤامرة سياسية مفتوحة، بل حياة يومية، تفاصيل بسيطة، وهذا يجعلها أقوى. 


التجديد في الرؤية: بدلاً من قصص العمال البائسة التي تُعرض كضحايا بلا صوت، هنا البطَل يملك صوتًا، مثقَّفًا، طالبًا، عاجزًا ومقهورًا، لكن يحتفظ برؤيته، حتى لو حكم الواقع بقسوته.


قصة "باب أنطاكية" هي شهادة على أن الإنسان المهمَّش، الذي لا يُرى ضمن الفئات الكبيرة، يملك في داخله كرامة لا تُقاس بالعضلات أو الجسد، وأن الجوع ليس فقط للجسد بل للجمال، للقراءة، للهوية. الكاتب يُبدع في تحويل الهم اليوميّ إلى سؤال وجوديّ: ما قيمة الإنسان بين الناس؟ كيف يُعدّ المثقّف بين العمال؟ هل يمكن أن يعيش الكرامة وهو يحمل الحجر؟


هي قصة عن الصمت القسري، عن الكرامة المهشمة، ولكن أيضًا عن الأمل الذي يتوهّج في وجوه المارة، في مصافحة أبو محمود، في التعرّف والاعتراف. فهي ليست فقط قصّة كسبٍ للشغل، بل قصة استعادة كرامة بالهمس، بالكلمة، بالنية، حتى لو لم يُكمل النهارُ العمل بالكامل.*


     د. خالد إسماعيل.



النقد الأدبي نوع من الإبداع القائم على المعاناة..وعدة الناقد تكمن في البصيرة والأدوات المكتسبة.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 النقد الأدبي نوع من الإبداع القائم على المعاناة..وعدة الناقد تكمن في البصيرة والأدوات المكتسبة..


-ما على النقد الأدبي-كفكر و فن وعلم-الإ أن يكون في مستوى التحدي وفي طليعة هذه -الثورة الثقافية الشاملة -كي يسجّل بحضوره الفعال علامة مضيئة في طريق التحول ومنعطف الإنتقال..” (الكاتب)


-إننا غدونا نعيش في ظل متغيرات كونية كاسحة تعبق برائحة التحديات،إذ أننا على هذه الأرض في مفرق الطرق بين الإنسحاق خارج التاريخ أو الولادة الجديدة في ” ثورة ثقافية ” تصحح التاريخ باشراكنا من جديد في العطاء الحضاري للعالم.(الكاتب)


قد لا أجانب الصواب إذا قلت،أنّ الأدب يسبق النقد،فلولا وجود الأدب لما وُجد النقد الأدبي، فالأدب صنعة إبداعية والنقد هو الذوق لذلك الإبداع. الأديب مُطالب بالتعبير الإبداعي والناقد مُطالب بنقد ذلك التعبير بموضوعية وحيادية، وبما أن الأدب إبداع فيفترض أن يكون النقد إبداعاً هو الآخر.

ويمكن فهم النقد الأدبي على أنه الفن والعلم معًا، فهو فن لأنه يعتمد على الذوق والحس الجمالي، وهو علم لأنه يخضع لمنهجيات وأدوات تحليلية محددة.وهدفه الأساسي ليس "انتقاد" العمل بمعنى تجريحه،بل فهمه وتفسيره وتقويمه بناءً على معايير موضوعية وجمالية.

لهذا،يُعد النقد الأدبي عملية تحليل وتفسير وتقييم الأعمال الأدبية،وتتم عملية النقد من خلال أربع مراحل،وهي الملاحظة والتحليل والتفسير والتقييم.يتم في المرحلة الأولى قراءة النص الأدبي ومحاولة فهم معناه،ويقوم الناقد في المرحلة الثانية بتحليل النص الأدبي وتفكيكه إلى عناصره الأولية ومعرفة طريقة تنظيم الأجزاء مع بعضها البعض.في المرحلة الثالثة يشرح الناقد العلاقة بين الأجزاء والعناصر ومعرفة ما يود المؤلف قوله،وأخيراً يُصدر حُكمه المبنى على فهمه للنص ككل.

يركز النقد الأدبي على تقييم الجوانب الجيدة والرديئة في النص،أي أنه لا يقتصر على البحث عن عيوب النص فقط،وتكون هنالك أُسس ومعايير يرجع إليها الناقد أثناء تحليله للنص الأدبي،إلا أن عملية النقد أحياناً تُعبر عن وجهة نظر القارئ لما يحدث في النص،فقد يرتاح قارئ ما لنص ما وقد لا تعجبه بعض الأشياء في النص نفسه،فما يَعد جيد وجميل لقارئ معين قد يكون غير لائق وغير جميل لقارئ آخر.قد لا يلقى نص ما رواجًا وقبولاً بين مجتمع القُراء في زمن ما،وربما يقفز قفزة نوعية في زمن آخر.

على سبيل المثال،لم تلق رواية (موبي ديك) للكاتب الأمريكي هرمان ملفيل التي نشرت عام 1851 القبول بعد صدورها مما جعل كاتبها يشعر بخيبة الأمل،فقضى بقية حياته موظفاً بسيطاً،ويموت مجهولاً في نهاية القرن التاسع عشر.

في القرن العشرين بدأ النقاد وأساتذة الجامعات يهتمون بهذه الرواية وصاروا يكتبون عن جمالياتها مما جعلها تحتل مكانة مرموقة بين الروايات العالمية،وبالمثل لم تلق رواية غاتسبي العظيم (1925) للروائي الأمريكي إف سكوت فتزجيرالد القبول في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي،لتتحول في الخمسينات إلى تُحفة فنية. وفي السبيعينيات تُعد من روايات فحول الأدب الأمريكي وتحتل المرتبة الثانية بين أفضل مائة رواية أمريكية وفقاً لتصنيف المكتبة الحديثة (Modern Library) في أمريكا.

إن معرفة المعنى الحقيقي للنص والمُراد منه أمرٌ ليس سهلًا،وهذا ما يجعل دراسة الأدب مُعقدة ومُمتعة في الوقت نفسه،ولذلك يُعد النص الأدبي مصدر للتأمل والجدل غير المنتهيين،حيث يتنافس النقاد في تقديم قراءات وتفسيرات مقنعة للنص كما يراها كل منهم من منظوره.

قد تكون هذه التفسيرات مستقاه من النص نفسه أو من كل ما يحيط بالنص.

هنا يمكننا أن ننوه إلى أن النقد الأدبي مر بتحولات عديدة،فقد كان تركيزه على المؤلف وتحول إلى النص ثم تحول أخيرًا إلى القارئ،وهذا ما أدى إلى ظهور العديد من المناهج النقدية، خاصةً في القرن العشرين ومنها النقد النسوي والماركسي ومدرسة النقد الجديد ونقد استجابة القارئ والنقد البنيوي والنقد التفكيكي.

النقد النسوي

يدرس النقد النسوي الطرق التي تكشف الاضطهاد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والنفسي للنساء وما إذا كان الأدب يُعزز هذا الاضطهاد أو يقف ضده.ينظر الناقد إلى النص بطريقة مختلفة عن تلك الطريقة الذكورية التي ظلت مهيمنة على النص لفترة طويلة من الزمن،ويهتم النقد الماركسي بإعادة بناء الماضي على شواهد تاريخية لمعرفة إلى أي مدى يكون النص الأدبي تشييدًا دقيقًا وصحيحًا للواقع الاجتماعي في فترة زمنية معينة.ويرى أصحاب المنهج البنيوي أن الأدب نظام دلالي ثانوي يستخدم النظام البنائي (اللغة) الأولي كأداة،ويري فردناند دي سوسير (مؤسس البنيوية) أن اللغة نظام مستقل بذاته له قواعده الداخلية وهو بهذا يعارض الرأي الذي يقول أن وجود الأشياء في هذا العالم هو الذي يحدد طبيعة اللغة.

لذلك،يُركز النقد البنيوي على التحليل الداخلي للنص،وبالمثل تهتم مدرسة النقد الجديد بالنص ولا شيء غير النص،مستبعدة دور المؤلف أو أي تضمينات سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أو تاريخية أو نفسية.

على العكس من ذلك يرى أصحاب النقد التفكيكي أن هناك تفسيرات لا حصر لها للنص وأن المعنى يكمن في القارئ ولا يحدده المؤلف.وبشكل مُشابه يهتم نقد استجابة القارئ بمعرفة استجابات القُراء للنصوص التي يقرؤونها،وكما أنهم يمتلكون شخصيات أيديولوجية وسياسية مختلفة فإن قراءاتهم للنصوص ستختلف حتمًا.

أدى ظهور هذه المدرسة إلى ضرورة وجود نظرية نقدية تهتم بتأسيس قواعد عامة تُوضح عمل الأدب والنقد معاً.

وهنا يجب أن نفرق بين النظرية النقدية (المرتبطة بمدرسة فرانكفورت) التي تُعنى بدراسة الثقافة والعلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية وبين النظرية النقدية الأدبية.

إن ما يفضي إليه الرصد المقتضب للخطاب النقدي الحديث استتباعا لما تقدّم هو أن النص النقدي يتموقع في خانة التقصير-التي يعسر الخروج منها بغير السعي الحثيث إلى أن يكون همزة وصل بين نهضتنا والحضارة الحديثة في العالم،وهذا يقتضي منه “النضال” بقدر ما يستطيع في سبيل المشاركة الفعلية في نبض العالم بالإنتاج والعطاء،لا بالإستهلاك أو النقل لاسيما وأن الثقافة لم تنته بعد بانتهاء الحضارة الغربية أو انقطاع العطاء الغربي للحضارة بتعبير أدق .

على أية حال،بقليل من التفاؤل وبمنآى كذلك عن التعسفية أو الإسقاطية الذاتية أقول:إن النقد العربي الحديث قد حقّق بعض النجاحات سوى بتحويل مجموع اجتهاداته إلى “حركة من تيارات” لا مجرد التماعات فردية،أو بإقترابه الجسور من جوهر التجربة الأدبية المحلية،أو بإلتصاقه الحميم بالطبيعة الخاصة للأدب.و مع ذلك فليست النيات-على طيبتها-هي المقياس أو الحكم في مثل هذه المسألة،بل الفعالية الإجرائية العملية في مقاربة النصوص الأدبية،وهي تتجلى في مدى اتساق المنهج البحثي وملاءمته للعمل الأدبي المتناول،و مدى إقناعه بتماسك طرحه وخصوبة نتائجه..

وما يجب الإشارة إليه في هذا السياق،هو أن القراءة الجادة هي التي تسعى إلى إخراج النص إلى عالم الممكن.فالقراءة ليست مسحا بصريا للنص،ولا تفسيرا معجميا لألفاظه واستنباطا لمعانيه المباشرة،فهي فعل خلَّاق/ كالإبداع نفسه يقوم على الهدم والبناء بدرجة أولى،وليست أبدا تقمصا لتجربة ما،ومن ثم،فإن تلقي الأدب يتطلب مرونة نظرية وذخيرة علمية.وعموما فإن عملية القراءة ينبغي أن لا تتجه نحو الألفاظ بمعزل عن سياق تأليفها،إذ من شأن هذا الإغفال أن يحجب عن القارئ إبداعيتها وفنيتها،ولهذا فإن فعل القراءة يقتضي من الباحث جهدا غير يسير،وهذا الجهد يتدرج عبر معرفة اللغة وتركيبها وضروب القول فيها.وتحقيق هذه الغايات يستدعي من القارئ خبرة تساعده على إدراك جمالية الإبداع.

و تظل المفارقة في حالة توالد مع الأصوات النقدية الجديدة التي تنحت دربها في الصخر بالأظافر،حتى أنها ” تؤسس لتحويل نقدنا العربي الحديث الى حركة قومية من ناحية وتخصصات نوعية من ناحية أخرى..الأمر الذي يشير ببطء شديد إلى إحتمالات نظرية أكثر شمولا في المدى المنظور (1).

على سبيل الخاتمة :

إن العمل الفني الجدير بصفة الإبداع هو ذاك الذي يصوغ جدلية العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل في حوار مجلجل ومساءلة عميقة . كما أن النقد المنهجي الجدير بصفة الإبداع هو أيضا ذاك الذي يعتقد في جدلية التطور التاريخي و ينآى عن التضخم النرجسي والأحكام المسقطة ليستشرف المستقبل بعمق وثبات.

و أخيرا،فإن التقصير في النقد العربي الحديث ليس خاصا بالنقاد كأفراد،بل كحركة نقدية عربية معاصرة شهدت إشراقات خلاقة على درب الإبداع،منذ فجر النهضة إلى مغيبها.

وكل ما أقصده هنا،أننا غدونا نعيش في ظل متغيرات كونية كاسحة تعبق برائحة التحديات،إذ أننا على هذه الأرض في مفرق الطرق بين الإنسحاق خارج التاريخ أو الولادة الجديدة في ” ثورة ثقافية ” تصحح التاريخ باشراكنا من جديد في العطاء الحضاري للعالم.وما على النقد الأدبي-كفكر و فن وعلم-الإ أن يكون في مستوى التحدي وفي طليعة هذه -الثورة الثقافية الشاملة -كي يسجّل بحضوره الفعال علامة مضيئة في طريق التحول ومنعطف الإنتقال..

ختاما،أقول : إن النقد الأدبي وليد معايشة وجدانية بالعمل الأدبي،وأنه نوع من الإبداع القائم على المعاناة،وأن عدة الناقد تكمن في البصيرة والأدوات المكتسبة،وأن الكتابة النقدية نوع من الاكتشاف.والنقد الأدبي الفعال هو الذي يدمج بين التحليل الفني الدقيق للعناصر،والتحليل النقدي المتعمق للدلالات والسياقات.فهو رحلة من الملاحظة (الفنية) إلى التفسير (النقدي) ثم إلى التقويم (الحكم المدعوم بالأدلة).بهذه الطريقة،لا يقتصر دور النقد على فهم العمل فحسب،بل يساهم في إثراء حركة الإبداع الأدبي نفسها،من خلال تقديم قراءات عميقة تفتح آفاقًا جديدة للكاتب والقارئ على حد سواء.


محمد المحسن


1-الدكتور المصري الراحل-غالي شكري- كتابه : سوسيولوجيا النقد العربي الحديث-ص 223.



خاطرة بقلم الكاتب عبد الفتاح حموده

 خاطرة

هل أي إنسان – رجل أو امرأة – يشعر بحرمان عاطفي بنسبة تتفاوت ما بين شخص وآخر؟

هل يتأثر الإنسان بمشهد أو أغنية أو يتذكر ذكريات مضت تجعله يشعر بحرمانه من العاطفة؟

هل الحاجة لتروي الحرمان العاطفي عند الإنسان تدفعه ليتصرف تصرفات قد تبدو غير طبيعية، كأن يشعر أي امرأة يلتقي بها أنه قد تعلق بها؟

هناك فتاة تشكو من حرمان عاطفي في فترات في حياتها، ذات يوم تصرف معها زميل لها في العمل تصرفًا راقٍ لها، فظنت أنه تعلق بها، وآنّ لها أن تجد من يروي حرمانها من العاطفة، وغاب عن بالها أنه تصرف عابر لا أساس له من العاطفة.!

وهل الرجل المتزوج يشعر إلى حدٍّ ما بحرمان عاطفي إذا لم يجد من زوجته ما يروي هذا الحرمان، أو انغمس هو وزوجته في المشاغل اليومية التي بسببها تجف المشاعر وقد تندثر؟

وهل المرأة هي الأخرى تشعر بحرمان العاطفة إذا غفل عنها زوجها ولم يستحسن قيامها بدورها كزوجة من غسيل وإعداد الوجبات الغذائية اليومية والاهتمام بتربية الأبناء والمساعدة في تحصيل الدروس؟ بل ويزيد الطين بلة إذا لم يستحسن اهتمامها بنفسها وظهورها بالمظهر اللائق.

وأكثر من هذا، يزيد من غفلته فينام ولا يشعرها أنه بجوارها في فراش واحد، فلا يحتويها ولا يراعي افتقارها لعبارات تروي حرمانها من العاطفة.

وتروي امرأة أن أباها كان أكثر الناس اهتمامًا بها، ولا يجعلها تشعر بأي حرمان عاطفي، فكثيرًا ما كان يضمها إليه برفق وتسعد بأن تضع رأسها على صدره، ولكنه لما مات، كلما شاهدت رجلًا في طريقها تمنت لو يتعامل معها مثلما كان يفعل والدها.

إنّ الحرمان من العاطفة لهو أشد ألمًا لمن لا يجد من يرويه منه.


مجرد خاطرة

عبد الفتاح حموده


متيم وعشقي رهيف بقلم الكاتب غازي ممدوح الرقوقي

 ......... متيم وعشقي رهيف ..........

الحب يسكنني وجمر الشوق في قلبي عنيف

تائه في دروب الهوى متيم وعشقي رهيف

بلغت الستين وازدانت ملامحي بالوقار

والشيب غزا رأسي وأوراقي اصفرت قبل الخريف

هرمت وشاخت أضلاعي وبدأت تنحني الأغصان

لكن قلبي يمنحني قوة وكأني مراهق لطيف

أموج بالعواطف دون زورق وأبحر بالحب هائما

أعانق هامات القدر بنبض رقيق وظلي شفيف

فأنا شاعر ثائر أمتطي الحلم أكتب قصائد العشاق

أغزل كلماتي برعشة النبضات كأنهم لؤلؤ ومرجان

وروحي سراج تنير العتمة وعطري الياسمين

أما عيوني نجلاوين ودمي خفيف أسحر الملايين

أريد أنثى تجعل النبض ناي يعزف أجمل الألحان

تغني بين أضلعي نغما وتطربني بشوقها التحنان

عينيها تثير أشواقي توقظ الشعور والإحساس

فارسة لو رآها القمر فل من حسنها الفتان

تحيي إخضرار أرضي الجرداء وترقص كفراشة

هيفاء تحلق بقوامها وتتقن القوافي والأوزان

تحب كتابة الشعر بشغف ورضا وصوتها بديع

حورية ظبية تسكر الروح وتحضنني بالأجفان

تكون كحلاء العينين وجهها كالبدر أعماقها درر

والخدين مثل تفاح الشام زهر وكحبات الرمان


بقلمي غازي ممدوح الرقوقي

سورية


بعيداعن....قريبا من..... بقلم الكاتب المنصوري عبد اللطيف

 بعيداعن....قريبامن.....

بعيدا عن ضوضاء وجلبة النفاق والمنافقين،بعيدا عن قافلة المنبطحين ،بعيدا عن الدين ندروا وقتهم لخدمة السيد وتزييف الحقاءق ،بعيدا عن كل من حملوا لواء خيانة  الرسالة التي كلفوا بها مقابل درهمات معدودات، بعيدا عن الدين سولت لهم انفسهم لقع احدية المسؤولين والتهافت على التقاط الصور الى جانبهم او من اجل الترويج لفتوخاتهم الدنكوشية الواهية ، بعيدا لمن احترف مختلف انواع التسول  قديمها وحديثها ،بعيدا عن كل الطحالب التي لفظها بحر الحياةوتلاعبت بها رياح المجتمع العاتية،بعيداعن سدنة السيد والمدافعين عن هامانهم وكبيرهم الدي اغدق عليهم من المال العام فزينوا افعاله القبيحة وفرشوا طريقه بورود نثنتة ....

قريبا من الدين ندروا وقتهم وجهدهم لكشف الفساد والمفسدين ،قريبا من  الدين حملوا لواء الدفاع عن المقهوريين على اختلاف الوانهن ،قريبا من  رجال نصروا المظلوم وعروا سوءة الظالم،بعيدا عن كل حر حيثما حل وارتحل ،قريبا من شرفاء الوطن الدين ركبوا سفينة الحق والوضوح ،وقاوموا رياح الجبروت العاتية والهوجاء ،ومابدلوا تبديلا ،قريبا ممن رسموا طريق التغيير لغيرهم  وجاهروا

 بالحق غير مكثرتين بزيف الشعارات و جبروت الطغاة ،قريبا من الدين امنوا بان الحق يؤخد ولايعطى ولكل من تغنى بقول  الشاعر :

ادا الشعب يوما اراد الحياة .....

المنصوري عبد اللطيف

ابن جرير 4/11/2025

المغرب



عيد ميلادي(٦٨) بقلم شاعر العامية/ عبد المنعم حمدي رضوان

 عيد ميلادي(٦٨)


كبرت يا منعم


والله 

وكبرت يا منعم

وازداد الشيب والوهن


وبان 

على وشك وملامحك

 تضاريس الزمن


ياما

دقت على الرأس

طبول وٱحزان ومحن


خضت

 معارك وصارعت

الحياة ودفعت الثمن


ومازلت 

صالب طولك 

رغم الصعاب والمحن 


عمرك 

حامد وصابر راضي

 وشاكر لرب المنن


لله 

الامر من قبل ومن

بعد ووحده المؤتمن


                           شاعر العامية/ عبد المنعم حمدي رضوان



اَلذِّئْبْ قِصَّةٌ قَصِيرةْ بقلم أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

 اَلذِّئْبْ قِصَّةٌ قَصِيرةْ

بقلمي  أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

ذَاتَ يَوْمٍ اسْتَيْقَظَتْ هِنْدُ مِنْ نَوْمِهَا مَفْزُوعَةً وَهِيَ تَصْرُخُ وَ تَبْكِي بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ وَتَصِيحُ" لَا لَا لَا تَأْكُلْنِي" هَرْوَلَتِ الْأُمُّ إِلَى حُجْرَةِ هِنْدَ وَقَالَتْ: "مَالَكِ يَا حَبِيبَتِي" أَخَذَتْ هِنْدُ أَنْفَاسَهَا وَقَالَتْ: "اَلذِّئْبُ يَا أُمِّي" قَالَتِ الْأُمُّ:" مَالَكِ يَا هِنْدُ وَاَلذِّئْبُ" قَالَتْ هِنْدُ: رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ ذِئْباً مُتَوَحِّشاً يَأْكُلُ كُلَّ مَا يُقَابِلُهُ مِنَ الْأَغْنَامِ وَكُنْتُ عَلَى مَسَافَةٍ بَعِيدَةٍ, وَلَكِنَّنِي كُنْتُ فِي حَالَةِ رُعْبٍ شَدِيدٍ مِنْهُ فَصِحْتُ: لَا تَأْكُلْنِي أَيُّهَا اَلذِّئْبُ لَا تَأْكُلْنِي أَيُّهَا اَلذِّئْبُ لَا لَا لَا تَأْكُلْنِي" قَالَتِ الْأُمُّ:"خَيْرٌ يَا بُنَيَّتِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى السَّلَامَةِ

إِنَّ هَذَا اَلذِّئْبَ يَا بُنَيَّتِي هُوَ الشَّيْطَانُ ,وَتِلْكَ الْأَغْنَامُ :اَلْفَتَيَاتُ اللَّاتِي يَتَّبِعْنَ الشَّيْطَانَ بِاقْتِرَافِ الْمَعَاصِي وَالتَّكَاسُلِ عَنْ أَدَاءِ الصَّلَاةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَالسَّعْيِ لِلنَّجَاحِ , فَيَكُنَّ فَرِيسَةً لِلشَّيْطَانِ يَلْتَهِمُهُنَّ وَيَقْضِي عَلَيْهِنَّ فَيُصْبِحْنَ غَيْرَ صَالِحَاتٍ فِي الدُّنْيَا وَ غَيْرَ فَائِزَاتٍ فِي الْآخِرَةِ, وَبُعْدُكِ عَنْهُ يَا ابْنَتِي فَضْلٌ كَبِيرٌ مِنَ اللَّهِ فَأَنْتِ بِنْتٌ جَيِّدَةٌ تَفْعَلِينَ الْأَعْمَالَ الْجَمِيلَةَ الَّتِي يَدُلُّكِ قَلْبُكِ عَلَيْهَا وَلَكِنْ تَنْقُصُكِ أَشْيَاءٌ كَثِيرَةٌ" قَالَتْ هِنْدُ- بِلَهْفَةٍ- : وَمَا هَذِهِ الْأَشْيَاءٌ يَا أُمِّي؟!!! قَالَتِ الْأُمُّ:" تَنْقُصُكِ صِلَتُكِ بِاللَّهِ" قَالَتْ هِنْدُ:وَكَيْفَ أُوَثِّقُ صِلَتِي بِاللَّهِ يَا مَامَا؟!!! قَالَتِ الْأُمُّ:"عِنْدَمَا يُرِيدُ الْإِنْسَانُ شَيْئاً مِنْ مَسْئُولٍ كَبِيرٍ أَلَا يَسْعَى لِمُقَابَلَتِهِ؟!!!" قَالَتْ هِنْدُ: "نَعَمْ" قَالَتِ الْأُمُّ:"وَلِمَاذَا لَا تُقَابِلِينَ اللَّهَ يَا هِنْدُ وَتَطْلُبِينَ مِنْهُ مَا تُرِيدِينَ؟!!!" قَالَتْ هِنْدُ- مُتَعَجِّبَةً:"وَكَيْفَ أُقَابِلُ اللَّهَ يَا أُمِّي؟!!! قَالَتِ الْأُمُّ:"تَسْتَطِيعِينَ مُقَابَلَتَهُ خَمْسَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ" قَالَتْ هِنْدُ:" فَهِمْتُ يَا أُمِّي, تَقْصِدِينَ: يَجِبُ أَنْ أَحْرِصَ عَلَى لِقَاءِ اللَّهِ فِي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَأَشْكُو لَهُ كُلَّ مَا يَهُمُّنِي وَأَدْعُوهُ لِيُزِيلَ حُزْنِي وَقَلَقِي وَيُحَقِّقَ أَمَلِي وَيَدْفَعَ عَنِّي كُلَّ مَكْرُوهٍ" قَالَتِ الْأُمُّ:"بَارَكَ اللَّهُ فِيكِ يَا حَبِيبَتِي وَ بَارَكَ فِي عَقْلِكِ وَعَلَيْكِ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فَهُوَ كَلَامُ اللَّهِ الَّذِي يَجْعَلُكِ قَرِيبَةً مِنْهُ وَمُسْتَجَابَةَ الدُّعَاءِ أَمَّا هَذَا الشَّيْطَانُ اللَّعِينُ الَّذِي رَأَيْتِهِ فِي الْمَنَامِ فِي صُورَةِ ذِئْبٍ فَهُوَ كَمَا قَالَ اللَّهُ – عَزَّ وَجَلَّ- {ْإِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }النحل99

بقلمي  أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة



سَنام القرآن . بقلم . د / عزام عبد الحميد أبو زيد فرحات .

 سَنام القرآن .


سَنام الجمل هو الجُزء البارز في أعلي ظهر الجمل أي أنه أعلي شيء في جِسم الجمل ، سُورة البقرة هي كالسَنام بالنسبة لباقي سُور القرآن أي أن سورة البقرة هي أعلي سُور القرآن في المنزلة والمكانة والفضل عند الله عز وجل .


كُل آية من آيات سُورة البقرة نزلت على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعها ثمانون مَلك يُرافقونها ؛ وذلك لعٓظم مكانه هذه السورة عند الله عز وجل ، روى الإمام أحمد في مُسنده من حديث مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ : ( الْبَقَرَةُ سَنَامُ الْقُرْآنِ وَذُرْوَتُهُ. نَزَلَ مَعَ كُلِّ آيَةٍ مِنْهَا ثَمَانُونَ مَلَكًا وَاسْتُخْرِجَتْ اللَّهُ لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ فَوُصِلَتْ بِهَا أَوْ فَوُصِلَتْ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَيس قَلْبُ الْقُرْآنِ لَا يَقْرَؤُهَا رَجُلٌ يُرِيدُ اللَّهَ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ إِلَّا غُفِرَ لَهُ وَاقْرَءُوهَا عَلَى مَوْتَاكُمْ ).


أخبرنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بفضائل سورة البقرة ، ومن فضائلها العظيمة أنها إذا قُرئت في بيت هَرب منه الشيطان ، وأوصي الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بقراءة القرآن في البيت وألا نجعل البيت مَهجوراً كالقبر ، فالقبر لا يُقرأ بداخله القرآن فهو محل لجمع الموتى الذين يُحاسبون على أعمالهم ولا يتعبدون فالعبادة كانت قبل الموت ، روى الإمام مسلم في صحيحه وأحمد والترمذي من حديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَال ( لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِر، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِن الْبيْتِ الَّذي تُقْرأُ فِيهِ سُورةُ الْبقَرةِ  ).


البيت الذي يُقرأ فيه سورة البقرة لا يستطيع الْبَطَلَةُ إيذاء أهله ، والبطلة هم السحرة ، فقراءة سورة البقرة تمنع أذي السحرة بإذن الله تعالى .

الذي يقرأ سورة البقرة ويعمل بالأحكام الشرعية المُستنبطة منها ، تأتي سورة البقرة يوم القيامة في صورة غَمامة أو غَياية أي ظِل تُظلل صاحبها أو تأتي في صورة فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ أي مجموعتان من الطيور ذات الأجنحة تُظلل صاحبها في أرض يوم القيامة ، وهذا من باب الكرامة للعامل بأحكامها ، روى الإمام أحمد من حديث عبداللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ ولا يستطيعها الْبَطَلَةُ قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَآلَ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا الزَّهْرَاوَانِ يُظِلَّانِ صَاحِبَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ غَيَايَتَانِ أَوْ فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ وَإِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: مَا أَعْرِفُكَ فَيَقُولُ: أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ ).


من قرأ سورة البقرة في الليل أو في النهار فهي تحفظ البيت وأهله من السحرة والشياطين ثلاثة أيام بلياليهن ، لذا يُستحب قراءتها ليلاً بعد كل ثلاث ليال أو نهاراً بعد كل ثلاثة أيام ، روى الإمام الطبراني وابن حبان في صحيحه من حديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : ( إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامًا وإن سنام القرآن البقرة وإن مَنْ قَرَأَهَا فِي بَيْتِهِ لَيْلَةً لَمْ يَدْخُلْهُ الشَّيْطَانُ ثَلَاثَ لَيَالٍ وَمَنْ قَرَأَهَا فِي بَيْتِهِ نَهَارًا لَمْ يَدْخُلْهُ الشَّيْطَانُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ). 


ومن عظيم فضل الله على عِباده أن من قرأ آخر آيتين من سورة البقرة في كل ليلة كفتاه كل سُوء بإذن الله تعالى ، روى الإمام البخاري ومسلم من حديث أَبي مسعودٍ البدْرِيِّ رضي الله عنه عن النبيِّ ﷺ قَالَ: ( منْ قَرَأَ بالآيتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورةِ البقَرةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ ).

قال الإمام النووي رحمه الله: اختلف العلماء في معنى "كفتاهُ" فقيل: كفتاه من الآفات في كل ليلته، وقيل: كفتاه من قيام ليلته. 


ومن عظيم فضل الله على عباده أن من قرأ آية الكُرسي بعد كل صلاة دخل الجنة أي إذا مات المسلم بعد أداء فريضة الظهر مثلاً وقد قرأ بعد صلاة الظهر آية الكرسي دخل الجنة بإذن الله ، روى الإمام النسائي في السنن الكبرى وابن حبان في صحيحه من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مَن قرأَ آيةَ الكُرسيِّ دبُرَ كلِّ صلاةٍ مَكْتوبةٍ ، لم يمنَعهُ مِن دخولِ الجنَّةِ ، إلَّا الموتُ ).


اللهم ارزقنا حفظ وفهم القرآن الكريم والعمل به ما أحييتنا وارزقنا كل خير في الدنيا والآخرة وجنبنا كل سوء في الدنيا والآخرة برحمتك يا أرحم الراحمين .

بقلم . د / عزام عبد الحميد أبو زيد فرحات .


خطاك إلى العلا بقلم الكاتب : عماد فاضل (س . ح)

 خطاك إلى العلا

بِالعِلْمِ تَحْيَا العُقولُ وَتبْرقُ

وَبِأهْلِهَا تَنْمُو البلَادُ وَتُشْرِقُ

شدِّ الحِزَامَ فَلَا مَكَانَ لِنَائمٍ

وَاجْعَلْ خُطَاكَ إلَى العُلَا تتَألّقُ

وَاضْرِبْ مُعِيقَات الفلَاحِ  بهِمّةٍ

سَتَرَى الأمَانِيَ فِي الفَضَاءِ تُحَلّقُ

وَاصْنَعْ لأهْلُ الدّارِ بعْدَكَ نَوْفَلًا

مُنْ نَبْعِهِ فَيْضُ الرّخَا يَتَدَفّقُ

إنّ الجَهَالةَ والتّهَاوُنَ عِلّةٌ

مَنْ غَاصَ فِيهَا لَا مَحَالةَ يَغْرقُ

يَا مَنْ تُرِيدُ مِنَ الحَيَاةِ سكِينَةً

خالِفْ هَوَاكَ إذَا  جَاءَكَ يطْرقُ

وَارْحَمْ فُؤَادَكَ لَا تُسئْهُ ببَاطِلٍ

فالحَقُّ يَوْمًا لَا ارْتِيَابَ سَيَنْطقُ


بقلمي  : عماد فاضل (س . ح)

البلد : الجزائر



وتلك الأيّام بقلم الشاعر رشيد بن حميدة_تونس

 وتلك الأيّام

**********

سكن الرّبيع

بين دفّات الزّمن

واستفاق الخريف مزهوّا

ودبّ في أرجاء وطني الوهن


ارتدّ الرّبيع

بدمع في المقل

وهرع الخريف صاخبا

هداياه نصب وبركان شجن


وبين الرّبيع 

وبين الخريف

أريج ورود وشدو بلابل

وعصف رياح وشتّى مِحن

***********************

رشيد بن حميدة_تونس

في3_11_2025



هذي بلادي، ليست بلادك، فافهمها كيفماتشاء! بقلم الشاعرة الفلسطينية ماجدة قرشي

هذي بلادي، ليست بلادك، فافهمها كيفماتشاء! 

بلادي التي أنجبتني، وعلمتني البكاء! 

بلادي التي  علمتني

كيف بأظافري،أستغني عن النداء. 

أنامن هنا،فلاتسألوا

من أين جاء  ؟ 

أناابنةالشهيد، زوجةالشهيد، أم الشهيد والفداء! 

لم يتركوا لي، سوى

 دماهم على القميص، وأغلى منكم الحذاء! 

هذي بلادي، التي علمتني الوقوف كيفماأشاء!

لايحتاج القميص دوما لأزرار، تشدالكساء! 

عقدناه، وبعض العُقَد خلقت 

للشعوربالاكتفاء! 

هذي بلادي، التي ماعلمتني، ذل الانحناء!

ليتهاعلمتني أن العروبة، سوى في المناهج، غراء، وإغراء!

ليتهاعلمتني، أن أرخص

مافي العروبةالدماء! 


بقلمي: 

الشاعرة الفلسطينية

ماجدة قرشي

(يمامة 🇵🇸فلسطين) 

عاشقة الشهادة



ابن العاصفة بقلم الكاتب سعيد ابراهيم زعلوك

 ابن العاصفة

🖊️ سعيد ابراهيم زعلوك


في الثامن عشر من يوليو

كان الليل يعيد ترتيب الغيم على هيئة رجفة

والسحب تلقي خطبا غبارية فوق المدى


عاصفة...

دخلت البيت قبل القابلة

وصحت...

فاِهتز الباب الطيني

كأن الريح تبارك ما لم تفهمه الجارات بعد


قالت امي:


> "ولدت في توقيت

تغلق فيه السماء سجل الاعمال

وتفتح بوابة القدر"


قالوا:


> "ولد في غبار العتمة!

اي بركة تنزل فوق صدر القرية الصغيرة؟"


ولكن امي

رأت في وجهي

وجها يشبه الغفران

ان نزل من جبل مكسور


كنت اذا سرت، ارتجف الحائط

واذا بكيت

فاض الحنين على سجادة الوقت

المطرز بانفاس الطفولة


كنت اعبر

بين الساعات بلا ظل

فمن اين يأتي كل هذا النبض؟

ومن اين يأخذني الله حين اغيب عن نفسي؟


لي من غضب الريح وشوشة

ومن سكون الرمال يقين قديم

يهدأ في صدري

كنبض نخلة

تتعلم الصمت قبل الغنج


لست قاسيا...

لكني لا اضع قلبي على راحة الغرباء

ولا اهب وجهي لمن لا يقرأ ملامحه


اليوم...

لا اطفئ شمعة

ولا اعدد السنوات التي ذابت مني

ولكني...

اتذكر تلك الليلة كلما مال الغيوم

واتذكر وجه امي

حين قالت لي:


> "انت...

هبة السكون في زمن الصخب

وابن العاصفة التي استأذنت

قبل ان تهب"


واليوم يشبهني...

نصفه حلم

ونصفه وقت يتعلم كيف يحزن


امشي على اطراف صوتي

لا اخاف من الغيم

فالعاصفة التي جاءت بي

ما زالت تسكن عيني


وان سالوني: من انا؟

قلت:

انا صورة البدء

حين تخفف من غباره

وابن الام التي لم تخف من السماء

وابن العاصفة التي...

ما زالت تهب في الداخل



كلامك بقلم الكاتب عبدالرحيم العسال

 كلامك

====

كلامك يشبه هذا الرطب

وبسر إذا ما افتقدت الأدب

لأن الكلام الجميل الجميل

يذيب الصخور بحسن الطلب

ويجعل عات القلوب رقيقا

وفي كل فج يريك العجب

وقالوا قديما بأن الكلام

يشق طريقا ببحر لجب

وكم من عدو أتاك صديقا

بحسن اللقاء وصفو لقلب

وفحش الكلام يسد الطريف

يعيق المراكب ينمي الكرب

يزيد الأعادي ويخلق جيشا

من العاديات ويشطب حب

بذئ الكلام يضيق الصدور

ويغلق عينا ويطمس قلب

فكن ذا ذكاء وكن ذا دهاء

وكن في كلامك صنوا لطب

تزيل الهموم وتشفي الجروح 

وتحيي موات ذبول وجب

فرب الأنام ألان الكلام

لسيف الطغاة ورقت خطب

لعل الضمير يفيق ويصحو

لعل البعيد يعود لقرب

تذكر دواما بأن الكلام

كبسر وأيضا شقيق الرطب


(عبدالرحيم العسال مصر سوهاج أخميم)


الأمل الدفين بالحصن الحزين *** بقلم الشاعر علي مباركي

 الأمل الدفين بالحصن الحزين *** بقلم علي مباركي 


 قد شربت من كؤوس العشق شهدا 

          حامضا من معدن الصبر الضنين

عذت للمر المعسل العمر الرهين

               بين  أشباح   تحاضر   الأنين

خلف قضبان من خز مهين 

              لوحت بالصدع للقلب الحزين

نغمة من. همسة  بالأمس  رنت

            غاية في البوح من يم الحنين 

سلسبيلا من ينابيع الكلام 

                  قولة والفعل بالأمر المكين

أخمدت جمرا بشرياني الكليم

            علني اصحو ونفسي تستكين

راجت الأنباء في القوم الحقود

                  سرها للأمر سرد قد يحين

داولته ألسن بالمن باحت 

              والأذى بالقول قيض بالوتين

ظل يسري جذوة بالهشيم

                 ما دهى عقلا عديم اليقين

انتظار قد يطول بالسنين 

             ذاك. ما  ترجوه  روح  القرين


علي مباركي 

03 نوفمبر


** قراءة في قصيدة: ((وقالت خطاي)).. للشاعر السوري: (مصطفى الحاج حسين). بقلم: الكاتب (محمد زكريا حيدر)

 ** قراءة في قصيدة:

((وقالت خطاي)).. 


      للشاعر السوري:

(مصطفى الحاج حسين).


لقلم: (محمد زكريا حيدر)

 

₺  في المسافة التي تفصل بين موت البلاد، وحضور القصيدة.. يقف الشاعر (مصطفى الحاج حسين)، ليرفع ماتبقّى

من صراخٍ، في حنجرةٍ تعبت من اللهاثِ

خلفَ بلاد تنأى.

يطارد البلاد بالقصائد، ولكنَّ الكلمات التي صارت حطباًلم تعد توقد في القصيدة ما يغري البلاد بالتّوقف عن الانهيار ما يغري القلب بالنكوص عن التشظّي.

حتى الغربة صارت تُهمة وتحتاج أن تختفي في نفقٍ يبحثُ عن الأسماءِ التي أضحت سرّية.

وعلى حدودِ الخرائط التي شرذمت الوطن، فصار لعبة الأمم ، بتنا لا نحارب إلّا بخيباتنا.. فهل تقودنا الخيانات إلى سياج الندى ؟!.

ويبقى الشاعر يلهث بلهفتهِ العارمة،

طالباً إلى المدى أن يُفسح طريقاً لغُصّتهِ وقامة جرحه وهزائمه.. واحتضاره.

وحتى لا يبقى النداء فردياً تجد الشاعر يربط جرحه بجرحٍ جماعي، فهو ينادي على(جثثٍ تشبهه)، ليواجه معها قهقهات

ذابحيه وقاتلي وطنه.

إنّه يقف بشموخِ ألمهِ يريد أن يحاصر الكراهية، التي تضغط على أنفاس البلاد... ويعجب للعالم (المتحضّر) الذي أصبح

يقتات على استغاثات الضّعفاء.

صرخة الشّاعر شديدة الإيحاء.. تمرّ على الرّوح مرتدية أبهى الصّور وأكثرها عنفاً وجموحاً في تراكم صوري يؤدي إلى تشكيل لوحة ماتعة من الحضور التخييلي، الذي

يتفاعل في وحدة القصيدة، ووحدة الألم

ليعلن حضوره الأخّاذ.*


    محمد زكريا حيدر. 

سوري..مقيم في الإمارات


** (وقالت خطايَ)..


أحاسيس: مصطفى الحاج حسين.


وقالت لي خطايَ توقّف

عنِ المجيءِ

فما عادَ للأرضِ دروبٍ

المسافاتُ تقوّضت في صدركَ

الكلامُ صارَ حطباً

تتدفأ عليه القصيدة

ويطلُّ من لهفتكَ

سحابٌ أسودٌ جائعٌ

يبتلعُ المدى ويطاردُ رؤاكَ

فيا أيّها المشظّى اتّئد

تجمّع في صحارى الدّمع

سنحفرُ لغربتنا نفقاً

يُودِي لاسمائنا

ونكتبُ على عثراتِ دمنا

أهازيجَ السّراب

ونرتّلُ على الجّماجمِ

خرائط البلاد المشرذمة

فيا أيّها الصّبح

تمسّك بأصابعِ خيبتي

لتقودكَ نحوَ سياج النّدى

قد تبصر حناياكَ

أخاديدَ لهفتنا النّادبة

وَسِّع أيّها المدى لغصّتي

ستعبر من هنا قامة جرحي

وتمرّ هزائمي كلّها

عبرَ هذا الرّكام

وينادي احتضاري في كلّ البلاد

على جثثٍ تشبهني

لنرسمَ على أبوابِ صرختنا

شكلَ الضّحكة التي ذبحتنا

وكانت تتقلّد سواد الضّغينة

بلدي تتقاذفها الكراهيّة

والعالم المتحضّر

يقتاتُ على استغاثاتنا

الطّازجة *.


  مصطفى الحاج حسين .

        إسطنبول