الثلاثاء، 4 نوفمبر 2025

همس الغزال، وزئير الأسد بقلم الكاتب توفيق حيوني

 همس الغزال، وزئير الأسد 


قالت:


أينَ أنتَ يا غزالَ الجبالِ، يا نبضَ الفؤادِ الهائمِ؟

عيني تاهتْ في الدروبِ، وخلدي في هواكَ الحالمِ.

أنتَ الرشاقةُ في وثبتي، والفتنةُ في النظراتِ،

سحرٌ يلفُّ سهولَ الروحِ، ويطوي بساطَ الأمنياتِ.


أجبتها:


أنا هنا، حيثُ الصدى يرجعُ من قممِ المجدِ العاليةِ،

لا غزالَ أنا، بل أسدٌ يصولُ في الوهادِ والروابي الواهيةِ.

أنا ذاكَ القرشُ الذي يمزقُ لجَّ البحرِ بأسنانِهِ،

أصطادُ الضباعَ من غدري، وأكسرُ أصدافَ المحارِ ببيانِهِ.


بدمعة اجابت:


كيفَ لي أن أرى فيكَ الأسدَ الذي تخشاهُ الوديانُ؟ -

أو أن ألمحَ فيكَ القرشَ الذي بهِ تستعيرُ الأزمانُ؟

أنتَ لي رفيقُ الدربِ، وصوتُ الصمتِ في أعماقي،

لغزٌ أنتَ يا حبيبي، يزدادُ بهاءً كلما اتسعَ نطاقي.


بثقة قلت:


أنا الأسدُ إن رمتِ العواصفُ أن تقضِمَ من أمانكِ،

أنا القرشُ إن هدَّدتْكَ أمواجُ الدنيا، واهتزَّ كيانكِ.

هذه هي صولتي، وهذا هو بحري الذي لا ينضبُ،

أحميكِ بكلِّ قوتي، وبكلِّ حبٍ لا يتذبذبُ.


ثم انهارت:


فيا لكَ من أسدٍ يغارُ على غزالٍ في مخدعِهِ،

ويا لكَ من قرشٍ يبني أعشاشَ الحبِّ في أربعِهِ.

لستَ صيادًا لقلبٍ أضحى أسيرًا بينَ يديكَ،

بل أنتَ حارسُ الروحِ، كلُّ الأمنِ يشرقُ من عينيكَ.


توفيق حيوني



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق