الثلاثاء، 4 نوفمبر 2025

ابن العاصفة بقلم الكاتب سعيد ابراهيم زعلوك

 ابن العاصفة

🖊️ سعيد ابراهيم زعلوك


في الثامن عشر من يوليو

كان الليل يعيد ترتيب الغيم على هيئة رجفة

والسحب تلقي خطبا غبارية فوق المدى


عاصفة...

دخلت البيت قبل القابلة

وصحت...

فاِهتز الباب الطيني

كأن الريح تبارك ما لم تفهمه الجارات بعد


قالت امي:


> "ولدت في توقيت

تغلق فيه السماء سجل الاعمال

وتفتح بوابة القدر"


قالوا:


> "ولد في غبار العتمة!

اي بركة تنزل فوق صدر القرية الصغيرة؟"


ولكن امي

رأت في وجهي

وجها يشبه الغفران

ان نزل من جبل مكسور


كنت اذا سرت، ارتجف الحائط

واذا بكيت

فاض الحنين على سجادة الوقت

المطرز بانفاس الطفولة


كنت اعبر

بين الساعات بلا ظل

فمن اين يأتي كل هذا النبض؟

ومن اين يأخذني الله حين اغيب عن نفسي؟


لي من غضب الريح وشوشة

ومن سكون الرمال يقين قديم

يهدأ في صدري

كنبض نخلة

تتعلم الصمت قبل الغنج


لست قاسيا...

لكني لا اضع قلبي على راحة الغرباء

ولا اهب وجهي لمن لا يقرأ ملامحه


اليوم...

لا اطفئ شمعة

ولا اعدد السنوات التي ذابت مني

ولكني...

اتذكر تلك الليلة كلما مال الغيوم

واتذكر وجه امي

حين قالت لي:


> "انت...

هبة السكون في زمن الصخب

وابن العاصفة التي استأذنت

قبل ان تهب"


واليوم يشبهني...

نصفه حلم

ونصفه وقت يتعلم كيف يحزن


امشي على اطراف صوتي

لا اخاف من الغيم

فالعاصفة التي جاءت بي

ما زالت تسكن عيني


وان سالوني: من انا؟

قلت:

انا صورة البدء

حين تخفف من غباره

وابن الام التي لم تخف من السماء

وابن العاصفة التي...

ما زالت تهب في الداخل



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق