خاطرة
هل أي إنسان – رجل أو امرأة – يشعر بحرمان عاطفي بنسبة تتفاوت ما بين شخص وآخر؟
هل يتأثر الإنسان بمشهد أو أغنية أو يتذكر ذكريات مضت تجعله يشعر بحرمانه من العاطفة؟
هل الحاجة لتروي الحرمان العاطفي عند الإنسان تدفعه ليتصرف تصرفات قد تبدو غير طبيعية، كأن يشعر أي امرأة يلتقي بها أنه قد تعلق بها؟
هناك فتاة تشكو من حرمان عاطفي في فترات في حياتها، ذات يوم تصرف معها زميل لها في العمل تصرفًا راقٍ لها، فظنت أنه تعلق بها، وآنّ لها أن تجد من يروي حرمانها من العاطفة، وغاب عن بالها أنه تصرف عابر لا أساس له من العاطفة.!
وهل الرجل المتزوج يشعر إلى حدٍّ ما بحرمان عاطفي إذا لم يجد من زوجته ما يروي هذا الحرمان، أو انغمس هو وزوجته في المشاغل اليومية التي بسببها تجف المشاعر وقد تندثر؟
وهل المرأة هي الأخرى تشعر بحرمان العاطفة إذا غفل عنها زوجها ولم يستحسن قيامها بدورها كزوجة من غسيل وإعداد الوجبات الغذائية اليومية والاهتمام بتربية الأبناء والمساعدة في تحصيل الدروس؟ بل ويزيد الطين بلة إذا لم يستحسن اهتمامها بنفسها وظهورها بالمظهر اللائق.
وأكثر من هذا، يزيد من غفلته فينام ولا يشعرها أنه بجوارها في فراش واحد، فلا يحتويها ولا يراعي افتقارها لعبارات تروي حرمانها من العاطفة.
وتروي امرأة أن أباها كان أكثر الناس اهتمامًا بها، ولا يجعلها تشعر بأي حرمان عاطفي، فكثيرًا ما كان يضمها إليه برفق وتسعد بأن تضع رأسها على صدره، ولكنه لما مات، كلما شاهدت رجلًا في طريقها تمنت لو يتعامل معها مثلما كان يفعل والدها.
إنّ الحرمان من العاطفة لهو أشد ألمًا لمن لا يجد من يرويه منه.
مجرد خاطرة
عبد الفتاح حموده
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق