الثلاثاء، 7 أكتوبر 2025

** (( اللُّقْمَة )).. أحاسيس: مصطفى الحاج حسين.

 ** (( اللُّقْمَة ))..

أحاسيس: مصطفى الحاج حسين. 


بِشَرَهٍ 

اللُّقْمَةُ تَلْتَهِمُني 

تَعْصِرُ عِظامَ الرُّوحِ  

وَتَزْدَرِدُ بَساتينَ النَّبْضِ 

تَمْضَغُ آهَتي 

تَلوكُ دَمْعَتي  

تَشْطُرُ بَسْمَتي 

وَتَفْتَرِسُ أَحْلامي 

وَتُشَرِّدُ دُروبي

وَتَسْرِقُ مِنْ عَلْياءَ لَيْلي قَمَري 

وَتُخَزِّنُ أَكْياسَ النَّدى لِلْجوعِ 

تُغَلُّ سَواقِيَ الينابيعِ 

تَسْفِكُ دِفءَ الهَمْسَةِ 

تَبْتُرُ أُفُقَ الأُغْنِيّاتِ 

وَتَزْرَعُ الأَكْفانَ  

عَلى أَغْصانِ الانْتِظارِ.


تَجوعُ اللُّقْمَةُ 

إِنْ شَبِعَ الفُؤادُ  

وَنامَ الوَرْدُ هانِئًا 

وَتَبَلَّلَتِ البَسْمَةُ بِالبَرْقِ 

وَاكْتَسَتِ الشِّفاهُ بِالقُبُلاتِ 

وَاخْتَلَجَتْ أَشْجارُ الحَنينِ.


حينَ ذاك 

تَذْبُلُ اللُّقْمَةُ 

وَبِأَظافِرِها تَحْفِرُ القَبْرَ.*

 

  مصطفى الحاج حسين.  

          إسطنبول



شهـــيد حبّ... بقلم الأديب سعيد الشابي

 شهـــيد حبّ...

دعيــــيني ،..يا صغـــيرتي

أدفـن في عينيــك أحــزاني

دعيني ، تحت جفنيك مسجّى

مكفــنا، في عشــق عــراني

أســــائل الصمـــت عنـك..

أين كنـــــت؟؟؟؟

قبـل انتـــهاء زمـــاني

دعيني ، في بؤبؤيك أنتعش

أتنفس الهوى من وراء القضبان

أستـرق أنفاسي أنتشل الحب

من غطرسة الحــرمان...

ولو رأيت الناس ، كل الناس

يحمــلون الى النــسي جثماني

قولي لهم : من تحت الـدمـوع

أخذتم الجسم ، أخذتم العظم

أما روحـه فعندي بـــاقية...

بين ثنايا الضلوع في خفقان

هـــنا ، في قلـبي هذا الصغير

زرعتـه وردة حمراء، يانعة

يسقيها بدمي القاني شرياني

وانثريني في خلاياك أعيش

مع النوى ، في زهد واطمئنان

واذكريني ، واذكري أول جلسة

ذات مساء جلسناها...واذكري

قهـــوتي ورعشـــة فنـــجاني

وعلبة سجــائري الخجولة...

وزفــرات صـامتة ، متعبة

خــنقتها تعسفا ، دوائر الدخان

وشعرا في الحب المستحيل 

أسمعتنيه ، وأدركت مــعانيه

وأغنية طاف بــها الحنين 

في صـــوت عذب رخيم غنيتنيها

ما زال وقع صــداها متمــوجا

يرتـد لحن خـــلود في آذاني

وأنا في جــنة أحــــيا...منتشيا

ما خطــرت يومــا على بالي

ما أحــلى ، أن يعيش شهيد حبّ

في جنـة غناء ، وارفة الظلال

سعيد الشابي


ترجمها الى الأمازيغية : الدكتور مازيغ يدّار


Amaɣṛaṣ n ucahhel.. شهيد حب 

*

Ǧ-ay a temaẓẓyent

Di tiṭṭawin-nem ad neṭl-eɣ umran-inu

Ǧ-ay seddu n w-abliwen mbuẓẓl-eɣ

Keffn-eɣ g ucahhel iɛerr-ay..

Tsusmi fell-am d aseqsi

Mani tellid.. !?

Zzet n tuqqit

Di memmu ǧ-ay ad ṛaḥ-eɣ

Neč amazbun.. ss-im ad tneffuɣ

D-iy ad seddr-eɣ.. Tmuxsi ad af-eɣ..

Aggujjel d wa yetteg

Ḥla yudan.. Yudan yellan

I tuttut f leɛwateq refdin-ay

Seddu n umaṭṭaw inasen..

Tewwim lefrist.. D y-iɣsan

Tenaffut ɣri teqqim

Di lejwaji tetberdek..

Seg w-ul-inu abazzyuḥ-ay..

D ajeǧik ẓẓuɣ-t.. D azuggwaɣ

Idammen aẓweṛ yessasway

Di-m ani tellid w-azzɛ-ay

D asmetni ad smetn-iɣ arn-ay..

Ammekti temazwarut.. Mekt-ay

Ass ma ɣer ljanb neqqim

Lqaway d terjijit n uɣeṛṛaf

D usabsi yetnus.. Yetnakker

D utnahhed yettalid yeqquṛ

Yessexsit ttebuɣ.. D utuwwaj

D temadyezt n ucahhel ur yellin

Tennidaye-t.. Sliɣ-t tweɛɛ-iɣ

D tecnut n uḍiqi.. D ccuq

S wawal d uzenzen tuɛite-d

W-arɛed g umaẓẓuẓ teqqar.

Tetṛujiɛe-d d anya.. D uẓawan

U neč di temsunt ɛuḍennahi ll-iɣ

Yellan di lbel as sud husi

Ag y-iɣiḍ ad yedder umaɣṛaṣ n ucahhel

Di tefsut.. D temsunt


-Asefru n temadyazet Atunsi : سعيد الشابي

-Tewaɛɛit i temaziɣet n y-ils Acawi : Maziɣ Yedder


أعتذر بقلم الكاتب المنصوري عبد اللطيف

 ****أعتذر*****.

أعتذر

 لمن انتظرني

 كثيرا

 ولم أسر إليه..

لمن وصلته

 قبل أن ينتظرني..

لمن حفظت

 وجهه

 وضيّعت اسمه..

لمن

 كان يفترض

 أن أحبه

 ولم أقدر..

لمن تشاركت

 معه الغرق

 وتفرد بالنجاة..

لمن اضطروا

 لكرهي

 دون أن أقصد.

لمن

 أردت مصافحته

 ولم أصل

اعتذر

لمن

 رأيته

 أمامي بعد سنين

 من لقائه

 ولم أعرفه..

لمن

 أحببته

 كثيرا

 وبدا له

 أني أحبه أقل

أعتذر

لنفسي

على سوء

اختياري

لبعض المواقف

وبعض البشر

المنصوري عبد اللطيف

ابن جرير 7/10/2025

المغرب



وخزٌ على خاصرةِ الصبر. بقلم الكاتب محمد شداد

 وخزٌ على خاصرةِ الصبر.

*********************

لا تقل لي...

لا تزرع الشوك في الحياة حفاةٌ

عجبتُ لأمركَ...

و كأنك لست من بات بجواره...

أهل الصفيح جياعُ!

في غيابي...

عيناك تسعى للأزهار  تسألها...

و الندى صبحاً من السؤال يغارُ!

ترميني بالظنون و كأنك لم ترَ...

أن حمى اللهُ الوردَ بأشواكِ.

لا تمدنّ عينيك على أثري...

و تلك دروبي تفوح بأزهارٍ!

دع عنك ما للناسِ...

و أغمض عينيك مخافةً و سلْ...

فغداً...

تنزاحُ عن سبيلكَ العثرات.

***********

محمد شداد

_وجه الغياب بقلم _زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني)الجزائر

 _وجه الغياب 


ليل طويلة ساعاته 

رسمت بداياته المساءات

اغترابا

وعزف على وتراه 

وجه الغياب وتربع على 

وقته الانتظار 

مرهقة تلك اللحظات 

الخالية

من حضورك

على اعتابها تنزف الروح

ألماً ويسرقها الحزن

تراها بين انياب الضيق

تختنق أنفاسها 

يسلك بها الخيال درب

الاغتراب..! 

ترتعش كعصفور تحت

المطر لم يجد خيار

على جسر الامسيات 

يناغي الوفاء...! 

أنا المتعب تبعثره المسافات

لا تخلوا طريقه الجراحات

هي ظله الرفيق الوفي

حاجز الحلم والغياب

فلا نبض بالقلب لما يكون

لقائكِ غياب...! 


_زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني)الجزائر



ترى هل تكفي أوراق لكتابة !! بقلم الكاتبة خديجة شما

 ترى هل تكفي أوراق لكتابة !!

وهل يستطيع القلم التعبير كل ما في الوجود تغير أصبح الوجود بلا هوية ولا إطار أصبح الحرف خنجرا يغز في صدور الأبرياء كثرت اقاويلك يا قلمي المترنح على سطح الورق ويدايا ترسمان تكتبان ليتها لم تكتب ليتها لم تمسك بك !!! هل لتخط زمن الخزي وزمن الأوجاع اليأس والحزن معا!!

أم لتخط نهاية الزمن لتنته الحيرة والعذاب !! كم تشتاق يداي لتشدو اناشيد فرح وحنين بلا الام ولا شجون!! بلا شهداء ولا زغاليل وحمائم صغار تتحمل الشقاء واليتم حزن قهر وظلم بني العباد !! اوجعت قلبي يا قلم الرصاص اوجعته حد الفناء !!تحجرت أحرفك واليد باتت عاجزة

 شُلت اياديهم تيبست اطرافهم من يعبثون 

بأمان سلام الأوطان 

كفاكم تمرغا كفاكم عار ذلة افيقوا 

انهضوا وربنا المستعان نعد إليه نرجع نتوب هو السند والأمان يا عشاق الكتابة كونوا معه هو الحق للامن والنصر

بقلمي  kh/sh

خديجة شما



عشاق الليل بقلم الكاتبة سعيدة شباح

 عشاق الليل

أنا و الليل و البحر و الأنسام و القمر 

 ذبنا إشتياقا حتى كدنا ننصهر 

و العين ظلت حتى طلوع الفجر مسهدة 

أرهقها الخذلان و الأشواق و السهر 

ما نام قلب بعيد عن أحبته 

ما نام قلب و الأحباب قد هجروا

تلهو الليالي بالعشاق بلا أسف 

كما يلهو بنا و بأحلامنا القدر 

و ليس لنا سوى الطاعات إذا حكمت 

ننفذ الأحكام و بالأحكام نأتمر

أسرى و الأصفاد تقيدنا 

 ما من شفيع لنا سوى القمر


سعيدة شباح



طوى النوم الجفون بقلم المفكر العربي عيسى نجيب حداد

 طوى النوم الجفون


أهتز السهر

وتكابر النعاس

ألف النوم العيون

اغمض للأحلام  النوافذ

استغرقت السير عوالم إضافية

لتصل لمفهوم من سرد كل نقاش عابر

ابكرنا الحرف نقشه على بوابة الشروق للشمس

تغافلت الرقية على الورق تنادهت حبيبي بعجل

التحقني على وسادة الرجوع لهمس عسانا نبحر

على موج الشطٱن نصطاد برهة سعادة قد ضاعت

حين هربت بشقاق ليس له معنى أسفر عن شكلها

بلحظة قضي بين المحاسبة فيما بيننا عن ماضي

سكن فيه كل منفرد هذا عمل كذا هي عملت هذا

دب الخناق كيف فعلت بدوني ثارهم عراك مفزع

قهر السكينة من الحواضن والتهب الشجار لأشده

فاض بركان الصراخ وانتزع منا الأمان فبات القمر

محروم من نظرات السارقين على ردهات تنزهات

استكبر الضحى الصيحة فزع المرور على إنتداب

كل وضع محاور بديله دب الخصام بين الفازعين

هذة بنت لفلان وذاك إبن علان والصغار يتباكون

قتلنا الخوف والرعب لتمضي الإنقسامات خريف

انفصال بائن وحرث كله أشواك لغصون مكسورة

حجج كلها رميت على كؤوس من مرار تذوقناها

هنا كتب المدون هذه سجادة ميراث احملوها لنا

كشريكين لا يصلحا للأنجاب بزرع وحصاد أسود

مر المنبه على ثوانيهم وحكم ضعوهما بالسجون

هذا منفرد عن هذه البنين للجدود البنات للجدات

بالأواخر يبقى دفتر العائلة في سجلات الأحوال

مركون على أنزلاق التفاهم في جب الأختراقات

فوهات الأشتعال تثور على أتفه الأسباب للضياع

عبر يرويها عابر سبيل أصابته الندب من الشجار

يقول للآخرين مثل يا داخل بين البصلة وقشرتها 

لن ينوبك سوى رائحتها التئم الشمل فزع مسافر

يودع المكان يجاري دموع النسيان يساوم رحيل


                       المفكر العربي

                   عيسى نجيب حداد

                موسوعة اوراق الصمت



ما الوفاء؟ امضاء... ادريس الجميلي

 ما الوفاء؟

الوفاء هو أن تكون صادقا مع نفسك فلا تبخل على تنظيف جسدك و لا تعطل أعمال حركات أعضاءك .الوفاء هو أن ترسل ضحكات صادقة لا تشكل تمثيلا.الوفاء هو أن لا تجحد الأخبار على صديق حميم لك علما ان هذه الاخبار لها علاقة بينك و بينه.....الوفاء هو لا تفتك ما ليس لك.

الوفاء هو ان تكون طاهرا في كلامك في صلاتك في دعائك.الوفاء ان لا تغطي ملامح وجهك بزيف الكلمات الكاذبة.الوفاء ان تصارح من نسي وان تعلم بمعارف تنفع الجميع.

الوفاء هو ان لا تمثل دور الضحية .ولا تغطي وجودك بوجود الآخر لان الاخر ان حدثك عن فلان فإنه ينوي محو العلاقة الصادقة فلا تتبع كلام الرذيلة لان هذه الاخيرة تكسر جسر المرور.

الوفاء هو ان تكون لك حقيقة المواقف

الوفاء هو تخاطب الاخرين دون تميز بينهم . الوفاء ان تعمل صادقا صالحا .

فلاتكن مثل الاقلام الملونة.

الامضاء... ادريس الجميلي



إبحارٌ في شاطيء الذكريات… / قصة قصيرة للكاتبة ليلى عبدالواحد المرّاني

 إبحارٌ في شاطيء الذكريات… / قصة قصيرة

             ليلى عبدالواحد المرّاني 


بحركة رشيقة، أزاحت شعرها الليلكيّ الطويل إلى الوراء، ثمّ سحبت خصلةً متمرّدة بدلال، لتنسدل على صدرها، نثرت نظراتها بغنج على الحاضرين الذين جاؤوا ليحتفلوا بشاعرهم، وبصوتٍ أودعته كلّ أنوثتها قالت:

- بعد أن نلنا شرف الإحتفال بشاعرنا الكبير، شاعر الحب والرومانسية، بمناسبة صدور ديوانه السادس، والذي يحمل، وكما عوّدنا شاعرنا الملهم، ثمانين قصيدة حبّ….

 قاطعها المعجبون، وخاصةً المعجبات منهم، بتصفيق حار، اعتدل الشاعر الستيني المتأنّق بجلسته، وألقى نظرة زهو وانتشاء إلى زوجته التي تجاهلته، كاتمةً غيظها وذكرياتها عن مغامراته، والتي ما يزال يؤرشفها أشعاراً، تصل حدّ البوح بأدقّ التفاصيل… 

- والآن ضيوفي الكرام…

 واصلت ذات الشعر الذي سرق من الليل حلكته 

- سأطلب من شاعرنا المتألّق أن يتفضّل إلى المنصّة لنحلّق معه إلى النجوم.

 بحركةٍ ما تزال تحمل شيئاً من رشاقته التي استنفذتها السنون، حيّا الحاضرين بابتسامةٍ عذبة وانحناءة رأس رشيقة، واعتلى خشبة المسرح.

هدوء عميق ساد قاعة الاحتفال، واشرأبّت أعناق مراهقات صغيرات، متلهّفةً تنتظر همسات الحب والاحتراق عشقاً، انطلق صوته يحمل رنينًا يأخذ الألباب، يغمض عينيه ويحلّق بأجنحة أشعاره، وعريفة الحفل تحلّق معه منتشيةً… حين توقّف، سحبت نفساً عميقاً وصوّبت نظراتها الناعسة إليه

- لي طلب، لو سمحت شاعرنا المتألق.

يبتسم متلذّذاً بإنوثتها الطاغية تسكبها عسلًا في صوتها الساحر…

- كلّ طلباتك مستجابة...

يضحك الحاضرون، ويعلو تصفيقهم من جديد

- حبّذا لو تشنّف آذاننا ببعضٍ من قصائدك القديمة في الحب، تلك التي كتبتها لحبيبتك الاولى، والتي خلّدتها فيها….

طافت نظرة حزينة في عينيه، تداركها بابتسامةٍ واهنة حين استشعر غيظ زوجته وهي ترميه بسياط نظراتها الملتهبة…

- آسفة، لو كان الأمر يسبب لك حرجاً….

قاطعها مسرعاً

- أبداً… مقتطفات من تلك القصائد سألقيها.

صوته اكتسى نغمةً دافئةً جديدة، كزقزقة العصافير همساته تنساب بدفق عذب، يشوبه الألم:

" لو شفتايَ الآن تسكرانْ

على شواطيكِ

لو كلّ أغصان كرومي عرّشتْ فيكِ

وأترعت كأسكِ بالحنانْ…"

علت بعض التنهدات، وساد جوّ القاعة هدوء قدسيّ، حين انساب صوت عريفة الحفل، حالماً هو الآخر، قاطعاً ذلك التواصل السرمديّ…

- والآن حضورنا الكرام، لديّ مفاجأة، لشاعرنا ولكم أيضاً 

علت همهمات مستفهمة، ومدّ الشاعر عنقه حتى وصلت أنفاسه متسائلةً إلى أذني الحسناء، عريفة الحفل

- معنا اليوم ملهمة شاعرنا الأولى، والتي قلّد جيدها بأجمل قصائد الحب.

فغر الشاعر فمه، وارتجفت شفتاه، أمسك بحافّة المنضدة مستعينا كي يضبط إيقاع جسده، تبعثرت نظراته على وجوه الحاضرين، تبحث عن اشراقة وجهها، تلك التي هام فيها عشقاً، وكتب فيها مئات القصائد على مدار أربع سنوات، حتى أصبحا أشهر عاشقين في الجامعة….

- أستاذة ناهدة، هل تتفضلين معنا هنا…

كانت تجلس في الصف الأول مع زوجها، ارتبكت، واكتسى وجهها شحوب موتى، نظرت إلى زوجها مستنجدةً، رغم وقع المفاجأة عليه، ضغط على يدها وساعدها في النهوض، اشرأبّت الأعناق مستطلعة، وانطلقت همهمات من هنا وهناك، عدّلت نظارتها الطبيّة، وبحركةٍ لا إراديّة راحت تسوّي خصلات شعرها المتبقّية بعد أن أجهز عليها العلاج الكيمياوي، نحيلةً أصبحت حدّ التقشّف، لوّحت بيدها محيّية، وابتسامة منهكة ترتجف فوق شفتيها…

مبتهجةً لتسديد هدفها في المرمى، ابتسمت الشابة المرحة وهي تنظر بثبات في عينيّ الشاعر اللتين اغرورقتا بالدموع…

- مرحبا أستاذ…. 

تسلّل صوت ملاك الأمس، ضعيفاً مرتجفا، إلى مسامعه، نظراته ملتاعةً مزّقت ما تبقّى من مقاومتها، انحنى لها محيّيا بابتسامةٍ تحتضر… صفّق الحاضرون بحرارةٍ وهم يتابعون هذا المشهد الحزين، وهوى رأس الزوج بين كتفيه…

تحشرج صوت الشاعر، محاولا أن يشكر الشابة التي تبتسم له بانتشاء، حين عاد إلى مجلسه، مبتلعاً صدمته ونظرات زوجته الشامتة، التفت يبحث عنها، لم يجد غير ديوان شعره الأخير ملقىً على كرسيّها الفارغ….



أيّها المعلم بقلم ياسمين عبد السلام هرموش

 أيّها المعلم


يا مُشعلَ الفجرِ في عيونِ التلاميذ،

يا من تُنبتُ الحروفَ على شفاهِ الطفولةِ

كما تُنبتُ الغيومُ قمحَ المطر.


كم مرةً كتبتَ الحلمَ على جدارِ الغياب،

ثم عدتَ تمسحه لتزرعَ مكانَه ضوءًا جديدًا،

كأنّكَ تؤمنُ أنّ الفجرَ لا يخونُ من ينتظرُهُ بالحبّ.


أيّها المعلم،

يا راعيَ النورِ في حقولِ الظلال،

تُشيّدُ من الطباشيرِ قلاعًا من فكر،

وتبني من الصبرِ طريقًا إلى الخلود.


أنتَ لا تُدرّسُ الحروفَ فقط،

بل تزرعُ في الأرواحِ ملامحَ وطنٍ،

وتنقشُ في الذاكرةِ مبدأَ الحلم،

كأنّكَ شاعرُ الحياةِ الأول.


في عيدكَ،

نُهديكَ ما لا يُهدى،

عرفانًا لا يُقاسُ بزمانٍ أو مكان،

ونقولُ:

ما من حضارةٍ تنبضُ بلا معلم،

ولا شمسٍ تُشرقُ إلّا على كفِّكَ أولًا.


بقلمي ياسمين عبد السلام هرموش 🇱🇧



عناق الظل بقلم الكاتب سلام السيد

 عناق الظل


أقد ظلي لعناق

يملأ وحشة الافتقاد

الجاثمة على الهيكل المقدس،

وهي روحي، أتموت

وشرنقتها قيد النبض؟

وكأن كورة بفتيل الحلم

وشبحًا يتبعني،

يخيط بقاياه بلا وجود.

كان برف الأماني صورةً

وشريطًا أسود في قلب الانتظار،

مكتوبًا على ورق متهالك

اسمه الحب.


سلام السيد



يالَّا نتكلم عنها "بالعامية المصرية" بقلم الكاتبة والشاعرة حنان فاروق العجمي

 يالَّا نتكلم عنها

"بالعامية المصرية"

بقلم الكاتبة والشاعرة 

حنان فاروق العجمي 

يالَّا نتكلم عنها 

ست الكل وع الراس مكانها

أنا المصري إللي اتربى ف خيرها

أنجَزت وف الفعل أوجزت ودا كله عشانها 

عاشق تراب خطوتها 

وافتخِر إني ابنها 

وشموخي وعزة نفسي بحظوتها 

وأنا بنت البلد دي

وعلى حيطان بيتي صور ولادها

نجيب محفوظ وطه حسين والعقاد

أم كلثوم والأبنودي مجدي يعقوب وغُنيم 

شادية وعبد الوهاب وحليم 

ويا عيني ع النغم الأصيل

والكتف والسَّند اللي ما بيميل 

وقت الشدة تلاقي رجالة 

وستات شاطرة والحِمل شيَّالة

بسمة فجرها بادية 

وشمسها مضوِّيَّة وهادية 

ولِبسِت سينا الطرحة النادية 

والنسر الدهبي طاير 

والراية ترفرف والقلعة عليها تشاوِر

وأهرامات الخلود 

ثابتة وراسخة تدهِش كل الوجود 

وأبو الهول يزأر خير الأسود 

شوقي قالها زمان ... مش قالها؟

الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق 

قالها زمان الأم علامتها ف ولادها تبان 

ردِّت وقالت انا ابني شقيان

بيزرع ف أرضي ومع السيَّاح يرطُم خواجاتي كمان

مين قال إنه غلبان؟

ده بيلبد ف جحر التعبان 

ووقت الجد يلدغ كل خسيس وجبان 

انا ابني جوه المصنع شغَّال

تروس دايرة ف كل مجال 

انا ابني طالع النخل 

والصحرا أبراجها خيال 

أنا ابني يهندس هندسة 

ف التكنولوجيا الحديثة عالِم 

بالمسطرة بيسطَّر مستقبل وطن 

مش كلام ولاقلنا وقال 

دي حقيقة وواقع تعالوا شوفوا المدرسة 

وهناك ف جامعة زويل 

آدي حصاد الأجيال 

ومهما يحاولوا يطَفُّوا ف قلوبنا النور 

إحنا الشُعلة وإحنا النار 

بطَّلوا بقى لت وعجن وزن 

إحنا إللي رئيسنا ما بيرتاح ولا بيْوِن 

وجيشنا أذرع مفرودة 

وقوِّتُه وسطوته على كل الحدود غير محدودة 

إلعب بعيد يا شاطر انت وهو 

إحنا سلاحنا عزيمة وقوة 

يا أرض الفيروز والزيتون 

أمَّا عليكِ شجرة تين حلوة!

قال إيه تهجير بالعافية!

نسيوا قوام الضربة القاضية!

نفَكَّرهم بأكتوبر المجيد 

طب يا منسي احكيلهم أقرب حاجة

وإننا بنقَدِّم أرواحنا فداها عبادة 

يا ولاد يا ولاد توت توت 

تعالوا نحضر أبلة فضيلة 

دي هتحكيلنا حكاية جديدة 

دي راكبة قطْر العظيم مدبولي 

وده قطْر صغنتوت بيقول توت توت 

إحنا نطَوَّر واللي يطق يموت 

ماكرون بارليه فرانسيه 

بيحب مصر الكل يقول أوكيه 

وكوريا والصين بتحيِّينا يا بيه 

الله ع اللمة الحلوة والرسم على تقيل 

تحب اعزمك على ايه؟

أكلة سمك متينة؟

بورسعيد ولَّاا السويس ولَّاا اسكندرية 

ع الشط الصيد ده عندي غِيَّة 

الأقصر وأسوان وكرم أخلاق يا زول

إحنا أصحاب البروتوكول 

إحنا نسل الأشراف ادخلوها آمنين 

اخلع نعليك دي أرض الأطهار 

هنا موسى كلِّم ربُّه

عدَّى علينا كتير محتلَّين

ومحميين ليوم الدين 

والثعلب من مقاومتنا بيستسلم من غُلبُه 

ترابنا ده خط أحمر 

ولا ذرة ف خيالك تتمنى ولا تهَوِّب ولا تقدر 

إحنا شعب حُر الإرادة

والعمل عندنا فرض والجهل نبيدُه إبادة 

ومين ميحبش فاطمة وليالي الحلمية والهجان 

وتراثنا الفني وأساطيرنا وجمعة الشوان 

والسعدني ف أرابيسك وحارتنا المصرية 

وحرية الصحافة وكلمتنا مسؤولية 

أجسادنا الدرع الحامي

فداكي يا مصر إحنا فداكي 

إحنا إللي دايما بنكيد الأعادي 

بحبك يا بلادي بحبك يا بلادي



أنا وسيناء بقلم الكاتب طارق غريب

 أنا وسيناء

(ظلام ينسحب ببطء 

، ضوء ذهبي على طارق  ،  

واقف في صحراء تمتد بلا نهاية.

 الريح تصفر ، كأنها تهمس بالأسماء القديمة.) 

طارق : 

يا صحراء سيناء ، 

يا ذاكرة الحرب والسلام 

كم مرةٍ مررتُ بكَ دون أن أراكِ ، 

وكم مرةٍ رأيتكِ دون أن أفهمكِ؟

كل ذرة من رملكِ تروي سِفرًا لم يُكتَب بعد. 

(تظهر سيناء من الضوء ، 

عباءة من الرمل والسماء  ، 

وجهها غامض شفاف.) 

سيناء : 

أنا التي انتظرْتُك طويلاً يا طارق 

منذ أول حجر وُضع في مدرستك القديمة 

ومنذ أول طلقة خرجت دفاعًا عني.

طارق : 

كنتُ أبحث عنكِ في الكتب يا سيناء ، 

في الحكايات التي حفظناها عن النصر ، 

لكنّ الكتب نسيت الدموع التي سبقت الانتصار.

سيناء : 

ولأنك تبحث بالقلب لا بالعين ، 

جئتُك لأُريكَ وجهي الحقيقي 

وجهي الذي لا يراه إلا من نزف معه.

(من عمق المسرح

، يدخل الشيخ البدوي ، 

 عصاه تتكئ على التاريخ.) 

الشيخ البدوي : 

السلام عليك يا ابن المدن 

هل جئتَ تسمع الأرض أم تكتبها؟

طارق : 

جئتُ أعتذر لها يا شيخ الصحراء ، 

عن صمتي الطويل ، وعن الذين نسوا خُطاهم فيها. 

الشيخ البدوي : 

الأرض لا تغضب يا طارق ، 

لكنها تئن إن لم يُصلِّ أحد على رملها.

هنا دُفن الرجال ، 

وهنا عبرت الخيول ، 

وهنا لا تُروى القصص إلا بدمٍ أو بصدق.

(سيناء تهمس بصوت خافت يشبه الريح)

سيناء : 

اشهد يا شيخ ، أني ما خنتُ أحدًا، 

وأنهم ما زالوا يسكنونني وإن غابوا.

(يدخل الجندي محمود ، 

ثيابه تحمل آثار معركة قديمة ، 

يحمل خوذته بيده كمن يحمل رأسه.) 

محمود : 

يا سيناء ، لم أنسَ وجهي حين أشرقتِ عليّ بعد الحرب. 

كان الغبار يغطي كل شيء ، 

لكنّ عينيكِ ظلّتا صافيتين كأنهما وعدٌ من السماء.

طارق : 

هل عدتَ حيًّا يا محمود ؟ 

قالوا إنك استشهدتَ عند تبةٍ لا اسم لها.

 محمود يبتسم : 

الشهيد لا يُدفن يا طارق ، 

بل يُوزَّع في صدور الذين يتذكرون.

أنا لستُ هنا جسدًا ،  

أنا ظلّ رفاقي الذين لم يعودوا.

سيناء تقترب منه : 

سلام عليك يا ابني ، 

يا من جعلتَ الرمل صليبًا والطلقة صلاة. 

(تدخل أم الشهيد ، ثوبها أسود ، 

تحمل صورة صغيرة ملفوفة بخرقة خضراء.) 

أم الشهيد : 

جئتُ أراكِ يا سيناء

ابني ما زال هنا ، أليس كذلك؟ 

قالوا دُفن في الرمل 

لكني كلما مرّت الريح سمعتُ صوته يقول : 

“أنا حيّ يا أمي.”

سيناء بصوت أمومي : 

هو حيّ يا أمّه ، 

في كل نخلةٍ ، في كل نسمةٍ ، 

في كل طلقةٍ أطلقت من أجل الحق. 

أم الشهيد : 

كنتُ أخاف أن أنسى صوته  

لكنّي كلما نمتُ ، 

سمعتُه يناديني من الصحراء : 

“لا تبكي يا أمي ، 

فأنا ما متُّ ، أنا أصبحتُ سيناء.” 

(طارق يقترب منها ، يضع يده على كتفها.) 

طارق : 

سلام لكِ يا أمّه ، 

لولاكِ ما قامت حرب ، 

ولا استراح وطن.

(تدخل كفاح 

، فتاة شابة تضع على رأسها غطاءً بسيطًا ، 

تحمل حقيبة مدرسية متهالكة.) 

كفاح : 

أنا من رفح يا طارق ، 

حيث البيوت تُهدم ويُبنى القلب من جديد.

أبي يقول لي : “احفظي اسم سيناء أكثر من اسمك.” 

وأنا حفظته ،لكني أخاف أن أعيش دونها. 

طارق يبتسم لها بحنو : 

بل ستعيشين لأجلها يا كفاح ، 

فأمثالكِ هم الذين يكتبون المستقبل بالحلم لا بالدم.

كفاح : 

علّمني أبي أن أزرع الورد فوق الجدار المهدوم ، 

وأن أقول في وجع القصف : “لن أموت قبل أن أضحك.” 

سيناء : 

يا ابنتي كفاح  

فيكِ أرى الغد الذي لا يُقهر.

(يدخل الأستاذ صلاح ،

 يحمل سبورة صغيرة ، 

 يرتدي بدلة قديمة.) 

الأستاذ صلاح : 

كنتُ أدرّس الجغرافيا يا طارق ، 

لكنّي اكتشفت أن سيناء لا تُدرّس ، 

بل تُعاش.

كانوا يسألونني : أين تقع؟ 

فأقول: “تقع في ضمير كل مصري صدق يومًا أنه إنسان.”

طارق : 

وهل ما زلتَ تدرّس يا أستاذ صلاح؟

الأستاذ صلاح بحزن : 

المدارس تغيّرت 

صار التلميذ يسألني : 

“هل الوطن مادة اختيارية؟”

(صمت ثقيل)

سيناء : 

علّمهم أني لستُ سؤالاً في الامتحان ، 

بل جوابًا يُكتَب بالدموع لا بالحبر.

 (تدخل الخالة صفية ،

 سلة الخضار على كتفها ، 

صوتها شعبي بسيط مليء بالحكمة.) 

الخالة صفية : 

صباح الفل يا طارق  

جايين تفتكروا سيناء؟

وأنا كل يوم أفطر على ذكرها!

الرغيف من ترابها ، والمية من نيلها ، والملح من دموعها. 

طارق بابتسامة محبة : 

يا خالة صفية  

أنتِ الوطن في أبسط صورة ،  

صوتكِ أشبه بالأذان قبل الحرب.

الخالة صفية : 

الوطن مش كلام يا ابني ، 

الوطن لما تبكي على حبة طماطم اتزرعت في أرضه.

 (ضحك خفيف من الجميع.) 

 (يدخل عم عطية الفكهاني ،

 يحمل قفص تفاح ، صوته مرح لكنه يلمس القلب.) 

عم عطية : 

أنا جاي أفرّق التفاح يا ناس ، 

بس بين تفاحة وتانية ، لقيت قلبي متعلق برملة من رملها! 

هو في بلد زي دي؟

كل شمسها بتضحك ، حتى وهي بتتوجع! 

سيناء : 

يا عطية  

من يضحك رغم الألم ، 

هو من يحميني دون أن يدري.

عم عطية ينظر إليها بعين دامعة : 

أنا كنت فاكر إن الوطنية بس في النشيد ، 

لكن طلعت في عرق الراجل ، 

 لما يشيل طوبة عشان يعمر بيت على أرضك. 

(الكل يقف حول طارق في دائرة.

 الإضاءة تميل إلى الذهب ،

 والموسيقى ترتفع شيئًا فشيئًا.) 

طارق بصوت ممتزج بالعزم : 

يا سيناء ، 

يا وطنًا من صمتٍ ورملٍ وماء ، 

يا جرحًا يلمع كالنجمة ، 

ها نحن نعود إليكِ لا لنحكي عن الحرب ، 

بل لنقول إنكِ لا تزالين حيّةً فينا.

الجميع معًا بصوت جماعي : 

سيناء لا تُباع 

سيناء لا تُنسى

سيناء تسكننا!

(سيناء ترفع يدها ،

 يتحول الضوء إلى أبيض ساطع ، 

يصمت الجميع.) 

سيناء بصوت عالٍ يملأ المسرح : 

أنا الأرض ، ومن نسيَ الأرض ، نسي نفسه.

(إظلام تدريجي ، يُسمع صوت الريح من جديد ، 

كأنها تصفّق للحياة.) 

أخلع نعليك ، إنك بالوادي المقدس .

تمت 

طارق غريب



جاء المساء يؤنسني بقلم الكاتبة ألفة كشك بوحديدة

 جاء المساء يؤنسني

بعد إرهاق النهار 

بين طيات ظلمته 

تراقصت أمنياتي 

من النور إلى  العتمة 

تمددت رؤيتي 

اتضحت صورة الغد 

بعد تشوش أفكاري 

اندرجت الأمنيات 

ببحر أحلامي 

في أوج مسائي 

مسائي لطيف هادىء 

ساعدني في كل الأحوال 

درس غايتي فأهداني 

صبر بالحاضر 

صمود للمستقبل 


ألفة كشك بوحديدة


قصيدة بعنوان *** أشعر بالسلام كي يستريح الحمام بقلم الشاعر // محمد الليثي محمد _ مصر _ مدينة أسوان .

 قصيدة بعنوان  ***   أشعر بالسلام كي يستريح الحمام 

وما بين الحكاية

 والاستماع

 لكلمات البحر 

تسكنني الآمال والأحلام

لا يوجد في قاع البحر ماء

ينقصه نسمات الهواء العليل

وبقايا من سنابل

وفاكهةُ للمساء

اكتشفت أني علامة

 لمدينة الإغراب

وإن الزهور على أرضي

تحترق

وإن الكلام كان يخادعني

مثل امرأة البيت

أنظر إليها كل يوم 

فيتغير ليلي نهار

شمسي وخوفي يختفيان

كعادة المسافرين حين الاقتراب

من رائحة المكان

هل كنت يوما في كفن ؟

أرقب الأحداث في كسل

أم أنها كانت تخدعني

وأنا المسافر

 سلمت تذاكر السفر

وأقنعوني بأن القطار وطن

والبيت وطن

والوطن وطن

من فوق أعشاشه يطير الحمام

ويبقي الراحلون منه

بلا وطن

كان اسمه خداع الدروب

ضيعت عمري

وضاع الفرح

وأصبحت شارد

أبحث عن الثبات في ليل الحركة

والحركة في ثبات المشاعر

كادت نوافذ القطار أن تغيب

حين خائبة حقيبة الثياب

من عيون المطر

خلف باب البيت 

تمضي الأيام إلى جهة أخرى

ويمضي الحزن إلى نفس الجهة 

وأمضي أنا  إلى حادث غامض

حيث أفقد شال المحبة 

حين تستدرجني العصافير 

إلى شجرة الأحلام

على هذه الشجرة ، يغريني

الواقع بالطيران 

مصادفتنا أراني مكبلا 

في الصيف

ومكبلا في الشتاء 

مكبلا في الصعود والهبوط

أجمع صدى الانتظار

بروح مشردة 

ترى مئذنة الندى

وترجوا سقوط الخطي

حول سياج العائلة 

كخيمة ماتت في صحن الدار

معلق على جدرانها

صور للإحياء

في معاطف  الشتاء

دون صيفا 

ليس لي وطن .. غير

حيرة الغرباء

عندما تغيب الشمس

في هدوء السماء الصافية 

إلى أن يأخذني الأمل

هل أنجوا ؟

من تلال الكراهية 

ومن يسكن البيت

إن رحلت على عجل

من يسقي شوكت الصبار

ومن يعترف بالهزيمة 

حين تعوي ذئاب الشك

---------- ************ _____________

بقلم الشاعر // محمد الليثي محمد _ مصر _ مدينة أسوان  .



وأدق بابك بقلم الشاعره والأديبه الجزائريه عقيله بلقاسم بعبوش🇩🇿🇩🇿🇩🇿

 وأدق بابك ♕♕♕


وأدق بابك دقة الأيتام

لا أريد صدقة أريد روحي

أسرتها وتركتني دونها

أقاسي لوعة البعد يا 

رحمة الإله علي لُوحي

ماعاد الصبر ينفع

 أمام أنين القلب المنهك

أناجيك سرا وعلانية وفي بوحي

أعشقك أصرخ بأعلى صوتي

حبي لك صادق واضح كلّ الوضوح

أحبك أهواك أعشقك أتنفسك

أنت نبضي والهوى

هل هذا يحتاج

 إلى التفسير والشرح؟؟ 

أدمت هواك هلاّ 

أشفقت لحالي يا قاتلي؟؟ 

بالله عليك احتويني

 أو ردّلي روحي

ياليت المسافة تطوى بيننا

ليرتاح قلبي المنهك 

وتشفى جروحي

لو بإمكاني أن أحلّق 

عاليا وسط الغمام 

لما توقفت لحظة لكن

 أخاف أن لا ألقاك 

وينكسر جناحي

أبقى تائهة بين

 البراري أسأل عنك

أدق الأبواب مثل

 متسوّل أو سائح

أدق باب قلبك دقة الأيتام

لا أريد صدقة أريد 

روحك توأما لروحي


بقلمي أنا الشاعره والأديبه الجزائريه عقيله بلقاسم بعبوش🇩🇿🇩🇿🇩🇿



همس في الافق بقلم الشاعرة الإعلامية ريم الكافي /تونس

 همس في الافق


 تراها على ضفة الحلم راقصة 

تحرك قدمين اعياهما الوهم

عينان بنكهة الشمس

وزهر ذبل بين الفجوات

من أين يبدأ مشوار نبضي

وقد أشرفت الحكايا

على النهايات

الوتر على حد الصدى

يحتضن اغنية

واللحن يحتضر

فهلا ابرقت السموات

رذاذ يداعب امسيتي

فلا جن ليل ولا حطت

 على القلب يمامات

ايتها الشمس 

خذي بيدي 

ربما 

مشت على الوجع

ابتسامات

القلب 

يسير نحو الوهم 

ممتنا

ان مالت الظلال

نمت الخيالات

يا طيري اصدح

لا تنتظر فصلا 

فالحب

 لا يهوى القيود 

وان تماهى الصمت 

مع البدايات 

ريم الكافي /تونس



الاثنين، 6 أكتوبر 2025

في ذكرى وفاته.. أبو القاسم الشابي* : شاعر الحياة،وعاشق الوجود،وڤيتارة الطبيعة.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 في ذكرى وفاته..

أبو القاسم الشابي* : شاعر الحياة،وعاشق الوجود،وڤيتارة الطبيعة..


صلواتٍ روحانيةً تفيض بالجمال الإلهيِّ..في هيكل الحب)


"ساعيش رغم الداء والاعداء كالنسر فوق القمة الشماء.."

ارنو الى الشمس المضيئة هازئا السحب والأمطار واالأنواء.." ( أبو القاسم الشابي)


على أجنحة الألم والأشواق المسافرة لا يزال أبو القاسم الشابي محلقا في سماوات الإبداع،ولا تزال صوره الشعرية ترافق الأجيال ترانيم للعشاق ومنبرا للتاريخ والثورات وضفائر على جدائل الأيام.

اقتات الشعر والمرض من جسد أبي القاسم الشابي عدة سنوات،قبل أن يقعده المرض رهين فراش، وبعد أن تجسدت المأساة التي تغذي شعره وشعر الرومانسيين عموما في ذاتية طافحة،فلم يعد حديثه عن الليل والغربان ولا التشتت ولا الضياع ولا الأنياب الزرقاء للزمن،أكثر من تجسيد شعري لسطوة المرض الذي أكل بشراهة جسده النحيل الذي تناهشته الأسفار والهمة العالية والأدب المجنح.

ومع حلول العام 1934 انطفأ مشعل الشابي،فغادر الدنيا عن خمس وعشرين سنة لا أكثر،قبل أن ينسج له الشعر عباءة عُمْر لا ينقضي.

“خُلِقْتَ طَليقًا كَطَيفِ النَّسيمِ”.. 

شاعر الوطنية والتمرد

تعددت أقانيم القضية الأدبية عند الشابي،فرفع أيدي الثوار برايات الأمل والصبر والعزيمة،وملأ نفوس العشاق بتباريح الهوى وآلام الغربة والضياع،وعاش الذاتية والسوداوية في أحلك ما يمدها به مداد المأساة من تعابير وخيال وصور.

وقد استصرخ الشابي الإنسان ليعيد اكتشاف ذاته، ويكسر كل القيود التي تحيط بها سواء كانت قيود الاستعمار والطغيان،أو قيود العادات،أو قيود الأدب التي تشوه في نظره قسمات الإبداع الوسيمة مثل تباشير الصباح:

خُلِقْتَ طَليقًا كَطَيفِ النَّسيمِ *** وحُرًّا كَنُورِ الضُّحى في سَمَاهْ

تُغَرِّدُ كالطَّيرِ أَيْنَ انْدَفَعْتَ *** وتشدو بما شاءَ وَحْيُ الإِلهْ


وتَمْرَحُ بَيْنَ وُرودِ الصَّباحِ *** وتنعَمُ بالنُّورِ أَنَّى تَرَاهْ

وتَمْشي كما شِئْتَ بَيْنَ المروجِ *** وتَقْطُفُ وَرْدَ الرُّبى في رُبَاهْ


قد لا أجانب الصواب إذا قلت أن لاشك ان أبا القاسم الشابي من أهم الشعراء في البلاد التونسية وتعود اهمتيه الى تميز نصوصه الشعرية برقة الاحساس وجمال الصورة ورونق الايقاع وقد لاقى ديوانه «اغاني الحياة»اهتمام الكثيرين خارج تونس وخاصة في البلدان الاوروبية لان مواقفه الوطنية كانت تتميز بالجرأة كما انه من الشعراء القلائل الذين انخرطوا في الرومنطقية.وعرف معالجته لواقع بلاده منذ زمن الاستعمار وميله الى التجديد في مجال الشعر مما جعل البعض يقبلون على ترجمة اشعاره الى عدة لغات اخرها اللغة الصينية.

تجليات الطبيعة في شعر الشابي:

الطبيعة في شعر الشابي ليست مجرد تعبير عن تصور رومنطيقي ينزع به الى تقديسها باعتبارها معطى مجردا او عالما مثاليا وانما هي متعددة الابعاد وهي ابعاد تبطن موقفا من المجتمع وان جمال الطبيعة دال عل قبح الواقع ففي ديوان الشابي «اغاني الحياة» فيض من عواطف الشاعر الجياشة وأحاسيسه المتدفقة نحو وطنه وتوقه الى تغير الواقع المتردي الى واقع افضل ولكن ذلك لن يتحقق الا بالوعي وبمقاومة المستعمر الفرنسي والعملاء الذين يقفون في صفه ضد ارادة الشعب وارادة الحياة.

الوطنية في شعر الشابي او الشعر الوطني الذي جاءت به قريحة هذا الشاعر ركز فيها على الاهتمام بالشعب والسعي الى توعيته وذلك بتوجيه الخطاب اليه متخذا من عنصر الاثارة والانفعال مسلكا او طريقة لتحريك عواطف الناس واثارة مشاعرهم وحثهم على التصدي للمستعمر ومقاومته لانه كالسبب في تردي اوضاع البلاد فللشعر والشاعر رسالة مهمة اذ بفضلها يتغير الواقع المتردي الى واقع افضل.

أثر الأدب الرومانسي

كان للرومانسية صداها العميق في شعر الشابي بنسماتها الرقيقة الحالمة وتمردها الثائر فكان من الطبيعي أن يحتضن صرختها شاب مرهف الحس، مشبوب العاطفة مثل أبي القاسم الشابي الذي تعرض لأحداث و مواقف كان لها بالغ الأثر في حياته وفي شعره حبه،مرضه،موت والده،عزوف المجتمع عنه،التردي الإجتماعي والإقتصادي  والسياسي لبلده،إلى غير ذلك من الأمور التي هي كفيلة بأن تهز هذا الشاعر بعنف وتجعله يعلن ثورته في شعر تطبعه الموجة الرومانسية الثائرة ويكتنفه الإحساس بالتمرد وتتحقق في هذا الشاعر جميع الصور الرومانسية بما فيها الخروج عن مألوف العصور القديمة والثورة على التقاليد الإجتماعية و الأدبية،والنقمة على الأوضاع فأثار الرومانسيين الغربيين أمثال كيتس و شيلي  وردزرت واضعة في شعره ومؤثرة فيه.

تأثره بجبران خليل جبران

من المطلعات التي تركت أثرا عميقا في نفس الشابي وشعره،كانت في الناتج الأدبي المهجري وخاصة أدب "جبران خليل جبران" وتتفق أغلب الدراسات على تأثير جبران في شعر الشابي، ولكنها تقف صامتة عند تحديد مدى هذا التأثير..

لقد أشعل جبران بكتاباته أكثر من معنى في عقل الشابي إذا كان جبران ثائرا منفردا على وضع المجتمع العربي،وكان يكتب كتابات حارة لينادي من بعيد أبناء الشرق العربي و يطالبهم بالخروج من قيود التقاليد القديمة ومن استعباد أرواحهم للماضي .

وتجاوب الشابي مع هذه الدعوة الجبرانية تجاوبا قويا كان يشبه أرضا متعطشة للثورة و التغير الإجتماعي والإنساني الشامل كان جبران يقول : "بلية الأبناء إنما تأتيهم من ميراث الآباء،ومن لا يحرر نفسه من عطايا آبائه وأجداده يظل عبدا للأموات حتى يصير من الأموات" 

و المعنى نفسه نجده يتكرر في نفس الشابي  وأرائه إذ يقول: "و من يتطلب الحياة فليعبد غده في قلب الحياة أما من يعبد أمسه و ينسى غده هو من أبناء الموت."

 فأفكار جبران هي نفسها التي يعيشها الشابي ويحس بها فلم يكن غريبا أن يهاجر الشابي بروحه إلى أدب جبران وعالم جبران ففيه يجد نفسه على حقيقتها بينما لا يجدها في عالمه الواقعي..في تونس أنداك.

اشراقات النزعة الإنسانية الكونية في شعر الشابي:

إن شعر الشابي شعر ذو نزعة إنسانية كونية،يقوم على توظيف المعجم الطبيعي بدلالات متنوعة تنطق بروح الغضب والثورة،فيستعير صورًا طبيعية شتى في حال الهيجان والحركة (ودمدمت الريح بين الفجاج)،ويعضد ذلك إيقاع حماسي ينسلّ من بحور رصينة ذات تفعيلة واحدة شأن المتقارب في قصيدتي (إرادة الحياة..وإلى طغاة العالم) يقول الشابي:

"إذا الشعب يوما  أراد الحياة  فلابد  أن  يستجيب  القدر.."

وإلى ذلك جعل الشابي من حروف الروي صوتًا يشيع ألم الشعب وتأوهه،فتصدر عنه أصوات النواح وبحة الصراخ.أليس هو القائل:

"كلما قام في  البلاد  خطيب،موقظ  شعبه  يريد  صلاحه.."

وقال أيضا:

"اخمدوا صوته الإلهي بالعسف  أماتوا صداحه ونواحه.."

إن هذه الأصوات مما يولد موسيقى داخلية في القصيدة تطرب المتقبل وتمتعه أيما طرب وإمتاع.

كما يجنح الشابي إلى خطاب رمزي يخلو من المباشرة في التصوير والوعظ،فإذا الحكمة آية تجربة إنسانية يخوضها بروح خياله وصميم شعوره،إنه القائل:

"ومن لا يحب صعود الجبال  يعش  أبد الدهر بين الحفر.."

وخلال ذلك لا يكف عن استعمال الحجج الواقعية التي تسوق القصيدة إلى الواقع دون أن يسوق الواقع إلى القصيدة.

إن تجربة الشابي ممتعة مطربة تقوم على شعرية المجاز والترميز وبلاغة الصدق ورقة المشاعر،وحسبه بذلك أن يكون شاعرًا لا خطيبًا واعظًا ولا سياسيًا خائضًا في شؤون السياسة والسياسيين.

ولم تزل قصائدُه الموجهة إلى الشعب ترانيمَ سماويةً خالدةً،وإن سكن جثمانُه القبرَ!

و«الأشواق التائهة»أحلام عُلوية مجنحة،لا تعرف القرار،يحدوها ألَقٌ ساحر،ثم تستوعبه،وتفتِّش عن عوالمَ تُرضيها،حتى إذا ما بلغتها لم تقنع بها،وراحت تبدع عوالمَ جديدةً لها،ثم لم تكتف بما أبدعته،بل أخذت روحُها الخلاقة تواصل الإبداع متممة أو ناسخة.تلك هي «الأشواق التائهة» للشاعر الخالد «أبي القاسم الشابي» الذي ولد من النور،ورضع منه،وتغنى به في هيكل الحب،صلواتٍ روحانيةً تفيض بالجمال الإلهيِّ.

ولئن لم يُعَمَّرْ في هذا الوجود فكذلك عُمرُ النور،لمحة من الأبد،وهو هو الأبد الذي لا أول له ولا آخر.يصفه المولعون العابدون ولا ينتهون،ولا يشبعون،وصفًا وتعريفًا.فلا عجب إذا تعددت الدراسات الشعرية لعبقرية «الشابي»،ومنها مجموعة الأديب التونسي الأستاذ «أبي القاسم محمد كِرُّو»،ومجموعة الأديب الحجازي الأستاذ «محمد العامر الرُّميح».

إنها لعبقرية فذة توحي بتأملات لا حصر لها،فتتولد من هذه التأملات أطياف وألوان جميلة لا يغني أحدها عن الآخر.كذلك شأننا نحن،فكلما درسنا شعر «الشابي» ودوَّنا خواطرنا فيه،ساقنا التأمل إلى الجديد من الخواطر والشواعر،وتفرعت عن نشوتنا نشوةٌ أخرى!

إن شعر «الشابي» هو شعر العبقرية والتفوق،فله قُدسية نورانية يصعب تعريفها،وسواء لدينا فجرها أو شروقها،لأنها على اختلاف منازلها تتألق بالجمال وتنم عن رسالة سامية،لو لم يقلها شعرًا لتألقت في وجهه نورًا كما تألق النور في وجه «عيسى بن مريم»!

وهنا أنوّه :

قيل إن النقد الفني يجب أن يحصر همه في الطاقة الشعرية وحدها،وكثيرًا ما دافعنا نحن عن حقها في التقدير،ومع ذلك فقد لا تتجاوز الطاقة الشعرية الضائعة طيش النيازك أو عبث الصواريخ! أما «الشابي» فقد أبى أن تحمل طاقته الشعرية الخارقة،سوى الحقائق الأزلية الخالدة،أبى ذلك بطبعه،وبتزاوج الوعي مع اللاوعي في نفسه،تزاوجًا غير مفتعل،فخلدت رسالتُه في فنه وخلد فنه في رسالته،ولم يستطع أحد من آلاف المنتشين برحيقه أن يفرق بين الطعم والجوهر،فهو وحدة شاملة،تأبى على الناقد التحليل،وتهبُ النشوة والإلهام لصائدي النغم والخيال،ولصائدي المثالية الحية على السواء:

"أيُّها الشعبُ! ليتني كنتُ حَطَّا بًا، فأَهوي على الجُذوع بفأسي.."

"ليتني كنتُ كالسُّيولِ إذا سا لتْ تهدُّ القبور رمسًا برمْسِ.."

وهنا أضيف:

لسنا ممن يسوغ بأي حال وضع النقد الموضوعي موضعًا ثانويًّا بحيث نُرضخ الحكم على الطاقة الشعرية،إلى ما عداها من الاعتبارات،في تقدير القيمة الفنية للشعر،ولسنا ممن يذهبون مذهب التشريح والتفلية،الذي يتناسى وحدة القصيد،ولسنا ممن يبخسون أي فنان قدره،لمجرد أنه ذو شخصية طالحة،لا تستحق الاحترام،ولسنا ممن يتعصب لشاعر ما،لأنه يعبر عن فلسفتنا وعواطفنا تعبيرًا أكمل،متغافلين عن قيمة الجوهر الذي يُهديه وعن كفايته الفنية الخالصة،ولسنا من عباد التعابير البراقة،والبيان المزخرف الأخاذ،ومع ذلك لا ننكر أن الفن إذا امتزج بالتسامي في سبيكة واحدة،وأن الطاقة الشعرية المحلقة إذا تشربت الإيمان الرفيع تَشَرُّبًا لا يفصم منها،وأن الفن إذا صار لسان النبوة وترجمان التسامي أو توءمه،فإن مثل هذا الفن المركب الرفيع،يكون في اعتبارنا جديرًا باعتبار أسمى،وهذه نظرة تختلف جد الاختلاف عن إرضاخ كرامة الفن أو تقديره للأهواء الذاتية،والتعصبات الشخصية،والمسائل والاعتبارات العرضية.

وأبو القاسم الشابي هو أحد أولئك الأفذاذ العالميِّي الروح،الذين لم يبهروا النقد الموضوعي فحسب، من ناحية الطاقة الفنية القوية الغنية،بل بهروا كذلك مقاييس المثالية الرفيعة من خلقية ووطنية وإنسانية،وكانت معجزتهم في الازدواج بين هذه المزايا،وفي الانسجام التام بينها،وهذا قلما يكون إلا للصفوة الموهوبين.

فهذا «أبو القاسم الشابي» الشاعر الوطني،الثائر الرائد في «تونس الجميلة» و«زئير العاصفة» منذ صباه،هو ذاته الشاعر الإنساني في «لعلعة الحق» و«الحرب»،والشاعر الوجداني في «فن الظلام» و«الزنبقة الذابلة» و«الدموع» و«أغنية الأحزان» والشاعر المتفلسف في «نظرة الحياة» و«مأتم القلب» و«الأمل والقنوط»،والمصلح الاجتماعي أيضًا،وهو كذلك الشاعر المتصوف،والعاشق المتبتل في «شكوى اليتيم» و«أيها الليل» و«أيها الحب» و«حيرة» و«جدول الحب» و«يا شعر!» وكل هذا التراث الثمين،من شعر فتى لم يبلغ العشرين.

أما بعد هذه السن فإننا نواجه «الشابي»ذاته،ولكن في نَفَسٍ أطولَ،ونضوجٍ أبلغَ،وتحليلٍ أعمقَ، وتفاعلٍ أكملَ،وتصويرٍ أشملَ،استمع مثلًا إلى قوله من قصيدته «مناجاة»:

"أنتَ يا شعرُ فلذةٌ مِنْ فؤادي تَتَغَنَّى،وقطعةٌ من وجودي

فيكَ ما في جوانحي مِن حنينٍ أبَديٍّ إلى صميم الوُجودِ

فيكَ ما في خواطري مِنْ بلاءٍ فيكَ ما في عواطفي من نشيدِ

فيكَ ما في عوالمي مِنْ ظلامٍ سرمديٍّ ومن صباح وليدِ.."

إلى آخر هذه الأبيات التي تبلغ الستة والثلاثين عدًّا،والتي تتلاحق فيها الصور تلاحقًا فنيًّا سريعًا؛ لا نعرف شاعرًا آخر أغرم به، ووفق إليه بهذه الدرجة المدهشة.

ومهما يكن من شيء فإننا نؤمن بأن «الشابي» كان ذا عبقرية فنية أصيلة في منتهى الأناقة،كما كان وطنيًّا عظيم الإخلاص متأهبًا للزعامة في بيئته

وكان هذا من أسباب ولوعنا بالشابي الذي يوصف إجمالًا بأنه الفنان المبدع المحلِّق،والإنساني النبيل والوطني الغيور المضحي،وقد حقق بمثاليته الشريفة تأميلنا في أن يكون الشاعرُ زعيمًا هاديًا بين بني قومه،إن لم يكن أيضًا زعيمًا إنسانيًّا،وفي هذه النزعة والتعبير عنها كان تجاوب «الشابي» معنا كاملًا،وكنا نعمل كجنود في فرقة واحدة.

أما ما نقترحه إلى جانب استقصاء التفاصيل للدراسة،فهو شرح شعر «الشابي» ونقده نقدًا فنيًّا مقارنًا قصيدة فقصيدة،فتنتج عن ذلك دائرة معارف أدبية لغوية فنية واسعة يخدم بها الأدب الحديث،كما تنصف به مواهب شاعرنا الخالد الذكر.

إننا لمشغوفون فخورون بتدريس شعر الشابي وأدبه وبالتحدث عن سيرته الزكية ولن نمل ذلك، ونعتقد أن القراء الكرام لن يملوا من قراءة ما كتب وما سيكتب عنه،ولو تعددت التراجم والدراسات. 

ختاما أقول : ملأ الصبح الجميل أو التوق للجمال نفس الشاعر الشابي،وملأ المرض والغربة الفكرية والثقافية والنفسية والضياع الذي عاشه مع جيله نفسه سوداوية وألما،ولم تكن سنواته الخمس والعشرون،إلا أيقونات ضوء لامعة جعلته رغم رحيل الجسد لسان الشعب العربي الفصيح،ونفح طيبه الخصيب.

إنه،ثائر تونس الخضراء..وصوتها الصارخ..


محمد المحسن


* أبو القاسم محمد الشَّابِّي الهذلي الملقب بشاعر الخضراء (24 فيفري 1909-9 أكتوبر 1934) شاعر عربي تونسي من العصر الحديث ولد في قرية الشَّابِة في ولاية توزر.

 يعدّ من أبرز روّاد الأدب العربيّ،والأدب التّونسيّ على وجه التحديد،يتميّز شعره في تلمُّسه للأثر الأندلُسيّ،بالإضافة إلى اتّباعه نهجاً قديماً في الشِّعر،وهو إيراد الجُمل المُتوازية،فكان سبباً في إعادة إحياء هذا النّمظ في التُّراث العربيّ،كذلك تمتّع الشّابيّ بالموهبة التي انعكست في شِعره المليء بالمشاعر والخيال المُصاحب للصّور الفنيّة الغنيّة،والفريدة من نوعها،ويجب التّنويه إلى أنّه نقل الجانب الإنسانيّ الذي يحمله،وحبّه للحياة وعشقه لوطنه الكبير من خِلال أدبه،فما كان شِعره إلّا وسيلةً ينقل بها أحزان بلاده ومُشكلاته،كما لم يخلُ شِعره من الجانب المُشرق الذي يدفع لحبّ الحياة والإنسان.



نسيان بقلم الكاتب جلال باباي( تونس)

 ● نسيان


● جلال باباي( تونس)


¤ تصدير:

" تُنسَى كأنك لم تكن / تنسى كمصرع طائر/ ككنيسة مهجورة تُنسَ، كحُبٌِِ عابر/ تنس كأنك لم تكُن / وكوردة في الثلج تنسى"


تصطفٌ مشروخة 

قناديل فرح قديم

تنكسر ‏على ضفاف هذا الجدار

باقيات ذكرى

تعتريني العثرة تلو الجمرة  

كلما أوقدتُ نار الرجوع 

إلى فناء الدٌار

تطفئها عبرات حيرتي

فيا هذا الوجع

أمسك عن هشاشتي زئيرك

و انشرني ريحا

 إلى أبعد من خُطاي

ربٌمأ تضييئني بنات افكار

يومٍا ما.... عند الزٌِخام

و أوٌل العتمة..!!

أو اقتفي شطحات عشقي ،

ثم أتطاول على النسيان.


           ▪︎:٥ أكتوبر ٢٠٢٥



يجينا النيل بالخير بقلم د.هشام الفقى

 يجينا النيل بالخير

عبي الفروع وإمليها

يجينا النيل بالخير 

عبي الترع وإمليها

جاهز مفيض الخير

تلمس مياه النيل

صحارينا ترويها 

المصري دايما غير

ناشىء حضارة الدنيا

وبيده بانيها

افتح ببان القناطر 

فاءض عن المخزون

من يجرؤ يعطش مصر

وربك اللى حاميها

رزق وزاد على الطلب

محفوظة ضواحيها

يا باني سد النهضة 

يجتاحه فيضان 

في شهر النصر

بيذلك تبان غلطان

فيضانك من باب مصر

على توشكى

وتغرق في كبرك ماي

ولا توشكى

في شهر النصر

..........

د.هشام الفقى

فِي مَدَارِ الحَنِينِ بقلم الكاتب سُلَيْمَان بْن تَمَلِّيسْت

 فِي مَدَارِ الحَنِينِ

*****

عَادَ شَوْقِي فَاشْتَكَى مِنِّي الكِيَانْ

وَانْثَنَى قَلْبِي عَلَى فَقْدِ الرِّهَانْ


يَا رِفَاقَ العُمْرِ هَلْ ضَاعَتْ خُطَانَا؟

أَمْ نَسِينَا أَنَّ وَعْدَ الأَمْسِ هَانْ؟


كَمْ سَأَلْتُ الدَّرْبَ عَنْكُمْ فَاخْتَفَى

صَوْتُكُمْ بَيْنَ الصَّدَى وَالحُزْنِ كَانْ


قَدْ تَرَكْتُمْ فِي فُؤَادِي جَمْرَةً

كُلَّمَا لَاحَ الضِّيَا وَالصُّبْحُ بَانْ


أَيُّهَا الشَّوْقُ الَّذِي أَعْيَى دَمِي

كُلَّمَا نَادَى الهَوَى قَلْبِي أَبَانْ


يَا زَمَانَ الحُلْمِ هَلْ طَالَتْ خَطَايَا؟

أَمْ تَهَاوَى الحُلْمُ فِي ظَنٍّ مُدَانْ؟


كَمْ نَثَرْنَا الوَرْدَ فِي لَيْلِ الرَّجَاءِ

غَيْرَ أَنَّ العِطْرَ غَشَّاهُ الدُّخَانْ


يَا نَسِيمَ الرُّوحِ هَلْ مِنَّا بَقَايَا؟

أَمْ تَبَعْثَرْنَا كَأَشْبَاحِ الأَمَانْ؟


قَدْ سَقَيْنَا الوَجْدَ مِنْ دَمْعِ المُنَى

وَاحْتَسَيْنَا الصَّبْرَ مِنْ كَأْسِ الهَوَانْ


غَيْرَ أَنَّ الذِّكْرَ يُحْيِينَا إِذَا

مَرَّ طَيْفٌ مِنْ رُؤَاكُمْ فِي الجِنَانْ


عَلَّنِي أَلْقَاكُمُ اليَوْمَ بِأَرْضٍ

لَا تُغِيبُ الحُبَّ عَنْ عَيْنِ الزَّمَانْ

*****

✍️ سُلَيْمَان بْن تَمَلِّيسْت

جَرْبَة – 04 أُكْتُوبِر 2025

الجُمْهُورِيَّةُ التُّونِسِيَّةُ


في وصف زنزانة لمحمد مطر

 في وصف زنزانة

لمحمدمطر 


زبالةوذبالةوغرفة ضيقةكالقبر فاحت 


في أجوائها.   روائح   الموت. والعفن


ولهااربعة. أركان سودقدت من الفحم 


وكأنما بحداد أوبهاعلى سكانها شجن


وهواها سموم   خلفته رفاة. .من بها 


ماتوا حتى  استاء   من جوها العطن


وملاك الموت قابع في إحدى زواياها 


قابضا بالروح   من الشبح.  ويحتضن


وساكن الغرفةيبدو ومن شد. ما ناله 


شبحا.  له عينان صاب جسمه. الوهن


وحبول متينة  معلقة  بحلقات صلب


لها. عقد يعرف.  أسبابها  من به فطن


ووعاء البول والماء بالظلام ما ماز إلا


رائحةوربماكان الخلط لوبعينك وسن


وعلى الجدارمحفوربالدماء هنا ملاك 


الموت  مع  كل طرقة. لبابك لك رهن


وفي الأعالي   كوة  بها ضوء  مريض 


يعاف  الدخول فللزنزانة.عفن به نتن


وللابوال من كثرةتراكمهازكم للانوف


وتغشي العيون.لذا بها من دمعها.هتن


وسجانها له شنب وذنب   ويهمهم. و


بالعقاب موكل وبالأمرمرهون مرتهن


وكلاب الحراسةكذئاب حل بهاالشتاء


والجوع عربد معاها وبالسكان تفتتن


وشمسها. نامت في مغاربها  والقطب 


حل فيهاوالثلج لحاف للشبح به متن


وخاصمها.  الصبح فلا ابدا  يواتيها و


وسماها   سواد بسواد  وجوها  دخن


و.  نجومها عيون السجان بارقة.  إذا


حان العقاب اوليسلكها لطعام به قنن


وأرضهامن جليد قطب قدت مقاطعه


إذا نمت عليها كأنها. شفرات بها سنن


وطولها وعرضها فتر  مقدودة  للدود 


فإن نمت نمت   كمبطون  صابه بطن


وفي الشتاء  سهام الشتاء تتسلل من


تحت الباب.تحمل.بايديهاالحنط والكفن


ومزلاج الباب به صدأمن قلة ما فتح


وفتحه عصي  و   دوما. فتحه. محن


وبجدارهاتاريخ من سكنواومصورات


و عرائس  محفورة  ومنايا لها سحن 


وبريء ومجرم.  بها سكنوا  فلا تفرق


فهم فيها سواسيةوعقابها  لهم وطن


لمحمدمطر

خَريفُ الظّل. بقلم الشاعر//هادي مسلم الهداد//

 (( خَريفُ الظّل..))

=====***=====

كأنَّ الرّوحَ واجفةٌ

           ومن أعيائها       سرتُ

فكم حارتْ وكم حرتُ؟

       وكم في الصّمتِ من كبتُ؟

يُثيْرُ الصّمتُ بي فَزعاً 

           وَيلهو العمْرُ        لانَبْتُ

سكنتُ الرّوحَ مُغترباً

             ومافاقتْ وما    فقتُ

على كفّيَّ قَد هَجعتْ

            وقَد شاءتْ وما   شئتُ

    .......       ....... 

  غروبٌ لونُ أَشرعتي

             فَلا ماءٌ ولا       يَختُ         

خْيولي مُهْرةٌ جَمحتْ

          وقدْ كادتْ وما      كِدتُ

أَنا المَخلوقُ من طينِ

         أَنا المَخدوعُ مُذْ     عشتُ

أنا الظّامئ على الماءِ

          أنا حيٌّ  أنا            مَوتُ

وهذَا الشّعرُ أثقَلني

            كما قَد قالَني        قٌلْتُ 

فَضمْ جنحيكَ مُرتَقبا

           شقيَّاً هكذَا          جئتُ

..     

بقلم//هادي مسلم الهداد//



......كيفَ صِرنا !! بقلم الشاعر عبد الله سكرية٠٠

 مرحبًا يا صباحُ .

في ترحالي الصّباحيِّ المعتادِ، مابين بلدتي الفاكهةِ وجارتِها راس بعلبك مرورًا بأشجارِ التّين ِ والعنبِ ، وبما تكاثفَ من أشجارِ الزّيتون ِ والتّوت ِ وخليلاتِها من أشجارِ المشمش ِ والخوخ ِ، كان لي أن أعودَ إلى أيّامٍ مضَتْ ، يومَ كنتُ بعدُ طالبًا في المرحلةِ المتوسّطةِ من التعلّمِ. وقد عدتُ إلى البيتِ ومعي أمنية ٌ حبيبة ..

......كيفَ صِرنا !!

لولا يا ماضٍ تعودُ ، ولأيّامٍ تُعيدُ..

كنّا نحياها حياةً ، كلّ يومٍ فيها عيدُ..


فيها زهوٌ ، فيها كبرٌ ،فيها إنعامٌ تليدُ..

بكلامٍ فيهِ طيبٌ ، وبآدابٍ نجودُ.


نرعى فيها ودّ جارٍ ، وبقربانا نلودُ.

وبإيمانٍ نصلّي، لا بزِيفٍ فنحيدُ


كم تنادينا لحبٍِّ، وتنادينا ودودُ!

لا تسلنا ، كيف كنّا، كان يغبطنا الحسودُ.


أين كنّا ؟ كيف صرنا؟ عن صوابٍ لاأحيدُ.

من بقَولٍ جاء يُفتي ؟أنّا بالخُلفِ نسودَ.


لا ، وربّي، لسنا نبقى، وتآخينا بعيدُ.

هاك إنّا في تبابٍ ، لولا يا ماضٍ تعودُ.

عبد الله سكرية٠٠

إشراقة شمس 79 في المهجع بقلم الكاتب يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا

 في المهجع


كم أعجبني ذاك الشاب /عبد الهادي/ من دمشق، صاحب الوجه البشوش، الذي أتحفنا خلال جلسة تعارفنا في مركز تجمع النبك لأفراد الجيش، أتحفنا ببضعة طرائف و كلمات أثلجت صدورنا و تدحرجت معها همومنا


قال عبد الهادي - و يا جمال و روعة ما قال - قال: نحن الآن يا شباب أمام واحدة من اثنتين، إما أن نقضي فترة خدمة العلم هذه بشيء من مرح و ابتهاج أو تعاسة و اكتئآب، و قال: أما أنا فقد اخترت الأولى  


وقد أتعبتني كلمات عبد الهادي تلك، إذ كنت أتساءل: كيف يمكن للمرء أن يختار السعادة لنفسه؟! ثم أليس من تمام الاختيار تعدد الخيارات، بينما ما من خيار أمامنا نحن سوى أن نخضع و نستسلم لأوامر عسكرية تسوقنا كيف شاءت و حيث شاءت !! 


لكنني ما لبثت أن اهتديت إلى إجابة، مفادها أن السعادة تكمن في حسن تعامل المرء مع الواقع و معطيات الواقع


أمسا علينا المساء و دلفنا إلى مهاجعنا التي لا خيار لنا سواها، و على مضض قبلت أن أنام على واحدة من تلك الأسرة الحديدية الصدئة و ما عليها من فراش منتنة و مخدة عليها تراكمات سنين من أوساخ [ أما المخدة فقد غلفتها بمنشفة وجه كانت معي في حقيبة السفر، و كذلك كنت أحمل شرشفا ناصع البياض غلفت بها تلك الفرشة القذرة، و أما البطانية فلا حيلة لي فيها ]


مرهق أنا جدا و أريد أن أنام و أغفو، و لكن !! يا لها من ليلة عصيبة و صعبة جدا، فهذا أحد نزلاء هذا المهجع الرائع يريد أن يأكل قبل أن ينام، و قد أخرج من حقيبته خبزا و تفاحة راح يقضمها و يصدر أصواتا - يصعب علي جدا تجاهل تلك الأصوات التي يصدرها جراء قضمه للتفاحة، و إن كانت مسألة جمع الخبز مع التفاح مسألة غريبة غير مألوفة في طعامنا في الوسط الذي عشت فيه -

و ثمة نزيل آخر من نزلاء هذا المهجع أخرج من حقيبته راديو ترانزسستور و جعل يقلب بين المحطات و يصدر أصواتا مقلقة تطرد النوم و تقضي عليه 

و ثمة نزلاء آخرين اجتمعوا فجأة على لعب الورق و ما رافق ذلك من أصوات تقض المضاجع 

و ثمة نزيل آخر داهمته نوبة شخير و هو نائم

و ثمة اثنين من الأصدقاء جلسا يسترجعان معا بضع ذكريات - و ليتها كانت ذكريات ذات شأن -


وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا 


إشراقة شمس 79

ماذا بعد التناغم بين الروح والجسد ؟. بقلم . د / عزام عبد الحميد أبو زيد فرحات .

 ماذا بعد التناغم بين الروح والجسد ؟.

من المعلوم أن الإنسان مَخلُوق من روح وجسد ، والإسلام يُلبي احتياجات الروح والجسد ، فالروح جسم شفاف نُوراني ، هذا الجسم الشفاف النُوراني يسمو ويرتقي بكلام الله عزّ وجل وأحاديث رسول الله صل الله عليه وسلم وأخلاقه، لذا كان أول شيء فعله رسول الله صل الله عليه وسلم عندما وصل إلى المدينة المنورة هو بناء المسجد ، حيث في المسجد تُقام الصلوات الخمس وتُودَي فيه دروس العلم التي تُرقي الروح وتسمو بها نحو خالقها جل وعلا .

أما الجسد فهو مَخلُوق من تُراب الأرض ، وبالتالي يكون هناك حنين بين الجسد والبيئة التي يعيش فيها  ، هناك ارتباط من نوع ما بين الجسد الإنساني وكل مكونات الكون الواسع من أرض وسماء وجبال وسهول وأنهار وبحار وكائنات ، لذا اهتم الإسلام بالجسد وأمر المسلم أن يُعمر الكون لكي يتم التناغم بين الإنسان والطبيعة ، ومن وسائل عمارة الكون أن يكون هناك أسواق للبيع والشراء حتى يتم تبادل المنافع والخِبرات بين بَني الإنسان ، إذا لا يستطيع أي إنسان مهما بلغت قُوته وسُلطانه أن يستغني عن الناس ، لذا أسس رسول الله صل الله عليه وسلم سُوقاً في مكان فسيح لكي يغشاه الناس ويتبادلوا المنافع ويستفيد هذا من ذاك .

المسجد لتلبية احتياجات الروح والسوق لتلبية احتياجات الجسد ، ما أجمل الإسلام في هديه وسُننه في عباده.

الذهاب إلى المسجد عِبادة والجلوس بين سَواريه أي أعمدته عبادة ، وحُب المسجد والتعلق به عبادة ، وكذا البُكور في طلب الرزق الحلال من السوق أو الحقل أو المصنع أو الوظيفة عبادة ، والإخلاص والصدق والأمانة في شتي مناحي الحياة الدنيوية عبادة ، لذا قال الله عز وجل في مُحكم كتابه في سورة الجُمُعة : ( فإذا قُضيت الصلاة فانتشروا في الأرض ) .

إن التناغم بين مطالب الروح والجسد بتحقيق ما يصبو إليه الجسد وما تتمناه الروح المحفوف بظلال تعاليم الإسلام السمحة يُثمر شخصية سوية تُعمر الكون الفسيح  بيد تبني ويد تعبد الله الخالق سبحانه وتعالى.

اللهم ارزقنا الفقه في ديننا وارزقنا حُسن خِتام الأنبياء والمرسلين وعِبادك الصالحين المُصلحين .

بقلم . د / عزام عبد الحميد أبو زيد فرحات .

اِصبِر وَاحتَسِب بقلم الشاعر محمد جعيجع

 اِصبِر وَاحتَسِب :

............................... 

إِنَّ الجِرَاحَ إِذَا خَبَّأتَهَا شُفِيَت ... 

خَبِئ جِرَاحَكَ لَا تُنبِئ بِهَا أَحَدَا 

وَاكتُم أَنِينَكَ لَا تُفشِي لَهُ خَبَرًا ... 

شَكوَاكَ مَنقَصَةٌ لَا تُطفِئُ الصَّهَدَا 

وَاصبِر لِبَلوَاكَ وَاللهَ احتَسِب فَرَجًا ... 

فَالصَّبرُ يَشفِي جِرَاحًا عَايَشَت أَمَدَا 

كَم مِن عَلِيلٍ شَكَا لِلنَّاسِ مِن أَلَمٍ ... 

فَزَادَهُ النَّاسُ أَضعَافَ الَّذِي جَهِدَا 

............................... 

محمد جعيجع من الجزائر  - 06 أكتوبر 2025م



" أيام تشرينيّة خالدة " بقلم الكاتبة فاطمة حرفوش -سوريا

 " أيام تشرينيّة خالدة "

بقلمي فاطمة حرفوش -سوريا 


أيام جميلة مرت علينا كحلم ساحر، فكيف لنا أن ننساها؟! ..


كان الخبر الذي انتشر كالصاعقة التي ولدت لدينا سعادة لاتوصف !!.


الجيش العربي السوري يدك معاقل العدو الإسرائيلي على الجبهة السورية، ويوقع به خسائر فادحة، ويعتلي  قمة شيخنا الجليل ويكلله بالمجد والغار...


هذا الجبل الأشم الذي ترنح طرباً لمرأى أبنائه، وهي تعانق ترابه، بعد أن دنسه المحتل الصهيوني وتحطم غطرسته ،


هذا العدو الذي أعتقد أنه صنع مستحيلاً غير قابل للسقوط... ومرغ وجهه القذر بالوحل .


والجيش المصري يعبر إلى خط بارلييف هل هنالك أجمل من ذلك؟!.


طائرات العدو تتساقط كالذباب بصواريخ جيشنا الباسل في سماء مدننا، وأسراهم في أيدي بواسلنا !.


 العدو يعيش تحت وقع الصدمة ، ثلاثة أيام من أيام 


العمر الخالدة لا يمكن أن يمحوها من ذاكرتنا شيء.


كنا نراقب ما يجري بعيون القلب التي تنتظر أملاً جديداً, يمحو ما مضى من عار وإنكسار, ونرقص ابتهاجاً .. لسماع أي خبر يصلنا من معارك العز والفخار.


لكن لهذا الحلم الجميل الذي تحقق، لم يكن مقدراً ومسموحاً له أن يستمر..


 بدأت الصورة تتغير وبدأ الواقع المصري يصدمنا، ويسرق فرحنا بالنصر الذي لا طعم في العالم يماثل ويعادل حلاوته!. 


وقفنا في ذهول هل يمكن أن يحدث هذا؟!.. لكن الذي حصل لم يكن لشيء أن يمنع حدوثه، فهو مرسوم له بالغرف السوداء.. وبدأت أحلامنا تتلاشى، لكن بطولة جيشنا الباسل وصموده الأسطوري لثلاثة أشهر، أعادت لنا الفرح ثانية بتحرير القنيطرة من سيطرة الأحتلال الصهيوني، وأعادت الثقة بقدرة جيشنا الباسل بتحرير كل جولاننا الحبيب من براثن المحتل .


صفحة ناصعة من تاريخنا بعد سلسلة إنكسارات وهزائم موجعة حتى النخاع. نأمل أن لا تكون الأخيرة فجولاننا 


لا يزال ينتظر فرح آخر طال إنتظاره .


لكن هذه الذكرى الخالدة في قلوبنا وضمائرنا والمضيئة في تاريخ أمتنا، تعود والألم والوجع يعتصر قلوبنا ويدمي أرواحنا نحن السوريون، عندما عادت يد الغدر والخيانة وعبثت بأمننا، وسرقت فرحنا وأحلامنا، وعاد العدو الماكر فسلبنا فرحة هذه الذكرى المجيدة وأرضنا التي أعادتها


حرب تشرين لحضن الوطن، نرحو أن لا يطول مكوثه ونفرح بنصر أكبر يعيد كل ما سُلب من أراضي محتلة.



سأرحل / السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠

 سأرحل /

السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠

سأرحل لا محالة

 و تبقى صورتي في عينيك ِ 

فأنا السماء و أنت ِ القمر 

يا أبجدية العشق 

علام الخوف و نحن حراس على الحب 

نتجاذب أحاديث الهوى 

بين دائرة النسيان 

و نغرد هنا مثل الطير على الشجر 

نعزف لحن الخلود 

كيوم ميلاد يغمر الحياة من نور 

بات يستدعي ذكريات العمر 

بين ظلال و تداعيات  الجمال 

فكلانا العنوان 

لملحمة العشق  

نرسم من حروف الصمت موالا 

و نغني مع الصبح 

حكايات من التاريخ 

بأننا مازالنا نحلم برغم الحزن 

سأرحل فلا تعلني البكاء 

بين الغزل و الرثاء في عالم الشعر 

و أنت ِ على شاطىء البُعد

و لا تتعجبي فهذه قصة القدر  ٠



مرة أخري ( ذكري نصر اكتوبر ) بقلم عبدالرحيم العسال

 مرة أخري

( ذكري نصر اكتوبر ) 

======

مرة أخرى أتينا

من قريب وبعيد

نذكر الماضي ونعلي

حقبة الماضي التليد

ونقول للكبار

ونغني للوليد

فرحة كانت لقومي

نعلم الجيل الجديد

عن عدو كاد يطغي

ويطيح بالسدود

في خطوط قد توارى

وحصون وحديد

ومشي في كل ركن

ينسج الخوف يريد

أن يرى منا خضوعا

ويرى منا جمود

لكن الله تعالي

شاء خيرا بالعبيد

ولنا نصرا فأهدى

وحبانا بالمزيد

ولبارليف عبرنا

وظفرنا بالخلود

إنني جئت أهني

أمتي فاليوم عيد

نصر أكتوبر كان

ويظل في الوجود

نعمة الله الينا

قد حباها للجدود


(عبدالرحيم العسال مصر سوهاج أخميم)

هدية لكل مربّ بقلم الأستاذ داود بوحوش

 ((هدية لكل مربّ))


ما ضرّك و الأمُةٓ 

على الأكتاف يحملها

رَوحٓه يُكسيها

شتّى الأورام يجتثًها

يمسح الدّمع

عن مٱقيها

مكارمٓ الأخلاق يبذُرها

 في النّشء يُربيها

نخوة ً

في الشّرايين يُسكنها

متى 

نادى  الواجب يُلبّيها

فمن سواه

الرّاية عالية يُعلّيها

رسول 

حاشا 

بسيُد الخلق نشبّهه

هو الرّسول

متى غابت الرّسل

عن روابيها

ذا  المربّي

حريّ بالكلُ يقدّسه

لولاه

ما رامت العلا أمم

و ما 

أشرقت شمس معاليها

هو العمدة و العماد

قنديل 

من غيره الظلمة يُجلّيها

طبيب طابت أنامله

أنّى وضعها

شتّى الجراح يُداويها

عالم نفس 

بعد الرّبّ 

كلّما استعصت 

جلّ النّفوس يُسوّيها

خبير اجتماع إبّان تفرُّق

 منابع ذات البين

أرضا يطرحها

هباء منثورا يُرديها

درّ المناقب أهلٌ له

و أعتى النّياشين 

حقيق به أن يرتديها

لك العلا دهرا سيّدي

فمهما اجتهدنا

أفضالك لن نُوفّيها


بقلمي 

ابن الخضراء

 الأستاذ داود بوحوش

 الجمهورية التونسية


وادي الراقدين.. بقلم الأديب قاسم عبد العزيز الدوسري

 وادي الراقدين..

هكذا أريد أن أسميك

يا بلدي المشؤوم


لم تعد ذاك البلد

الذي تتغنى به الدول

وتفتخر به الشعوب...


بلد المليون نخلة

بدأ يستورد التمور 

نخيلهُ تملأ أمريكا وغيرها

هكذا نهبت الثروات

وهكذا الضمير العربي مات


الآن بدأت حملت التسقيط

فالشعوب تندفع نحو الهاوية


الجياع...والضياع

وجهان لعملة واحدة

هنيئاً لكم أيها الرعاع..

جاء دوركم لتسلم القيادة

فربان السفية  أُعدم... 


حقيقة أغرب من الخيال

 عراقٌ يستغيث..

وعربٌ لا تستحي.. 

وغربان تملأ سماء الحرية


كتب قاسم عبدالعزيز الدوسري





حين يتجدد اللقاء. بقلم الأديب. قاسم عبدالعزيز الدوسري

 حين يتجدد اللقاء

بين الصيف والشتاء

نجد الكثير

 مَنْ يتذمر على الصيف

والكثير

 من يتذمر بقدوم الشتاء

لكل واحد مزاجه ...

فغيمة الصيف لاتمطر...

وغيمة الشتاء لاتصبر...

هيّا أسرعي

 أيتها السحاب البريئة

فشمس الشتاء

 لا تقسي على أجسادنا

ولا تحميها من البرودة ....

فأننا نعيش في وطن

ظروفه الجوية متقلبة مثل

قرارات التحكيم

 تحتاج إلى VAR

قاسم عبدالعزيز الدوسري



خرجت الآن من الكهف بقلم الشاعر حامد الشاعر

 خرجت الآن 

من الكهف

ترد    السيف        بالسيفِ ـــــــ و ضرب   الطيف       بالطيفِ 

تحاكي الصيف في المشتى ـــــــ و ترجو   الغيث  في  الصيفِ 

تزركش   ثوبك       الزاهي ـــــــ تخيط       الشعر      بالحرفِ 

خرجت      الآن      مقتدرا ـــــــ و منتصرا      من       الكهفِ

تلاقي      زائرا          يأتي ـــــــ و ضيفا       جئت    بالضيفِ 

*****

سعيدا       جئتنا     تسعى ـــــــ و   تغمرنا     و          باللطفِ 

و تشبه      حاكما        دنيا ـــــــ ك    في   صيرورة     العطفِ

 رفضت    الحاكم   الطاغي ـــــــ و     ما    تلقى    من  الزيفِ

تعارض     ذلك        الباغي ـــــــ و     ما     تلقى   من الحيفِ

يئن      المتعب       الواني ـــــــ بوجه      الحيف    و   الهيفِ

 و  نوما    لم   تعد    تهوى ـــــــ و    صحوا   صغت    للضِعفِ

*****

سباتا  عشت    في  الماضي ـــــــ  عرفت    أذى    من  الجلفِ 

و من  أضحى    و في  ميل ـــــــ سيجنى     ساعة      القطفِ 

ترائي         معلفا   و    ترى ـــــــ حمارا             عز     بالعلفِ 

قويا       ثورة           تجري ـــــــ و  لا    تقوى    على الضعفِ 

لشمسك   مجدها       العالي ـــــــ و  لا   تمضي    إلى الخسفِ

لبدرك      أيها            الغالي ـــــــ سنى    ما  غبت    بالكسفِ

و      حين     تصوغ   أسئلة ـــــــ تجاري   الكم          بالكيفِ

*****

و   أقسمت      الإله      به ـــــــ و   لم  تخنت  و  في   الحلفِ

تدوس      و  كلما       تحيا ـــــــ و في     امن    على الخوفِ 

و تخرج      كلما        تبدو  ـــــــ  فما    تخفيه    في   الجوفِ 

و تملأ      كأسنا          ثملا ـــــــ  و فيض    الكأس     بالغرفِ 

و من    كهف و       ما فيه ـــــــ  عرفت  الظل          بالكشفِ

و  يهمي   الرائح     الغادي ـــــــ  له       تبدي   و    لا   تخفي

*******

و   من  يبغي     الولاية  لا ـــــــ يولي        ساعة        الزحفِ

توافي      الضجة   الكبرى ـــــــ فما     أعلنت    لا         تنفي

فلا      تعفو      فعن جلف ـــــــ و       من       أشغاله    تعفي

و قلت    له      كفى   عبثا ـــــــ و     منك     فما    بدا  يكفي

 و أحرارا    فعن       وطن ـــــــ  فلست     تحب    من   ينفي

******

بحب    تملأ           الدنيا ــــــــ  و      بالريحان  و     العصفِ

تصوغ     الشعر     ملحمة ـــــــ  و     من حلف    إلى     حلفِ

يداوي      طبه       يدوي ـــــــ و     يكفي       أنه       يشفي 

إلينا       جئت       ملهوفا ـــــــ علينا           لوعة       تضفي 

و  تضرب  كل  من   يطغى ـــــــ  ترد       السيف       بالسيفِ

*****

يصد     السيف   من يبغي ـــــــ و ذئبا     عاش         بالخطفِ

تسارع     حربك     الكبرى ـــــــ  بها       نُظما     إلى   القصفِ 

 سبابا     قد   لعنت      به ـــــــ بملء     السب       و   القذفِ

يلاقي   الحتف من  يغوى ـــــــ و سر       الهتف   في الحتفِ

ظلاما     لم   تعد    تخشى ـــــــ تلّف    النور        في   الولفِ

حقيقة   كل     ما    يجري ـــــــ شرحت     هناك       بالوصفِ

*****

جرى    فيضا   كما   يجري ــــــــ سقوط        الشعر     بالنتفِ

و       ما    فينا     مشاهده ــــــــ  فلم    تعمد     إلى  الحذفِ 

سرابا       كم     هنا   تلقى ــــــــ جزاء     الخير    في  الوقفِ

دماء        قد   سكبت   هنا ــــــــ بمجرى    السفك     و النزفِ

دموعا     تمنح        الباكي ــــــــ  بمجرى    الطرح    و الذرفِ

******

شموعا    تمنح        الشاكي ـــــــ و     مصباحا      من الجرفِ 

و  مجتهدا        تعود    إلى ــــــــ  زمام     الشرع     و العُرفِ

أمام     الظلم         منتفضا ــــــــ  تُرى   و أتى    من   الخلفِ 

نظام     لا      يرى      ضيرا ـــــــ  بفرض    القتل      و العنفِ

لها      جسدا   عصاه   نرى   ـــــــ نشق   بها      إلى    النصفِ

******

و    كم   يحصي من القتلى ــــــــ  يعد    الألف            بالُألفِ 

 بلا      سقف      فما   يبنى ـــــــ يعيش     الهدم       بالنسفِ 

و تنغيما         يبادر        من ـــــــ  رأى الدنيا     إلى    العزفِ 

و ما    تلقاه      لا      تخفي ـــــــ بغض    الحرف     و الطرفِ

ترى     موتا       و     ميلادا ـــــــ بهذا    الطرف      و الظرف

******

العرائش 04/أكتوبر/2025

قصيدة عمودية موزونة على مجزوء البحر الوافر 

بقلم الشاعر حامد الشاعر



*** اي ذنب؟*** بقلم: زينة الهمامي تونس

 *** اي ذنب؟***


كتمت الهوى في خافقي فتمرّد

وغزا الفؤاد، فكبر وتمدد

حتى غدا بوسع الشوق وأبعد

نهراً من الحنان يتدفّق

وسيلا جارفا يترقرق

عذبا سلسبيلا  صافيا كوثر

يروي عطش العمر إذا أدبر

ويملأ فراغ الأيام إذا تكسّرت

هو سر البوح حين يكتم

ونبض الروح حين يخنقها الصمت

يا أنت، يا نوراً يبدد ظلمتي

قربك غايتي، يا روحي ومطلبي

القلب بك اليوم متيّم

ما عدت أخفي هواك أو أكتُم

وإن قالوا إن الحب معصية

قلت: ومن منكم خال من الهوى؟ فليُقسم

فصمت الجميع وأطرقوا خجلا

إن كان الحب جرما فكلنا مجرم


بقلمي:  زينة الهمامي   تونس