الاثنين، 6 أكتوبر 2025

ماذا بعد التناغم بين الروح والجسد ؟. بقلم . د / عزام عبد الحميد أبو زيد فرحات .

 ماذا بعد التناغم بين الروح والجسد ؟.

من المعلوم أن الإنسان مَخلُوق من روح وجسد ، والإسلام يُلبي احتياجات الروح والجسد ، فالروح جسم شفاف نُوراني ، هذا الجسم الشفاف النُوراني يسمو ويرتقي بكلام الله عزّ وجل وأحاديث رسول الله صل الله عليه وسلم وأخلاقه، لذا كان أول شيء فعله رسول الله صل الله عليه وسلم عندما وصل إلى المدينة المنورة هو بناء المسجد ، حيث في المسجد تُقام الصلوات الخمس وتُودَي فيه دروس العلم التي تُرقي الروح وتسمو بها نحو خالقها جل وعلا .

أما الجسد فهو مَخلُوق من تُراب الأرض ، وبالتالي يكون هناك حنين بين الجسد والبيئة التي يعيش فيها  ، هناك ارتباط من نوع ما بين الجسد الإنساني وكل مكونات الكون الواسع من أرض وسماء وجبال وسهول وأنهار وبحار وكائنات ، لذا اهتم الإسلام بالجسد وأمر المسلم أن يُعمر الكون لكي يتم التناغم بين الإنسان والطبيعة ، ومن وسائل عمارة الكون أن يكون هناك أسواق للبيع والشراء حتى يتم تبادل المنافع والخِبرات بين بَني الإنسان ، إذا لا يستطيع أي إنسان مهما بلغت قُوته وسُلطانه أن يستغني عن الناس ، لذا أسس رسول الله صل الله عليه وسلم سُوقاً في مكان فسيح لكي يغشاه الناس ويتبادلوا المنافع ويستفيد هذا من ذاك .

المسجد لتلبية احتياجات الروح والسوق لتلبية احتياجات الجسد ، ما أجمل الإسلام في هديه وسُننه في عباده.

الذهاب إلى المسجد عِبادة والجلوس بين سَواريه أي أعمدته عبادة ، وحُب المسجد والتعلق به عبادة ، وكذا البُكور في طلب الرزق الحلال من السوق أو الحقل أو المصنع أو الوظيفة عبادة ، والإخلاص والصدق والأمانة في شتي مناحي الحياة الدنيوية عبادة ، لذا قال الله عز وجل في مُحكم كتابه في سورة الجُمُعة : ( فإذا قُضيت الصلاة فانتشروا في الأرض ) .

إن التناغم بين مطالب الروح والجسد بتحقيق ما يصبو إليه الجسد وما تتمناه الروح المحفوف بظلال تعاليم الإسلام السمحة يُثمر شخصية سوية تُعمر الكون الفسيح  بيد تبني ويد تعبد الله الخالق سبحانه وتعالى.

اللهم ارزقنا الفقه في ديننا وارزقنا حُسن خِتام الأنبياء والمرسلين وعِبادك الصالحين المُصلحين .

بقلم . د / عزام عبد الحميد أبو زيد فرحات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق