الخميس، 21 أغسطس 2025

جانب البوح شعر / المستشار مضر سخيطه - السويد

 ----------------     جانب البوح 

شعر   / المستشار  مضر  سخيطه   -  السويد 


أساءل بينيَ عن جاذبية المغريات 

عن الحركات 

وعنك 

وعن لغةِ الصيف وهيَ تُقرمز من جسدٍ إلى جسدٍ

وتقدّم وضعاً بديلاً

جريئاً

لرسم الحروف

هنا الناس من يستجم بلا حرَجٍ قاصداً

عامداً

وأمام الجميع 

ودون ارتباكٍ

ولا وازعٍ مفرطٍ 

رادعٍ

بدعوى يبرّرها بعضنا 

لكلٍ له شأنه المستقلُ المعاكسُ بالإتجاه وبالإنفتاح 

المغاير 

من غير خوفٍ مُخيفٍ من الوالدين 

ودينٍ حنيف 

لسرتك السكريّة سربٌ من الصوَر المشفّرة الرمز 

شبه الفحيح 

الشناشيلُ والفتحاتُ الجسيمةُ 

تمنح قاموسك النسويَّ الربيعيَّ

كوناً

فضاءً مباحاً لكل العيون  

وللشمس 

بل للهواء أواخر آبً اللطيف

وتعطي لتوصيف سرتك السكريّة ظلاً

له ألف مغزى ومعنى 

على كتف الدرب كالقط 

أو كالقطاة 

وتستروحين أمام العيون بتكوينك الحلو 

فيما 

على غًرّةٍ يفاجئني السهو 

يباغتني الإنتباه ومن ثمّة أرتجل الإعتدال الطفيف 

الظريف

بهذي البلاد السكوت بمعنى القبول 

بمعنى الكياسة 

يفرض لملمة الإحتياج عن الآخر 

والعابرين 

وصرف المشاعر عمّا يهمّ المشاعر

 لئلا الغزالة تشعر بالامتعاض وبالانقباض لجرأة عيناي 

بشكلٍ مخيف 

فيا أيتها المرسومة الثغر 

لغمّازتك الحلوة على جانب الثغر 

كالوشمٌ سحرٌ له معجبين بحب الغوى 

وقد يتسرب من غير ماترغبين لصوص الهوى

فنختزل الكلمات التي تتصدر عند الحوار

لسرتك السكريّة اللون أو ربما الطعم في برهةٍ حُجَّةٌ داحضةٌ الرأي مُدَعّمة ٌ ببيانٍ حصيف

زمان التبرّج 

هذا 

زمانُ التملّصِ من حشمة الذوق حدّ الوقاحة 

والإنفلات المُرِيع وهتك البضاعة تحت النصيف 

أرى كوكباً لايَمُت إلى بعضه بالهموم 

وبالإهتمام 

وبالأخذ والردّ 

يتأملنا من كُم سرواله 

ويرانا 

على هيئة مستمتعين بهول التهافت قصد الضياع 

أو الإنحلال الأكيد 

الأكيد 

وتسريع خطو الخريف 

سلاحف بين المياه وبين التراب رغائبنا الأوليّة معروضةٌ

سلعةً

للرخيص الذي يملك النقد فوق الأنوف 

 


----------------

شعر. / المستشار  مضر  سخيطه  -  السويد


جـدُّ مُــتـأسّــفْ ..؟ ــ شِـعر : نــوار شــحلاط – ميلة الجزائر

 جـدُّ مُــتـأسّــفْ ..؟

ــــــــــــــــــــــــــ. 

شِـعر : نــوار شــحلاط – ميلة الجزائر .

********************************** 

فـي عـيدكِ الرابـعِ والعـشـريـنْ 

مـاذا يُـمـكـنني أن أقـدّمَ لكِ ؟

المـناديـلُ مـا عـادتْ تُـجـدي 

ولا أوراقَ الوردِ واليـاسـميـنْ ؟

كلـماتُ الحُـبِّ صارتْ ضائـعـةً 

لـم تَـرقَ إلى ما تَـطـمُحـيـنْ 

ومَـرايَـا الصّـباحـاتِ المُـشْـرقَـهْ

مـا عـادتْ تُـخـفـي عـنـكِ 

وجـهَ الأيّـامِ الحـزيـنْ ؟

كـلُّ شـيءٍ تَـغـيّـرَ طـعمُـهُ 

ولــونُـهُ ..

وشـكـلُـهُ ..

وشـمسُ العُـمْـرِ أصْـبَـحتْ بـاردةً 

وكـنتِ قـبلـها بالـدفءِ تـنعـميـنْ ؟

ماذا يُـمكـنني أن أهـديـكِ ؟

قـلبي صار تـملأه الشّـجونْ 

لم يَـعُـدْ مثـلَ باقـي العاشـقيـنْ 

نبـض الغـرامِ فـيه تَـوقّـفْ 

وتـلكَ الأحـلامُ المُـطـرّزَةُ 

بـأزهـارِ اللـوز في نيـسانْ 

قد كفَّـنتها العَـوْلَـمةُ في علبِ السّـيلوفانْ

يا حبيـبتي أنا جـدُّ مُـتـأسّـفْ ؟

عن كلماتي التي نَـزلتْ هـذا الصباحْ 

مثـل الرّعـدِ تَـقـصفْ 

فالحـقَّ والحـقُّ أولى أنْ يُـقالْ 

إنَّ الحُبَّ لم يَـعُـدْ له مـكانْ ،

هـذا العـصـرُ ..

يحيا فيه المُنافـقُ والجـبانْ ،

لم تَـعُـدْ رغـبتي في الحُـبِّ 

كـسابـق ِ العـهـدِ ..؟

لأنّـي لَـستُ في الكـذب فـنّانْ !

فـكُـلُّ قِـصّـةَ حُـبٍّ 

خالـيةً منَ الجواهـرِ والنّـقـدِ 

مـآلـها الفِـراقُ والخُـسـرانْ ؟



حب ابوي بقلم الكاتب عبدالرحيم العسال

 حب ابوي

======

قالت : احبك

قلت : لا لا لاتكذبي

فات الاوان

وشمسنا في المغرب

ما عاد من عمر لنا

 قد رحت يا عمر الصبي

جف إلرحيق بزهره

يا دميتي لا تلعبي

لا تكثري من قولها

ما عاد يلهيني ظبي

الشيب حل بمفرقي

جاء النذير وطاف بي

والعمر يهرب من يدي

هل تعشقين الموت بي؟ 

قالت سلمت من الردي

بل طال عمرك يا ابي


(عبدالرحيم العسال مصر سوهاج أخميم)

في عالمي بقلم الكاتب إبراهيم العمر

 في عالمي، لا تشرق الشمس إلا لتودّعني  

ولا يبتسم القمر إلا حين يرى وجعي  

تكسّرت مرايا الأمل، ولم يعد في القلب متّسع لفرحٍ عابر  

كل شيءٍ هنا يكتبني بالحبر الأسود، حتى الصمت صار يصرخ  

لكنني رغم كل شيء، ما زلت أتنفس... لا لأعيش، بل لأشهد النهاية بهدوء.


إبراهيم العمر

حين لا يسمعني أحد بقلم الشاعر إبراهيم العمر .

 حين لا يسمعني أحد


أجلسُ في زاويةِ الضوءِ الباهتْ  

كأنني فكرةٌ منسيّة  

في عقلِ الزمن المتعبْ


أراقبُ وجوهًا تمرُّ  

كأنها لا ترى  

كأنني شبحٌ  

أو خطأٌ في المشهدْ


أصرخُ دون صوتٍ  

ألوّحُ دون يدٍ  

أكتبُ على الهواءِ  

كأنني أرجو أن يقرأني أحدْ


كلُّ شيءٍ حولي يتكلّمْ  

الساعةُ، الجدارُ، حتى الصمتْ  

لكنّهم لا يسمعونني  

لأنني لا أُجيدُ الضجيجْ


أنا الذي تعلّمَ أن يختبئْ  

أن يبتسمَ حين ينهارْ  

أن يقولَ "أنا بخير"  

وهو يغرقُ في التيهْ


حين لا يسمعني أحدْ  

أصيرُ قصيدةً  

لا تُقرأْ  

أصيرُ دعاءً  

لا يُرفعْ  

أصيرُ أنا  

ولا أحدْ


إبراهيم العمر .


النقاء و العفة بقلم الكاتب عبدالفتاح الطياري -تونس

 النقاء و العفة 

غادرت حرة شقتها الصغيرة في حي السيدة مريم، عبرت مقبرة المغاربة و اتجهت نحو السوق القديم، سوق الإثنين. طريقها المعهود للالتحاق بمدرسة ابن خلدون أين تدرس علم الآثار.

كانت الشابة تمشي ككل صباح عبر الممرات الضيقة، تمر بمحلات الخضر والبهاريات، لكن أكثر ما كان يجذبها هو ذاك المحل الصغير في الزاوية، حيث تعرض امرأة مسنة أزهار الأوركيد في أوانٍ زجاجية أنيقة. لم تكن الأوركيد زهرة عادية، ألوانها الهادئة ونقوشها الدقيقة بدت كلوحة رسمتها يد صبورة. 

ذا صباح، توقفت حرة لأول مرة، وسألت العجوز:

– "لماذا هذه الزهرة أغلى من غيرها؟"

ابتسمت المرأة وقالت:

– "لأنها لا تزهر بسهولة، وتحتاج إلى صبر واهتمام… مثل قلوب بعض البشر."

ابتاعت حرة زهرة أوركيد بيضاء، وضعتها على مكتبها. كانت تعتني بها يومًا بعد يوم، تسقيها باعتدال، وتحرّكها قليلًا نحو الضوء. بعد أسابيع، أزهرت الأوركيد من جديد، وكأنها تبتسم لها.

أدركت حرة أن الجمال الحقيقي لا يفرض بالقوة، بل ينمو حين يُمنح الصبر والدفء. ومنذ ذلك الحين، صارت الأوركيد تذكرها بأن بعض الأشياء الثمينة لا تكافئ إلا من يعرف كيف ينتظر...

مرت الفصول، وكبرت الأوركيد بصبر غامض. لم تكن تبحث عن يد تقطفها، بل كانت تكتفي بأن تكون، وأن تهدي عطرها للهواء الذي يمر نحوه.

وفي صباح هادئ، سقطت أول بتلة، ثم الثانية… لكن العطر بقي في الهواء طويلًا، كأن الحياة نفسها كانت تقول: كلّما يزهر، يزهر لسبب… حتى لو لم يره أحد.

بقلمي عبدالفتاح الطياري -تونس


البحر لم يُخلَق فقط ليكونَ ماء بقلم الكاتب محمد التوني

 البحر لم يُخلَق فقط ليكونَ ماء 

البحر انتماء 

البحر زخم يدور في الأرجاء ..

في نفسي وفي نفسك بلا استثناء 

البحر ثناء وهجاء 

فرح ورثاء 

ظلام وضياء 

البحر نداء ..

يحتوي العمر فيه أو يلقيه حيث يشاء 

البحر انطواء ..

أو انفتاح على كل ما على الأرض من هواء 

البحر بعض ما بي وبعض ما بك من كدر وصفاء

البحر رجاء 


                                     محمد التوني



حديث الروح السري بقلم الكاتب سلام السيد

 حديث الروح السري


(هنا… ليست إلا روحًا أنهكها دوران الرعشة، وانعكاسُ وجه الظل، وارتطامها بجدار الغياب في شهقة آه.)


عبثًا أجوبُ فلاةَ التظاهر،

أطاردُ وجهَ ظلّي، 

لأتمّ ما تبقّى من شغفٍ ذابَ كلذّة الألم عند النزع.


المكانُ مقفر، 

حدَّ التصحّر من كلِّ شيء، 

وصدى الموتى يتردّد، 

يوسّع الصمتَ الذي لا قلب فيه.


أتعي صقيع المناداة؟ 

إنها الأرواح، ابتدعها فراغُ الاحتياج، 

وأودعها الأسى، لتسكن قاعَ الضجيج المهجور.


تلقّينا نبأ النعي، 

والجسد الملقى كأنّه يجدد المواساة، 

في صمتٍ لا يُحتمل.


ما معنى دائرة الفراغ؟ 

بين الوهم والغياب، 

بين نداءٍ لا صدى له وقاعٍ يبتلع تردّد الصراخ.


الهمس الخفي موتٌ آخر، 

يلمع بالحكايا نبضًا، 

أدركته بعد فوات الأوان.


ما نحن وظلالنا إلا ألمٌ يعيد روحه لكلّ ما حولنا، 

سعةُ سقوطٍ في رحلةِ حديثنا السرّي.


أيُّ الوجوه أولى بالأحلام؟ 

أيُّ صمتٍ يحتمل الأرواح؟ 

قد يكون صمتًا يزهر، 

وقد لا يكون سوى فراغٍ آخر.


فالحديث سرٌّ، 

حديث الروح سرٌّ، 

لا يحتمله سواي.


سلام السيد

محكمة الدم بقلم الكاتبة زهراء شاكر

 محكمة الدم


في البصرة،

حيث النخيلُ يئنّ من ثقل الظلال،

قامت امرأةٌ تحمل في عينيها

مرايا العقول.

اسمها بان،

طبيبةٌ تعرف أن العقل ميزان،

وأن الكلمة قد تكون حياةً أو موتًا.


كتبت تقريرًا كحدِّ السيف

لا جنونَ هنا،

القاتلُ عاقل،

والعقل شاهدٌ على القتل.


ارتجف الكرسيُّ العالي،

وتصبّب العرشُ خوفًا،

فمن يُدين قاتلًا

يُدين حاشيةً كاملة،

ومن يفضح الكذب

يهدّد قصورًا بدمار.


فجاءها الموتُ من باب بيتها،

موتٌ بلا وجه،

لكن رائحته تشبهُ رائحةَ الفساد.

وأُطفئت حياتُها

كما تُطفأ شمعةٌ في مهبّ ريحٍ مسموم.


ثمّ كتبوا في الصحف

انتحرت

كانت مريضةً نفسية،

لم تحتمل!

أيُّ كذبٍ هذا؟

أيُّ طمسٍ للدم؟

كيف يُقال للطبيبةِ العاقلةِ

إنها ضحيةُ عقلها،

وهي التي كانت تحمي العقول من الظلام؟


لكن الحقيقةَ لا تُدفن،

حتى لو واروا جسدها تحت تُراب الصمت.

الحقيقةُ تخرجُ من أفواهنا صرخةً:

بان لم تنتحر،

بان اغتيلت،

بان قتلتها أيدي سلطةٍ

خشيت من كلمةٍ على ورق.


ألا يا سارة،

يا شهيدة العام الماضي،

ها هي أختكِ في الدرب،

تُضاف إلى قافلة النور،

وتحملان معًا رايةَ الدم.


يا كرسيّ البصرة،

أيها الملطّخ بدموع الأمهات،

إلى متى ستجلسُ على جثث النساء؟

أتعلم أنّ التاريخ لا يرحم،

وأن الدم إذا جفّ

يصيرُ محكمةً لا تُغلق أبوابها؟


بان

اسمُكِ سيبقى

فوق أبواب المستشفيات،

في قاعات القضاء،

على شفاه المظلومين،

وفي قلوبِ كلِّ من آمن

أن الطبَّ رسالةٌ،

وأن العدلَ لا يُشترى.


لكنّ صوتكِ،

يا طبيبةَ العقل،

أقوى من موتهم،

وأبقى من كذبهم،

وأصدق من عرشٍ

ينهار في وحل الدم.


زهراء شاكر



قراءة فنية في لوحة ابداعية موسومة ب" لست من هذا العالم..ونصائح الأوّلين عكازتي" للكاتبة والشاعرة التونسية القديرة أ-روضة بوسليمي بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 قراءة فنية في لوحة ابداعية موسومة ب" لست من هذا العالم..ونصائح الأوّلين عكازتي" للكاتبة والشاعرة  التونسية القديرة أ-روضة بوسليمي


استوقفتني لوحة ابداعية موشحة بالجمال،والبهاء الفني للكاتبة التونسية المبدعة روضة بوسليمي موسومة ب " لست من هذا العالم..ونصائح الأوّلين عكازتي" 

هذه الكاتبة/ الشاعرة الواعدة لها قدرة على إيصال رسالتها الفنية والإبداعية عبر أقصر زمن،ومن خلال تكثيف جمالي أنيق،ربما يعود هذا الإدهاش الفني إلى قدرتها على صياغة اللحظة الفنية والحياتية بمهارة حيث يتجلى البعد الفني والإبداعي بين ثنايا السطور.

قلت،هذه الكاتبة الطموحة،ومن خلال متابعتي لكتاباتها التي تطل علينا من نافذة الإبداع،أدركت أنها تمتلك سحرا خاصا بها سرديا،من شأنه تحريك نوازعنا الداخلية،بما تملكه من قدرة على دمجِ عددٍ من الفنون الإبداعية في متنها القصير،لتخلق لها كيانه الخاص،فتغوص عميقاً في الواقع،تلتقط منه ما هو عام ومشترك بين البشر وتنبش ما في النفس من خفايا وانكسارات،خاصة إذا كان الواقع مشتبكاً بين-استحقاقات الحياة،واكراهات الواقع.. 

إنّ قراءة متأنية لهذه اللوحة الإبداعية ( " لست من هذا العالم..ونصائح الأوّلين عكاز تي")   المشحونة بالتكثيف والترميز،،ومن خلال تفكيك دلالاتها،تضعنا أمام التساؤل التالي: ما مدى قسوة الواقع الذي ترصده؟ 

من هنا أيضاً تبدو أهميّة العنوان في إثارة الرغبة وفتح عتبة البحث والتنقيب عن جواب لهذا السؤال،الذي سيفتح الباب أمام أسئلة أخرى..تاركا للقارىء الكريم هامشا فسيحا من الوقت،للعثور على الجواب المناسب..

وإليكم هذه اللوحة الإبداعية حاثا إياكم على التفاعل معها فنيا،حين يختمر عشب الكلام..


 لست من هذا العالم..ونصائح الأوّلين عكازتي


لست من هذا العالم،ولدت على غير

 وفاق معه

أبدو في وضع الغريب الدّائم .

يناوشني كلّ ما حولي ..


لست من هذا العالم !

لا شيء يربطني به، 

بأمّ عيني رأيت الأحمق يتولّى النصيحة،والحكيم في شكّ من أمره..!

اتتبّع  عقد العالم..عقدة،عقدة .

وقفت عند المظالم..والصّمت المريب..

لست من هذا العالم !

أحاول تجاوز ما بي،لعلّني أكون كما كنت..أميل إلى العزلة..أتجاوز  القبح والسّوء كي لا يكبر وجعي فأسقط ثانية .( فتتدحرج أحلامي أمامي)

لست من هذا العالم !

لا أعرف أين أذهب ؟ 

لا أعرف أين أنا ؟

هل يمكن أن أكون في القاع ؟!

لست من هذا العالم !

جربت البقاء وحيدة 

بلا أسرة ، بلا رفقة ، بلا صحبة 

فقط انا ونفسي

أسلك كم طريقا وحدي بلا بوصلة ،

أرتّب قولي : هذا من نصيب الجميع 

وذاك أسرّ به إلى نفسي وثالث لن أخبر

 به أحدا .


لست من هذا العالم !

أنا روح امتهنت القلق ، تحسب بعض النّوم فخّا .

وحده الصّمت لا يخون .

إن مرّ العمر أنتظر الصّعب يمرّ ،

أحترق طويلا ...

فأنضج كما يجب ،

أتخيّر أشيائي الصّغيرة ، أجعلها خاصّتي ..


لست من هذا العالم !

صادم حين تدرك أنّك تعاملت طويلا مع الأشباه ،

أشباه الأحبّة 

أشباه الحقيقة...

يشفق التّاريج عمّن جرفتهم الدّهشة ... فيعيد نفسه .

سادتي ...

قد أبدو للعالم قويّة ، لا يغرّنّكم ذلك ، فأنا في الحقيقة هشّة جدّا 

أنا لست على ما يرام ..

لطالما أوصيت أحلامي بالصّمود 

لعلّها تبقى على قيد الحياة .

لست من هذا العالم !

يختلط كلّ الأمر في ذهني ،

يحيط بي كسل ونعاس وهدوء .

أفكّر في هدنة طويلة ، 

تؤرقني فكرة الرّحيل .

أغامر من جديد 

و نصائح الأوّلين عكازتي

أغامر ثانية 

رغم الضّيق الذي أحرج صدري .

لست من هذا العالم !

أغامر تباعا  وكلّي أدب في حضرة الجرح .


روضة بوسليمي 


إنّ الخاطرة الشعرية توغل شفيف فى مسارات الذات الخبيئة،أو هي مونولوج رائق يماثل التتابع النغمي في درجاته الرهيفة،ومن هنا،فإن للغة أهميتها القصوى في ملء كل هذه المسارات والدروب بألوان الانتباه الناعم الذي يحدثه الإبداع التأملي الجاد.

وعندما يكون موضوع الخاطرة،من الخطورة بحيث ترتجف النفس لمجرد قراءة عنوان النص (لست من هذا العالم..ونصائح الأوّلين عكازتي"  )، فلابد أن يساير المتن هذا الاهتزاز الوجداني ويعضده تأكيدًا ودعمًا لإحداث الأثر الكلي من جماليات الدهشة والتلقي الفائق.

تأملت هذه اللوحة كثيـرا،وفي كل مرة كانت تشدني اليها أكثر وتدفعني الحيرة للتأمل في مضمونها ومساحات الصمت والتجريد فيها.

ولكن..

قد تحمل اللوحة معان كثيرة،وكل واحد منا قد يرى شيئا مختلفا عن الآخر-هذا ما يعطي الفن سموا وقوة في الحضور-

وكما يقال في علم النفس،إن تأويلاتنا للمعاني هي مجرد انعكاس لافكارنا واسقاط لما يشغل بالنا على الاشياء من حولنا..

في هذا السياق،يبدو لي المشهد الإبداعي للكاتبة والشاعرة التونسية المتميزة روضة بوسليمي حافلا بما هو مدهش وجميل،وهذه اللوحة الإبداعية التي رسمتها بمداد الروح،تلج القلب والوجدان-دون استئذان-من خلال إنسانية الموضوع،والتصاقه الحميم بما يمور في وجدانها من انفعالات ترجمتها في شكل لغة شفافة،لغة أقرب إلى الرسم،فكل لفظة في معمارها،لها مكانها الخاص ودورها الذي تؤديه وكأنها شخصيات مسرحية تحمل في طياتها الكثير من الأحاسيس،وتسعى إلى مخاطبة قلب وعقل القارئ في قالب جمالي فريد،وعبر إدهاش جمالي متميز.

وتمنياتنا لها بالتوفيق والسداد بالقادم من أعمال.


محمد المحسن


شبيهها موتة لم نرمق بقلم ابن الخضراء الأستاذ داود بوحوش

 (( شبيهها موتة لم نرمق))


و إن كنت أشرق

فالحيُّ أنا...

ميّتٌ أُرزق

كلّ الخليقة 

   على ذي الأرض تُورق

إلّانا

 في آتونها نُحرق

حقيقة بنا المشانق

فنحن من جعلنا 

غ.ز.ة تُشنق

فيا العربي النّافق 

يا المنافق 

يا الأحمق

أنّى لك 

حذاء راعيك تلعق

و الإمّعة أنت 

أراك للخذلان تُصفّق

ها إخ.را.ئيل تعلن توسّعها 

شمالا جنوبا غربا

و في عمق المشرق

و أنت يا الأنت

تراوح مكانك بل تصمت

و شبرا تلو الشبر

منك الوطن يُسرق

رُكّعنا و أذلّة صرنا

سُحقنا و نُسحق 

نموت في كل شهقة

ألف مرّة 

و ألف ألف صعقة نُصعق

رغم التجويع 

و رائحة الموت التي نستنشق

أموات نحن ننفق

و شبيه ذي الموتة

العين لم ترمق

موتوا 

أنا عنكم لن أُشفق

أما عنّي

فسأحيا ما لم أر ،غ.ز.ة

حيّة تُرزق


بقلمي

ابن الخضراء 

الأستاذ داود بوحوش 

 الجمهورية التونسية


تحليل استقرائي للنظام الأساسي لمؤسسة عرار العربية للإعلام بمناسبة دخولها عامها العشرين إعداد: د. موسى الشيخاني

 تحليل استقرائي للنظام الأساسي لمؤسسة عرار العربية للإعلام بمناسبة دخولها عامها العشرين 

إعداد: د. موسى الشيخاني


إنّ الاطلاع على النظام الأساسي لمؤسسة عرار العربية للإعلام يكشف بجلاء عن رؤية مؤسسية متكاملة، أرادت منذ التأسيس أن تؤطر العمل الثقافي والإعلامي العربي في إطار قانوني وتنظيمي يضمن الاستمرارية ويصون المنجز.


1. البنية المؤسسية

النظام وضع أسسًا دقيقة لعمل المؤسسة، عبر:

- مجلس الأمناء باعتباره المرجعية العليا وصاحب القرار.

- الهيئة التنفيذية وهيئة المكتب التي تتولى المتابعة العملية والتنفيذية.

- اللجان الدائمة والمؤقتة لمواكبة المستجدات وضمان المرونة في الأداء.

- الهيئة الاستشارية العليا التي تجمع الخبراء من مختلف الأقطار العربية، تأكيدًا على الطابع القومي للمؤسسة.


2. الأهداف الاستراتيجية

حدد النظام جملة من الأهداف التي تنطلق من شعار المؤسسة: "عرار العرب، لكل العرب"، وأبرزها:

- تعزيز التلاقي الثقافي والإعلامي العربي.

- حماية التراث الشعبي وصونه.

- تمكين المرأة عبر منظمة عاشقة الصحراء لشؤون المرأة العربية والدولية.

- تطوير الدراسات الأدبية والنقدية والمقارنة.

- ربط الإعلام بالثقافة بوصفهما ركيزتين للوعي الجمعي.


3. الأدوات والوسائل

النظام لم يقف عند حدود التنظير، بل نص على وسائل عملية لتحقيق الأهداف، مثل:

- وكالة أنباء عرار بوابة الثقافة العربية.

- بوابة عرار العربية الإخبارية الشاملة.

- مجلة عاشقة الصحراء المعنية بالمرأة والأدب والفنون.

- مجلة المبدعون العرب الخاصة بالتربية والتعليم والثقافة.

- راديو عرار العرب ولكل العرب.

- مركز عرار للحفاظ على التراث الشعبي العربي.

- مركز عرار للدراسات الأدبية والنقدية.

- جماعة عرار للأدب والثقافة والشعر العربي والنبطي والشعبي والتراث.


4. المرتكزات الفكرية

النظام بُني على قاعدة واضحة:

- العمل المؤسسي لا الفردي.

- الكفاءة لا المحاباة.

- الانفتاح على العرب جميعًا دون حدود جغرافية.

- الجمع بين الأصالة والمعاصرة في الثقافة والإعلام.


5. الدلالات الاستقرائية

- أن المؤسسة لا تكتفي بالنشر والإعلام، بل تعمل كمنظومة ثقافية متكاملة.

- أن وجود كيانات موازية داخلها (منظمات، مراكز، مجلات) يؤكد البعد التكاملي لرؤيتها.

- أن الاهتمام بالمرأة والتراث والنقد معًا يعكس شمولية الأهداف.

- أن بنية النظام الأساسي تسعى لضمان الاستدامة، عبر المجالس واللجان، بعيدًا عن الشخصنة.


خلاصة

النظام الأساسي لمؤسسة عرار العربية للإعلام ليس مجرد لائحة إدارية، بل هو إعلان هوية ورسالة، يُؤطّر عمل المؤسسة ويجعلها مشروعًا عربيًا جامعًا، يتأسس على الثقافة، الإعلام، التراث، وتمكين الإنسان العربي. وهو بذلك يمثل وثيقة استراتيجية تحمل قيمًا ورسائل تتجاوز اللحظة الآنية، لتبني حضورًا عربيًا مؤسسيًا متينًا في الحاضر والمستقبل.


الرئيس التنفيذي لمؤسسة عرار العربية للإعلام والنائب الاول لرئيس مجلس الامناء 

الدكتور موسى الشيخاني 


رئيس مجلس امناء مؤسسة عرار العربية للإعلام ورئيس هيئة المكتب

سيادة الشريف الشاعر مشاري العبدلي 



( وتبقينَ أنتِ ) بقلم الشاعر محمود خليل رزق/ سورية

 ( وتبقينَ أنتِ )      بقلمي 20/5/2025

1_قد كانَ همسُك مثلَ النّورِ في خَلدي     يا فورةَ العشقِ هطالاً بلا أمدِ .

2__إنّي أبيحُك كلَّ العُمرِ سيّدتي ..... لهانيء  العشقِ مولاتي إليكِ يدي .

3_إني أُسرُّ إذا الأيامُ تجمعُنا     .... أن أُخرجَ الحُبَّ من لبّي ومن كبدي .

4_أن أعصرَ الشوقَ أحضاناً مُعتّقَةً ....أن يسرقَ الشّهدُ احلامي إلى الابدِ . 

5_كلُّ الدّروبِ غداةَ الوصلِ تقصدُكِ ... قد أزهرَ العشقُ في فكري وفي جسدي .

6_ إنّي أحبُّكِ هذا البوحُ يجمعُنا    ... باقٍ هو الحبُّ نبراساً لكلِّ غدي.

7_ إنّي أُريدكِ كلَّ العُمرِ مُلهمةً ..... كي يقطفَ البوحُ أحلامي بكلِّ يد .

8_ثاوٍ على العهدِ منّي القلبُ يعشقُكِ ... كوني الهناءةَ عنواناً لكلِّ  نديّ.


محمود خليل رزق/ سورية

** قِيامَةٌ ** بقلم الأديبة كوثر_بلعابي

 ** قِيامَةٌ **


خَارجَ دَائِرَةِ الإدْرَاكِ.. 

أبحَثُ عَنِّي

عَن شَيءٍ مَا.. كَان ضَاعَ مِنِّي

فِي عَالَمِ الأفلَاكِ .. 

أبحَثُ عَنْ لَوْنٍ آخَرَ لِلأبجَدِيّةِ 

أَشتَقُّهُ بِنَفْسِي مِن ألوَانِ الفُصُولِ 

لَا أحَدَ أدْرَكَهُ مِن قَبلي.. لا أحَدَ يعَرِفُهُ

سِوى بَعضِ الذين.. كُشِفَ الحِجابُ عنهُمُ

أو بَعضِ النُّسَّاكِ .. 

أبحَثُ عَن خَيَالَاتٍ قُزَحِيَّةٍ 

عَنْ مَشهَدِ مُخْتَلِفٍ لِلكوْنِ

أُُطِلُّ عَليه مِن شُرفَةِ القَصِيدِ

مِنْ كُوّةٍ لِلضَّوْءِ السّاطِعِ فِي شُبّاكِي.. 

أبحَثُ عَنْ قَلَمِ مِنْ وَهَجٍ 

لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ 

يُعَمِّدُنِي بِوَلَهٍ .. يُعتِّقُنِي بِشَغَفٍ.. 

يَعْصِرُنِي مُدَامَةً

مِن كَلِمَاتِ الجَمْرِ و الأشوَاكِ.. 

أَبحَثُ عَن إزْمِيرٍلٍ

خَبِيرٍ في النَّحْتِ  البَشَرِيِّ

لِأُكْمِلَ مَا بَتَرَتْهُ 

رِيحُ هذَا العَصْرِ العَولمِيِّ

مِنْ صُورَةِ ذاكَ الحَبيبِ الغَابِرِ

عَسانِي أستَعِيدُهَا كَامِلَةً 

عَسَانِي أُفلِحُ فِي ضَمِّهَا 

إلى  مُذَكَّرَاتِي فِي دَفتَرٍ لِلفَجرِ

يُدَارِي لَيْلِي  البَاكِي.. 

أبحَثُ عَنْ قِيَامَةٍ دَوْرِيّةٍ 

لِدُنيَايَ  النّسَائِيَّةِ

تَدُكُّ سُورَ الحُزْنِ الصَّامِتِ 

تَعصِفُ بِمَوائِدِ اللّحْمِ الأنثَوِيّةِ

بمَعارِضِ العُرْيِ و التّدْجِيلِ

في أَنْفاقِ التَّحَرّرِ و أقْبِيَةِ الأسْلاكِ.. 

أبحَثُ.. أبحَثُ عَن قِيامَتِي.. 

فكَيفَ لِي أن أظفَرَ 

بِمَركَبٍ يَحْتَمِلُ أَشْرِعَتِي 

بِنَورَسٍ تَقْبَلُهُ أجْنِحَتِي 

بِمُعجَمٍ يُسَمّدُ أَحْجِيَتِي.. ؟؟ 

و كَيفَ لِي أن أظفَرَ 

بصَوْتٍ يُفَجّرُ أوْرِدَتِي 

فِي دَفقةٍ شِعرِيّةٍ.. 

في صَرخَةٍ ثَوْرِيّةٍ.. لِلمرأةِ السِّمَاكٍ.. ؟؟ 


       كوثر_بلعابي

( من ديواني :  سفر... على نار باردة)



انهض يا أبا الشهداء، بقلم الكاتبة: دنيا صاحب الحسني – العراق

 انهض يا أبا الشهداء،


تناثرت حروف، قصيدتي،

حين ذكرتُ اسمك في خلجاتي


سيدي يا حسين


كتبتُ حروف الوصف قيد الإنشاء

انهض بمنهاج الدين العظيم ، يا أبا الشهداء

أصابته زعزعةُ ارتيابِ الناس


حروفي لا تخطئ في وصفك

رسمتُ صورتك برمش عيني

تجلّت وضحَ النهار في كربلاء


سيدي يا حسين

تكلمتُ معك في حضرتك المقدسة، عن أنباء أبناء الأنبياء والمرسلين في هذا الزمان


فقلتَ: ما بالكِ تريثي في خطابك المقدس معي

سترين حولكِ أقوامًا

منهم مؤمنون صادقون


بقلم: دنيا صاحب الحسني – العراق



الأربعاء، 20 أغسطس 2025

ألفا مُباركِ لِلأَحِبّةِ ، فرْحُهُمْ بقلم الشاعرة عزيزة بشير

 قال صلّى اللهُ عليهِ وسلّم : "من كانت له إبنةٌ فأدّبَها فأحسنَ تأديبَها، وعلّمها فأحسنَ تعليمَها، كانت له ستراً من النار".

تخرُّجُ الطّبيبةِ سَجى ناصر خاطر وشقيقتِها المُهندسةِآية خاطِر وشقيقتِهِما انتصار خاطِر ثانويّة عامّةً ،بامتيازٍ ما شاء الله!


ألفا مُباركِ لِلأَحِبّةِ ، فرْحُهُمْ

أحٌلى البنات ، نجاحُهمْ ……يَتَتابَعُ


طِبٌّ  وهندَسةٌ  وأوّلُ  قفْزةٍ

والكُلُّ في حِفظِ الإلهِ ……….يُمَتَّعُ


فَسَجى وَ  آيةُ وانتصارُ ،عَزائمٌ

ومَراكبٌ لِلخُلْدِ فيها……… تُقْلِعوا


والكُلُّ في حِفظِ الإلهِ ، مُمَيّزٌ

بالجِدِّ عَلّوا للمعالِي ………تُرْفَعوا


عَلّوا وعَلّوا؛ كيْ نُطاوِلَ فيكُمو

وَنُميطَ حَيْفاً فيهِ (غزّا )……توَجَّعُ!


ونفُكَََّ عَنْهَا مَعَ الحِصارِ مَجازِراً

ونُعيدَ مَجْداً فيكُمو، ……..نَتَضَرّعُ!


هٰذي مُكافأةٌ  لَكُلِّ مَنِ احْتذى 

حَذْوَ الخَواطِرِ،  بالإناثِ…….وَيُبْدِعُ!


       ألخالة /عزيزة بشير



الأربعاء، 14 مايو 2025

في رثاء الصّديق الأديب المبدع المتفقّد "ميزوني البنّاني" بمداد الشاعرة نزهة المثلوثي تونس

 في رثاء الصّديق  الأديب المبدع  المتفقّد  "ميزوني البنّاني" 


ولاية القصرين  الجمهوريّة التونسيّة


تبكي الصّحائف


وجعي على الخلق الرّفيع  لفقده 


تبكي الصّحائف .. قامةَ الأخيارِ

*


في "رحلة الفنّان" قلب طيّبٌ 


يمضي بريئا  خالد الآثار

*


جارت وجارت  في الدّروب ثعالب


وهو النّصوح بنوره الحذّار

*


لا تستحي ياموت تخطف مشعلا !


ماذا تبقّى.. ؟!!

غربة الأمصار؟!!

*


يا عاذلي في  الحزن إنّ فجيعةَ


 حطّت  على الأجواء  والأسوار

*

تبكيه أعلام  المدارس رفرفت


 حزنا ولفّ الحزن بالأجوار

 

*

صاحت بساح الدّرس حتّى مهجة

 

كانت تراه بمكتبِ النُّظَّارِ

*

رفع البلادَ و  بالحروف طفولة 


أثرى صروح الطّفل بالأفكار 

*


كُتُبٌ وتبقى في الزّمان وفيّة


جيلا وبعد الجيل ..بالأدوار

*


في هيبة الحسن الأنيق شموخه


 بالأمسِ والأعوام والأخبار

*


قد سجّل التاريخُ رِفْعَةَ كاتبٍ


متفرّدٍ بِشهَامَة الأبرار


البحر الكامل  


رِجَالٌ أَبْرَارٌ : رِجَالُ صِدْقٍ وَخَيْرٍ وَإِحْسَانٍ وَإِصْلاَحٍ


نزهة المثلوثي تونس



الثلاثاء، 13 مايو 2025

*لا لومٌ ولا عتبُ* بقلم الأديبة أحلام بن حورية

 *لا لومٌ ولا عتبُ*


دَعْ صَرْخَتِي لَا لَوْمٌ وَلَا عَتَبُ

تكْتَظّ بِي آهَاِتي وَتَنْتَحِبُ


حَرْفِي عَلى صِدْغِ الْوَهْمِ يَرْتَسِمُ

يُلْقِي بِذِي أَلْوَانِي وَيَنْتَصِبُ


إنْ نَاحَ هَمّي في غَيْهَبِ الْأَمَلِ

صَاحَ الْهَوَى مُرْتَدًّا أَأَنْسَحِبُ؟


مَا عَادَ بَدْرِي يَسْتَرِيحُ لِأَنْجُمِهِ

أَوْ يَعْتَلِي عَرْشًا نُورُهُ الْكُتُبُ


حتّى تَعُودَ الأهْوَاءُ لِلْمُهَجِ

نَبْضِي لَهَا مَفْتُونٌ وَمُصْطَخِبُ


أَحْلَامُنَا فِي الْمَوْجَاتِ تَخْتَبِئُ

مَزهُوَّةً تَسْـبـيحَاتُهَا سُحُبُ


لَوْ أَنَّ فِي عِشْقِي غَيْمَةَ الْوَدقِ

قَلْبِي لَهَا نَارٌ حِينَ يَلْتَهِبُ


أحلام بن حورية 

مَجادل

(الصورة: الميناء الصغير بالهوارية)



الاثنين، 12 مايو 2025

ماذا منحتنا الحياة ،،،،،،،؟ بقلم د. حسام محمد خليل

 ماذا منحتنا الحياة 

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،؟ 

بقلم د. حسام محمد خليل 


قد لا تكلفنا الحياة أكثر 

من الذي كتب لنا ...

 وننظر اليها بأنها من سلبت

حقنا ...

ونعيبها وننسى أصولنا

نحلم ونعيش حلمنا...

ونكذب ونصدق كذبنا...

نكتب باننا هدف لها...

وتركت الحياة اناسا...

وصارت علي مبصرة ...

وصفتها بانها بالسهام علي 

مصوبه ...

وكأنها خلقت من أجلي أنا 

ووصفت ذاتى بالبراءة ...

بالطيب وحلو الكلام 

وللسلام داعي..  

وجعبتى ملئت من خلف الوشاح

كراهية...

وعين لم تترك الورى ولسان 

أفعي بكل انواع السموم مرتل 

ولغيرى في قوط يومه ناظر

ولم أر يوما اني من اثقلت الحياة ...

بسوءالظن وقلب بالغل متشبع

وبالرياء أدعيت أنى راض....

فأنصت إلي بكل آذان صاغية

أنت المتهم وهتكت عرضها

وبالافتراء أضعت حقك وحقها...



السبت، 10 مايو 2025

ارق المرايا بقلم الشاعرة الإعلامية ريم الكافي/ تونس

 ارق المرايا


وانبثقت....بدايتنا 

من المنتصف 

ايْقظنا الصباح

ونمنا.....

وتركنا ..اللقاء 

في المنعطف

رايتٌ الأماني

تود الهروب 

فتحت ُ الدروب

واو قدت نارا

في المفترق

رأيتك..  .

تفك حصاري

و شحك ماء

وتبر الغسق

اليك البحار 

وكل الصحاري

اليك فؤادي 

وحضن الشفق

سحبت زماني 

من سجل السنين 

وعدت اساوم

 طقوس البداية

من اين انطلقنا ؟

واين وصلنا ؟

واين شموعي

 اذا غاب ليلك ؟

واين نجومك

 اذا جن ليلي؟

واين الرذاذ

اذا الوتين 

عند التعافي احترق؟

فلا تخل اني احبك

فأنا احبك حد الغرق

ريم الكافي/ تونس /

9\5\2025



́حينَ ينامُ الكونُ في صمتٍ عميقْ بقلم الشاعرة نبيهة نفاتي

 ́حينَ ينامُ الكونُ في صمتٍ عميقْ

ويغدُو الحلمُ في صدرِي رفيقْ

يَجِيىءُ  اللٌيلُ متلٓثِمَ الظِلالْ

يُنادي القلبٓ من خلفِ الخيالْ 


.....يُحادثُني

بصوتٍ من شُجونْ

يزرٓعُ في فؤادِي الفٓ كونْ

 يُحاكي في الدُجى صبري الطويلْ

و يُشعِلُ في الحٓنايا مايٓميلْ


كأن اللًيل يٓعرفُ ما أخافْ 

ويسكُبُ في ملامِحِي إعترافْ

بِأني قد تعِبتُ منٓ المُحالْ 

و من دربٍ يتيهُ بِلا وِصالْ


.....فياَ زائِرَ اللّيالي لا تَمِلّْ

ففِي لُقْياك، ما يُحْيِي الأملْ

تكلَّم..... كن ضياءً في الظَلامْ

و سامِرنِي..... فقد عزَّ المنامْ



نبيهة نفاتي 14.04.2025



الجمعة، 9 مايو 2025

- "محمود أحمد جدوع. سفيربرس : منبرٌ ثقافيٌّ وحضاريّ حر يصدح في زمن التحوّلات والتغيير" حاورته الإعلامية دنيا صاحب - العراق

 - "محمود أحمد جدوع. سفيربرس : منبرٌ ثقافيٌّ وحضاريّ حر يصدح في زمن التحوّلات والتغيير"

حاورته : دنيا صاحب - العراق 

يشقّ الأستاذ محمود أحمد الجدوع طريقه بثبات في المشهد الثقافي والإعلامي العربي، في زمن تعصف فيه التحديات السياسية والفكرية، حاملاً راية الكلمة الحرة، ورسالة الثقافة العربية الإسلامية، ساعياً إلى الإصلاح والتغيير الحضاري.


يسطع صوته الإعلامي من سوريا، حيث يتناول الأحداث بوعيٍ نقدي، مجتهداً في ترميم واقعٍ متشظٍّ، وإعادة صياغته انطلاقًا من الحوار، وتبادل الرؤى، وتكريس الإعلام كجسر فاعل بين أفراد المجتمع، مستندًا إلى قلمٍ مسؤول، ورؤيةٍ تنموية فكرية تتطلع إلى حلول واقعية وسريعة.


ولا يقتصر حضوره على دوره الإعلامي كرئيس تحرير لصحيفة ووكالة سفير برس، بل يتجلّى أيضًا في كونه مفكرا وباحثا، ويكرّس جهده لترسيخ الهوية الثقافية العربية الإسلامية، مؤمنًا بأن النهضة تبدأ من وعي الإنسان، ومن انتماءٍ صادقٍ للوطن والأمة، لا من التبعية أو الارتهان السياسي، أو السقوط في فخِّ التخلف الحضاري.


يطرح الجدوع مشروعاً نهضوياً متكاملًا، يمزج بين الانتماء الثقافي والوعي الوطني، ويضع الإعلام في صميم التنمية الفكرية والبشرية، لا كمجرّد ناقل للخبر، بل كأداة لبناء الوعي الفردي والجمعي . وتنعكس رؤيته المتوازنة في امتداد حضوره بين التجارة والسياحة والإعلام، حيث يجسّد التلاقي بين الثقافات بروحٍ إنسانية عالية، ومصداقيةٍ راسخة.


إنه الإنسان الطموح، العملي، المتطلع إلى التغيير الإيجابي، وإعادة ترميم منظومة القيم المجتمعية والإنسانية، التي تصدّعت بفعل الصراعات والحروب. وفي هذا الحوار، نسلط الضوء  على محطاتٍ مهمة من مسيرته، ونستعرض رؤيته لدور الإعلام في ترميم النسيج الفكري والثقافي للمجتمعات ، خصوصاً في المراحل الحرجة التي عصفت 

بحياة الشعوب العربية، وهددت مقوماتها الحضارية والفكرية والثقافية.


§ بدايةً، نود أن يتعرف القارئ أكثر إلى شخصيتك.  نبذة مختصرة عن سيرتكم الذاتية ومسيرتكم الإعلامية والثقافية؟"


§ محمود أحمد الجدوع باحث وإعلامي  ولدت في محافظة  الرقة السورية . أحمل إجازة في اللغة العربية، ودبلوم في التربية، وماجستير في الإدارة والإعلام. أعمل في مجال السياحة والتجارة وشغفي هو الإعلام ، قدمت بعض البرامج الثقافية والمسابقات الشعرية، ورئيس تحرير صحيفة سفيربرس الإلكترونية أحاول جاهدا  في تطوير الإعلام العربي من خلال الأبحاث والمقالات وتطوير المهارات في الإعلام والثقافة.


§  كيف ترى تطور مسيرتك المهنية من حيث التحديات والفرص التي واجهتها ؟ 

منذ التخرج من الجامعة، وضعت لنفسي خطة واضحة لرسم خريطة مستقبلي، مستفيدًا من شغفي وإصراري على تحقيق الطموحات. تمحورت رؤيتي حول هدفين رئيسيين: الأول هو العمل الجاد والكسب المشروع من خلال تأسيس مجموعة تجارية متخصصة في مجال السياحة والتجارة، حيث نجحت بفضل الله في بناء قاعدة قوية تدعم تطلعاتي.

أما الهدف الثاني، فهو شغفي العميق بالإعلام، حيث سعيت لإسماع رأيي وإيصال أفكاري عبر إعداد برامج تلفزيونية لمحطات فضائية عربية، إلى جانب تأسيس صحيفة "سفير برس". توليتي لمنصب رئيس التحرير كان بمثابة منصة لي لأثراء الساحة الإعلامية، وبتعاون فريق عمل متفاني، حققنا نجاحات متميزة، وطموحات كبيرة.


§ هذه الرحلة تعلمت فيها أهمية التوازن بين العمل التجاري والشغف بالإعلام، وأكدت أن الإصرار والمثابرة هما مفتاح النجاح في كل مسار أسلكه.


§  كيف تقيّم حال الصحافة العربية والإعلام في الوقت الحالي؟ وهل ترى أن هناك تحولًا في طريقة تناول المواضيع الفكرية والثقافية؟


§ تطوّر الصحافة والإعلام العربي في الوقت الحالي يشهد مزيجًا من التحديات والفرص. من جهة، يواجه الإعلام العربي ضغوطًا متمثلة في القيود السياسية، والنقص في حرية التعبير، والانقسامات الرقمية، ومشاكل التمويل في بعض الدول. من جهة أخرى، تتجه وسائل الإعلام نحو التحول الرقمي، حيث أُدخلت تقنيات الذكاء الاصطناعي، والمنصات الاجتماعية، والبث المباشر، مما أتاح فرصًا جديدة لنشر المحتوى بسرعة وبتفاعل أكبر.

أما عن تناول المواضيع الفكرية والثقافية، فهناك نوع من التحول، حيث أصبحت هذه المواضيع أكثر تفاعلية ومرونة، مع اعتماد أساليب سرد حديثة، والابتعاد عن الركاكة، مع محاولة جذب جيل الشباب بأساليب أقرب إلى أسلوبهم، عبر الفيديوهات، والبودكاست، والمحتوى القصير. إلا أن هناك قسم  من الإعلام الذي يظل محافظًا أو تقليديًا، ويواجه صعوبة في مواكبة هذا التحول.

بشكل عام، يمكن القول أن الإعلام العربي يتجه نحو مزيد من التفاعل والتحديث، ولكن يحتاج إلى دعم أكبر من الجهات المعنية لضمان حرية التعبير، وتعزيز المحتوى الفكري والثقافي بطريقة قوية وموثوقة.


§  هل هناك مشاريع جديدة تسعى إلى تنفيذها في المستقبل القريب، سواء على صعيد وكالة "سفير برس" أو في مسيرتك المهنية؟


§ بالطبع الطموح موجود ومشروع في كل وقت وزمان. وأنا من الأشخاص الطموحين والمتفائلين دائما بالمستقبل. لذلك دائما أسعى إلى تطوير أعمالي ووضع خطط إستراتيجية من أجل تطويرها وإبتكار ما هو جديد ومن أهم المرتكزات والأهداف التي اطمح إليها :

تأسيس منصة إعلامية رقمية متعددة الوسائط: تجمع بين النصوص، الفيديو، والبودكاست، تركز على قضايا الفكر والثقافة بشكل عميق ورفيع المستوى، مما يعزز من قدرات "سفير برس" كمصدر موثوق وداعم للحوار الثقافي.


§ إطلاق مشروع محتوى تفاعلي أو ورش عمل ودورات تدريبية: لتمكين الشباب والمهتمين بالإعلام والثقافة، واستثمار خبرتك في تدريب الجيل الجديد وتعزيز قدراته.


§ التوسع في الإعلام الموجه للمنطقة العربية أو الأمتين العربية والإسلامية: باستخدام اللغة والعناوين التي تلامس قضايا العرب، مع تعزيز التعاون مع مؤسسات إعلامية محلية ودولية.


§  بعد الصراعات السياسية التي تعيشها بعض البلدان العربية ومنها سوريا ، كيف ترى  يمكن إعادة بناء النسيج الفكري والثقافي  للمجتمعات؟

§ من وجهة نظري  وخبرتي في الشأن العام ولإعادة بناء النسيج الفكري والثقافي في سوريا، يُمكن إرساء استراتيجيات محددة، منها:


§ إحياء التراث والثقافة السورية: دعم مبادرات الحفاظ على التراث الحضاري، سواء عبر الموسيقى، الفنون، الأدب، أو الحرف اليدوية، كمصدر للهوية الوطنية وتعزيز الوحدة.


§ تعزيز التعليم والتربية على قيم السلام والتسامح: إصلاح الأنظمة التعليمية وتحقيق محتوى يركز على التاريخ الإنساني، التسامح، والتناغم بين مكونات المجتمع السوري.


§ تشجيع الحوار الوطني والثقافي: إقامة منتديات وورش عمل تركز على تجسير الفجوات بين مختلف مكونات المجتمع، وتوفير منصة لمناقشة مستقبل سوريا بعيدًا عن التوتر والانقسام.


§ دعم الإعلام الوطني المستقل: تشجيع الإعلام على إنتاج محتوى يُبرز قصص النجاح، البطولات، وأصالة الشعب السوري، ويعمل على تصحيح الصورة السلبية وتعزيز الهوية الجامعة.


§ تعزيز المبادرات المدنية والمتطوعية: دعم المبادرات التي تجمع السوريين حول مشاريع خيرية، تنموية، ثقافية، وتطوعية، تسهم في ترميم النسيج الاجتماعي.


§ الاستفادة من التكنولوجيا والثورة الرقمية: إنشاء منصات إلكترونية تعنى بالمحتوى الثقافي والتعليمي، وتوفر مساحة للمبادرات الشبابية والنسائية، بهدف نشر الوعي وإشراك شرائح واسعة في عملية البناء.

هذه خطوات عملية وأساسية لإعادة توحيد وتعزيز روح الشعب السوري، خاصة من خلال ترسيخ مبادئ الوحدة، السلام، والتعايش، والعمل على إعادة بناء سوريا الحديثة بقيمها وتراثها العريق.


§  كيف تقيّم دور المثقفين والمبدعين في مرحلة ما بعد الصراع؟ وهل يمكن للمشهد الثقافي أن يسهم بفاعلية في تحقيق نهضة حضارية وفكرية وتنموية تعيد للأمة العربية الإسلامية أمجادها؟


§ دور المثقفين والمبدعين في مرحلة ما بعد الصراع أساسي ومحوري، لأنهم الركيزة التي يمكن أن تسهم بشكل كبير في إعادة بناء الوعي، وتعزيز الهوية الوطنية، وتحفيز عملية الإصلاح والتنمية. هم المسؤولون عن تقديم مشاريع فكرية جديدة، ودفع المجتمع نحو التعايش والتسامح، ونقد الحالة الراهنة بطريقة بناءة تلهم التغيير.

أما عن المشهد الثقافي، فهو عنصر فاعل وقوي في تحقيق النهضة الحضارية والفكرية والتنموية. إذا تم دعم المبادرات الثقافية، وتمكين المبدعين من التعبير الحر والهادئ، فإن ذلك يسهم في استعادة أوج الأمة العربية والإسلامية. يمكن للمشهد الثقافي أن يكون جسرًا للمصالحة، ولتحقيق تنمية فكرية واقتصادية، من خلال العمل على إحياء التراث، ودعم الابتكار، وتعزيز التعليم المستنير، والتمسك بالمبادئ الإنسانية والحوارات الفكرية الراسخة.

باختصار، المثقفون والمبدعون هم القوة الدافعة لمستقبل أكثر توازنًا، وتحقيق النهضة يحتاج دعم بيئة ثقافية حرة ومزدهرة تؤمن بقيم الوحدة، والتجديد، والإبداع.


§ كيف ترون تأثير الحروب والصراعات على البنية القيمية والاجتماعية في المجتمعات العربية؟ وما الحلول المقترحة لمعالجة هذه الآثار؟…


§ الحروب والصراعات تدمّر البنية القيمية والاجتماعية، فتصنع انقسامات، وتفاقم فقدان الثقة، وتضعف الروح المجتمعية.

الحلول تشمل: تعزيز المصالحة الوطنية، وإعادة تأهيل المؤسسات التعليمية والثقافية، وتشجيع الحوار والتسامح، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبناء منظمات المجتمع المدني لاستعادة الوحدة والقيم الإنسانية.


§  كيف تعمل وكالة "سفير برس" في عالم مليء بالتحديات السياسية والفكرية؟ وما هو دور الوكالة في تحفيز الحراك الثقافي والفكري من خلال الحوارات  والنقاش وتبادل الآراء ؟


§ صحيفة "سفير برس" تعمل كمنبر مستقل وموثوق يعبر عن صوت المجتمع، وشعارنا أن تكون محايدة وملتزمة بنشر المعلومات والتحليلات التي تساهم في رفع الوعي وتوجيه النقاشات الثقافية والفكرية. في عالم مليء بالتحديات السياسية، كما نحاول المساهمة في تحفيز الحراك الفكري من خلال أجراء حوارات،  ونشرمقالات رأي، ونقاشات بناءة، تشجع على تبادل الآراء الحرة، وتساند الحوار البناء حول قضايا المجتمع، ما يعزز الوعي ويحفز على التغيير الإيجابي.


§  في ظل تحولات العصر، كيف يسهم المجال الثقافي والفني والأدبي من خلال وسائل الإعلام المختلفة في إحياء التراث الشعبي السوري وتراث العربي الاسلامي ، وتجسيد ملامحه الحية في وجدان الأجيال الجديدة؟"


§ المجال الثقافي والفني والأدبي، عبر وسائل الإعلام الحديثة، يلعب دورًا حيويًا في إحياء التراث السوري والعربي الإسلامي، من خلال تقديم المحتوى الغني والتفاعلي الذي يجسد ملامح التراث بشكل حي وملموس. يمكن تحقيق ذلك عبر استغلال المنصات الرقمية، البرامج التلفزيونية، والأفلام الوثائقية، والمكتبات الرقمية لنشر القصص، الموسيقى، الحرف اليدوية، والفنون التراثية. الهدف هو ترسيخ الهوية، وتنمية الفخر بالتراث، وتحفيز الأجيال الجديدة على اكتشاف جذورهم الثقافية والتاريخية، مما يعزز إحساس الانتماء ويبقيه حيًا في وجدانهم.


§  ما هو دور التوثيق الرقمي في الحفاظ على التراث الثقافي العربي ، وكيف يمكن للمكتبات الوطنية والمؤسسات المعنية تعزيز الهوية الرقمية لهذه الكنوز الثقافية في العصر الرقمي؟


§ من خلال المؤتمرات التي شاركت بها والأبحاث التي قدمتها اعتبر أن التوثيق الرقمي يُعد أداة حيوية للحفاظ على التراث الثقافي العربي، حيث يتيح أرشفة ونشر التراث بشكل شامل، يسهل الوصول إليه من مختلف أنحاء العالم، ويحفظه من التآكل والاندثار مع الزمن.

أما دور المكتبات الوطنية والمؤسسات المعنية، فهو تطوير الأرشيفات الرقمية، وتوفير منصات موثوقة، وتعزيز التوعية بأهمية التراث، بجانب تدريب الكوادر على التقنيات الحديثة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن تعزيز الهوية الرقمية من خلال نشر المحتوى التراثي بشكل تفاعلي، وتحفيز المشاريع الترويجية، وتنمية الوعي بأهمية الحفاظ على الموروث الثقافي ليظل حيًا ومتفاعلًا مع العصر الرقمي.


§  "مع نهاية هذا الحوار،الشيق معك  ما الكلمة التي تحب أن توجّهها إلى أبناء العالم العربي وإلى شعوب العالم كافة؟

§ سررت بالحوار معك أستاذة دنيا  وأختم بأن أقول لأبناء العالم العربي ولكل شعوب العالم: لتكن قيم الوحدة، السلام، والتسامح، نورًا لدروبكم وأهدافكم في هذه المرحلة العصيبة. لنتحد على حب الخير، ونبني مستقبلًا يقوم على المعرفة والثقافة، ونتذكر دائمًا أن التغيير الحقيقي يبدأ من الداخل، من روح الأمل والإصرار على بناء مستقبل أفضل يعمّه السلام والعدالة.




"مضار الثورة التكنولوجية على وعي وفطرة الإنسان: قراءة فلسفية وإنسانية" بقلم الباحثة والكاتبة : دنيا صاحب

 "مضار الثورة التكنولوجية على وعي وفطرة الإنسان: قراءة فلسفية وإنسانية"

الباحثة والكاتبة : دنيا صاحب 

---

المقدمة

شهد العالم في العقود الأخيرة ثورة تكنولوجية غير مسبوقة، تجاوزت حدود الصناعة والاتصال لتتغلغل في أدق تفاصيل الحياة اليومية للإنسان. وقد ترافقت هذه الطفرة التكنولوجية مع وعود براقة بالتحسين والتطوير، غير أن آثارها العميقة على وعي الإنسان وفطرته تثير تساؤلات جوهرية حول مستقبل الإنسانية. فهل ما يُعدّ تطورًا تقنيًا هو بالضرورة ارتقاء إنسانيًا؟ وهل استبدال الذكاء الفطري بالذكاء الصناعي يخدم جوهر الإنسان أم يعمّق اغترابه عن ذاته؟



---


أولاً: تشويه الفطرة الإنسانية


خلق الله الإنسان على فطرة التوحيد، والارتباط بالقيم الروحية العليا، وجعل له العقل وسيلة للتمييز، لا للانفصال عن ذاته. غير أن التكنولوجيا المعاصرة، بما فيها من تطفل على الجسد والدماغ (مثل زرع الشرائح الدماغية)، بدأت تعيد تشكيل الإنسان في صورة صناعية، فتشوّه فطرته القائمة على الحرية، الاختيار، والتكامل بين الروح والجسد ،، العقل والقلب .


أمثلة:


زرع الشرائح في الدماغ يُضعف الخصوصية الفكرية ويحوّل الإنسان إلى "مُعالج بيانات"، مما يعارض طبيعة الإنسان المتأملة والخلاقة.


الإفراط في الاعتماد على الأجهزة الذكية يضعف القدرات الفطرية مثل الحفظ، التخيّل، والتأمل.




---


ثانيًا: تقويض الوعي الإنساني


الثورة الرقمية الحديثة أعادت تشكيل وعي الإنسان بوسائل اصطناعية من خلال الخوارزميات والإعلانات الموجّهة، ما أدى إلى تراجع قدرته على التفكير النقدي وتكوين الرأي المستقل. إذ تُصاغ الذاكرة الفردية والجماعية عبر وسائل التواصل، لا عبر التجربة الحقيقية.


نتائج ذلك:


استبدال الحكمة بالمعلومة السريعة.


ضعف الإحساس بالزمن والتاريخ، مما يفقد الإنسان إحساسه بالهوية والانتماء.


الاعتياد على "السطحية" في التعامل مع المعاني الحقيقية والمشاعر والإحساس.




---


ثالثًا: الإغتراب الروحي والوجودي


حين يُختزل الإنسان في أداة إنتاج أو استهلاك، أو حين يُعاد برمجة أعضائه ودماغه، يفقد المعنى العميق لوجوده. وبدلاً من أن يكون الكائن الذي يسعى لمعرفة الحق والحكمة، يصبح تابعًا لآلة تصنع له المعنى، وتحدد له الوعي.


مثال صوفي:

في نظر العارفين، القلب هو محلّ نور الحق، والوعي هو وسيلة العروج إلى الله. أما التكنولوجيا المفرطة فتربط الإنسان بالأشياء الوهمية لا بالمطلق الحق ، وتُخدر إشارات القلب بالبهرج المادي.



---


رابعًا: مخاطر "التطبيع" مع فقدان الإنسانية


يُخشى من أن تؤدي هذه الثورة إلى تطبيع الإنسان مع التشوّه:


التطبيع مع العزلة.


التطبيع مع الرقابة الكاملة وسيطرة  على الدماغ والسلوك  بشكل يتناقض مع الطبيعة الانسانية.


التطبيع مع فكرة "ما بعد الإنسان" التي تنكر الحدود الفطرية والروحية للإنسان.




---


النتيجة 


التكنولوجيا ليست شرًا بذاتها،  هل هي  أداة يمكن أن تعزز إنسانية الإنسان أو تُفسدها؟ ، بحسب من يستخدمها ولماذا. ولكن حين تفقد التوازن مع الطبيعة أو الفطرة بسبب الاسراف في استخدامها  وتُستخدم في اختراق الوعي وإعادة تشكيل برمجة العقل على  هوية تنافي فطرة الانسان  وتدمر مدارك العقل و الروح، فإنها تتحول من نعمة إلى نقمة. لذا، فإن من واجب المسؤولين و العلماء و  المفكرين، والباحثين،  وأهل التصوف، أن ينهضوا لحماية جوهر الإنسان من الضياع  والانصياع في آلة العالَم الافتراضي والروبوتات الألية.



تخرُّجُ دكتورةِ الصّيْدلةِ( إيناس كمال العامريّة) بقلم تيتا الشاعرة عزيزة بشير

 تخرُّجُ  دكتورةِ الصّيْدلةِ( إيناس كمال العامريّة) المولودةِ بأمريكا،  في كلّيّةِ الصّيدلة في شيكاغو بتفوّقٍ  ما شاء الله!


قمراً  أرى وَسَطَ الجُموعِ مِثالا

بنتُ الأُصولِ كَما المَلاكِ …..خِصالا


عِلمٌ ودينٌ  بالحِجابِ مَليكَةٌ

تاجُ  العُلومِ  على الجَبينِ ………تَلالا


لَمُ يُلْهِها فَرَحُ التّخرّجِ  والعُلا

عنْ أصْلِها رَغْمَ النّوى………. أمْيالا


فْلِسطينُ في قلبٍ لَها ودِمائها

علَمٌ لها تُعلي بهِ …..……. ..،فَتَعالى

  

ألكلُّ  أكبرَ صُنعَها  وَأجَلَّها

(عِمواسُ)فيهَا، أصيلةٌ…. …تَتَحالى


ألفا مُباركِ يا( إيناسُ) حبيبتي

دُكتورَه مثلُكِ ،ما رأيتُ ……..كَمالا!


           تيتا /أم أشرف

الشاعرة عزيزة بشير 



الاثنين، 5 مايو 2025

مَـزَاد بقلم الشاعرة جهاد المثناني

 مَـزَاد


عُمرًا أُنَـاجِي المَوتَ أنتَعِل الثَّـرَى

وَأُفَـسِّـر الآهاتِ ..  أفـهَـمُ مَا أرَى


لَا لَستُ يُوسُفَ غَيرَ أنّ بِأضلُعِي

وَجـعَ النُّـبُوءَةِ يَستقِـرّ مُـفَـسِّـرَا


لِلحُلـمِ وهوَ بِـبابِ كُـلِّ قَصيدَةِ

لِلأرضِ وهيَ تَـمِـيد كَي تَتكَوّرَا


إنِّي أفَـسِّرُ جُـرحَها لمَّا استَـوَت

مُذ حَدّثَـتنِي المُفردَاتُ بِمَا جَرَى


قَـالت: تُـؤرّقُنِي المَعاجِم إذ نَوَت 

نسيانَ  لؤم الظلِّ حين تذكّرا 


إنِّـي تُـجَـرِّحُنِي الحَياةُ بِـتَـائِـها

إذْ أغـلَـقَـتـهَـا ذَاتَ جِـئتُ مُـبَشّـرَا


بِــمَـوَائِدِي استَنْـزَلتُـها كَي أحتَفِي 

بالـضَّـوءِ .. كَان بِداخِلِي وتَكسّرا


يَا أيُّـها المَـاشُونَ حِـذو أنِينِـه

مَهلاً.. فَـقد واسَيتُه فَـتَكَـبَّـرا


هَذِي الحياةُ ال أرّقَـتنَا.. قِصّة

أحـدَاثُـها نَـزفٌ بَأضلُعِـنَا سَرَى 


أو فِـكرةُ نَـاءت بِـسِرّ تَـلَـعـثُمِي 

فَالحرفُ مَـرّ  وبِِالشِّفاهِ تَبَـعثَـرا


مُذ ضَاقَ آدمُ بالحَياةِ وقَد أتَت

مِن ضلعِـه مَعـنًى يُرَدِّدُه الـوَرَى


فَـتعَلَّمَ الأسمَاءَ .. كانَ يُعِيدُها 

للطِّـينِ لمّـا المَـاءُ خَـانَ وأقـفَـرَا


مُذ عَـانَدتنِي الرِّيحُ وهي تَشُدّني

لمَـواجعِي ال بَـاتَت بذَاكِرة الـقُـرَى


عُـمـرًا أنَـاجِـي المَـوتَ فِي عَليائِـه

وأعِـيدُ تَـرتِـيبَ المَواجِع في الكَرى


وأبَـلِّلُ الغَـيمَاتِ لا مَـطـرًا مَـعِـي

فَمعِي اليَـبابُ عَلى السحاب تَـجَبّرَا


يَـا أيّــها المَـاشُون حِذوَ مَواجِعي

مَـهلًا فَـدَمـعِيَ قَد أَفَـاضَ الأنـهُـرَا


لا تَستَحِـثُّـوا اللَّيلَ إنّـيَ جـئـتُـه

ومَـعِي الحَياةُ لِكَيْ نَـهيمَ ونَسـهـرَا


ومَعِي الكُؤوسُ المُترَعاتُ ..معِي "أنَا"

يـا مَـوتُ ذَرنِـيَ والحَياةَ لِـنكـبُـرَا


مَازالتُ مِن  هَذي القَصائدِ أنتشِي

وبِـداخِلي جَـيش يحُـطّ ليعـبُـرا


سَأبـيعُ قَـلبا ضَاق ذِرعَا بالجَـوَى

وأبيعُ مِلحِيَ والدُّموعَ....مَن اشتَرى


جهاد المثناني



السبت، 3 مايو 2025

"الفن التجريدي طقس روحي: رحلة هيمت محمد علي في ذاكرة الزمن" حاورته الكاتبة دنيا صاحب - العراق

 "الفن التجريدي طقس روحي: رحلة هيمت محمد علي في ذاكرة الزمن"


حاورته: دنيا صاحب - العراق 


في رحاب فضاء الفن التشكيلي، ظهر الفنان هيمت محمد علي كأحد روّاد الإبداع التشكيلي المعاصر، متفرّدًا بأسلوبٍ تجريديٍّ تأمليٍّ يجسّد رؤيته الفنية الجمالية المستوحاة من تأمّله العميق في مناظر الطبيعة.


تتآلف ألوانه الزاهية بانسجامٍ دقيقٍ مع الزخارف والأشكال الهندسية المبسّطة صغيرة الحجم، ومع الألوان التجريدية، لتتشكل ضمن رؤية فنية مبتكرة تنبض بروح التصوف، وتواكب تحوّلات عصر الحداثة. وقد أتقن الفنان تجسيد فكرة "الزمن" أو "الوقت" في أعماله التشكيلية.


يتشكّل خطابه التشكيلي من تنوّع الثقافات التي ساهمت في ثرائه الفكري، ومجسّدًا ابتكاراته الفنية في سياق فلسفة وحدة الوجود الصوفية.


يحمل هيمت رؤية فلسفية تتجاوز الإطار الزمني إلى أفقٍ أرحب من التأمّل في ماهية لحظات عبور بوابة الزمن؛ إذ لا يقدّم اللوحة كمجرد منتج تشكيلي أو سرد بصري، بل ككائنٍ حيٍّ ينبض بالحياة الأبدية خارج حدود الزمن المؤقّت، ويفتح آفاقًا لتأويلاتٍ غير محدودة.

ترتبط هذه الرؤية بالتجربة التنورية الصوفية وبالوعي الداخلي، حيث تُفتح بوابة الزمن، فتعبر الروح من خلالها إلى عوالم ما ورائيات غير مرئية، في سعيه الحثيث لإحياء تراث الثقافة الروحانية الصوفية.


ويُضفي أفكاره على الورق الياباني بفرشاة ألوانه، ويضمّنها نصوصًا شعرية وشفرات رمزية سيمائية، حيث تتداخل التجربة الجمالية الفنية مع البُعد الرمزي، وقد نتج عنها الكتابة بلغاتٍ متعددة، منها  العربية، الكردية، والانكليزية، الفرنسية، مما مكّنه من بلورة خطابٍ تشكيلي متحرّر من القوالب التقليدية.


وفي هذا اللقاء، لا نحاور الفنان هيمت بوصفه صانعًا للوحةٍ استثنائية فحسب، بل كمفكّرٍ عبقريٍّ يحمل رؤيةً حاذقة، ويرتقي بفنّه إلى بُعدٍ روحيٍّ منفصلٍ عن الواقع المادي، ليعيد تفسير الزمن.


برؤيةٍ فنيةٍ فريدة من نوعها، يفتح آفاقًا من الأسئلة حول أثر البقاء، واستمرارية الأثر في ذاكرة الزمن، حيث تتلاشى حدود الأزمنة بين العدم والوجود.


ويؤكّد الفنان هيمت أن الفنون، بوجه عام، ضرورة إنسانية، وإثبات للهوية والانتماء الثقافي، ووسيلة لإعادة تشكيل الوعي الفردي والجمعي، في عالم اندثرت فيه معاني الحياة الحقيقية، وصارت الحقيقة تُستبدل فيه بالصور الوهمية.


§ كيف تعرّف نفسك اليوم؟



§ هيمت محمد علي، فنانٌ سائحٌ في عوالم الفن والجمال. وُلدتُ عام 1960 في قرية علي سراي – كركوك، العراق، وأحملُ في داخلي ترحال المدن وشغف الاكتشاف. أبحث عن مدينةٍ أرتاح في أفيائها، وأوثّق معالمها بريشتي، لتبقى خالدة في طيّات ذاكرة الزمن."

"بدأتُ حلمي رسامًا، وعابرَ زمنٍ. 

لا أكتفي بهويةٍ جغرافيةٍ تُقيدني، بل أُعرِّف نفسي بالتحولات التي شكّلتني، وبالمراحل التي خضتها في مسيرتي الفنية،  التي مررت بها.  بين بغداد وعمان  وطوكيو وباريس، وكل مدينة تركت أثرها في خلجات روحي وطبعت معالمها في قلبي واثرت على تركيبة ألواني ولوحاتي . أعيش اليوم في باريس، لكنني دائم العودة إلى ذاتي الأولى، إلى تلك الحجرة الصغيرة التي تعلمت فيها أول مرة كيف أنظر إلى العالم بعين فنان صوفي، حيث كانت الطبيعة عالم الخيال الذي أنتمي إليه روحيًا، تنسج أحلامي بريشةٍ وألوانٍ زاهية و أرسم زخارف واشكال هندسية كانها سطح الأرض مفعمة بالشغف والجمال ين ينعكس عليها نور  الشمس .

 


§ ما العلاقة التي تربط بين الفن والزمن من وجهة نظرك؟"


§ الزمن بالنسبة لي ليس ساعات تُقرأ، بل نبض يُعاش. لا أتعامل معه كشيء يمر، بل كثافة داخلية. حين أرسم، لا أنقل لحظة آنية، بل أسعى لملامسة طبقاتها الخفية. الفن عندي هو محاولة للإمساك بالحاضر قبل أن يتبخّر، "للاستماع إلى صوت الماضي الذي أصبح تراثًا مهمًا، أنظر إليه بعين التأمل والتجديد ، منذ المراحل المبكرة لانسيابي مع الفن البصري  والألوان التجريدية." وللاحتفاء بزمن داخلي لا يخضع للتقويم. في كل لوحة، أوثق وقتًا آخر، زمنًا لا يُقاس بالساعة، بل بلحظات الإحساس."



§  ما الذي يقودك لاختيار لون معين في أعمالك؟


§ اللون بالنسبة لي ليس مجرد اختيار تقني، بل هو حالة وجدانية تعكس اهتزازات داخلية عميقة. "أختار اللون قبل أن تراه عيناي، فهو يأتي إليَّ أحيانًا كنسمة هواء لطيفة، وأحيانًا كألوانٍ تنبثق من جمال الطبيعة، وأحيانًا كألحانٍ تُجسّد إيقاع الوجود، أو كبيت شعرٍ يفوق كل تفسيرٍ عقلاني، يأخذني معه إلى عوالم غير مرئية."


هناك لون لا يشبه إلا لحظة عشتُها في طفولتي، وآخر يحمل ذكريات المدن التي سافرت إليها، "وجمال ألوان الطبيعة الساحرة، التي تسلّلت إلى خلجات روحي وأثّرت في رؤيتي الفنية."  لا أختار الألوان، بل هي التي تختارني. أنا مجرد وسيط بينها وبين اللوحات .



§  هل ما يزال الفن بالطريقة الصوفية  قادرًا على التعبير عن قلق الإنسان المعاصر ومعالجة غربته الروحية؟



§ نعم، بل هو أكثر الفنون قدرةً على ذلك. ففي زمننا المعاصر، حيث يعلو الضجيج وتندر لحظات الصمت والتأمل، نحن في أمسّ الحاجة إلى إحياء الفن الصوفي الروحاني؛ ذاك الفن الذي يعيدنا إلى داخل أنفسنا، إلى العمق، إلى الوعي الكوني، والنور الأزلي.


الفن الصوفي لا يقدّم أجوبة جاهزة، بل يفتح نوافذ على عوالم غير مرئية، لا تُدرك بالحواس، بل تُلامَس بالبصيرة. هناك، يتحول الزمن إلى ومضة مستنيرة، والمكان إلى تجلٍّ من تجليات الوجود. في تلك اللحظات، ينسجم الفنان مع المطلق، ويغدو الإبداع صلاة زخرفية لونية ترتقي بالروح نحو أبعاد سماوية متقدمة.


الرؤية الصوفية في الفن لا تنحصر في تصوير الظاهر، بل تسعى للكشف عن المعنى الخفي، عن الإشراقات الداخلية والتجليات النورانية. هي سعيٌ لمعرفة العوالم اللامرئية، وترجمة النور إلى خلايا هندسية، وتحويل الصمت إلى إيقاعات لونية تنبض بالحياة.


إن الفن الرمزي الصوفي ليس زينة بصرية، بل هو تجربة روحية، عقلية، ووجدانية. ملاذنا من عالم مزدحم بالسطحيات والمأدبات الفانية، وسفرٌ نحو جوهر الحياة، ومعنى وحدة الوجود في حضرة المطلق: الله سبحانه وتعالى.احلموا أحلامًا كبيرة، وكونوا أوفياء لها، فهي بذور نور تنمو في أرض الأحلام، وتزهر في وقتها المناسب.


لا تقلقوا من الاختلاف وتنوع الثقافات، بل اجعلوه فرصة للتجديد، والابتكار، والإبداع، فالتّميز يولد من روح البحث واكتشاف الفنون الجديدة.



والشجاع حقًا هو من يدرك أن التنوع الثقافي وسيلة للتطور والارتقاء، شرط أن يحافظ على هويته الثقافية بصدق وسط هذا التعدد في ثقافات شعوب العالم.




§ في العديد من لوحاتك، نلاحظ تكاملًا بين الألوان والنصوص الشعرية. كيف تحدد العلاقة بين اللون والكلمة في تشكيل المعنى داخل اللوحة؟


§ العلاقة بين اللون والكلمة في لوحاتي هي تفاعل حيّ بين البُعد العاطفي والبُعد الفكري. فالألوان تحمل مشاعر وتجسّد حالاتٍ نفسية، بينما تضيف الكلمات بعدًا ثقافياً وفكرياً للعمل. وبامتزاجهما، يتكاملان لتكوين تجربة بصرية تسمح للمشاهد بالتفاعل مع اللوحة على مستويات متعددة. الألوان تمنح الكلمات حياة وشعورًا بالانتشاء، بينما تُضفي الكلمات عمقًا معنويًا على الألوان، فتتشكل بذلك لغة فنية تمزج بين الأحاسيس والمشاعر، والتأملات الفكرية.



§ الكلمة الأخيرة في خاتمة اللقاء؟


§ إن الفن بالنسبة لي ليس مجرد وسيلة للتعبير، بل هو لغة روحية تجمع بين ثقافات الشعوب، وبين الحقيقة والخيال، لتخلق فضاءً جديداً يدعونا جميعاً للتأمل في عالمٍ، يتجاوز المظاهر السطحية،  ليلامس جوهر الحياة.


الصور بعدسة المصور شربل ديسي






















سيف الانتظار ،،،،،،،، بقلم د حسام محمد خليل

 سيف الانتظار 

،،،،،،،، 

بقلم د حسام محمد خليل 

سيف الانتظار قاتل...

والبعد في الهجر جواد اشعل السري...

 وانا فارس على جواد اراود 

بالغزل مارحل ...

دقات تعلو النبض متيمة ...

هائمه  بخنساء...

هى حلم وصورة... 

تراود الخيال ملامحها...

أراها بالفؤاد ساكنة...

لا أعلم حتى صوتها...

حتى ملامح وجهها...

كفى بالقلم  يتغزل...

هى البعيده بعد الحدود ...

ودقات قلبها بالآذان طرب...

نعم انت التى اشعلت الفؤاد...

ومن أجلك ثمل...

كل الحروف منك قصيدة...

وإن كان حرفا منسيا من متنى 

المعجم ... 

جعلتى القلب فوق سمائك هائم...

 وقمرك في دروب القلب متلالئ...

 اكتب من أجلك الشعر  رسالة 

بأنك أيتها الخنساء في أعماقي مليكة ...

 فأنا الحياة منك وبدونك أنت 

لا حياة...



الخميس، 1 مايو 2025

الحب والأخلاق بقلم الشاعر يوسف الحمله

 الحب والأخلاق (للشاعر يوسف الحمله)

من بحر الوافر


1-وَجَـدْتُ الحُـبِّ بِالأَخْلَاقِ أَرْقَى

               مَتَى الأَخْـلَاقُ فِي الدُّنْيَا تَسُودُ


2-وُجُـودُ الحُبِّ بَينَ النَّاسِ حَتْماً 

               فَـمِـنـهُ الـخَـيـرُ وَالدُّنْـيَـا تَجُودُ


3-وَلَـولَا الـحُـبُّ مَـا دَامَـتْ حَيَاةٌ 

                وَلَا خَـطَّتْ وَلَا عَـبَـرَتْ حُـدُودُ


4-وَنَبْضُ القَلْبِ دُونَ الحُبِّ وَهْنٌ

               بِــهِ يَـهْـوَى إِذَا لَـــزِمَ الـصُّـعُـودُ


5-حَـيَـاةُ القَلْبِ بِالحُـبِّ ازْدِهَــارًا

               إذَا لَـمْ يَسْرِ بِـالـقَـلْـبِ الجُحُودُ


6-إذَا مَسَّ الـهَـيَـامَ شِغَـافَ قَلْبٍ

               غَدَا يَسْرِي إِلَى دُنْـيَـا الـخُـلُـودُ


7-وَإِنْ جَـاوَرْتَ قَـلْـبـاً ذَاقَ حُـبّـاً

               تَــرَى مِـنـهُ ثِـمَـارَ الـخَيرِ جُـودُ


8-وَلَكِنْ مَــنْ إِلَى التَقْلِيدِ يَسْعَى 

              فَـلَـنْ يَـلْـقَـى أَمَـانـاً بَــلْ قُـيُـودُ

 

9- إِذَا الأَخْلَاقُ ظَلَّتْ فِي انْحِدَارٍ

              فَلِيـنُ الـقَـلْـبِ يَـتْـبَـعَـهُ الجُمُودُ


10-وَلِينُ القَلْبِ مِنْ طَبعِ الأَيَامَى

               بِـــهِ تَــعْـلُـو إذَا حَـــلَّ الـرُّكُـودُ


11-فَتَصْفُو النَّفْسَ مِنْ هَمٍّ وَكَرْبٍ

              وَمِــنْ شَرٍّ لَـهُ يَـسْعَى الـحَسُودُ


12-لِـهَـذَا الحُبُّ بِالأَخْلَاقِ أَرْقَى

              فَـلَـيتَ الـنَّـاسَ مِنْ هَذَا تَـعُـودُ

 

الحب والأخلاق

بقلم الشاعر يوسف الحمله

1/5/2025



نَشيدُ العُمَّالِ شعر الأديب: محمد علي الهاني- تونس

 (نَشيدُ العُمَّالِ ) قصيدة موجّهة إلى الأطفال- في عيد العمّال- للشاعر التونسي محمد علي الهاني


نَشيدُ العُمَّالِ 


لَنَا قَامَــــةُ الرِّيـحِ ، يَا وَطَنِي

ونحــــنُ لِغَيْـــــرِكَ لا نَنْحَنِي


يُخَضِّـــبُ فيك الثَّـــرَى دَمُنَـا

فَيَعْشَوْشِــبُ النُّورُ في دَرْبِنَــا


ونَمْتَشِــقُ البَــرْقَ قَبْلَ الأمَــلْ

ونَرْفُـلُ في الطِّيبِ عندَ العَمَلْ


نَحُـــومُ نُسُــــــورًا بِكُلِّ مَجَالْ

ونَجْتَــازُ كلَّ حُــدُودِ الْمُحَــالْ


لِنَصْنَـــعَ فوقَ مَــدَاكَ الرَّبِيـعْ

ويَسْعَــدَ فوق ذُرَاكَ الجَمِيـــعْ


نُحَقِّقُ في سَعْيِنَــا المُعْجِـزَاتْ

فَتَخْضَرُّ تحتَ خُطَانَا الفَـــلاَةْ


ونَفْتَــحُ أَحْضَانَنَــــا لِلْجِـــرَاحْ

لِيَخْلُدَ في مُقْلَتَيْـــكَ الصَّبَــــاحْ


نُغَنِّيــكَ يا وَطَـــــنَ الكِبْرِيَــاءْ

ونَبْنِي صُرُوحَكَ فوقَ السَّمَــاءْ


وعندَ الشَّدَائِـــدِ نحنُ الشِّـــدَادْ

نَذُودُ الْعِدَى عنْ تُرَابِ البِـلادْ.


  شعر: محمد علي الهاني- تونس



لا تسأل الحياة! بقلم د. حسام محمد خليل

 لا تسأل الحياة! 

______________*

لا تسأل الحياة ...

بل دعها تجيبك...

من الذى مكر والذى..  

ابتسم وبالخلف فضح...

وحديث حلو أشبه الغزل ومدح 

من الذى صوب السهام من خلاف...

وادعى البراءة في الملأ ...

ووجوه ملئت بالصرامه وهي فارغه...

تمعن بها في رحلة البحث عن الذات...

بين الأقوام علها تجد مافقد...

لا تسأل الحياة  من الذى نصب السيرك ورود    ... الاسد. ...

من الذى جاع ومن الذى ملأ البطون ...

بالعفن. ...

من هو الجلاد ومن الذى سجن 

من الذى زرع المحبة وتنسم الفلق...

بل سل معنى الحياة ومعنى الورى...

كل الحروف واللغات تائهه

وشاب من شرفتها مترقبا

  متخفيا من تلك الرياح العاتية

وعقول نضجت رافضة...

مشهد عبثي كل مخادع...

 وأصابع الإتهام للحياة مصوبة

فأجابت الحياة انا مثلكم ولست المتهم...

تركتم العقائد فأصابكم الوهن

وزينتم  الوجوة ببسمه زائفه

وادعيتم  الكرامة ...

و القيتم التهم...

 تنازلتم عن المبادئ فوطأت أقدامكم اللجج....

وصارت  صلة الرحم مفتلة

 مالكم أنا مخلوقة مثلكم

وبريئة من كل التهم...

                          بقلم د.  حسام محمد خليل