حين لا يسمعني أحد
أجلسُ في زاويةِ الضوءِ الباهتْ
كأنني فكرةٌ منسيّة
في عقلِ الزمن المتعبْ
أراقبُ وجوهًا تمرُّ
كأنها لا ترى
كأنني شبحٌ
أو خطأٌ في المشهدْ
أصرخُ دون صوتٍ
ألوّحُ دون يدٍ
أكتبُ على الهواءِ
كأنني أرجو أن يقرأني أحدْ
كلُّ شيءٍ حولي يتكلّمْ
الساعةُ، الجدارُ، حتى الصمتْ
لكنّهم لا يسمعونني
لأنني لا أُجيدُ الضجيجْ
أنا الذي تعلّمَ أن يختبئْ
أن يبتسمَ حين ينهارْ
أن يقولَ "أنا بخير"
وهو يغرقُ في التيهْ
حين لا يسمعني أحدْ
أصيرُ قصيدةً
لا تُقرأْ
أصيرُ دعاءً
لا يُرفعْ
أصيرُ أنا
ولا أحدْ
إبراهيم العمر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق