السبت، 30 أغسطس 2025

على أرصفة الرماد بقلم الكاتبة: هدى حجاجي أحمد

 على أرصفة الرماد


دوائر الوصول… بدايةٌ كيفما كانت المسافة، فهي أن تنتهي إلى رماد.


جلست على مقعدٍ قديم بمحطةٍ مهجورة. كل الطرق كانت تدور بي، وتعيدني إلى ذات النقطة كأنها دائرة مغلقة لا مخرج منها.

أحلامي التي أودعتها على أرصفة السفر ما زالت تطاردني؛ كل حلم كان قطارًا تأخر، وكل قطار صار وعدًا انطفأ في العدم.


نظرتُ إلى يدي المرتجفتين، وكأنهما تحملان رماد العمر، رماد محاولات الوصول إلى حب، إلى وطن، إلى دفء… لكن الدوائر لا تمنح سوى نهايات محترقة.


فجأة، مرّت طفلة تحمل بالونًا أحمر، توقفت أمامي وسألت بعفوية:

– عمّة، لماذا تحدّقين في الأرض وكأنك فقدتِ السماء؟

ابتسمتُ بمرارة، ولم أجب.


لكنني أدركت حينها أن الرماد ليس سوى شكلٍ آخر من أشكال الحياة، وأن الدوائر، مهما ضاقت، قد تخفي في جوفها بداية جديدة.


نهضتُ، ونفضت الرماد عن كفّي.

ولأول مرة لم أبحث عن نهاية الطريق… بل عن بداية، حتى لو وُلدت فوق رماد.


 بقلم: هدى حجاجي أحمد



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق