الأحد، 31 أغسطس 2025

يا جوع بقلم الكاتب رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس

 يا جوع

يا جوع..

استوطنت بطوننا،

وحياتنا،

وجثمت فوق أرصفة البلادْ،

صرت الآمر والنّاهي،

يعينك في الخفاء أخ غدّار.

جثث أطفالنا صارت صور،

يتباهى الغرب بنشرها،

ويتغافل القريب عنها،

ويندى جبين من قيِّدت يداه

عن النّصيب من الغضبْ.

وجوهنا،

ضحت تذاكر للموت،

وأنت تتفاخر،

وابن جلدتنا من أصحاب الكروش،

يتستّر.

عيون الأمّهات،

عيون الأطفال،

سواقي بلا ماء،

وأنهار من دمع جافّ.

لكنّ لك يوما يا جوع،

نطردك فيه،

نعلّقك على جدران الذاكرة،

ونضحك من خيبتك،

فلم نخشك،

ولا خفنا قسوتك.

صغارنا سيكبرون،

ويحملون الحلم الّذي كان بعيدا،

يفرشونه على الأرض والسّماء،

فتغدو البيوت..

أسعد من قصور أولئك المتخمين.

لن تجفّ ينابيعنا،

ولن يثنينا ما نهشت منّا،

يا جوع..

لن نتملّقك،

ولن تكسر شوكتنا،

فحلمنا

أكبر منك...

ومن كلّ من غدر.

رشدي الخميري/  جندوبة/ تونس


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق