الأحد، 31 أغسطس 2025

الشجرة التي زرعها بقلم طاهر مشي

 الشجرة التي زرعها

ااااااااااااااااا ااااااااااااااااا 

في حديقة البيت، تقف شجرة زيتون وحيدة.

زرعها أبي في يومٍ ماطر، وقال لي وهو يدفن الجذور بيديه:

"هذه ستكبر معك… لا تنسَ أن تسقيها."


كنت صغيرًا، لم أفهم مغزى الكلام.

مرّت السنوات، وكبرتُ، وكبرت الشجرة.

أبي، على عكسها، صار يغيب عن الحديقة كثيرًا… ثم غاب عنها إلى الأبد.


في يوم دفنه، عدت إلى الزيتونة، وجلست عند جذعها.

لامستُ أوراقها، وقلت:

"كبرت، أبي… لكن ليس كما ظننت."


كل عام، كانت تثمر.

وفي أول قطفة، كنت أجمع الزيتون كما علّمني، وأحمله إلى أمي.

تبتسم، وتقول: "كأن يدك ويد أبي على نفس الغصن."


ربما لم أعد أراه، لكن كل شيء فيه بقي هنا:

في التربة، في الأغصان، في قلبي.


وكلما تساقطت الأوراق، كنت أُطمئن الشجرة:

"سأظلّ أسقيك… مثلما أوصاني أبي."

ااااااااااااااااا ااااااااااا 

طاهر مشي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق