السبت، 30 أغسطس 2025

*إشراقة السراج* بقلم الشاعر محمد الشريف الحسني بطي

 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وءاله وصحبه 


*إشراقة السراج*


لَكَ الحمدُ يا ذا الفَضلِ والجُودِ والإنعامِ

تَفضَّلتَ، فاجتَمعَتْ مَحاسِنُكَ العِظامِ

وأجريتَ في الأكوانِ لُطفَكَ سارياً

لِتُبيدَ ليلَ الشِّركِ والإظلامِ


فَأَطلَعتَ مِن أُمِّ القُرى شَمْسَ هَديِنا

يَتيماً، لِتَكفُلَهُ عيونُ الذي لا يَنامِ

بَدا النُّورُ في بَطنِ الأمينةِ ساطعاً

يَرى القَصرَ في بُصرى ويَجلو دُجى الشَّامِ

وَضَعتهُ فَخَرَّتْ لِلوِلادةِ أَوْجُهٌ

لأصنامِ مَكَّةَ، وَانحَنَتْ هيبةَ الإعظامِ


وَرعاكَ "شَيبةُ الحمدِ"، جَدُّكَ، والهَوى

بِقلبٍ تَعلَّقَ في الحفيدِ الهُمامِ

وَفي رَبعِ "سَعدٍ" قد رَضعتَ طَهارةً

فَأَغنى حَليبُ الطُّهرِ أهلَ الخِيامِ

فَلمَّا بَلغتَ السِّتَّ، غابَت شُموعُها

فذُقتَ المَنايا في حنانِ الوِئامِ


وتَبكي على القبرِ الذي ضَمَّ والدَةً

وعادَ الأسى يَسطو بِفَقدِ الكِرامِ

فجَدُّكَ يَمضي، واليَتيمُ مُضَعَّفٌ

فَضمَّكَ صِدرُ العَمِّ ضَمَّ اهتمامِ

فَأحاطَكَ "الشيخُ" الحَنونُ بِرِفقِهِ

لِيُنسيكَ مُرَّ الفَقدِ والأعوامِ


نَشأتَ "أميناً"، والصِّبا فيكَ صادقٌ

بِأكرمِ أخلاقٍ وأبهى سَلامِ

إذا القَولُ قِيلَ، كانَ قولُكَ فيصَلاً

وإنْ تُؤتَمنْ، كنتَ المَلاذَ لِلذِّمامِ

فَجاءتكَ "طُهرُ" النِّسوةِ الخُلَّصِ التي

رأت فيكَ نورَ الصِّدقِ فوقَ الغَمامِ


فَشَيَّدتَ بيتاً مِن مَوَدَّةِ "أُمِّنا"

على تُقى ربِّ العَرشِ، سامي المَقامِ

تَحنَّثْتَ في الغارِ الأَشَمِّ مُناجياً

إلهاً عَظيماً، مُعرضاً عَن حُطامِ

إلى أنْ أتاكَ الوحيُ فجراً مُبجَّلاً

بِـ"اقرأ"، فَفاضَ النُّورُ بعدَ القَتامِ


فيا سَيِّدي، يا مَن بِحُبِّكَ تَرتوي

شِغافُ الفؤادِ الظامئِ المُستَهامِ

عَلَيكَ اشتياقي، والمَدامعُ شاهِدٌ

فاللهم قُبيلَ الموتِ حُسنَ الخِتامِ

وأكرِمْ فقيراً يرتجيه شفاعةً

بِيومٍ بهِ تُجزى جَميعُ الأنامِ


عَليكَ صلاةُ اللهِ ما هَبَّتِ الصَّبا

وما ناحَ طيرٌ في غُصونِ البَشامِ

وآلِكَ والأصحابِ، مَن سَلَكوا الهُدى

صلاةً وتَسليماً لِمسكِ الخِتامِ.


محمد الشريف الحسني بطي

مراكش



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق