الخميس، 21 أغسطس 2025

حديث الروح السري بقلم الكاتب سلام السيد

 حديث الروح السري


(هنا… ليست إلا روحًا أنهكها دوران الرعشة، وانعكاسُ وجه الظل، وارتطامها بجدار الغياب في شهقة آه.)


عبثًا أجوبُ فلاةَ التظاهر،

أطاردُ وجهَ ظلّي، 

لأتمّ ما تبقّى من شغفٍ ذابَ كلذّة الألم عند النزع.


المكانُ مقفر، 

حدَّ التصحّر من كلِّ شيء، 

وصدى الموتى يتردّد، 

يوسّع الصمتَ الذي لا قلب فيه.


أتعي صقيع المناداة؟ 

إنها الأرواح، ابتدعها فراغُ الاحتياج، 

وأودعها الأسى، لتسكن قاعَ الضجيج المهجور.


تلقّينا نبأ النعي، 

والجسد الملقى كأنّه يجدد المواساة، 

في صمتٍ لا يُحتمل.


ما معنى دائرة الفراغ؟ 

بين الوهم والغياب، 

بين نداءٍ لا صدى له وقاعٍ يبتلع تردّد الصراخ.


الهمس الخفي موتٌ آخر، 

يلمع بالحكايا نبضًا، 

أدركته بعد فوات الأوان.


ما نحن وظلالنا إلا ألمٌ يعيد روحه لكلّ ما حولنا، 

سعةُ سقوطٍ في رحلةِ حديثنا السرّي.


أيُّ الوجوه أولى بالأحلام؟ 

أيُّ صمتٍ يحتمل الأرواح؟ 

قد يكون صمتًا يزهر، 

وقد لا يكون سوى فراغٍ آخر.


فالحديث سرٌّ، 

حديث الروح سرٌّ، 

لا يحتمله سواي.


سلام السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق