الاثنين، 20 ديسمبر 2021

غبار السنين / قصة لـــ ليلى عبدالواحد المرّاني /جريدة الوجدان الثقافية


 غبار السنين.../ قصة قصيرة

ليلى عبدالواحد المرّاني
تسمّرت عينايَ عليها، وشهقةٌ مخنوقةٌ انفلتت من حنجرتي، بجهدٍ حاولت أن أسيطر عليها؛ فلم أفلح… عرفتها من إطارها، وقبل أن تمتدّ يدي لالتقاطها، متحشرجاً، واهياً، شبه معتذر؛ همهم صوت أخي..
- أردت أن أضعها بإطارٍ جديد يليق بها، وأعلّقها في صدر الصالة..
رفعتها، سقط ضلعٌ أو ضلعان من الإطار المهترئ، تعرّت أطراف الصورة المتآكلة قِدماً وغبارٌ كثيف تراكم عليها، فأخفى معالم وجه أبي. ملقاةً كانت بين عشرات قطعٍ من كراكيب قديمة، نُفيت إلى المخزن الخارجي للبيت الجديد. بيدٍ مرتعشةٍ غيظاً وانفعالاً مسحتها، وفِي عيني والدي نظرت باعتذارٍ وأسىً... في الصورةِ، يبدو والدي في عنفوان شبابه، رشيقةٌ قامته، وبدلةٌ بنيّةٌ أنيقةٌ يرتديها مع قميصٍ أبيض وربطة عنقٍ رفيعةٍ بنيّة، أضافت له استمالة سدارةٍ سوداء يساراً هيبةً، ووقاراً مميّزين . جبهته عريضةٌ، تنطقُ نبلاً، وطيبةٌ تشرقُ على ملامح وجهه أحببتها، يزيده بهاءً دقّةُ وتناغم تقاطيع وجهه، " تشبهين والدكِ "، يقولون، فأزداد اعتزازاً به وبنفسي. دفءٌ لذيذٌ يغمرني حين أنظر إلى عينيه، فأشعر بالاطمئنان والزهو، متفاخرةً بين صديقاتي بأبي الوسيم. قصصٌ من وحي خيالٍ متعطّشٍ لأبٍ يحتويني، أنسجها حوله، وأصدّقها !
مزيجٌ متناقضٌ من طيبةٍ وسطوةٍ في عينيهِ، يحيّرني، يتناقضُ بما هو عليه حين عاد أخيراً إلى العراق، واستقرّ بيننا. في زهوة ربيع العمر أصبحنا، وفِي خريفه تضاءل أبي. عينان منهكتان خلف نظّارةٍ سميكة تتدلّى فوق أرنبة أنفهِ، مربوطةٌ بقيطانٍ أسود يلتفّ حول مؤخّرةِ رأسه، ثمّ حول أذنيه يستقرّ. شفتان ممصوصتان، أصابهما الجفاف، تغوران داخل فمٍ فرّت منه جميع أسنانه، وبإصرارٍ عجيب قرّر ألاّ تحلّ محلّها أسنانٌ اصطناعية. أنظر إلى بقايا خصلٍ بيضاء خفيفةمتطايرة فوق رأسه وأتألّم، مصرّةً على الإحتفاظ بصورة والدي أنيقاً ووسيماً كما أراه في صورته بمصر، رافضةً ذلك الكيان الهزيل، والظهر الذي تقوّس، وتلك العروق زرقاء، نافرةً كأفاعٍ صغار تحت جلدةِ يديه الرقيقة.
سأعطيكم صوري قبل أن أموت …
فاجأنا يوماً في جلسةٍ عائليّة، وكأنه يوزّع علينا ميراثاً يخشى أن يُسرق من أولاده الستّة، لم يكن لديه غير هذا الميراث، وفرمانٌ أصدره غير قابلٍ للنقاش، الصورة في صدر الصالة لابنه البكر. إعتراضٌ وُئد بنظرةٍ مؤنّبة، ما أن تعثّر سؤالي على شفتيّ،
- ولكنّك لا تزال بيننا يا أبي، وصورتك مكانها هنا في صدرِ دارنا...
زيارتي وخطيبي لبيت أخي الجديد متأخّرةً جاءت، وبعد وفاة والدي بشهور. طاف راداري اللعين في كلّ ركن باحثاً عن صورةِ والدي. كلّ شيءٍ أنيقٌ ومنتقى بعناية، حتى الفراشاتِ المجففة تزهو بألوانها، محتلّةً جزءًا من حائطٍ نظيف، تقابلها صورةٌ كبيرة لسيقان أشجارِ غابةٍ كثيفة... واعتذرت الجدران الأخرى ساخرةً من تساؤلي المكتوم، أين موقع أبي وصورته العتيقة المعتمة وسط هذا البهاء السخي؟
أصواتهم اختلطت وضجّت بصخب، مزيجٌ عجيب أصبح صوت زوجة أخي، رفيعاً حادّاً مع صوت خطيبي يقرع كطبول حرب. صفيرٌ وهدير، أحسسته يخترق غشاء أذنيّ، صاعداً إلى رأسي، عابثاً بكلِّ خلايا مخّي حدَّ الغثيان ..
- لماذا يسافر أبي كثيراً؟ … سؤالٌ أردّده، فلا يجد صدىً غير
- ليوفّر لنا لقمة العيش … تقول أمّي، متحاشيةً النظر في وجهي الذي يستجدي إجابةً مقنعة من عينيه، تفاهمٌ صامتٌ بيني وبين أبي، ويضيع السؤال حائراً؛ فأتعذّب.
نظراتٌ تنصبّ عليّ، تحدثُ ثقوباً في وجهي… في رأسي... في يديّ، وحتى في حذائي، وغارقةٌ أنا في دوّامةٍ معتمة، يتلاطمُ فيها صخبُ ذكرياتي.
- لا تقلقي، سأعلّق الصورة في مكانها اللاّئق، أجدِّد إطارها و….
سحقته نظرةٌ ناريّةُ من زوجته، وللمرّة الألف، وددتُ أن أصدّقه، ذلك الأخ الذي يأسرني بطيبةٍ ورثها عن أبي، وضعفٍ مقيتٍ تستّر خلفه من سطوة زوجته.
جفّ الكلام وهرب من فمي طوال طريق عودتنا، شريط الأحداث في بيت أخي الجديد يلاحقني، وظلالُ أفكاري وتداعياتها لم تفارقني وأنا أطوف معهم في أرجاء البيت الواسع.. حديقةٌ منسّقة… حماماتٌ ورديّة… صالةٌ كبيرة، وأثاثٌ أنيق... صورٌ تنطق جمالاً تزيّن جدراناً تلهثُ بياضاً... أين موقع صورة والدي البائسة، المهترئة قدماً…
ألصقت وجهي بزجاج النافذة في طريق عودتنا الذي بدا وكأنه لن ينتهي، سوطٌ ناريّ جلدني سؤال خطيبي المفاجئ..
ألم تلاحظي أنّهم لم يفتحوا هديّتنا؟ "
ابتلعت غصّتي وانهمرت دموعي ساخنةً تحرق وجهي….

وجهي القديم / الشاعر رجب كومي/جريدة الوجدان الثقافية

 


قصيده بقلم الشاعر رجب كومي بتاريخ، 18/12/2021 بعنوان. وجهي القديم

وجهي القديم الذي ضاع مني
وفتشت عنة السنين الطوال
هل جاء بعدما رأيتك وجهي
تطلين من نافذة الأيام علي
نفس البكارة نفس التمني
وجهي القديم الذي ضاع مني
رأيتك فيك أشراقة الشمس
حين أقبلت بعد شرود أمس
لمحتك في أنبلاج الفجر
بتول مريمية أيامك طهر
وجهي القديم الذي ضاع مني
حين رأيتك تراجع بقايا ذنبي
وصرت للطهر عنوان وجهي
أنا مذ أحببتك لم يأفل نحمي
رجعت عندما سكن وجهك
ضفاف النهر فاانت نهاري
إنت ليلي انت أمسي وغدي
هل أبقيت لي وجهك يعانق وجهي
أنني مذ الغيب دهرا سألت
عنك 'مدن الاغتراب فقد رجعت
وحيدا درريش في الأسواق يهذي
عن وجهي القديم الذي ضاع نني6

خيول الليل/سونيا القابسي(لحن الجلنار) /جريدة الوجدان الثقافية


 خيول الليل

أسمع ضبحها في حروفي
إذا عسعس ليل القوافي واقترب
خيول الليل تقدح من شرر النبض
صوري ومرايا الكلام
إذا شرخه أنين الزمان
وضرجه جلنار الأمكنة القانية في دمي
ألا يعلم الليل أن صبحه لا ينكث عهدا ولن يخذل
في زمن الكلام المطرز خبثا
أستل عناقيد الوفاء الشائكة اغصانها
دميت أصابع النور
صرخ الفؤاد من فرط الألم
كلا لا ندم
بقلمي سونيا القابسي(لحن الجلنار)
من( تونس)

آخر الكلمات /روضة بوسليمي/ تونس/جريدة الوجدان الثقافية


 * آخر الكلمات....

~~~~~~~~ ~¤ ~~~~~~~~
ولانّي كرِهتُ
مُجالسةَ الحكماءِ في الوقت الضّائع
وقبل أن أُعلنَ هرولتي
نحو اللاّمكان
سأعتصرُ غيمةّ في مداي
وأعلنُ حاجتي لحديث الشّمس
حتّى يملأَ فجاجَ صدرٍ
أرهقَه البردُ ...
على مدار الزّمان
أحاولُ ذلك من ألف عام ونيف
وأشهدُ أنّي
كلّما لوّحتْ لي عيناك
بمزايا الأمل
أدرك أنّ السّماء تدثّرُ قلبي
فترنو روحي للقياك
على أمل إن تسمح لنا
تلك السّاعة
التي ستجمعُنا
كعقربين ...
حتما سننجُو ...
ونذهب لطوفاننا
بلا وجل
ونحن نردّد :
يالها من نجاة إلى الطّوفان !!
لن أفتح للخيال أبوابي
لا أحبّ أن يحترقَ المشهدُ
ولانّ الاحتواء أمر عظيم
لن أحزُرَ ...
وبجدوى الرّجاء
لن أستعين
وسأصمت كالآلهة
حتّى لا أموت قبل الأجل
~~~~~~~~~بقلمي : روضة بوسليمي/ تونس

اعتذار/ادريس الجميلي/جريدة الوجدان الثقافية


 اعتذار

على الورقة الذابلة كتبت عناوين الحكايات الماضية هناك مكان الأمان حيث النجوم تنير حاشية الأهداب فتعبق رائحة العطور من الشفتين القاحلتين .هذه خصلات الشعر الملفوفة وهي ترسم ثنايا الانحدار .وددت الهروب لأعلى الحقول ألمح صفاء القلوب .كانت السماء شهادة تفضح العقول الغائبة ولكنها ترسم الأشكال المتناثرة هنا و هناك...نادتني و الدموع تنهمر من عينيها:أين وردتي البيضاء ؟لم أعثر على شيء هكذا أرسلت رسالتي والحيرة تنتاب ذاكرتي .أعرف جيدا أن الألوان كثيرة و شذى الأزهار يمتع النظر و يملأ النفوس رغم مرارة الأطعمة ..إنها تتلو الآهات و تشكو حالها رغم الملابس الناعمة الهادئة ....احترت لأمري و قلة صبري .أحضرت المدفأة و جلست في ركن من أركان البيت أوهم ذاكرتي بفرحة آتية لهول ما رأيت .هجرت كل الكلمات و بقيت أطلب صمت الحديث .أواه من زمن عشاقه رحلوا فلا أنا عاشق ما عشقوا و لكنني سأطلب الدخول في أرض المجانين أزأر زئير الأقوياء كي ترضى سيدتي.

الغبش/منجية حاجي/جريدة الوجدان الثقافية


 الغبش

امراة خشبية
أنا
في غبش اللّيل
أتكورّ في فناء الزّمن
حين يهرب منّي صوتي
ألبس الصّبر جلبابا
فيعاقرني صداه
جسدي ينام داخل
روح قبرت
تجتاحها أحلام شحيحة كالعلقم مرارتها كشمس ثابتة
على شاطئ العدم
هنا تحسس قبر قد تغذى من امنيات ضحلة وهجر نوره القمر
وهناك
مسحوا بالتّراب غبش
عيونهم
الشاهد مزاج
سوداويُّ
عصفته نواميس هشّة
زلزلت قبّة أرض جرداء..
جدباء
لا تنبت الزّرع
هطلت بها قباب السّماء
بسطت الأرض أجنحتها
لتحمل أثقالها
يا...
أيّها الصّوت الخائن الذّي ..
يطرّز جلباب الموت
هكذا مُرّ الكلام يغذّي القبور
وقبح الأفعال ويل.. وثبور
فمتى تسعّر خدك للناس
..متى؟
فشرف الحرب وميض
الحضور .!
منجية حاجي

أنصِفني بِحبٍّ/جمال خليفة/جريدة الوجدان الثقافية


 أنصِفني بِحبٍّ

كلمات: جمال خليفة

عـهِـدتُ إلـيـكَ قلـبـي فـأنـصِفـهُ ..

وكُـن لـهُ ومعهُ عـاشِقـاً وخلـيـلا

وكُـن لـهُ كـالــنـدى كُــلَّ صـبـاحٍ ..

يُـعـانِـقُ الـوردَ سعـيـداً خـجـولا

فأنتَ الحبيبُ، ومنـكَ لا مهـرَبٌ ..

لأنَّــكَ راقِـيَ الإحـسـاسِ نـبـيـلا

تتحدَّثُ عنكَ الدروبُ بكـلِّ خيرٍ ..

كأنَّـكَ مِن دَوحَـةِ الـنبلاءِ سلـيلا

زانـتكَ أجمـلُ الصفاتِ وأروعُـها ..

وباتَ أمثالُكَ في العالَمينَ قلـيلا

فـيا حـبيباً سعَـيتُ يـومـاً لـوُدِّهِ ..

كَـسعيِ الـمريضِ للطبيبِ علـيلا

أنـصِـفـني بـحُـبٍّ نـدِيٍّ بـلـسـمـاً ..

يكـونُ لحـيـاتي رفـيـقـاً ودلـيـلا

يُـشعِـرُني بـطعـمِ الـهَـوى عَـذبـاً ..

وفي أحـلامي رقـيـقـاً وجـمـيـلا

أشـعُـرُ بـقـربـكَ كما الـعـاشقَـيّْنِ ..

تأسرُني بدفـئِكَ وحـنانِكَ طويلا

وأشعرُ بـكَ تُـداعبُ شِفاهي ليلاً ..

فأستيقِـظُ ولا أرى أثـرَ الـتَّقـبيلا

أتـمـنى أن تـكـونَ رفـيـقَ دربـي ..

وأجِد معكَ الـهناءَ نبعـاً سلسبيلا

فـأفـرِح قلـبي بـحُـبٍّ منكَ رائِـعٍ ..

يكـونُ هـنـاهُ، ولـلسعادةِ سـبـيلا

جورية كانون /د. محفوظ فرج/جريدة الوجدان الثقافية


 جورية كانون

جوريةٌ في بردِ كانونٍ
تنوسُ لوحدِها
وَكَمِثلِ غانيةٍ تَتيهُ بِدَلِّها
وبدا لخضرتِها التَكوُّرُ والنُّموُّ بكأسِها
لكنْ بِبِطئٍ
قد مضتْ أيامُ لم ألمحْ تَفتُّحَها
وسألتُها : ماذا أصابكِ
أنتِ أغلى كلَّ شيءٍ
في الرِّياض ؟
قالتْ أرادَ اللهُ لي عمراً طويلا
سَخَّرَ البردَ الصَّقيع
وَكلَّما حاولتُ أن أنشقَّ عن كأسي
يُلَمْلمُني وَيحْضنُني ويمنعُني
يقولُ إنّي كم أحبُّك
قد حباكِ اللهُُ عمراً أطولا
ولَوْ ابتسمتِ فحسنُكِ الأخّاذِ يغري
من يراكِ ويقطعك
إنّي أحبُّ شذاكِ يعبَقُ بينَ أنسامي
أذيعُ عبيرَهُ للعابرين
أدعو الفَراشاتِ الجميلةِ
كي تُقبِّلَ ثغرَكِ الظامي
إلى القُبُلاتِ
تمسحُ كاهلَ الأحزانِ عنكِ
…………..
……….
وبقيتُ حالمةً يغطّيني دثاري
كُمِّي يُسَبِّحُ في رحابِ الله
كأسي رويداً فُلَّ
عن أوراقيَ الحمراء
إنّي لم أزلْ مَلمومةً
والبردُ زادَ مؤجلاً إرخاءَ أزراري
فأجبْتُها عهدي بأنّكِ لن تطيلي
في انغلاقكِ هكذا
قالتْ : بأمرِ الله يسري
في الطبيعةِ حكمُهُ
مِنّا المُعَمّرُ حتى لو تَفتَّحَ مُبكِراً
وهناكَ مَن في الكُمِّ
يَدركُهُ الذبولُ
وَينْحَني
وهناكَ وردٌ في غضونِ نهارِهِ
يزهو ويخلبُ حسْنُهُ لبَّ المُحِبِّ
وبعدَها يطفو
وتأخذُهُ السواقي
د. محفوظ فرج
٢٠ / ١٢ / ٢٠٢١ م
١٦ / جمادي١ / ١٤٤٣هـ

هذيان / جاسر عثماني/جريدة الوجدان الثقافية


 "هذيان "

يَا فِعْلَ الأمْرِ بالوَجْهِ مُبْتَسِمُ
دَخَلْتَ فَوْرًا وَلا تَنْتَبِهُ
وَمَا للطريقِ البَيَانُ مُرْتَفِعُ
ومَا لإِحْسَاسِي مُضْطَهَدُ
يَا فِعْلَ الأَمْرِ هَلْ أَنَا مُجْتَهِدُ ..؟
إِنَّ قَضَاءَ القدَرِ مُفْتَعِلُ
وَللَّيلِ أملٌ مُشْتَغِلُ
وللصُّبْحِ فجْرٌ مُعْتَمِدُ
دليلي عَبْرَ الحِقَبِ مُبْتَهِجُ
وقَلَمِي يشدوا لَحْنًا ومُنْفَرِجُ
يَسْكُنُ السُّؤالُ في العِباراتِ مُنْفَتِحُ
ولا جَوَابَ مَادَامَ للِّسرِ مُنْغِلقُ
وَكَيْفَ لِنُكْرِ الْهَزِيمَةِ مَكْرَمُ
وَفِي عُمْقِ الأسَى الأرواحُ تتأرجحُ
لاَتَقُولَنَّ أنَّ الفَراغَ مُمْتَلِئُ
وِعنْدَ المَضيِقِ السَّائِلُ المُحْتَرِمُ
وللسَّببِ كَاشِفُهُ وَمُكْتَشِفُ
وللأَمَانَةِ سَبِيلُهَا مُؤْتَمَنُ
وَللْقِيَادَةِ مَسْلَكُهَا مُنْخَفَضُ
فَكُنْ ونَكُنْ وأكُنْ على الصِّراطِ مُنْعَدَمُ
قصيد : جاسر عثماني ❤🥀

لو بتقبلي/الشاعر سمير شيّا /جريدة الوجدان الثقافية


 لو بتقبلي قلّك يا بابا

لو بتقبلي قلّك يا بابا كلمة ما قلتها ت الشعر شابا
من يوم ما البابا عنّي رحل الناس أصبحت كالذيابا
الفتيان الصبايا الشباب والنسوان والرجال الشيابا
صغير عند تاجر إشتغلت الكف كان يغير الصوابا
التقصير بالعمل لو قصّرت العيون دمعاتها صبابا
الماما تبكي وتقلّي أنا معك قصّرت الله يرحم ترابا
بعيد الأم كتبت لأمي رسالة بحبر أسود بريشة غُربا
وصّلت إمي رسالتي لمعلمة والثلج أعلا من البوابا
قريت بنفسها رسالتي وسكبت عيونها الدمع سكابا
قالت لإمي شو الموت بس الناس مدفونة بالترابا
سألت ربّي لأخذ بيِّ شو عملت تعيش عمري عذابا
لو كنت إفهم بالسم لكنت منو عملت أطيب شرابا
ومرت الأيام لا أم لا بي لا حنيِّة لا رفقة ولا صداقا
عشت طفولتي بمدرسة كل يوم مئةعركي وخناقا
الشاعر سمير شيّا

هَنِيئًا لَكِ/الهاشمي البلعزي/جريدة الوجدان الثقافية


 هَنِيئًا لَكِ

عَجَبًا
لَسْتُ بِكِ أَسْتَحِي
و لَسْتُ لَكِ أَنْحَنِي
وَ لَا قُلْتُ أَنَّكِ قِدِيسَةٌ
وَ لَا نَصَّبْتُ نَفْسِي نَبِيّ
وَ لَا قُلْتُ أَنّكِ
كَوكَبُ الزَهْرَاء
وَ لَا قُلْتُ أَنَنِّي المُشْتَرِي
عَجَبًا
لِمَاذَا لَيْلَةَ حُبِّنَا
أَشَارُوا إِلَيْكِ
أَحَلُّوا سَفْكَ
دَمَكِ وَ دَمِي
عَجَبًا
لِمَاذَا يَنْفَعِلُون
كُلَّمَا لَمَحُوا إِسْمَكِ
تَنَاثَرَت حَبَّاتُهُ فِي فَمِي
يَتَرَصَدُونَكِ
فِي أُغْنِيَاتِي
بَيْنَ سُطُورِ قَصَائِدِي
بَيْنَ حُرُوفِي
وَ فِي كَلِمَاتِي
هَنِيئًا لَهُم
صِرْتُ أُرَدِّدُهُ
فَقَطْ فِي سُكَاتِي
سَأَحْفَظُكِ عَنْهُم
فَلَا تَفْزَعِي
سَأَرْفَعُ أَعْلَامَك
خَفَّاقَةً فِي السَمَاء
فَلَا تَجْزَعِي
وَعَدْتُكِ
تَكُونِينَ أَحْلَى
تَكُونِينَ أَعْلَى
فَلَا تَرْجَعِي
سَأُمْلِي عَلَى كُلِّ وَلِيدٍ
قُلْ تُونِسُ بَلَدِي
نَحْتَاجُ جِيلًا
مِنَ الأَوْفِيَاء
مِنَ الأَنْقِيَاء
فَصَبْرًا
ألَمْ تَلْحَظِي
سِرْبٌ مِنَ المَلَائِكَةِ
قَادِمٌ
أَطْفَالُكِ الطَاهِرُونَ
رَدَّدُوا كُلَّ صَبَاح
تُونِسُ بَلَدِي
فَمِيلِي عَلَى قِمَاطِ الوَلِيد
مِيلِي عَلَى كُلِّ مَدْرَسَةٍ
وَاسْمَعِــــــــــــــــــــــــــي
هَنِيئًا لَكِ
الهاشمي البلعزي
في
20/12/2021

الأحد، 19 ديسمبر 2021

تقصر الذاكرة /روضة القلال /جريدة الوجدان الثقافية


 تقصر الذاكرة عن عدة أشياء

لكنها تأبى نسيان الأوفياء
يغيبون عن أعيننا
وذلك هو قدرنا
لكنهم حاضرون في قلوبنا
نحاكيهم ونناجيهم ونعلمهم أن
في بعدهم عنا أوجاع وأنين
لا يهدأ على مر السنين
يكبر في غيابهم الحنين
هم زمان الأنس والشهد
أهل الكرم ماضيا والجود
و نحن الحاضر و جمال الغد
علمونا الوصف والحوار والسرد
علمونا أبجديات الكلام وفنون الرد
أرّجوا زماننا آسا و نسرينا و وردا
سنظل أوفياء لهم على العهد
بقلمي روضة القلال
14ديسمبر2021

أقرأ لك نفسي /وفاء غريب سيد أحمد /جريدة الوجدان الثقافية


 أقرأ لك نفسي 

وأناجي صمتاً صاخباً يهدم جدار روحي. 

تتدافق معه الدموع من آماقٍ،

لا تستأذن الرياح فيها الغيوم. 

أراها كالأمطار تتقافز علي خدي

كنسف براءة السحاب عند الهطول.

يارفيق الدرب

هل قتل وقتي؟

كي تتركني بائسة بجوارك.

أتوه بين أروقة خريفي،

واكتب عن أذيال خيبتي .

تعصفني جُدراناً صنعتها من الفراغ.

ألا تقرأني

صوتي مبحوحاً 

مازلت برداء عرسي ألا تذكرني 

وحيدةً أستنزف الوقت 

في نظرة تبتسم ليِّ بحبٍ.

أتحسسها في برواز صورة 

استوطنت فيها ملامح الماضي 

وتاريخ صخب أنفاسي عند اللقاء. 

ينعيك فيها اشتياقي وأسري، 

وأشتهي ضمة شوقٍ تستبيح، رغبَتِي لذاك الزمان.

تتعاقب الأيام أفتقد برفقتك الحنان.

الأيام باهتةٌ مع بسمةٍ كاذبةٍ،

لم يبق معها غير غصة تطبق على صدري.

تُزعزع يقيني معك بالحياة.

وفاء غريب سيد أحمد 

 3/12/2021

أشـتاقُ إليكَ /محمد صلاح حمزة/جريدة الوجدان الثقافية


 أشـتاقُ إليكَ ....

كما يشـتاقُ خد الزهرِ
للمس النسيم
أشـتاقُ إليكَ ....
كما يشـتاقُ البدرُ
لحـضن الغيـم
أشـتاقُ إليكَ ....
وشـوقي حتى النخاع
وحتى الصـميم ...
وما إرتضت أذُناي لغير
صوتكَ كليم ...
ولا لروحي تؤماً يؤنس القلب
غيـركَ ولا نديـم ...
وإن عز التلاقي بيننا
فأنا لازلتُ على العهد القديم
طالت غـربتي فيكَ
ولازال قلبي ...
بين حـناياكَ مقيم
إستجـرتُ برمضـائكَ
من ســرِ في قـلبي قديم
أودعـتهُ في حـضن ريح
ذو رحـم عـقيم ...
تناثرت أوداجـه
وطفت على سطحِ ريم ...
إستجرت بك من هجـرِ كالموت
وقلبِ كالصـريم ...
وحـسبي من الدهـرِ
مهجةَ حارة و جـسد سـقيم
ولإن ضننتَ بالوصلِ على قلبي
ما عاد لي فيكَ حـيلةً ...
غير أني ساشدو
بذات التـرانيم ...
أنا ....
لا أقوى على هجرانك
فـرفقاً بحـالي ...
يا رفـيق أحـلامي
وتؤمَ الروحِ الحـميم ...
وعمري بك إبتـدا
وشـوقي إليكَ
ما أنتـهي ...
حـتى نهاية التقويـم
وروحي ما رواها إثرك قطرُ
من عـزبِ السـديم
ونفس لا يعلم فحـواها ...
ومكـنون هواهــا ...
إلا ربُ بسـرِِ القلوبِ عليم ....
محمد صلاح حمزة

أو تعجبو ن /أحمد أبو العمايم/جريدة الوجدان الثقافية


 قصيدة 

أو تعجبو ن 

قالوا لمن تكتب 

وقد عم الجهل 

وساد الفساد 

تمهلت ونظرت وأجبت 

أخط خواطري لاهل 

الهوى وأهل الوداد 

وقتما تأتيني من قال 

أن للخواطر ميعاد 

فتارة أشكو نفسي لنفسي 

وتارة أشكو طول البعاد 

تلهبني مشاعري 

فتسيل خواطري 

والدمع هو المداد 

أكتب مرغما أعلن 

إستسلامي لأحكام هوى 

كنود عزيز الانقياد 

هوى جال بي البحار 

هوى طال له الانتظار 

 يخطف القلوب والابصار 

يأسرني يعصفني كإعصار 

هوى أزاح لبي من الوجود 

أفقدني معني الصمود 

أخلف كل الوعود 

جعلني من النفس مرتابا 

سلبني احلام الشبابا 

جاءني بالمساء حتى 

لا أذكر أنه كذابا 

أذاقني مر الصبر وخلته 

بلسما وشهد الرضابا 

فلا تعجبون لامري 

فلا لوم ولا عتابا 

أحمد أبو العمايم 💙💙💙

بعض الآمال العريضة /محمد حمد/جريدة الوجدان الثقافية


 بعض الآمال العريضة خيبت املي تماما...

محمد حمد
ثمة ظلال ثقيلة الحركة متقلبة الاهواء
تخفي تطلعات حلم ما
قبل أن يخلد إلى النوم على جفن
نصف مغمض يأبى الاستسلام
إلى قضاء وقدر مكبّل بالاقاويل
دون الخوض في حيثيات الامور
والاعتراف المتبادل بخيبة الأمل
من آمال عريضة لا تستحق سكب فنجان من دموع التماسيح
فطواحين الهواء
(ولا انفي قلّة الحيلة)
اجبرتني على البحث المحموم
عن تفاصيلي الموغلة في القِدم
ونكران الذات
ببن اقنعة الابالسة من شتى الاصقاع
وبراقع الانبياء
باستثناء مُسيلمة الكذاب
وان اسعى الى مسك العصا من كلا الطرفين
وفي آن واحد
كي اعكّر مزاج الف فرعون
متهالك
علىى عرشِِ من احلامي المقطّعة الاوصال...

داويت قلبي/لطيفة محمد حسيب القاضي/جريدة الوجدان الثقافية

 


داويت قلبي من جراحي.

كلمات :لطيفة محمد حسيب القاضي.
قلبي الجريح داويته
من جراحك المؤلمة
التي كانت مظلمة
عشت معك أقسى السنين
أنت قلب لا يقدر الطيبة
ولا الجمال .
لم اقل" ضاعت معك سنين عمري_
بل تعلمت منك الكثير !
الآن تغيرت حياتي ،
وآمالي،
مع الحب الجديد
الذي أقضي معه أجمل أوقاتي
معك فقط داويت جروحي
يا حب أملي الحاضر
انت تسير في دمي
ومع نبضاتي
أسعدت لياليُ وأمسياتي
أعيش الحب بأجمل حالاته
فلتكن حب عمري الوحيد
وشمسي، وقمري،
ونجومي، وضيائي
وفرحتي، وسروري
تجدد قلبي بك
جددت حياتي معك ومن أجلك
أهديك كل حبي ومشاعري واحساسي
اطير معك واحلق في السماء
ملأت حياتي حب
وأمان وحنان
أصبحت عطري ووردي وبستاني
عقلي وروحي بين يديك
انت الحبيب الوفي
الذي يريح قلبي من متاعبه.
يا أوفى حبيب
أطلقت العنان لقلبي معك
ليبحر في عيونك
ويتأمل قلبي ويشعر بك
يمتلئ قلبي بدفئ حبك
كلما رأيتك أزداد قلبي صفاء
أنت عشقي الأبدي
غيرت حياتي وصفاتي
رفعتني فو الجبال عاليا
منحتني روح الجمال
ودائما تقول لي :انتِ أميرتي
ووردة تفتحت في حياتي
حبك أخذني إلى عالم الأحلام
فيه الصدق والحنان والأمان
أنها كانت الأحلام..