الاثنين، 8 ديسمبر 2025

مقدمة فلسفية بقلم الكاتب أيمن أصلتُرك

 بقلم Ayman Asıltürk 

مقدمة فلسفية

في زوايا الحياة المظلمة، حيث تتكاثر الوجوه وتتناقص القلوب، يبقى سؤال الأخ أكثر الأسئلة إيلامًا. فالأخ ليس مَن يجمعك به الدم، بل من يساندك حين يتخلى عنك الجميع. ومع كثرة الأقنعة وتبدّل الوجوه، بات العثور على الأخ الحقيقي معجزة، كأن الزمن يعيد تعريف الأخوّة على مقاس الغدر لا الوفاء.

.مفارقات فلسفية 

.. الأخ الحقيقي

أبحثُ منذ الولادة

عن الأخ…

عن الألم…

عن قلبي

وعن نفسي

وعن الطريق

في زمنٍ امتلأ بالغدر،

فلم أجده.

وإن بانَ لي ظلُّه

اختفى،

وكأنّه شيطانٌ يمشي

بين البشر.

وإن حاولتُ أن أمسكه،

كان الغدرُ طبعه،

والجرحُ إن شُفي

ترك أثرهُ في الروح.

وحين مزّقتُ الماضي

وأحرقتهُ كي لا يعود،

عاد مولودًا

في كل حالٍ…

وفي كل حالة.

أينَ الأخُ الحقيقي؟

أفي قبرِ الأحلام؟

أم بين لعنات النساء؟

أم في أصوات القيلِ والقال؟

لستُ أدري…

من يكون؟

وكيف يكون؟

أهو من الوالدين؟

أم نتاجُ خلوة؟

أم من رحمِ أمّ؟

أم من صرخةِ ألم؟

أم من غدرِ الزمن

وغدرِ الإنسان

ومعرفة القلم؟

أينَ الأخ؟

فما عدتُ أجد

غير البكاء…

والألم…

والألم.

مات القلب،

وكنتُ وحيدًا…

وما زلت،

وكنتُ وحيدًا

حتى وأنا في الرحم،

وسأبقى وحيدًا؛

فلم تلد لي الحياة

ولا الأمُّ… أخًا.

أخ… أخ…

كلمةٌ تُكتب بلا معنى،

لم يعد لها نقشٌ جميل،

ولا ظلُّ وفاء.

صارت دواةً بلا حبر،

وعينًا جفّ فيها الدمع،

ولسانًا لا يعرف

سوى اللدغ،

وقلبًا أسودَ

كسوادِ ظُلمة القلب.

سأبقى أبحث… وأبحث،

لعلّ الله يمنحني أخًا

من وجع الحياة،

ومن صرخة القلب،

ومن حلمٍ

بلا أمل.

فما عاد الأخ…

ولا عاد زمنه،

ولا وُلد من جديد؛

فبعد الموت

لا حياة.

خاتمة فلسفية

في عالمٍ تتغير فيه المعاني، صار الأخ الحقيقي فكرة أكثر منه إنسانًا، وذكرى أكثر منه حضورًا. وقد يهب الله للإنسان أخًا من غير دم، أو صدفةً تشبه الرحمة. لكن يبقى اليقين واحدًا:

أن الأخوّة ليست نسبًا… بل فطرة صدقٍ يضعها الله في قلب من يشاء..


بقلم الأديب والشاعر Ayman Asıltürk 

06/12/2025...أيمن أصلتُرك



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق