الأحد، 22 أغسطس 2021

حطام بقلم حسين السياب

 حطام

_______
حينَ يكونُ الوطنُ
حقيبةَ سفرٍ
تُغادرني الأحلامُ
تُغادرني المدنُ
يتلبّسني الحطامُ
وأسافرُ بعيداً
أركبُ الريحَ
أسيرُ في دروبِ
التيه..
أنزوي في ركنٍ مظلمٍ
تحتَ قبابِ غرناطة..
أتذكرُ الوطنَ
وأرتجفُ
خوفاً.. وبرداً
من ماءِ الاغترابِ
من قمرٍ ترمّل وارتدى
السوادَ
أخافُ على نهرٍ
يركضُ مذعوراً
وهو يتقيأ كلَّ القصائدِ
الملونةِ بدمِ الشهيد..
حسين السياب


حوار الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن مع الشاعرة التونسية المتميزة الأستاذة نفيسة التريكي

 حوار مع الشاعرة التونسية المتميزة الأستاذة نفيسة التريكي

"في -قصائدي-تمرُّد على ما أراه قيدا يحدُّ من حريتي في التعبير..والشعر في مجمله يجمعنا..وإن فرقتنا الحدود،لذا تراني أتسلق أهداب الليل الحالك،يرهقني صخب الشوارع ، وابحث عن باب نهار مشرق لأفتحه.."
انبهرت باللغة، ففتحت لها العربية المجال واسعا لتبحر ببراعة في عالمين متوازيين متكاملين رغم اختلافهما الأسلوبي؛ لغةً: ‘‘التربية والتعليم’’،و‘‘الكتابة الإبداعية’’.وكان حصيلة هذا الشغف أن كتبت نصوصا بجمالية فنية وأسلوبية ذات بصمة مميزة،كنتاج لخبرة وتعمق واهتمام بالجوانب الفنية للغة ولحالات التمظهر فيها وإلماما بالقوالب والأنواع.
فــالشاعرة التونسية نفيسة التريكي،تتعامل مع الأدب والثقافة كشغف وحاجة روحية،فنجدها تكتب في نصوصها النثرية عن عوالم الخصب،الأنوثة، الكينونة،الوجود، الإكتمال،الفراغات النفسية والمادية وكذا الوطن العربي في ظل دياجير تقض مضاجع حملة الأقلام ومعتنقي الحرف.وهي تسعى للبحث في هذه القضايا.
أيضا هي،أستاذة الآداب العربية،(أحيلت على شرف المهنة)وبين المجال الأدبي والتعليمي تعمل شاعرتنا المتميزة وطنيا وعربيا‘‘نفيسة’ على دمج هذين التخصصين في مجال عملها في قالب واحد مكمل لبعضه..
الشاعرة نفيسة التريكي. شاعرة ذات لونِ مميز،جمعت بين حروف كلماتها قطوفاً من الرومانسية و الرقة و الحلم و الدفء و الجرأة ،استطاعت عبر قصائدها الموغلة في الجرأة والرومانسية التعبير عن المرأة و مشاعرها و أحلامها و أفكارها بمقدرة فريدة دون أن تهمل-كما أسلفت-القضايا الوطنية المنتصرة للإنسان والإنسانية.
حين سألتها عن بدايتها مع الشعر وما هي أهم المؤثرات التي أثرت في تكوين اتجاهاتها الأدبية؟
أجابتني بهدوئها المعتاد:"كيف كانت بدايتي مع الشعر؟ الوردة لا تعرف كيف بدأت علاقتها مع العطر ،والشمس لا تعرف كيف بدأت علاقتها مع الضوء،والجسد لا يعرف كيف بدأت علاقته مع الروح ،وأنا لا أعرف كيف بدأت علاقتي مع الشعر ولا أستطيع تفسير نوعها أو تحديد ماهيتها أو إعطاء فلسفة ما لها لأن الشعر ينبع من الروح ليصوغ العالم موضوعيا..ولعل ّأجمل القصائد هي تلك التي سبر فيها الشاعر أغوار ذاته فجاءت صورة لما يعتمل في أعماقه من مشاهد التمزق والتشظي..لاشك أننا متأثرون بالعديد من الكتاب الحداثيين بشكل واعٍ أو غير واعٍ، أستطيع القول أني في المرحلة الجامعية كنت أقرأ للكاتب السوري “أدونيس″، ثم قرأت بعضا من الأدب الروسي واللاتيني،كنت أقرأ في النقد أكثر من الأدب،وغالباً في القواعد التي تقوم عليها الفنون،أما الآن ومنذ مدة ليست بقليلة لم أعد أقرأ قراءة منظمة واعية،صرت أغوص في الداخل وأستمتع،ومراتٍ كثيرة أتوجع..والوجع صورة -كما أسلفت-لتشظيات الروح..وتأوهات الجسد.."
-نفيسة التريكي، إنسانة وشاعرة تونسية،أية مقارنة ؟
*لا مقارنة بين ما يسكن في القلب ،وبين تونسيتي ،وما أبوح به لهذا العالم المليئ بالتناقضات .. الكتابة التي تسكنني بدون إذن ولا جواز سفر ولا تأشيرة أريدها تحدي من أجل قوة لا تقهرها الظرف .. للوطن قلب يسع الكون ،وللكتابة فكر يحمل ثقل هذا الكون، وكلاهما تضحيات كبيرة ووجهة واحدة للنجاح .
-أي الجوانب تميلين إليها أكثر: العمل التربوي التعليمي أم الأدبي الثقافي؟
*العمل التربوي اختصاصي النبيل،الأدبي الثقافي شغفي وحاجتي الروحية،لأنهما يعبران عني، يكملاني وسأستمر بهما..مارست في عملي التربوي اللغة العربية كنظام تواصل وأصوات وقواعد ومادة امتحانية،في العمل الأدبي أمارس اللغة ـ اللغة بشكل عام ـ الوعي الجمعي،ما يدور في رأسك كي تنتج اللغة أو تنطقها،العمليات التي تسبق اللغة،اختلاف اللغات،عملت دمج هذين الأمرين في مجال عملي في قالب واحد مكمل لبعضه.."
-أنا-كناقد-مع القائلين بأن قصيدة النثر” امتدادٌ طبيعيٌّ لتطور الشعر،خاصةً بعد شعر السبعينيات،الذي انحرف به أصحابه عن الشعر العمودي،وأنهم أوجدوا حلقةً جديدةً من تطور الشعر العربي،ولكن هناك شبه مؤامرة على عدم الاعتراف بقصيدة النثر كحلقة شرعية من حلقات تطور الشعر العربي؟!
*هذا غير صحيح قصيدة النثر الجيدة فرضت نفسها حتى لو لم تنل ذلك الاعتراف،لكن المبالغة في تقليد الصراعات والابتعاد عن لغة الشعر وموسيقاه الداخلية أو الخارجية هي التي نفرت الناس منها،فالشعر وتده الأساسي الموسيقى واللغة الشديدة التوتر والحساسية والتكثيف فلما انمحت ملامح الشعر أصبح النتاج لغة سردية لا فرق بينه وبين القصة القصيرة أو الخاطرة أو لغة المقال وأحيانا لغة الصحافة العادية، لذا كان من البديهي أن يذهب الناس وينصرفوا عن الشعر ويتقلص جمهوره،إن المبالغة في الخروج على كل الثوابت،وإلغاء الحدود بين كل الأجناس حتى الشعر الذي له خصوصيته الدقيقة،هو ما جعل معظم كتاب قصيدة النثر في وضع حرج، فالادعاء لا يقدم فنا خالدا،مما صرف الناس عن الاعتراف بما يكتبونه.لكن لا شك أنه توجد قصيدة نثر جميلة بل وعلى درجة عالية من الشاعرية.
-نلاحظ في العديد من قصائدك تجسيد للفكرة عبر تكرار صورها وما يحفز ذلك هو انقسامها الى مشجرات عنقودية،واعتمادها على نظام الفقرة..
هل هذه دعوة للقارئ إلى أن ينزاح هو الآخر عن اللغة الشعرية المألوفة بطريق بناء حوار جاد مع لغة القصيدة الحداثية وعليه أيضاً أن يضعَ معارفه القديمة إزاء النص الجديد موضع تعديل،ليحدثَ التفاعل ويحدث القبول الجمالي للخطاب؟
*نعم تجسدت الفكرة عبر تكرار صور متعددة خاصة تلك الفكرة التي تلحّ عليّ وتكمن في أعماق الذات وهي بالفعل دعوة للقارئ لبناء حوار جاد مع لغة القصيدة المتشظية التي تطمح لتأسيس خطاب جمالي جديد منبثق من قناعتي ورؤيتي الجمالية لتطور النص الشعري الخاص بي والذي يحمل بصمة الذات الشاعرة وخصوصيتها..
-إلى أي مدى فقدت القصيدة فعاليتها في هذا الزمن المعلب؟
*ما يحزنني هو أنني ولدت في زمن يأكل المشاعر بالشوكة والسكين ويتفنن في اغتيال كل الأشياء الجميلة،زمنٌ لا يمهلنا كي نكبر،ولا يترك لنا نقطة من العطر آخر الحلم.ولكنني رغم ذلك أعلن أنني لن أستسلم أبدا له ،ولن أترك له شرف الانتصار علي وعلى القصيدة ،لن أدعه يحولني إلى علبة صفيح،ولا إلى دمية من خشب ولا إلى سيجارة كوبية ،ولن اسمح له أن يأكلني ولا أن يأكل أحلامي ولا أن يجعلني بلا إحساس.ربما قد أنهزم في معركة،وربما قد أنزف حتى الموت،ولكن كل جرح ما هو إلا مطلع قصيدة وكل نزيف ما هو إلى رغبة في الكتابة.."
-بسؤال مغاير أقول: هل تعتقد الشاعرة نفيسة التريكي أن أهمية الشعر والشعراء تلاشت عما كانت عليه في السابق اي في العصور الماضية ولماذا؟
*يبدو لي أنها تلاشت وبشكل محزن،رغم وجود أقلية تناضل في هذا المجال،أما
السبب برأيي المتواضع،هو انحلال أخلاق حملة الأقلام، أعتذر، لكنها الحقيقة،ضاع المبدعون الحقيقيون وسط ثلة من سماسرة الحرف..هبط مستوى الكلام الى أسوأ رتبة،صار شعراً تجارياً،كما أفلام التفاهة والميوعة تماماً، وحين صار الشعر بيد أناس يتاجرون به،ومن يشترون اسماً لن يخلد إلا نفاقا.لكن يظل في الأخير الشعر النابع من الذات مخترقا لسجوف الرداءة..
-ما هو رأيك بالنقد الآن،وهل واكب مسيرة الشعر التي نشهد فوراناً لها منذ سنوات قليلة؟
*ما يثير الحزن حقا هذا التراجع والنكوص الذي يعرفه النقد الأدبي في جامعاتنا وأوساطنا الأدبية ،فالمشهد اليوم يبدو فقيرا لغياب مدارس نقدية عربية حقيقية،في المقابل يمكننا الاستشهاد بالتجريدية الأوروبية والسريالية والبنيوية والتفكيكية وغير ذلك،أما التراث العربي القديم فإنه مليء بالشواهد التي ما زلنا نستنزف قواعدها،لقد أصبحت المناهج القديمة مستهلكة تكرر نفسها دون أن نجد نقدا حقيقيا للنصوص الشعرية مما شجع-كما أشرت-على انتشار الرداءة والإسفاف والشعر الهابط ،ومن ثم كان على النقاد(وأنت واحد منهم-قالتها بإبتسامة عذبة) أن يقوموا بأدوارهم وأن يصطفوا جنبا إلى جنب مع الأدباء والشعراء لأن الشعوب المغلوبة في وطننا العربي تعول عليهم في قراءة الواقع ونقد مساراته،وهنا يبدو دور الجامعات المتخصصة في دمج الأدب المعاصر بالعمل الأكاديمي وتفعيل دور النوادي الأدبية والمؤسسات الثقافية المعنية لأن التغيير لا يحدث إلا بشكل جماعي..
-لو لم يعد بإمكانك الكتابة والرسم بالكلمات..وحتمت عليك الظروف ذلك..فما الذي تفعلينه؟
*الكتابة سحر روحاني يتملكنا في أي لحظة،والمبدع كالسمكة لو تخلى عن بحر الإبداع سيموت..ربما هذه الظروف التي تريد أن تحتم علي بعدم الكتابة ،بل ستزيد فيّ الحنين أكثر للإبداع .. كل حالات الوجع والفرح والحزن والتفاؤل في الحياة تمنحنا الإبداع أكثر،الأديب الذي لا تزعزعه الظروف سواءً كانت حزينة أم سعيدة ،لا يمكنه أن يكون مبدعاَ..
-قلت عنك ذات يوم أنك ،تلتقطين في رماد الروح وجع المسافات حنينا لأزمة الحب حيث تشتعل فوانيسها ”
ماتعليقك ؟
*ما تبقى من اشتعال الذات في خريف عربي أتى على الأخضر واليابس ..ما تبقى من رماد فينا حرقته التحولات الفكرية والذهنية التي طرأت على أفكار العرب،من أجل الهروب إلى الهاوية أو الانتحار،فكلاهما مرٌ،رماد الروح هو فعلا وجع المسافات القليلة البعيدة ،كالسراب نحو الأمل والحب،كي يعيد الرماد استنساخ نفسه كشعلة من نور،وفوانيس الدروب المكللة بالانتصار .
-أبدعت في قصيدة الومضة وقرأت لك العيد من هذه القصائد التي مازال يكتنفها التعقيد إن لم أقل الغموض..هل من توضيح بخصوص هذا اللون الشعري الحديث (قصيدة الومضة) ؟
*أولا علينا الانتباه إلى أنه ليست كل قصيدة قصيرة هي قصيدة ومضة،فهناك مُحدِّدات أخرى غير القصر و الكم يُشترط وجودها في القصيدة الومضة.
و قصيدة الومضة وفق تصوري هي قصيدة الدفقة الشعورية الواحدة التي تقوم على فكرة واحدة أو حالة واحدة يقوم عليها النص،تتكون من مفردات قليلة،و تتسم بالاختزالية،و لا يتعدى طول هذه القصيدة الجمل القليلة التي تتشكل بطريقة لمّاحة واضحة سريعة..بالتأكيد إن أي تعريف للقصيدة الومضة سيعاني من صعوبات يمكن تفهمها،تتعلق بنظرية التجنيس الأدبي وأولوية الإبداع على النقد و إشكالية الفصل و الوصل في نظرة المتلقي للنصوص..الخ
فثمة علاقة ملتبسة مع القصة القصيرة جدا, طالما أن كليهما "قصير"و لئن كانت القصة تهتم بالإخبار و السرد، لكنها كثيرا ما تجنح إلى الشعرية و التكثيف .
ولكن..ليس المطلوب التعسف ووضع أسلاك شائكة بين الأجناس الأدبية..الومضة الشعريّة وحدة عضوية مستقلة لأنها تقدم عالماً مکتملاً يتمثل في تنسيق جمالي متميز.فالومضة الشعرية تعتمد علی التکثيف عن طريق تقصيرها علی معنی و دقة التعبير وعلی بضع کلمات و جمل ذات إيحاء و دلالية مکثفة قوية.
حيث نجد أن القصيدة الومضة قد تمكّنت من تحقيق الوظيفة الجوهرية للشعر من خلال الاهتمام بالفكرة الواحدة و العمل داخل اللغة و ذلك عن طريق إحداث علاقات جديدة بين المفردات..
-هناك جدل لم يحسم بعد في العالم العربي،وهو الجدل الدائر حول ما يسميه البعض كتابة نسوية تطرح قضايا المرأة وتحاول التخلص من ذكورية الكتابة.هل برأيك هناك أدب نسائي أم أن الأمر برمته هو اختراع ذكوري لمحاصرة المرأة إبداعيا؟
وهل المرأة محاصرة إبداعياً فقط؟!
*هي-في تقديري- محاصرة بالقوانين والمجتمع والبيئة والعرف. عندما يتم الاعتراف بها كإنسانة قبل أن تكون امرأة-من قبلها هي ومن قبل الجميع - ستسقط التسمية "أدب نسائي أو كتابة نسوية" بشكل تلقائي ومن غير عناء لأنها في ذلك الحين لن يكون لها أي معنى.سيحدث هذا في المستقبل البعيد ربما.
-هل كتبت نفيسة التريكي قصيدتها المشتهاة ..؟
*القصيدة المشتهاة هي التي تسكننا ولا تفارقنا مدى الحياة ،في كل مرة نكتبها نقول لا ليست هي ، ونبقى نبحث عنها بين طيات أفكارنا وذاكرتنا حتى ولو عشناها ، القصيدة ” المشتهاة “هي نداء الروح العميقة التي لا تأججه إلا الكتابة،فهي تمنحنا الحياة للبقاء على ناصية الفرح ، كلما ضاقت بنا سبل الدنيا ، نبحث عنها بين طيات الحروف،ربما كتبتها..لكنني أبقى أبحث عنها حتى لا أضيع بوصلة الفرح في حروفي .
هي ذي الشاعرة التونسية نفيسة التريكي التي برز إسمها في أفق الكتابة الإبداعية كواحدة من شاعراتنا التي أثبتت حضورا مميزا من خلال تقديمها نصوصا حملت روحا مدافعة عصرية عن المرأة وهي تعيش همومها الإجتماعية والعاطفية،وسعيها في العيش بجانب الرجل زوجة ، محبة ،عاشقة،عاملة ،وأحد من يحمل تطلعا نحو بناء مستقبل واعد لمجتمعها من خلال حروفها سواء أكانت من جنس الشعر أو-المقال الرائي-الذي برعت فيه عبر تكثيفها للحدث وتقديمه كحكمة بالغة المعنى..
إختتمت حوارها معي بالقول:"
"كل ما اعرفه إنني عاشقة للقلم ،أجيد الرسم بالحروف،ولطالما أسعدني دفء الورق ، وأطربتني خشخشته،وحبر قلمي هو المتنفس لكل ما يجول بخاطري،أما قصيدتي فهي تولد بلحظة ودون مقدمات تجاه تأثر من موقف معين..أتسلق أهداب الليل الحالك،يرهقني صخب الشوارع،وابحث عن باب نهار مشرق لأفتحه.."
أجرى الحوار محمد المحسن

أعلن ان العيون بحر من بحور الشعر بقلم ليلى بوثوري

 أعلن ان العيون بحر من بحور الشعر

عموديا لمن أراد استطاب المقام
فعرف نُظم القصيدة وخطّها بكل اتزان
ونثرا، لمن أراد بعثرة الحروف وصنفها خربشات
أما من تلاعب بالبصيرة فترجمها بالهلوسات
فيارب السماء أرزقنا بعيون صادقات
ما ان نظرنا إليها نقرأها قافيات مترجمات
ليلى بوثوري

يا من أشعلت فى القلب نارا. بقلم محمد كحلول

 يا من أشعلت فى القلب نارا.

و نار الشوق مع الزمن تقيد.
كلما غاب عن ناظرى الحييب.
الشوق إلى ملقاة الحبيب يزيد.
إنّ الفراق وزره عليك ثقيل.
من يتحملّه الآلام عليه تزيد.
كل عاشق له فى الحياة قصة.
هو فيها ذبيح من الوريد الوريد..
لذة العشق حلاوتها مرارة.
تجعل من السيد الحرّ عبيد .
كل من إكتوى بداء الهيام .
تراه مفتوتا بالحسناء شريد..
كتبت العشاق عن لواعجهم .
كما كتب من الشعراء لبيد..
سلطان الهوى سيف مسلّط.
غرس نصله فى القلب حديد .
كيف يعيش من لا قلب له.
بلا إحساس ركيك الذهن بليد.
لا يفهم لغة الخيل و صهيلها..
إلا فارس مغوار للبلاء عتيد.
إذا ما رمت فى الحياة راحة.
إجعل ناظرك للأمور سديد .
داخل البحر لا يغرنّه هدوءه.
البحر غدّار عمقه سحيق مديد.
أهوال الحياة هى بك متربصة.
إنّ لمصائب تأتيك من بعيد .
إحذر مناكب الدّهر و لا تغترّ.
إنّ الزمان يخفى لك كل جديد.
لا تهدر لحظات العمر تلهو.
خيركم من قضاه فى أمر مفيد.
أنا أكتب لكم و لكل مغرم.
خير الكتابة فى الأدب قصيد
محمد كحلول 2021/8/22
Peut être une image de 1 personne et texte

من يريد قتل الرئيس بقلم الكاتب صلاح الشتيوي

 من يريد قتل الرئيس

بقلم صلاح الشتيوي
حروف كل اللغات لن تقدر أن تعبر عن شعوري، تعجز الحروف عن تكوين الكلمات، وتتجمد الأفكار وتصبح رصاصا أصوبه لأعداء الوطن مصاصي الدماء. ماذا أكتب عن من قتل الأبرياء باسم الدين و من يخطط لقتل الرئيس قيس سعيد من هذا الإرهابي الذي يريد قتل الامل فينا ومن معه كن يريد خراب تونس،
اما كفاكم ما فعلتموه بوطني من الثورة المزعومة الى الان كم من شهيد صقط و راح ضحية ارهابكم ،ما ذنب ذلك طفل الذي فقد أباه، و الأرملة التي فقدت زوجها بسبب اجرامكم ، أو الام الحزينة التي فقدت ابنها إلى الأبد ولن تراه، أو أب فقد ابنه وكان سنده وعكازه الذي يرتكز عليه ولن يلقاه، مأ أكتب عن وطن يفقد أسوده تقتلها ضباع؟
تخططون لقتل الرئيس ،لانه كشف الاعيبكم ، اهذا هو الدين عندكم ..دينكم يبيح لكم قتل من لا يتفق مع افكاركم فلاي دين تنتمون
.الاسلام براء منكم فلا تستعملوه لتبرير اجرامكم واعمالكم الدنيئة ..لقد انقلب عليكم سحركم وانتهى امركم.
أنتم أعداء كل الإنسانية أنتم مجرمون عشاق قتل وكارهو الحياة، أنتم تقتلون ا أس وطني غدرًا وهل يقدر حمار على قتل أسد؟ ألم تفهموا أن الشعب لن يقبل بكم مهما ازداد عنفكم وأنه لا مستقبل لكم في وطني أنتم تحاربون شعبًا يعشق الحياة، يا عشاق الحوريات لن تمروا مهما طال الزمن فنهايتكم قريبة. مرضى أجل، أنتم مرضى صناعًا للموت عشاقًا للقتل، إني أسألكم هل أقرت تعاليم الإسلام السمحة ذبح ونحر حماة الوطن كما فعلتم أنتم بشهيد الحرس الوطني التونسي؟
هل غدر مسلم تونسي وقتله كما جرى في هجوم سوسة الإرهابي حلال عندكم؟ وإن قلتم “نعم” فإني أقول لكم أنكم افتريتم على الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعلى كتاب الله وخالفتم تعاليم الدين الكريم الذي أوصتنا بألا نجادل أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن. وإن قلتم “لا” فإني أسألكم ما هي الأجندة التي كلفتم بتنفيذها، ومع من تعملون، ولصالح من تقتلون؟
الأكيد أنكم عملاء وخونة لوطنكم ودينكم، فأينما حللتم أشعلتم النيران وقتلتم الأبرياء الفقراء في سوريا والعراق ومصر وموريتانيا والسودان وتونس والجزائر ولبيا.
مَن يمولكم ويدعمكم و يقع ورائكم؟ سؤال لن تجيبوا عليه؛ فالمشكلة التي تعاني منه أغلب المجتمعات هو التوظيف السياسي للدين، والتدين ظاهرة متواجدة عبر العصور ولم ترتبط بدين معين أو جماعة سياسية بل أخذت عبر التاريخ الإنساني أشكالاً متعددة من الاتهام بالتكفير والزندقة؛ والغاية من ذلك الإيهام بأن هناك مجموعة فاضلة وطاهرة وأخرى خارجة عن الدين بل كافرة وشيطنة الآخر ليسهل عزله والقضاء عليه. فكانت في التاريخ الإسلامي مجموعة يطلق عليها “الخوارج” وكانت تمثل خطرًا على الأنظمة السياسية في ذلك العصر حيث هددت دولة بني أمية.
هل نحارب التطرف الذي أدى لهجمات إرهابية في تونس، آخرها هجوم سوسة الإرهابي بالمدفع الرشاش؟ التطرف الديني هو تجسيد لفكرة خبيثة ولا يمكن محاربة وقتل فكرة موجودة في عقل مريض بمدفع حتى وان كان رشاش أو تجميع الجيوش والقوة.. الفكرة تحارب بالفكرة تحارب الفكرة الخبيثة والعقول المريضة بالفكر السليم النير والثقافة وفهم الدين، وأول عمل هو تفكيك أدوات الفكر المتطرف ومن يدعمه ومن يحميه ومن يدافع عنه، ثم تفكيك مناهج الأفكار المتطرفة بردود وسطية فالفكر الوسطي في النهاية هو الذي سينتصر على الظلام.

(( لا إختيار )) بقلم اسامه صبحي ناشي

 (( لا إختيار ))

لم آعد أتحمل ترقب و إنتظار .....
فإنعمي بالغرور والتكبر .....
فكالعادة .. لم تتركي لي أي إختيار ....
وربما نتفق في شيء واحد.....
أنني واياك لا نجيد ثقافة الإنهيار ....
فكلانا منظومة وكيان وعالم ....
تمتليء كهوفة بأدلة وأسرار ....
وطبيعة وثقافة ....
مرت بعصور ظلام وإزدهار ....
ومراحل كسرت فيها الظهور ....
وفترات استعادة مجد ....
ثم يليها مشاريع لإعادة الإعمار ....
كلانا رغم الحواجز ....
أسس من نفسه قوة إقليمية ....
بها حكام ووزارات وبرمان ....
ومؤسسات ومركز لدعم إتخاذ القرار .....
بداخلنا سيدتي شعوب وطوائف .....
منها العبيد والخدم ومنها الأحرار ....
منها من آثر السلم والطاعة ....
ومنها المتمردين والمحتجين والثوار .....
منها المخلصين لأوطانهم ....
ومنهم من تصدر له المفاهيم والأفكار ....
منهم من له عقل يديره بضمير ....
ومنهم من عقولهم بالشهوات واللذات تدار ....
حتي حروبنا سيدتي كانت غريبة ....
البعض منها تقليدي .. قوة وأسلحة وجنود ...
والبعض تغير شكله .....
واصبح بأنامل وشفرات وأزرار .....
ظننت لحين أني واياك .. كتب ومعاجم ....
حلقات علم ... يدرس بها المغرم ....
مالم تحوية المجلدات والاسفار ....
حقا كنا وجهين لعملة واحدة .....
طلب ورد ... سؤال وجواب....
فضل وشكر ... خطأ واعتذار ....
تأرجحت وإياك علي أكف الزمن ....
فكنا المرح والاحزان ....
والتفاهم والتناقض ....
التقطير ثم الإسراف والإهدار .....
ورسمنا كلا لرفيقة لوحة .....
ووضعناها كذبا في عاصمة العشاق ...
فكانت أبرز معلما في أكبر مزار ....
وصرنا اسطورة لكل من أحب ....
منها تقشعر الجلود .....
وتتسارع القلوب .....
ومنها العقل يندهش ويحار ....
ألهام آننا خضنا معاهدات سلام ....
ومازال بيننا من الدماء بحار .....
نتمني البعد والفراق ....
والعشق يجري بيننا .....
كجريان المياه في ألانهار .....
وإنني لأشفق علي حب .....
يخضع لذوبان الجليد في القطبين....
وتذبذب مؤشرات البورصه ....
وإرتفاع وإنخفاض الأسعار ....
ليتني أجد لتلك الحالة وصف او بيان ....
وكيف أنها باقية في القلوب والأذهان ...
وغريب أنها راسخة بكل تفاصيلها ....
ولا يقترب منها الفناء او النسيان ....
وكأنها وتفاصيلها لوحات فرعونية ....
نقشت وعلقت في كل الأركان ....
او أنها الغاز وجدت في كهوف من عصور ....
ويشك فيها العاقل انها من صنع إنسان ....
او أنها إنطباعات نفسية.. تظل تذكرها ...
فلا تنتهي بمجرد مغادرة المكان .....
لا تتعب نفسك يا صاحبي .....
فأنا وهي سر ...
لا يصح معنا الفهم السريع ....
بل وسنظل واقع مبهم بلا معطيات ....
ليس لك فقط .. بل للجميع ....
فلا تتعجب ولا تندهش ....
فنحن ظاهرة من كثير.. في كون بديع .....
فيه شخص بثمن يشتري....
واخر بنفس الثمن .. يبيع .....
اسامه صبحي ناشي
Peut être une image de nature, océan et ciel

(( لماذا أقولُ الشِّعر؟)) بقلم الشاعر مصطفى يوسف إسماعيل الفرماوي القادري

 (( لماذا أقولُ الشِّعر؟))

ﻻ ﻏَﺮْﻭَ أنِّي أقولُ الشِّعر مِنْ صِغَري
فإنَّ وِلْدَ قُرَيشٍ أفصحُ العَرَبِ
وإنَّني عَلَوِيُّ الأَصلِ - دُونَ مَشِي
ئَتي -ويُورَثُ قَولُ الشِّعرِ بِالنَّسَبِ
أقُولُه فِطرةً مِن بَوحِ عاطفتي
ما عَمَّ مِن بهجةٍ فيها ومِن غَضَبِ
(البحر البسيط)
ﻻ ﻏَﺮْﻭَ : ﻻ ﻋﺠﺐ.
الشاعر مصطفى يوسف إسماعيل الفرماوي القادري