الاثنين، 4 مارس 2024

رسالةٌ مِن تحتِ الدِّماءِ بقلم محمد حميدي

رسالةٌ مِن تحتِ الدِّماءِ
---------------------------
إنْ كنتَ رغيفي ساعدني كَي أقترِبَ مِنكْ
أو كنتَ مُضيفي ناوِلْنِي كِسْرةً تتحدثُ عَنكْ
اشتقتُ للخُبزِ فعلِّمْني ألَّا أشتاقْ
علِّمْني كيفَ أجْمَعُ الطحينَ مِن الآفاقْ
علِّمْني كيفَ يموتُ شُعورُ الجَائِعِ الدَّفَّاقْ
علِّمْني أنَّكَ قد هُجِّرْتَ مِن الأسواقْ
يامَن صورتَ لي وَجهَكَ كطَيفٍ مَرْ
وطَيفُكَ إنْ مرَّ بي ما فيهِ مُرْ
أتعلمُ أنكََ من شهرٍ لَم تَلمِسْ شَفَتَيْ
وأنِّي لَم ألمحْ هذا الوجهَ بِعَينَيْ
إنْ كنتُ أعُزُّ عليكَ تعالَ إلَيْ
فأنا جوعانُ مِن رأسي حتَّى قدَمَيْ
لَو أنِّي أعْلَمُ أنَّ الخُبزَ خطيرٌ ماجِعِتْ
لَو أنِّي أعْلَمُ أنَّ الخُبزَ ماتَ لَاستَرْجَعَتْ
لَو أنِّي أعْلَمُ أنَّ الخُبزَ مُضِرُّ لَلَزِمتُ البيتْ
لَو أنِّي أعْلَمُ أنَّ الخُبزَ مُمِيتٌ ما كنتُ أتَيتْ
الخبزُ الأحمرُ يُناديني بَعدما أشفَقْ
وأنا مِن جوعِ أطفالي ماعُدتُ أنطِقْ
أَاُقبلُ إليهِ ورصاصُ الغادِرِ يُطلَقْ
والدماءُ بحرٌ وأنا ما عندي زورقْ
أسرعتُ إليه والجِسمُ بِرصاصٍ يُخْرَقْ
أسرعتُ إليه ولَم أدرِ أنِّي بِدمي أغرقْ
أغرق .. أغرق .. أغرق
عِندَ الدوارِ والمَفرَقْ
يارغيفي ياحُبي مِن ماضي العُمرْ
تركتُ أولادي الجَوعى يقتاتُون الصَّبرْ
مَن يأخذُ إليهم رغيفاً بعد اليومْ
من يَطْعِمُهم كِسْرةً تَكْسِرُ طولَ الصومْ
لَو أنِّي أعْلَمُ أنَّ الخُبزَ خطيرٌ ما جِعتْ
لَو أنِّي أعْلَمُ أنَّ الخُبزَ ماتَ لَاسترجَعتْ
لَو أنِّي أعْلَمُ أنَّ الخُبزَ مميتٌ ما كنتُ أتيتْ
قد بِتُّ شهيدَ الخُبزِ والعالمُ مِن حولي مَيْتْ
والعالَم من حَولي مَيتْ
عذرا نزارْ
إنِ استعرتُ بعضَ الأشعارْ
فأنا أُقْتَلُ ليلَ نهارْ
بالرصاصِ أو بالردمِ تحتَ الأحجارْ
وأذوبُ حيناً بالنارْ
ويموتُ بَعدي الصغارْ
مولايَ لُطفاً بالأقدارْ
محمد حميدي
Peut être une illustration de texte

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق