أمي
أمي الغالية يا حتة مني يا أنا
كيف أنساك وروحك الطاهرة تجانب كياني
وكلماتك تطرب أذني
وحكمك تنير عقلي الصغير الفتي
وخياك يضفي على نفسي فرحة لا توصف
وماؤك وعصيرك أرتوي بهم وأناطح بهم السحاب
كشرب ماء الحياة !!
عيونك راضية قانعة
رموشك تأذبني دون أن تتكلمي
فمك يغدق علي شهذا
مازالت عذوبته تسري في نسمات حلقي وفمي
دندنتك لي وربتك على كتفي :
نيني مومو
تايطيب أعشات أمو
كنت أهواها
أنام على كلماتها وأبتسم لك معلنة لك ؛ عن ألف شكر وشكر
لك يا ينبوع العطف والحنان .
أمي حملتني 9 شهور في بطنك ما بكيت ولا تأففت
كنت حنونة طاهرة تنتظرين مقدمي
وعندما حان اللقاء ؛ احتويتيني بيديك الكريمتين وبتذيك الحلوب أرضعتني . فنسيت صحتك ونفسك ووقتك وسنين شبابك.. حاضرة في خدمتي ؛ ما أعلنت العصيان والتمرد يوما ما ..
ولا ابتعدت أو تذمرت
كلماتك المباركة : اذهبي الله يرضي عليك يا سليوة
مازالت قابعة في روحي وفي فكري وقلبي .
ألثم يديك المتجعدتين وأقول : أنا سبب هلاكك
سامحيني أمي
تردين : لا ..لا .. ولو ..
بكل حب وميمونية صغيرتي
لا تبكي سلوتي
أنا هنا من أجلك
لك ومعك دوما
ولن يفرقنا إلا الموت ؛ وكان قدر ربي مكتوبا ومقضيا
ورحلت روحك العفيفة لسبع سماوات .
طار عقلي وحزن قلبي ؛ وبكت روحي قبل مقلتي
أسكفت عليك أماه الدموع دما
آه يا أمي رحلت فرحتي وسعادتي دونك
لم أعد أجد صدرك الحنون ؛ الذي كان يعانقني ويجبر بخاطري . ويصالحني مع نفسي !
ضعت يا حبيبة قلبي وروحي ؛ في هذه الحياة الضاربة
الكل يريد أن ينال من إنسانيتي
إنهم قهرة الزوج والأولاد والزمان ..
حتى وإن أعطيت لعائلتي أصابعي شموعا
فانهم لا يكثرتون البتة
ضاعت دونك القيم والمحبة والتضحية والصبر
الحمد لله أنك رحلت ؛ آمنة مطمئنة وسعيدة ؛ لكي لا تري أوجاع السنون وغذر الأحباب والجيران ؛ وكل المعاصي والعلل والآثام والشرور .
أحبك المولى القدير فلبيت النداء
- سبحانك ربي عما يصفون -
فألف رحمة تنزل عليك
يا ست الستات وياست الكل
الجنة تحث قدميك ماما الجميلة
ماما أطيب خلق الله
انتظريني وحشتيني .. وحشتيني ..
سآتي قريبا لأراك ؛ وأمكث معك في جنان الخلود
أمي .. ثم أمي ..
إلى آخر يوم بعمري .
الأديبة والشاعرة د. سلوى بنموسى
المملكة المغربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق