لا رغبة لي بالاحتفال
الثامن من مارس
لا رغبة لي بالاحتفال هذا العيد
لا انتصارات لنتوجها في ثلاث وعشرين
سنين عجاف مرت علينا نحن النساء
الزمن في بلادي يدفعنا إلى الوراء
في غمرة التوهم أننا تقدمنا كثيرا
وحققنا عديد الانتصارات
سارت بنا الدنيا القهقرى
رفعنا رؤوسنا فوقا
نتأهب لنقطف زهرة
لم يعد يفصلنا عنها سوى بضعة أميال
أفتح المذياع:
" تئن جروح النساء
تنبعث روائح جثثهن
خنقا وحرقا و اعداما بالرصاص
في بيوت سوروها ب "لا"
أثثوها بالصبر على الابتلاء
طأطأة الرأس للريح
والعودة بعد الجراح
ركونا لظل حائط لن يستقيم
حتى تخرج الروح حرة طليقة كالحمام ..."
تمتلئ سماء بلادي بأسراب الطيور
تلقي علينا وهي راحلة نظرة عتاب
ترمينا بسؤال من جمر
لماذا نقتل وبأي ذنب
يقف الراعي عاجزا عن ردع الذئاب
عن زرع عيون الحمام فيهم
لينبت فيهم الانسان...
الزمن في بلادي يمشي إلى الوراء
تخرج النساء عاريات مما اكتسبن في الإنتخابات
يهمشن في دستور لا يقيم لهن وزنا
يضمهن مع الشيوخ والأطفال
متى يتخطين الطفولة ويصبحن شباب...
حين ينبت لهن شارب
سيتوقفون عن قتلهن بتهمة أنهن نساء ...
في بلادي لم نحقق لسنوات خلت انتصارات
نجتر القديمة منها
ونعد أسراب الطيور الراحلة
لأرواحهن السلام
في هذا العيد أنا حزينة
أوقفوا نزيف النساء.
بسمة الجريبي تونس
8 مارس 2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق