الجمعة، 15 مارس 2024

هَذَا مَقَامُ الْعَارِفِين بقلم د.حسين موسى

 هَذَا مَقَامُ الْعَارِفِين

بقلم د. حسين موسى
أَيُّهَا اللَّاهثونَ خَلْفَ الثَّقَافَاتِ مِنْ أَيْنَ نَبْشُتُمُوهَا؟
وَجَلَبْتُمُوهَا وَهِيَ تُعَانِدُ فِي الْإِنْسَانِيَّةِ الْمِشْوَار
أَمِنْ أدْرَاجٍ مُغْلَقَةٍ وَادَّعَيْتُم كَمَا الشَّيْطَانُ
على مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَأَصْبَحْنَا بِشَرْعِكُم أَشْرَار ؟!
فَالثَّقَافَةُ نَبْتُ حَضَارَةٍ وَإِنْسَانِيَّةٍ وَتَارِيخ ٍ
امْتَزَجَتْ وَكَانَتْ عُصَارَتُها مِنَ اللهِ إخْبَارا
الثَّقَافَةُ فِي مُهَادَنَةِ الْوَلِيِّ وَنُصْرَةِ ظُلْمِهِ وَأَنْتُمْ
تَعْلَمُونَ شَرْطَ الْوِلَايَةِ وَماعَلَيْهَا وَالْمَسار
فَإِنْ ادَّعَيْتُمْ ِفِي تَفْسُيرِكُمْ للقُرْآنِ زُورًا
تُحَرِّفُونَهُ لِتَشْتَرُوا الضَّلالَةَ فَعَلَيْكُمْ الْأَوْزَار
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ لَيْسَ بِغَافِلٍ عَنْكُمْ وَلَهُ جُنْدٌ
يُسَخِّرُهُم لِيَكُونُوا فِي حِلْكَةِ لَيْلِ الظُّلْمِ أَنْوَارا
فَالْحَقُّ وَإِنْ طَالَ لَيْلُهُ لَابُدَّ مِنْ فَجْرٍ يَطْلَعُ عَلَيْهِ
وَتِلْكَ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا لَهَا إنْكَار
قُلْتُمْ أَنَّ فِلَسْطِينَ سَيُحَرِّرُهَا جَيْشٌ عَرَبِيٌّ
وَطَالَ الِانْتِظَارُ وَلَمْ نَرَ ذلكَ الْجَيْشَ الْجَرَّارَ
تَمَاماً كَمَا أُمِرْنَا يَوْمَ تَدَخَّلْتُم بِنَكْبَتِنَا اُخْرُجُوا
لِيَوْمَيْنِ بِتَأرِيخِكُم وَكَانَتْ بِتَارِيخِنا أَعْمَارا
فَوَلَّيتُم مُدْبِرِينَ وَتَرَكْتُمُونَا لُقْمَةً سَائِغَةً بِيَدِ
الْعَدُوِّ وَعِصَابَاتِه وَأَصْبَحْنَا خَبَراً فِي الْأَخْبَار
فَلَا يُلْدَغُ مُؤْمِنٌ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ أبَداً رُغْمَ
تِكْرَارِ المَجَازِرِ فِينَا سَنَلْزَمُ بِأَمْرِ اللهِ الدَّارَ
إِنَّنَا شَعْبٌ اللهُ مَوْلَاهُ تَزَوَّدْنَا بِحُبِّهِ وَبِطَاعَةِ
أَمْرِهِ وَيَقِينُنا بِنَصْرِهِ لَنَا اتَّخَذْنَا بِغَزَّةَ الْقَرَارَ
وَكَانَ التَأْيِيدُ وَالنَّصْرُ مِنَ اللهِ بَائِنٌ حَقّاً
وَلِأَنَّهُ كَذَلِكَ زِدْتُمْ فِي حِصَارِنا وَبِإِصْرَارٍ
فَالْقَادِمُ سَيَكْشِفُ زَيْفَ التَّآمُرِ وَمَنْ خَذَلَ
فِلَسْطِينَ وَلَمْ يُقِمْ لِتَعَالِيمِ اللهِ أَدْنَى اعْتِبَار
وَاَللهُ مُتِمُّ نُورَهُ وَلَنْ تُطْفِئُوا نُورَه بِأَفْوَاهِكُمْ
وَمَا كَانَ لِمَخْلُوقٍ أَنْ يُعَانِدَ أَمْرَ اللهِ وَالْأَقْدَارَ
وَإِنِّي أُبَشِّرُكُمْ بِبُؤْسِ ثَقَافَاتِكُمْ بِأَنَّ فِلَسْطِينَ
وَعِبادَ اللهِ سَيُحَرِّرُونَ الْعَرَبَ مِنَ الْأَشْرَارَ
فَكَمَا قَلَبَتْ النَّكْبَةُ الْأَكْنَافَ وَمَا حَوْلَهُمْ سَيَكُونُ
لِغَزَّةَ كَفَضْلِ الشَّمْسِ عَلَى الْأَرْضِ وَالْأَقْمَار
وَلَنْ تُعَيَّرَ غَزَّةَ أَنَّ كَثِيرٌ عَدِيدَكُمْ، مَعَاذَ الله
فقَدْ نُزِعَ الْغِلُّ مِنْ صُدُورِهِمْ وَبَأْسُهُمْ مُخْتَار
وَمَنْ يَخْشَى اللهَ فِي حُدُودِ كِتَابِه اخْتَارَه رَبُّ
الْعِبَادِ لِيُبْلِغَ بِهِ أَمَرَهُ وَيُكْمِلُ بِالدِّيْنِ الْمِشْوَار
فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ لَهُ مَعَهُمْ سَيْفٌ أَوْ غَزْوَةٌ
أَوْ دَعْوَةٌ أَوْ أَغَاثَهُمْ فَأجْرَهُ عِنْدَ اللهِ مِنْ الْأَخْيَار.
.
د.حسين موسى
كاتب وصحفي فلسطيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق