فناء
إذا هتكَ اللَّيلُ نورَ السِّراجِ
وراحَ الضوءُ يخبو
إذا اشتدَّ السَّوادُ
لا تخفْ
فأصابعُ الحنينِ
ستبقى
تلامسُ ضوءَ القمر
هو خافتٌ
لأنك لن تكونَ بحاجةٍ
إلى تخمةِ الأضواء
كي تلمعَ كما نجمة في السّماء
إذا سُدَّتْ منافذُ اليقينِ
وشعرتَ بالاختناق
لا تخفْ
فرَغم السّدودِ
ستنبتُ زهرةُ ياسمين
وحين اللّاجدوى يعرقلُ الخطواتِ
وتكثرُ في دروبِكَ العثراتُ
اعلمْ أنّكَ وحدَكَ منْ سيردمُ الحفرَ
تفاءلْ
فإذا أضعتَ وجهتَكَ
واختلطتْ عليكَ الحواسُّ
لا تخفْ
كلُّ الحواسِّ لكَ سترتهنُ
اللونُ ستذوقُهُ خمرةً...
وأنتَ تنظرُ إلى تشابُكِ المسافاتِ
في الأفقِ البعيدِ
الحلمُ لن تراهُ بلْ ستلمسهُ
حريريَّ الشَّذا
والصوتُ إنِ اختفى
صداهُ سيحفرُ في قلبِك
أجملَ الذكريات
كي تكونَ بخير.. احلمْ
الحلمُ سيبقى يقِظًا
كي لا يغدِرَ به اليأسُ
إن وجدتَني على شاطئِ الأحلامِ
أتأمَّلُ
لا تقلْ إنها عاشقةٌ
حتّى التأمُّلُ يأخذُ منحًى آخرَ
السُّفنُ الماخرةُ قد تعتزلُ الإبحارَ
إن تركتْ في كل رحلةٍ لها
أثرا لذكرى بائسةٍ
لصورةٍ مهزوزة
لدمعةٍ حارقةٍ
احلمْ ...ولا تيأس
امخرْ بسفينةِ الأملِ
الحلمُ طريقٌ إلى النّورِ
لذا لا تستغربْ
لِمَ اقتصّتْ منّا الأحلامُ
لمَ حلمنا لم يعد يتعدى
شراءَ كسرةِ الخبزِ
لا تستغرب
لِماذا أمسينا حينها
غارقين بالظّلامِ.
سامية خليفة/لبنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق