الاثنين، 4 مارس 2024

حكاية بيت بقلم د. أسامه مصاروه

 حكاية بيت

وأخيرًا باعوا كلَّ الزيْتْ
وَبفضلِ الربِّ أقاموا البيْتْ
فالابنُ الأكبَرُ منْتصرُ
من قبلِ سنينٍ ينتظرُ
فخطوبَةُ منتصرٍ طالتْ
والناسُ كذا وكذا قالتْ
وخطيبتُهُ أيضًا تشكو
ويساورُها ريبٌ شكُّ
فزواجُ البنتِ بلا مسكنْ
أمرٌ مرفوضٌ لا يُعلنْ
والأهلُ كما يبدو الأمرُ
يغشاهمْ ذُلٌ بل فقرُ
فقليلٌ من شجرِ الزيتونْ
أحيانًا لا يُعطي فيخونْ
والأهلُ يعيشونَ الضنْكا
وظلامُ الغاصِبِ ما انفَكا
ما بينَ حصارٍ أو قطْعِ
أوْ حظرِ خُروجٍ أوْ منْعِ
ساءَتْ أوضاعُ جميع الناسْ
حتى حلقوا ويْلي بالفأسْ
صبرًا صبرًا يا منتصِرُ
فمآسيكمْ قد تنْحسِرُ
فالبيتُ أخيرًا قد قاما
والخيرُ سيعلو ما داما
لا تحزنْ عُرسُكَ يقْترِبُ
والظلمُ سيذوي والتعبُ
من حقِّ الشعبِ إذا ثارا
أنْ يبنيَ في الوطنِ الدارا
مهما ازْدادتْ أعدادُ الْجيشْ
والْقَتْلى مِنْ أعمالِ الْبَطشْ
وأخيرًا حُدِّدَ يومُ العُرسْ
ليزولَ النَّحْسُ وَيخبو اليأسْ
لمْ يبقَ مجالٌ للتأجيلْ
أوْ للتفصيلِ وللتأويلْ
فالعُرسُ أخيرًا سوفَ يُقامْ
في ساحِ الدارِ بكلِّ نظامْ
بدأ الأهلونَ كما الأحبابْ
بليالي العُرسِ معِ الأصحابْ
وعريسُ الليْلَةِ بيْنَ الْكُلْ
يتراقصُ معْ دقّاتِ الطَّبلْ
وَبِلا إنذارٍ أيًا كانْ
قصفوا هدموا كلَّ الْبُنيانْ
وَكأنَّ الناس فقطْ أشكالْ
بِقُرونٍ أنيابٍ أذيالْ
همُ حتى أدنى مِنْ إنسانْ
بلْ أدنى قالوا مِن حيوانْ
يا ربَّ العزَّةِ أينَ العدلْ؟
في هدْمِ الْبيْتِ وَقتْلِ الأهلْ
سُحقًا لحقودٍ وَغْدٍ نَذْلْ
بُعْدًا لمريضٍ بل مُخْتَلْ
د. أسامه الاء مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق