قراءة متواضعة في قصيدة " من أنا " للشاعر اليمني * أسامة الرضي*
التي حلق فيها في ركب طلاسم ايليا أبو ماضي
باحثاً عن ذاته بل ذاتنا كلنا التي تناهشتها نيوب شتى فذهبت مزقاً بين شتات و تناثرت و عز عليها راتق يرتقها بخيط أمل فتحملت غرز الابر بلا خيط يضم نزيفها... القصيدة نُسجت بحرفية بين متضادات أظهرت حسن بعضها تسمع فيها صهيل خيل الصمت و من دجى الليل يرسم خيال من يسامره بحوار طارق ليل عارف بخبايا نفسه واثق مما يقول
" و يسألني بعنف من أنا يا...؟ "
سؤال العارف يضني شاعرنا فيرى مقتله بها ليهرب باحثاً عن نفسه لعله يجدها في حضن مرآة
ليخاطب خيال ذاك العربي المغلوب على أمره
"أيسألُ من أنا؟
وأنا سؤالٌ
تُذَيّلُهُ القنابلُ والشظايا"
ليتجاوز بتضاداته حاجز الابداع بجوابه لخيال الليل
"أنا طِفلٌ وعُمري ألفُ عامٍ
وليدُ غدي وأسكُنُ في صِبَايا"
ليجمع استمرارية الماضي و الحاضر و المستقبل في رحلة البحث عن الذات
"أُفَتّشُ داخلي عنّي
فأحبو..
إلى أمسي
ولا ألقى خُطايا"
و هي رحلة غلب يأس الواقع عليها
"أنا الموؤودُ في رَمْسِ الأماني
أنا حُلمٌ تُغازِلُه المَنَايا"
هنا يفرض حال البلاد وقعه و تتوارى الأخيلة ليظهر الوطن الذبيح
"أنا وطنٌ تُؤرّقُه دُمُوعٌ
جفافُ الأرضِ يُسقى مِنْ بُكايا"
ليتابع بعدها نزف الحرف في حداء الوطن
"أنا نجمٌ تُؤرّقُهُ الليالي
أنا رُكْنٌ حبيسٌ في الزوايا"
ثم يتجلد بعض الصبر و يجيب على من أنا!؟
"أنا عنّي فَقِيْدٌ لَمْ أجِدْني
وتحمِلُني كما طفلٍ يدايا"
حقيقةٌ.. تتقزم اي قراءة أمام هذه اللوحة الساحرة
فالقصيدة فيها من الدر لكل غواص محترف و ما انا الا هاوٍ يغريه رمل يم بديع
القصيدة كاملة 👇
من أنا
خَيَالُ الليلِ يسكُنُ في رُؤايا
وخيلُ الصمتِ تصهلُ في دُجايا
صُراخُ الآهِ يصخبُ مِنْ شِفاهي
وكلُ الحُزْنِ يُخلقُ مِن أسَايا
سؤالٌ كشّرَ الأنيابَ نحوي
ويسألُني بِعُنفٍ،
مَن أنا يا ...؟
يُعاتبُني ويُضنيني ب ماذا!
ويسألُ منْ أنا ولِمَ عنايا
يُحاولُ مقتلي ويُريدُ صلبي
فأهربُ نحو أحضان المرايا
أيسألُ من أنا؟
وأنا سؤالٌ
تُذَيّلُهُ القنابلُ والشظايا
أنا طِفلٌ وعُمري ألفُ عامٍ
وليدُ غدي وأسكُنُ في صِبَايا
أُفَتّشُ داخلي عنّي
فأحبو..
إلى أمسي
ولا ألقى خُطايا
أنا جَفْنٌ ضناهُ الدمعُ نعياً
أنا الطوفانُ يَعْبُرُ في حشايا
أنا الموؤودُ في رَمْسِ الأماني
أنا حُلمٌ تُغازِلُه المَنَايا
أنا ابنُ الرّيحِ
والأمطارُ أمي
وخلف الغيمِ تمطِرني الحَكايا
أنا وطنٌ تُؤرّقُه دُمُوعٌ
جفافُ الأرضِ يُسقى مِنْ بُكايا
أنا لونٌ سماويٌ حَرُوْنٌ
أُكابِرُ أنْ أعيش بِلا سمايا
أنا نجمٌ تُؤرّقُهُ الليالي
أنا رُكْنٌ حبيسٌ في الزوايا
أتَعْرِفُنِي
لِتقرأ صَمْتَ بَوْحِي
أتُدْرِكُ ما تُخبّئُه شِفايا؟!
أنا عنّي فَقِيْدٌ لَمْ أجِدْني
وتحمِلُني كما طفلٍ يدايا
أواري داخلي أوجاع قومي
وأحمل فوق أكتافي الضحايا
خفافيشُ المساءِ تنالُ صُبحاً
وصُبْحي ماتَ حُزْناً في مسايا
الشاعر اليمني أسامة الرضي
كل الشكر على هذه اللفتة الكريمة منكم
ردحذفاكرمتم حرفي جزاكم الله خيراً