تَدورُ حَيارى في السَّماءِ الْبَلابُلُ
تُساءِلُ أَيْنَ النّاسُ أَيْنَ الْمَنازِلُ
وَأَينَ الشَبابيكُ الّتي كانَ عِنْدَها
يُرافِقُ شَدوي في الصَّباحِ التَّفاؤُلُ
وَأَسْكَتَ صَمْتُ الْمَوْتِ صَوْتَ حَياتِهِمْ
وَمَنْ لَمْ يَكُن في الْمَيِّتينَ فَذاهِلُ
أَحلْمٌ يَرى أَمْ ما يَراهُ حَقيقَةٌ
سُؤالٌ بِشَكٍّ وَالدُّموعُ هَوامِلُ
فَيَقْطَغُ طِفْلٌ بِالْأَنينِ شُكوكَهُ
تَلوحُ لَهُ بَينَ الرُّكامِ أَنامِلُ
فَلا قالَ فيهِ الْمَوْتُ فَصْلاً يُريحُهُ
وَلا الْعَيْشُ فيهِ قَوْلَهُ الْفَصْلَ قائِلً
فَضاقَتْ بِهِ الْأَيْمانُ مِنْ هَوْلِ ما رَأَى
وَضاقَتْ بِهِ مِمّا رَأاهُ الشَّمائِلُ
فَما كانَ مَوْجوداً سِنيناً فَإنّهُ
بِبِضْعِ ثَوانٍ بِالَّذي فيهِ زائِلُ
وَمَنْ كانَ مَشْغولاً بِعَيْشٍ فَلَمْ تَعُدْ
لَهُ غَيْرَ أَسْبابِ النَّجاةِ شَواغِلُ
عَراءٌ وَبَرْدٌ حامِلٌ سَوْطَ صِرِّهِ
تَنالُ الْأَذى مِنْهُ الجُسومُ النَّواحِلُ
فَيا رَبِّ كُنْ عَوْناً لَهُمْ في مَصابِهِمْ
فَلَيْسَ لَنا غَيْرَ الدُّعاءِ وَسائِلُ
وَحُفَّ الّذي قَدْ ماتَ مِنْهُمْ بِرَحْمَةٍ
وَشافِ جَريحاً لِلْحَياةِ يُحاوِلُ
أحمد المنصور العبيدي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق