أجراس الحنين/ناريمان معتوق
الحزن على وفاة شخص،
كان يعني لنا الكثير في يوم من الأيام
كان السند والأمل،
كان في يوم من الأيام كلمة حق تقال
فالحزن لا يغير شيئاً دائماً وهناك طرق لتخطيه
نحاول عدم الوقوع فيه ولكن دون جدوى
لتشفى صدور آمنت وأيقنت إنا لله وإنا إليه راجعون
علمت أننا لها ذات يوم
لذلك تراني أظهر بعد كل حزن يصادفني بأقنعة
ألبس على وجهي أقنعة كثر
لتراني كما أريد لا كما أنت تريد
فالحزن دائماً بالقلب أعمق وأشد أثراً
أحياناً نختبئ خلف الوجوه وأحياناً أخرى تعاتبنا
ترى كم مدى محبتنا التي نكنها لفقيدنا الغالي
لكن أعلل لنفسي لا للآخرين
سبب الحزن المتجذر داخلي
إن كان من فقدان
أخ،
وأب،
وإنسان عزيز على قلبي،
وكل شخص كان له معزة وحب في قلبي،
فالحزن أخذ مأخذه والدموع تلاشت
والموت لم يك سوى وسيلة للخلاص للبعض
من عذاب المرض وتشبثه بالجسد النحيل
أم من التعب الداخلي لتنتهي قصة ورحلة العذاب تلك
لكن بما أن الله يختار دائماً الأفضل
دائماً من نشعر بهم بأنهم كانوا سبب السعادة والهناء ووجودهم معنا كان لنا معنى للحياة وأكثر
لذلك أقف أتفكر وأعلن
لكن من الأجدر أن الحزن لا يتخطى الملامح،
ليبقَ فقط في الداخل،
فالحنين الجارف لشخص عزيز على قلبنا
هو موت بطيء يفتت الأضلع
كما لرغبة عناقهم قبل الرحيل شعورٌ آخر
ومن فقدناهم ولم يك لهم موعداً مع الفراق
رحلوا قبل كلمة الوداع الأخير لكن الوداع
دائماً يذبح،
يقتل،
يجرح بسكين الوقت والانتظار وبممر الذكريات،
نتقبل الواقع وما نشعر به
وأن الخلاص من التعب الجسدي
أو المرض
أو حياة البؤس تلك لا بدّ أن تنتهي
وهي لم تك سوى بيد الله فهو أعطى ثم أدهش وأخذ
بسم الله الرحمن الرحيم
كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ[الرحمن(26)(27)]
نتحمل كل الألم والعذاب
والمعاناة
وترحل معها الذكريات الحلوة والمؤلمة والحزينة
وما زالت تدق أجراس الحنين
تدق تفاصيل يومنا بمطرقة الألم
وبعدها باب الشوق
لكن الحياة لا بدّ أن تستمر
كما لتعلن أن الحياة ما هي سوى ممر لحياة أفضل
نعم حياة أفضل.....
لذلك لن نتألم،
لن نحزن،
ولن تجرحنا الغربة والأحزان
لن تقيدنا ظنون البعض
ولن تحرمنا لذة النوم
فهنيئاً لكم أيها النائمون في جوف الأرض
راضين بما كتب الله لكم
فإن الأحياء فوق الأرض قد ماتوا....
(أجراس الحنين)
ناريمان معتوق/لبنان
6/2/2023
7:01ص

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق