الجمعة، 10 فبراير 2023

طفولة تحت الإسمنت بقلم الكاتب جلال باباي (تونس)

 طفولة تحت الإسمنت

جلال باباي (تونس)
☜ترحما على ضحايا الزلزال في سورية وتركيا.
متى تلتئم أجزائي النائمة ؟
من ينبت الماء بين مفاصلي ؟
وعلى أيْ درب يحطْ غيث الشتاء الطٌروب؟
سأكسوه نصفي اليتيم
حين تزهر شقوق الصخر
وتدمع قرنفلة مهملة تحت النخيل
فمن يضفر
بشطر وجهي عالق
في الجليد برغم الحروب؟
متى أحتكم إلى باب الخلاص؟
و دماء الجرح عنيدة
كئيبا ، اصرخ وسط جثث أطفال
وأضمٌني إلى ارض الشام
قد انهكتها الكروب
الا تكفيها الخطوب ؟
يكفني الموت قهرا
أو الرحيل ظلما
في قيامة بلا ذنوب
قد استفحل في الاماكن
الجوع والصقيع
وبعثر غضب الارض طلوع الشمس
ضيٌعتها تحت الإسمنت
طفولة ترثي حلمها المنكوب
وشتٌت صياح الثكالى
صمت الأزقة الرهيب
تراها قد تاهت تحت الركام
أغاني العندليب
ظلٌ ثابتا عند موعده
آذان الغروب
اين بيوتهم
اين الأهالي و البنيٌة؟
اين دفتر الهويْة ؟؟
تاريخ ميلاد الدمشقية ؟
وتاريخ وفاة الشهيد الغريب
هناك دخان في حلب
و ناطحات الدير في اللاذقية
قد اغتالتها زلزلة الجنوب
ربٌما يطلع عصيٌا
بين شقوق الإسفلت
عطر القلوب!!
لأرواح الذين رحلوا
سلام، خلود بين أضلع الإسمنت
تلك قوافي الشعراء
تمجٌد الغياب وتطال السحاب.
١٠ فيفري ٢٠٢٣

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق