الاثنين، 13 ديسمبر 2021

ليلة عيد الميلاد/نريمان همامي/جريدة الوجدان الثقافية


 ليلة عيد الميلاد

مرّتْ ليلتي هذه عكس كلّ الليالي ، كانتْ أكثرها اشتياقا و حنينا و لوعة ، انتظرتُ بفارع الصبر أن يهاتفتي مثلما تعوّد في هذه المناسبة ليهنّئني و يغدق عليّ شذى همسه و رحيق كلماته ، و لكن دون جدوى ، لم يفعلْ هذه المرّة فلم يتّصل بي و لا أدري السّبب .
التجأتُ إلى قلمي و أوراق دفتري و كأنها بلسمُ آلامي و رحتُ أبثّ لها ما في داخلي من معاناة و وجع حتى أصمد أمام أحاسيسي ، ظللتْ أتحسّر عن موعد ضاع بين فجوات النسيان و رددْتُ السّبب إلى لعبة القدر و كأني ألْقى له عذرا ، حتْما لم يتصلْ بي ، لأنه مرتبط بعمله و أنا أعرف مدى التزامه كلما غاص في تفاصيل شغله ، لهذا أدّعي أن لا ذنْب له .
بدأتُ أخطّ على بياض الورقة بالحبر الأسود أحاكي حزنا يرتسم على الصّفا ، و مع كل حرف حرقة ٌيكتوي بها القلب فأبكي طويلا و تنهمر الدموع لتروي ضمأ الورقة المسكينة و هي تكتوي بلهيبي ، فأدعو القدر ليغفر لي ذنوبي .
هزّني البكاء طويلا و ظلّتْ دموعي تنهمرُ زخّاتٍ ، وآنهرْتُ لا أقدرُ على أن أغالبَ ضعفي و سقمي كصخرة خرّتْ فجأة و لم تصمدْ ، فتفتّتتْ و ذابتْ ثمّ آختفتْ تُعلنُ خاتمتها .
استغفرتُ اللّـه و تنهّدتْ طويلا ، طويْتُ أوراقي وأغلقتُ دفتري ثم أسرعتُ إلى فراشي أستجدي نوْمًا هادئا .
بقلمي
نريمان همامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق