لغة راقية [ 26 ]
مقال
ما منا من أحد إلا يخوض حربا - بشكل أو بآخر - فينتصر أو ينهزم، فإن أحسن و أتقن الواحد منا استعمال أدواته و أحسن و أتقن فنون المواجهة فقد انتصر، و إن أساء و فشل الواحد منا في استعمال أدواته، و لم يحسن و يتقن فنون المواجهة ! فقد خاب و خسر و انتكس.
□□□
إن الخسارة أو الفوز لا يتوقفان على نتيجة معركة وقعت، بل يمتدان إلى مرحلة ما بعد المعركة و ما يكون من شأن الإنسان فيها إذ يحول الخسارة إلى فوز أو يحول الفوز إلى خسارة و ذلك وفقا لسلوك راق أو سلوك قبيح يصدر عنه عقب انتهاء المعركة
و كم من فائز سلك سلوكا أرعنا حاد به عن جادة الصواب و باء بعد فوزه بخسران مبين!
و كم من خاسر احتوى خسارته بإيمان و تسليم و سلوك هادئ رزين تحولت معه خسارته إلى فوز مبين، و العبرة بالخواتيم.
□□□
أيها الأحباب:
في مرحلة ما بعد المعركة تتدخل العناية الإلهية انتصارا لمظلوم و انتقاما من ظالم، فتدفع الذي فاز بقوته الغاشمة كي يسلك سلوكا أرعنا يكون سببا لقصم ظهره بيده ( ولا يظلم ربك أحدا ) [ الكهف49]
و تتدخل العناية الإلهية فتدفع المقهور المظلوم كي يعمل بما يقتضيه تمام الإيمان و التسليم فيتحول قهره إلى نصر عزيز و فتح مبين.
و من شاء منكم فلينظر إلى تأريخ الأمم و الأفراد فيجد فيه مصداق هذا القول
- وكتب: يحيى محمد سمونة -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق